حكم الدعاء بعد كل ركعتين من صلاة التراويح ..

ما حكم الدعاء بين التسليمة والأخرى بهذه الصيغة : (سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا) ؟ .

الحمد لله
الدعاء بين التسليمة والأخرى في صلاة التراويح بهذه الصيغة :
(سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لنا) ليس له أصل في السنة ، وليس للإمام أو المأموم
التزام ذلك ، لأن العبادة مبناها على التوقيف ، فلا يشرع منها إلا ما شرعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم . والتزام عبادة معينة في وقت معين ، من غير دليل ، يدخل
في باب البدعة والإحداث .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه
أمرنا فهو رد ) متفق عليه .
وهذا الذكر العظيم : (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)
مما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده ، فقد روى البخاري (784)
ومسلم (484) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم
يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، يتأول
القرآن ) .
ومعنى "يتأول القرآن" : أي يفعل ما أُمِر به في القرآن ، وهو قول
الله تعالى له : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) .
فانظر كيف تُركت السنة في هذا الموضع ، وتمسك الناس بالمحدَث !!
ومن البدع التي تفعل في التراويح : قول الناس : صلاة القيام
أثابكم الله ، وقولهم بين كل ركعتين : اللهم صل وسلم على سيدنا محمد بصوت مرتفع ،
وقراءتهم بين كل ركعتين سورة الإخلاص والمعوذتين ، أو قول الإمام سبحان الله ،
وترديد المأمومين خلفه : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، كل هذا لم يرد عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أفتت اللجنة الدائمة بأنه من البدع المحدثة .


"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/ 208- 215) .