طريقة كسب ثقة الابنة المراهقة ، كيفية كسب ثقة المراهقات


إن عالم المراهقة عالم مليئ بالحركة والديناميكية, إلى درجة أن المراهق يخال نفسه مستقلا تماما عن المحيط الذي ينتمي إليه غالبا, مما يدفع به إلى انتهاج طريقة توحي بالتمرد والخروج عن المألوف لدى الأسرة, أو بتجاوز الحدود المتعارف عليها في ضبط السلوكيات. غير أن الواقع له أصوله النفسية العلمية, والتي من دونها يصعب على الراشدين وبخاصة المربيين التعامل مع المراهق مهما كان جنسه, باستثناء من خضع منهم لتربية مدروسة وممنهجة, وهذا بالطبع يستلزم وجود والدين على قدر كاف من الدراية بالمسائل النفسية والتربوية. وبما أن الحالة ليست كذلك بالنسبة لجميع أولياء الأمور فأعتقد أن غالبيتهم يواجهون بعض الصعاب, على اختلاف في درجتها طبعا,فإني رأيت أن تقديم بعض النقاط في هذا الباب قد تكون ذا فائدة لأولياء الأمور, أذكر أهمها:
1- التعرف على حقيقة المراهقة: أي أنها إمتداد طبيعي للتطور والنمو النفسي والفيزيولوجي للكائن البشري, وليست بمرحلة مستقلة, وبالتالي فهي تعتمد على المرحة السابقة وما تم غرسه فيها من مبادئ وأنماط تربوية.
2- أن المراهقة ثاني أكثر مرحلة ديناميكية ونشاط, بعد مرحلة الطفولة الأولى (0 إلى 06 سنوات) لذلك لا نستغرب كثرة خروج المراهق وكثرة حركته, فهنا من واجبنا أن نعزز تربيتنا له بالمصاحبة والدخول في نشاطات أسرية خارجية (خارج البيت) تعتمد على الحركة وروح المسؤولية.
3- تبدأ المراهقة -من وجهة النظر النفسية- بطرح المراهق بعض الأسئلة على نفسه بخصوص تجاوزه لمرحلة الطفولة والمراقبة الأسرية لسلوكياته, والجواب الرئيسي الذي يعطيه لنفسه عنها هو أنه كبر كفاية ليتخذ قراراته بنفسه, والمنهجية الصحيحة لإستثمار هذه النقطة هي بإسناد بعض المسؤليات للمراهق, ومن الأحسن أن يكون قد رآى والده ( بالنسبة للفتاة والدتها) يمارسها سابقا تعطيه فكرة أن الأسرة تعتبره الآن رجلا مسؤلا ( والفتاة كذلك),كما يؤخذ رأيه في بعض المسائل الأسرية.
4- الإعتماد المتبادل على مجموعة الأصدقاء عوض الأسرة, صفة أخرى بارزة للمرحلة, من جراء التأثر بانتشار هذه الظاهرة في محيط المراهقين, وهنا يرتكب الكثير من الأهالي أخطاء فادحة بفرض طوق من الرقابة والحصار على المراهق تؤدي غالبا إلى ظهور بوادر خلاف مع الأهل, وأنا لا أقول أن نترك الحبل منفلتا من الرقابة ولكن لتكن رقابة أخف من جهة, ومن جهة أخرى نفتح باب النقاش الأسري للأوقات التي يقضيها أفراد الأسرة خارج البيت بدءا من الوالدين حتى نعطي إنطباعا أن كون الإنسان يشعر بأنه كبير لا يعني أن ينفصل بحياته عن الأسرة.
5- ظهور فكرة المصاحبة عند المراهقين مع الجنس الآخر من الأمور التي تقلق الأهل, وأنا أضم رأيي إليهم, لذلك تكون أفضل طريقة لتفادي أي نتائج غير مرغوبة بهذا الخصوص, بأن نغرس المبادئ الإسلامية الصحيحة, والقيم النبوية بسرد السيرة النبوية وتدريس الفقه, لأنه المسألة الأئمن لدخول المسائل الحساسة بلا حرج وبإطارها الشرعي مع تلقين مبادئ الشريعة الإسلامية بهذا الخصوص.
6- كما أن الأهل يصطدمون بمعاندة المراهقين وتمردهم في الكثير من الأحيان, غير أن الخلل في هذه النقطة أن الأهل يعاملون غالبا المراهق على أساس أنه لا يزال طفلا صغيرا في حين يطالبونه بأداء مهام الكبار, وهذا التناقض في المعطيات التربوية هو الذي يولد هذا النمط من ردود الأفعال, لذلك علينا أن نكيف النمط التربوي من مرحلة عمرية إلى أخرى بحيث تقل الأوامر من الطفولة إلى البلوغ, إذ تختفي الأوامر تدريجيا وتتحول إلى مشاركة مع مرور الوقت, وهذا بالطبع مع بقاء الإحترام بين الوالدين والأبناء, وأن يتذكر الأبناء أن الكلمة الأخيرة للوادين في تسيير الشؤون العامة للبيت وأن أخذ رأيهم في بعض المسائل هو من باب المشاركة الأسرية, مما يولد لديهم شعور بالمسؤولية الأسرية وروح التعاون والتشاور.