الله يحب أن تؤتى رخصه
(عن حمزة بن عمرو الأسلميّ- رضي الله عنه- أنّه قال: يا رسول الله، أجد بي قوّة على الصّيام في السّفر، فهل عليّ جناح؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هي رخصة من الله. فمن أخذ بها فحسن. ومن أحبّ أن يصوم فلا جناح عليه»........رواه مسلم

والشاهد في الحديث أن الصيام عبادة تحتاج إلى قوة, والسفر فيه مشقة كما هو معروف, وقد رخص الشرع في السفر الإفطار للصائم وقصر الصلاة الرباعية, فمن وجح في نفسه قوة على الصيام في السفر صام ومن أراد أن يفطر أفطر, وهل الصوم في السفر أفضل أم الإفطار؟

والجواب أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة فمنهم من فضل الصيام واستدلوا بقوله تعالى: وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون, وبعضهم قال إن الفطر أفضل لأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه, والرجح في هذه المسألة أن كل امرئ له حكمه بحسب حاله, فمن وجد في نفسه قوة أن يأتي الفرائض والمستحبات المتعود عليها وهوصائم فالأفضل له الصيام, أو من كان ضعيف العزيمة في القضاء لايقضي ما عليه في العادة فالصوم له أفضل, أما من كان الصوم مضعفا له في السفر لايؤدي ما عليه من واجبات ولا يستطيع أن يأتي شيئا من المستحبات فالإفطار في حقه يكون أفضل والله تعالى أعلم.