منتديات عرب مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عرب مسلمدخول

descriptionسورة -  تفسير سورة النازعات ( 79 ) Empty تفسير سورة النازعات ( 79 )

more_horiz
سورة النازعات



الرد على منكري البعث

تهديد كفار قريش بما حل بقوم موسى عليه السلام

إثبات البعث بخلق السموات والأرض والجبال

الحشر وما يتبعه من جحيم أو نعيم



بَين يَدَيْ السُّورَة



* سورة النازعات مكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تُعنى بأصول العقيدة "الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء" ومحورُ السورة يدور حول القيامة وأحوالها، والساعة وأهوالها، وعن مآل المتقين، ومآل المجرمين.



* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالملائكة الأبرار، التي تنزع أرواح المؤمنين بلطفٍ ولين، وتنزع أرواح المجرمين بشدة وغلظة، والتي تدبر شؤون الخلائق بأمر الله جل وعلا {والنازعات غرقاً * والناشِطات نشطاً * والسابحات سبحاً * فالسابقات سبقاً * فالمدبرات أمراً} الآيات.



* ثم تحدثت عن المشركين، المنكرين للبعث والنشور، فصورت حالتهم في ذلك اليوم الفظيع {قلوبٌ يومئذٍ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * أئذا كنا عظاماً نخرة؟} الآيات.



* ثم تناولت السورة "قصّة فرعون" الطاغية، الذي ادعى الربوبية وتمادى في الجبروت والطغيان، فقصمه الله وأهلكه بالغرق هو وقومه الأقباط {هل أتاك حديث موسى * إِذ ناداه ربُّه بالواد المقدَّس طوى * اذهب إِلى فرعونَ إِنه طغى * فقل هلْ لكَ إِلى أن تزكى ..} الآيات.



* وتحدثت السورة عن طغيان أهل مكة وتمردهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكَّرتهم بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله {أأنتم أشدُّ خلقاً أم السماءُ بناها * رفع سمكها فسوَّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها} الآيات.



* وختمت السورة الكريمة ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون وأنكروه وكذبوا بحدوثه {يسألونك عن الساعة أيَّان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إِلى ربك منتهاها * إِنما أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إِلا عشيةً أو ضحاها}.







الرد على منكري البعث



{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا(1)وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا(2)وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا(3)فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا(4)فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5)يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6)تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(7)قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(8)أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ(9)يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ(10)أَءِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً(11)قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ(12)فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ(13)فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ(14)}



سبب النزول:

نزول الآية (10، 12):

أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال: لما نزل قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة}؟ قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنخسرن، فنزلت: {قالوا: تلك إذاً كرة خاسرة}.



{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} أي أقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً بالغاً أقصى الغاية في الشدة والعسر {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} أي وأُقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح المؤمنين بسهولةٍ ويسر، وتسلُّها سَلاًّ رفيقاً، قال ابن مسعود: إِن ملكَ الموت وأعوانه ينزعون روح الكافر كما ينزع السَّفود - سيخ الحديد - الكثير الشُعب من الصوف المبتلّ، فتخرج نفس الكافر كالغريق في الماء، وينزع روح المؤمن برفق ولين، ويقبضها كما ينشط العِقال من يد البعير، قال ابن كثير: أقسم سبحانه بالملائكة حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنهما حلَّته من نشاط {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} أي وأقسم بالملائكة التي تنزل بأمر الله ووحيه من السماء كالذي يسبح في الماء، مسرعين لتنفيذ أمر الله {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} أي الملائكة التي تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} أي الملائكة تدبّر شؤون الكون بأمره تعالى، في الرياح، والأمطار، والأرزاق، والأعمار، وغير ذلك من شؤون الدنيا، أقسم سبحانه بهذه الأصناف الخمسة على أن القيامة حق، وجواب القسم محذوف تقديره: لتبعثنَّ ولتحاسبنَّ، وقد دل عليه قوله {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي يوم ينفخ في الصُّور النفخة الأولى التي يرتجف ويتزلزل لها كل شيء، تتبعها النفخة الثانية وهي نفخة القيامة من القبور، قال ابن عباس: الراجفة والرادفة هما النفختان الأولى والثانية، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله تعالى، وأما الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى .. ثم ذكر تعالى حالة المكذبين وما يلقونه من الشدائد والأهوال فقال {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} أي قلوب الكفار في ذلك اليوم خائفة وجلة مضطربة {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي أبصار أصحابها ذليلة حقيرة مما عاينت من الأهوال {يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي يقولون في الدنيا استهزاءً واستبعاداً للبعث: أنُرَدُّ بعد الموت فنصير أحياء بعد فنائنا ونرجع كما كنا أول مرة؟ قال القرطبي: إذا قيل لهم؟ إِنكم تبعثون قالوا منكرين متعجبين: أنردُّ بعد موتنا إِلى أول الأمر، فنعود أحياء كما كنا قبل الموت؟ والعرب تقول: رجع فلان في حافرته أي رجع من حيث جاء {أَءذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} أي هل إِذا صرنا عظاماً بالية متفتتة سنرد ونبعث من جديد؟ {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي إِن كان البعث حقاً، وبعثنا بعد موتنا فسوف نكون من الخاسرين لأننا من أهل النار، قال تعالى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي فإِنما هي صيحة واحدة، يُنفخ فيها في الصور للقيام من القبور {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} أي فإِذا الخلائق جميعاً على وجه الأرض بعدما كانوا في بطنها.



تهديد كفار قريش بما حل بقوم موسى عليه السلام



{هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى(15)إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى(16)اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17)فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(18)وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى(20)فَكَذَّبَ وَعَصَى(21)ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى(22)فَحَشَرَ فَنَادَى(23)فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى(24)فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى(25)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(26)}



ثم ذكر تعالى قصة موسى مع فرعون تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذيراً لقومه أن يحل بهم ما حلَّ بالطغاة المكذبين من قوم فرعون فقال {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} أسلوب تشويق وترغيب لسماع القصة أي هل جاءك يا محمد خبر موسى الكليم؟ {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} أي حين ناجاه ربه بالوادي المطهَّر المبارك المسمَّى {طُوًى} في أسفل جبل طور سيناء، قائلاً له {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي اذهب إِلى فرعون الطاغية الجبار، الذي جاوز الحدَّ في الظلم والطغيان {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}؟ أي هل لك رغبةٌ وميلٌ إِلى أن تتطهر من الذنوب والآثام؟ {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} أي وأرشدك إِلى معرفة ربك وطاعته فتتقيه وتخشاه؟ قال الزمخشري: ذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله أتى منه كل خير، وبدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العَرض كما يقول الرجل لضيفه: هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه الكلام الرفيق الرقيق ليستدعيه بالتلطف، ويستنزله بالمداراة عن عتوه كما في قوله تعالى {فقولا له قولاً ليناً} {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} في الكلام محذوف أي فذهب موسى إِليه ودعاه وكلَّمه، فلما امتنع عن الإِيمان أراه المعجزة الكبرى، وهي قلب العصا حيةً تسعى، قال القرطبي: أراه العلامة العظمى وهي المعجزة، قال ابن عباس: هي العصا {فَكَذَّبَ وَعَصَى} أي فكذب فرعون نبيَّ الله موسى، وعصى أمر الله بعد ظهور تلك المعجزة الباهرة {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي ولّى مدبراً هارباً من الحية، يُسرع في مشيه من هول ما رأى {فَحَشَرَ فَنَادَى} أي فجمع السحرة والجنود والأتباع، ووقف خطيباً في الناس {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} أي فقال لهم بصوت عال: أنا ربكم المعبود العظيم الذي لا ربَّ فوقي {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} أي فأهلكه الله عقوبةً له على مقالته الأخيرة {أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} والأولى وهي قوله {ما علمتُ لكم من إِله غيري} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} أي إِن فيما ذكر من قصة فرعون وطغيانه، وما حلَّ به من العذاب والنكال، لعظة واعتباراً لمن يخاف الله عز وجل ويخشى عقابه.



إثبات البعث بخلق السماوات والأرض والجبال



{ءأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27)رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا(28)وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا(29)وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30)أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا(31)وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا(32)مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ(33)}



ولما انتهى الحديث عن قصة الطاغية فرعون، رجع إِلى منكري البعث من كفار قريش فنبههم إِلى آثار قدرته، ومظاهر عظمته وجلاله فقال {ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ}؟ الاستفهام للتقريع والتوبيخ والمعنى هل أنتم يا معشر المشركين أشقُّ وأصعب خلقاً أم خلق السماء العظيمة البديعة؟ فإِن من رفع السماء على عظمها، هيِّن عليه خلقكم وإِحياؤكم بعد مماتكم، فكيف تنكرون البعث؟ قال الرازي: نبههم على أمرٍ يُعلم بالمشاهدة، وذلك لأن خلق الإِنسان على صغره وضعفه، إِذا أضيف إِلى خلق السماء على عظمها وعظم أحوالها يسير، وإِذا كان كذلك فإِعادتهم سهلة فكيف ينكرون ذلك؟ كقوله تعالى {لخلق السماوات والأرضِ أكبرُ من خلق الناس} {بَنَاهَا} أي رفعها عاليةً فوقكم محكمة البناء، بلا عمد ولا أوتاد، ثم زاد في التوضيح والبيان فقال {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} أي رفع جرمها وأعلى سقفها فوقكمفجعلها مستويةً لا تفاوت فيها ولا شقوق ولا فطور، قال ابن كثير: أي جعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكلَّلة بالكواكب في الليلة الظلماء {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي جعل ليلها مظلماً حالكاً، ونهارها مشرقاً مضيئاً، قال ابن عباس: أظلم ليلها وأنار نهارها {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} أي والأرض بعد خلق السماء بسطها ومهَّدها لسكنى أهلها {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا} أي أخرج من الأرض عيون الماء المتفجرة، وأجرى فيها الأنهار، وأنبت فيها الكلأ والمرعى مما يأكله الناس والأنعام {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي والجبال أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد لتستقر وتسكن بأهلها {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} أي فعل ذلك كله، فأنبع العيون، وأجرى الأنهار، وأنبت الزروع والأشجار، كل ذلك منفعةً للعباد وتحقيقاً لمصالحهم ومصالح أنعامهم ومواشيهم، قال الرازي: أراد بمرعاها ما يأكله الناسُ والأنعام، بدليل قوله {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} وانظر كيف دلَّ بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها} على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام والأنعام من الشعب، والشجر، والحب، والثمر، والعصف، والحطب، واللباس والدواء، حتى الملح والنار، فالملح متولد من الماء، والنارُ من الأشجار.

descriptionسورة -  تفسير سورة النازعات ( 79 ) Emptyرد: تفسير سورة النازعات ( 79 )

more_horiz
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ

سلمت آنآملگ آخي آلگريم شگرآ لگ لموضوعگ آلمميز

آلله يعطيگ آلعآفية على آلموضوع آلمميز

پآرگ آلله فيگ آخي آلآفضل و سلمت آنآملگ

مآ شآء آلله أپدآع پلآ حدود و پآنتظآر أپدآعآتگ آلقآدمة


منتديات عرب مسلم | منتدى برامج نت | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتدى المشاغب | منتدى فتكات | منتديات مثقف دوت كوم | منتديات العرب | إعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية | اعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم قراءة واستماع | المكتبة الصوتية للقران الكريم mp3 | مكتبة القران الكريم mp3 | ترجمة القرآن | القرآن مع الترجمة | أفضل ترجمة للقرآن الكريم | ترجمة القرآن الكريم | Quran Translation | Quran with Translation | Best Quran Translation | Quran Translation Transliteration | تبادل إعلاني مجاني

descriptionسورة -  تفسير سورة النازعات ( 79 ) Emptyرد: تفسير سورة النازعات ( 79 )

more_horiz
بارك الله فيك اخى الكريم شكرا لك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد