عندما تقدم القائد محمد بن القاسم الثقفي في السند بعد فتح الديبل وجه الدعوة إلي الأمراء والحكام والوزراء والأعيان وعامة الشعب للدخول في الإسلام فاستجاب له كثيرون وبصفة خاصة من البوذيين فبعد أن تم فتح إقليم سيوستان جاءه قوم من أهله وأسلموا بجملتهم
وقصة إسلام هؤلاء تدل علي عظمة الإسلام وتأثيره في القلوب فقد روي في سبب إسلامهم أنهم كانوا قد أرسلوا جاسوسا منهم إلي معسكر المسلمين لمعرفة أخبارهم
وأثناء وجوده حان وقت الصلاة فقام أحد الجنود المسلمين فأذن للصلاة بصوت خاشع جميل مؤثر , ثم اصطف المسلمون في صفوف منتظمة خلف قائدهم محمد بن القاسم رحمه الله , لا يفرق بينهم شيئا القائد بجوار أصغر جنود
فلما رأي الجاسوس السندي هذه الكيفية دخلت قلبه رهبة وتأثر بالمنظر تأثرا كبيرا فهو أول مرة يشهد مثل ذلك , فذهب إلي قومه وأخبرهم بما شاهده وشرح لهم شعوره فقالوا له : إذا كان العرب ( أي المسلمين ) متحدين متمسكين بدينهم بهذا الشكل في مثل هذا الوقت الخطير ( أي وقت الحرب ) فلا يمكن لنا التغلب عليهم
وبعد المناقشة قرروا إرسال وفد إلي محمد بن القاسم وانتهت المفاوضات باعتناقهم الإسلام جميعا وانضمامهم إلي المسلمين ويعتبر هؤلاء القوم أول جماعة كبيرة من البوذيين دخلوا الإسلام في بلاد السند
المصادر
العالم الإسلامي في العصر الأموي
موسوعة التاريخ الإسلامي لبلاد السند والبنجاب
﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

"هل تظن أن حكايات أجدادنا مجرد قصص! تلك القصص لم تروى لينام الأشبال بل ليستيقظ الرجال."
أرطغرل بن سليمان شاه
والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية