عبقات وقطوف رمضانية  1eUMTpu
أما بعد:
فحياكم الله أحبتي أعضاء وزوار المنتدى الطيب – منتدى الجلفة – وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا ويتقبل منا الصيام والقيام و يهدينا سواء السبيل إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قبل الدخول في الموضوع رايت أنه من المهم التذكير بسنة الإعتكاف وبيان شروطه من باب الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين

[size=32]عبقات وقطوف رمضانية  09615216[/size]
التذكير بسنة الإعتكاف وشروطه وأن أهم ما فيه هو تحري ليلة القدر
كان الهدف الأساسي من اعتكافه صلى الله عليه وسلم التماس ليلة القدر
روى مسلم (1167) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (أي : خيمة صغيرة) عَلَى سُدَّتِهَا (أي : بابها) حَصِيرٌ . قَالَ : فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ ، فَدَنَوْا مِنْهُ ، فَقَالَ : إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي : إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ .
الإسلام سؤال وجواب



[size=32]عبقات وقطوف رمضانية  09615216[/size]

" و الاعتكاف عمل وعبادة لا يصح إلا بشروط:-
الأول:- النية لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".
الثاني:- أن يكون في مسجد لقوله تعالى: (وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فوصف المعتكف بكونه في المسجد، فلو صح في غيرها لم يختص تحريم المباشرة فيه. إذ هي محرمة في الاعتكاف مطلقًا، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في مسجده وفعله خرج بيانًا للمشروع.
الثالث:- أن يكون المسجد الذي اعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة لما روى أبو داود عن عائشة: (ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة) ولأن الاعتكاف في غير المسجد الذي تقام فيه الجماعة يفضي إما إلى ترك الجماعة، وإما إلى تكرر خروج المعتكف كثيرًا مع إمكان التحرز من ذلك وهو مناف للاعتكاف، ولا يجوز للمعتكف الخروج من معتكفه إلا لما لا بد له منه، قالت عائشة رضي الله عنها: السنة للمعتكف أن لا يخرج إلا لما لا بد منه، وكان - صلى الله عليه وسلم – (لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان، ولا يعود مريضًا ولا يشهد جنازة إلا إن كان قد اشترط ذلك في ابتداء اعتكافه).
ويحرم على المعتكف مباشرة زوجته لقوله تعالى: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) أي ما دمتم عاكفين - ويستحب اشتغاله بذكر الله من صلاة وقراءة وذكر، واجتناب ما لا يعنيه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وله أن يتحدث مع من يأتيه ما لم يكثر، ولا بأس أن يتنظف ويتطيب، وله الخروج لما لا بد له منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان" متفق عليه، فله أن يخرج لقضاء الحاجة والطهارة الواجبة وإحضار الطعام والشراب إذا لم يكن له من يأتي بهما، هذا هو الاعتكاف المشروع وهذه بعض أحكامه.
كتاب إتحاف أهل الإيمان لفضيلة الشيخ صالح الفوزان
موقع الشيخ
عبقات وقطوف رمضانية  13466271091