[rtl]- أين نحن من "خلق رسول الله" صلى الله عليه وسلم...[/rtl]
[rtl]أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن سهلا. اللهم صل وسلم أفضل الصلاة والتسليم على خير خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و بعد[/rtl]
[rtl] قال تعالى عز وجل في محكم كتابه : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [ سورة آل عمران: 31 ]
وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من محبة الله تعالى . وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة الله عز وجل. فحب النبي - صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون بعد حب الله تبارك وتعالى،و أعظم من حب الولد والزوجة, والوالد، وأعظم من حب المال والدنيا وما فيها، بل أعظم من حب النفس.
و حب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم و محبته صلى الله عليه وسلم- طريق إلى الجنة، ودليل كبير على إيمان المرء وإخلاصه لله. و الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه و أعظم برهان على صدق محبتنا إياه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يستحق منا كمسلمين المحبة الخالصة بعد محبة الله عز وجل كيف لا, وهو من بسببه, اهتدينا إلى الإسلام، وكفانا أن من أعظم معجزاته و أوضح دلالاته, القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . القرآن الكريم الذي حير الفصحاء وشهد بإعجازه المشركون والملحدون.كيف لا نحبه ونحن جميعا نطمح أن يكون شفيعنا يوم القيامة. كيف لا ونطمع أن نشرب شربة من حوضه إن شاء الله.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.[/rtl]
ولقد ذكر الترمذي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر. وكان مجلسه مجلس علم وحلم وحياء و أمانة وصبر لا ترفع فيه الأصوات كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب" ."وكان صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب (شديد الصِّياح )ولا فحاش (القول السيئ) ولا عياب(الذي يكثر من عيب الناس).قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار (الجدال )وما لا يعنيه . وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه".-الشمائل-[/rtl]
ولن يتغيَّر حالنا من ذِلَّةٍ إلى عِزَّة, ومن ضعف إلى قوة, ومن هوانٍ إلى تمكين.. إلاَّ إذا اصطلحنا مع ربنا, وطبَّقنا شرعه, وتُبْنَا من ذنوبنا, وأخرجنا الدنيا من قلوبنا, وعَظُمَت الجنةُ في عقولنا. ولن تعود الأمة الإسلامية إلى سلطان الإسلام إلا إذا عاد المسلمون إلى دينهم, وتمسَّكُوا بشرع ربهم وسُنَّة نبيِّهم صلى الله عليه و سلم.(د.راغب السرجاني- العودة إلى الله- نصرة فلسطين)
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ... رواه العرباض بن سارية. (مسند الإمام أحمد ، صحيح الجامع) . فالصادق في حب النبي- صلى الله عليه وسلم- من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته وإتباع أقواله وأفعاله. وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره،
و يقول الشيخ الحذيفي : " ... سوء الخلق شؤم ومحق بركة في الأعمار ، وبغض في الخلق وظلمة في القلوب ، وشقاء عاجل وشر آجل... والخلق الحسن بركة على صاحبه وعلى مجتمعه ، وخير ونماء ورفعة عند الله وسناء ، ومحبة في قلوب الخلق وطمأنينة وانشراح في الصدور ، وتيسير في الأمور ، وذكر حسن في الدنيا ، وحسن عاقبة في الأخرى... "
فهذا هو خلق نبينا صلى الله عليه وسلم , الرحمة المهداة للعالمين. و لا إتباع له صلى الله عليه وسلم إلا بالاقتداء به والتخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته.
لهذا كله, يجب عليك أخي المؤمن وأختي المؤمنة, أن تبدأ بنفسك و بمحيطك وتكون رحيما بنفسك فتسوقها إلى ما يحبه الله ويرضاه وتجنبها المعاصي والمهالك،.وأن تكون رحيما بأسرتك رفيقا بها معتنيا بتنشئتها على محبة الله ورسوله وأن تكون رحيما بمن حولك من المؤمنين لَيِّنا معهم لاَ فَظّا غليظا، و أن تحسن معاشرتهم وأن تسعى إلى تقريبهم من ربهم سبحانه بالموعظة الحسنة.
ويجب والعلماء وأولي الأمر و على المسلمين كافة كل على حسب استطاعته, أن يعملوا على إصلاح ما يمكن أن يصلح في المجتمع الإسلامي لتحقيق وحدة الدين ووحدة الأمة والله ولي التوفيق. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.[/rtl]
بقلم - محمد بوطاهر بن أحمد بن الشيخ الحساني
المشرف عن (موقع صفات عباد الرحمن)
[rtl] قال تعالى عز وجل في محكم كتابه : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [ سورة آل عمران: 31 ]
وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من محبة الله تعالى . وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة الله عز وجل. فحب النبي - صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون بعد حب الله تبارك وتعالى،و أعظم من حب الولد والزوجة, والوالد، وأعظم من حب المال والدنيا وما فيها، بل أعظم من حب النفس.
و حب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب على كل مسلم و محبته صلى الله عليه وسلم- طريق إلى الجنة، ودليل كبير على إيمان المرء وإخلاصه لله. و الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه و أعظم برهان على صدق محبتنا إياه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يستحق منا كمسلمين المحبة الخالصة بعد محبة الله عز وجل كيف لا, وهو من بسببه, اهتدينا إلى الإسلام، وكفانا أن من أعظم معجزاته و أوضح دلالاته, القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . القرآن الكريم الذي حير الفصحاء وشهد بإعجازه المشركون والملحدون.كيف لا نحبه ونحن جميعا نطمح أن يكون شفيعنا يوم القيامة. كيف لا ونطمع أن نشرب شربة من حوضه إن شاء الله.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.[/rtl]
وعن سعد بن هشام بن عامر رضي الله عنه, قال : أتيت عائشة رضي الله عنها فقلت : يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن, قول الله عز و جل : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} القلم.
قال ابن كثير في تفسيره للحديث : أنه صلى الله عليه وسلم ألزم نفسه أن لا يفعل إلا ما أمره به القرآن ولا يترك إلا ما نهاه عنه القرآن. فسار امتثال أمر ربه خلقا له و سجية. -
[rtl]ولقد ذكر الترمذي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر. وكان مجلسه مجلس علم وحلم وحياء و أمانة وصبر لا ترفع فيه الأصوات كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب" ."وكان صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب (شديد الصِّياح )ولا فحاش (القول السيئ) ولا عياب(الذي يكثر من عيب الناس).قد ترك نفسه من ثلاث : المراء والإكثار (الجدال )وما لا يعنيه . وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه".-الشمائل-[/rtl]
وكان صلى الله عليه أعلم الخلق بالله. أفصح الخلق نطقا. و انصح الخلق للخلق ..ولقد جمع النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بين تقوى اللّه وحسن الخلق، لأنّ تقوى اللّه تصلح ما بين العبد وبين ربّه, وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه. فتقوى اللّه توجب له محبّة اللّه, وحسن الخلق يدعو النّاس إلى محبّته ( ابن القيّم في الفوائد)
وكان صلى الله عليه وسلم مثالا للاعتدال والوسطية في سلوكه و عبادته وكان يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان.
وكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة. . وقد عاش رسول الله صلى عليه وسلم كأي إنسان بسيط لا يملك أحيانا قوت يومه . وقد خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا.
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
ولنسأل أنفسنا أين نحن من هذه الأخلاق: فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء))(أبي الدرداء – الترمذي).
ولقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتباع سنته و سنة الخلفاء الراشدين من بعده وترك فيهما كنزا من الحكمة العالية و إرثا ثمينا ومنهاجا متكاملا لا نضل بعده أبدا. فليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتنا لنسعد في الدنيا والآخرة ، فهنيئاً لمن اتبعه واقتفى أثره, عملا بقوله الله تبارك وتعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً الأحزاب:21
ولقد تركنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وخلفه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أجمعين. وكانوا خير خلف لخير سلف. وكانوا لنا القدوة الحسنة : لقد صبروا على الشدائد، وجاهدوا في سبيل الله ونشروا هذا الدين الحنيف وقدموا الغالي والنفيس، وبرهنوا أعظم دليل على صدق محبتهم لله و لرسوله.
و توالت السنين وانتشر الإسلام من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. وأصبح المسلمون أكثر نفيرا و ابتعدوا شيئا فشيئا عن دينهم وفرطوا في البلاد. و اختلف علماء الأمة الإسلامية وافترقت الأمة إلى مذاهب و فرق وسقطت في براثن الاحتلال ثم قسمت إلى دويلات من طرف الاستعمار الصليبي الصهيوني وسلبت منا القدس الشريف وفلسطين... و فقدت الأمة الإسلامية هويتها و انتزعت مهابتها, و ظهر الاستسلام والخنوع فيها,
واليوم يسجل المسلم البسيط بأسى عميق, اختلاف علماء الأمة الإسلامية وتطاحنهم, مما يفسح المجال لعناصر تعمل علنا وفي الخفاء على إيقاد نيران الفتن بين المسلمين و على خراب البلاد و العباد . و كنتيجة لذلك, ظهرت فرق غلت في الدين وتسب الصحابة المبشرين بالجنة وأخرى تبدع و تكفر من لا يتفق مع أفكارها من المسلمين, تفسد أكثر مما تصلح. و ترهب وتستبيح دماءهم,
ونسجل أيضا باستغراب, ظهور التشيع والتنصير بين الشباب, والفرق "الإباحية" و "عبدة الشيطان", في البلدان الإسلامية المنتمية لأهل الجماعة والسنة : فئة عريضة من الشباب انحرفت عن الصراط المستقيم, ومسؤولية انحرافها يقع على الآباء و العلماء و أولي الأمر.
ولقد تنبأ الصادق المصدوق بهذا كله, فعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم , إذ قال : يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت "رواه أحمد حديث حسن-
أخي المؤمن أختي المؤمنة , فلنتساءل.. ما موقعنا اليوم من سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم? كيف لنا أن نقيم حبنا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- و قد انتشرت من حولنا الأسقام والفواحش وفسدت الأخلاق وظهر في المجتمع استباحة دماء المسلمين. كيف للمسلمين أن يعبروا حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فرطنا في القدس الشريف أين نحن من نصرة المرابطين في المسجد الأقصى...
كيف لنا أن ندعي حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن في غفلة دائمة. لا نخلص أعمالنا لله. ونظهر عيوب الناس وننسى عيوبنا, نصر على المعاصي و نشتغل بالتسويف في الطاعات.., وهناك من شغلته الدنيا عن أداء الصلاة,.. ابتعدنا شيئا فشيئا عن جوهر الدين و عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم…, يظلم المرء نفسه ويظلم غيره... غوته الدنيا ونسي الآخرة, يعق والديه ولا يسلم الجار من بوائقه, وأصبح الصغير لا يوقر الكبير. و يتكبر بعضنا على البعض. وانتشرت في مجتمعنا الصفات المذمومة كالسحر و الشعودة والزنا, والبعض تجارته الغش و الحقد والحسد والنميمة والغيبة والكذب... وقد لا يحسن معاملة ذويه و لا يؤدي الأمانات ويشهد الزور و لا يزكي أموله,.وآخر يأكل أموال اليتامى وأموال المسلمين بغير حق,..
كيف لنا أن نجزم أننا نحب رسول الله ولم نرحم المسكين واليتيم والذي يفترش الأرض ويتغطى السماء, و لا يجد قوت يومه. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حديث رواه أنس بن مالك "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" حديث غريب- سنن الترمذي. ماذا أعددنا للتصدي لأعداء الدين الذين يتربصون بنا, مستخفين وظاهرين, يسعون إلى إفساد شبابنا, تارة, بالأفكار المسمومة (و يسخرون لذلك أساليب مختلفة...), و تارة بالخمور و بالمخدرات و بالرذيلة... و لقد تفشى الانتحار بين الشباب في المجتمع, واستعصى الدواء ولم نبحث عن الأسباب... إنا لله وإنا إليه راجعون...
كانت هذه بعض مظاهر الخلل الذي نعيشه في المجتمع الإسلامي. وللأسف, نفضل التعامل مع هذا الوضع بالا مبالاة... ترى ما الذي تغير فينا كمسلمين... والحقيقة المرة, هي أننا فتنا في ديننا وفي حياتنا و نسينا أن الدنيا فانية واتبعنا سبل الشيطان ونحسب أننا مهتدون. وخرجت الرحمة من قلوبنا وابتعدنا شيئا فشيئا عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من رحم الله. وغاب الأمر بالمعروف من مجتمعاتنا... ما عدا بعض الأصوات الخافتة هنا وهناك.., لا يصغي لها إلا القليل...
[rtl]ولن يتغيَّر حالنا من ذِلَّةٍ إلى عِزَّة, ومن ضعف إلى قوة, ومن هوانٍ إلى تمكين.. إلاَّ إذا اصطلحنا مع ربنا, وطبَّقنا شرعه, وتُبْنَا من ذنوبنا, وأخرجنا الدنيا من قلوبنا, وعَظُمَت الجنةُ في عقولنا. ولن تعود الأمة الإسلامية إلى سلطان الإسلام إلا إذا عاد المسلمون إلى دينهم, وتمسَّكُوا بشرع ربهم وسُنَّة نبيِّهم صلى الله عليه و سلم.(د.راغب السرجاني- العودة إلى الله- نصرة فلسطين)
ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتمسك بسنته فيقول: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ... رواه العرباض بن سارية. (مسند الإمام أحمد ، صحيح الجامع) . فالصادق في حب النبي- صلى الله عليه وسلم- من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به واستعمال سنته وإتباع أقواله وأفعاله. وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره،
و يقول الشيخ الحذيفي : " ... سوء الخلق شؤم ومحق بركة في الأعمار ، وبغض في الخلق وظلمة في القلوب ، وشقاء عاجل وشر آجل... والخلق الحسن بركة على صاحبه وعلى مجتمعه ، وخير ونماء ورفعة عند الله وسناء ، ومحبة في قلوب الخلق وطمأنينة وانشراح في الصدور ، وتيسير في الأمور ، وذكر حسن في الدنيا ، وحسن عاقبة في الأخرى... "
فهذا هو خلق نبينا صلى الله عليه وسلم , الرحمة المهداة للعالمين. و لا إتباع له صلى الله عليه وسلم إلا بالاقتداء به والتخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته.
لهذا كله, يجب عليك أخي المؤمن وأختي المؤمنة, أن تبدأ بنفسك و بمحيطك وتكون رحيما بنفسك فتسوقها إلى ما يحبه الله ويرضاه وتجنبها المعاصي والمهالك،.وأن تكون رحيما بأسرتك رفيقا بها معتنيا بتنشئتها على محبة الله ورسوله وأن تكون رحيما بمن حولك من المؤمنين لَيِّنا معهم لاَ فَظّا غليظا، و أن تحسن معاشرتهم وأن تسعى إلى تقريبهم من ربهم سبحانه بالموعظة الحسنة.
ويجب والعلماء وأولي الأمر و على المسلمين كافة كل على حسب استطاعته, أن يعملوا على إصلاح ما يمكن أن يصلح في المجتمع الإسلامي لتحقيق وحدة الدين ووحدة الأمة والله ولي التوفيق. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين. اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.[/rtl]