[color=#000000]
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

رأيت رجلاً فلبيني الجنسية، كان قسيسًا ومنصرًا، ومن الله -عز وجل- عليه بالهداية! فيا ترى كيف عمل بعد أن شرح الله صدره للإسلام؟ بدأ يدعو بني جلدته حتى أسلم على يديه أربعة آلاف شخص! وذلك خلال سنوات معدودة! يا ترى كم من شخص سوف يسلم على يد أربعة آلاف هؤلاء الآن، ويتدرج الخير إلى يوم القيامة ! فهنيئًا له.
قال صلى الله عليه وسلم : «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم] قال النووي رحمه الله-:«دل بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة».

أخي المسلم: الدعوة إلى الله -عز وجل- من أجل الطاعات وأعظم القربات، وتحتاج من الجميع إلى التفاني والإخلاص والجد والمثابرة لتبليغ هذا الدين والدفاع عنه والذب عن حياضه: }يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ{ [المدثر: 1-2] وإذا لم نقم نحن -أبناء الإسلام- بهذا الدين فيا ترى من سيقوم به؟!
لقد أكرمك الله -عز وجل- بنعمة الإسلام ويسر لك الأمور وسهل لك الطريق حتى تسلك أعظم طريق، قال ابن القيم: «فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم».

أخي المسلم: من قدم كتابًا فهو داعية، ومن أهدى شريطًا فهو داعية، ومن علم جاهلاً فهو داعية، ومن دل على خير فهو داعية، ومن ألقى كلمة فهو داعية...

أبواب واسعة وطريق سهلة ميسرة فلله الحمد والمنة وكلما فترت الهمة وانتابك الضعف تذكر الأجور والثمرات العظيمة، لمن قام بأمر الدعوة إلى الله، ومنها:
أولاً: متابعة الأنبياء والاقتداء بهم: }قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي{[يوسف: 108].
قال الفراء: «حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة.

ثانيًا:
المسارعة إلى الخيرات والرغبة في نيل الأجور حيث أثنى الله -عز وجل- على أهل الدعوة: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ{[فصلت: 33]، قال الشوكاني : «فلا شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثوابًا من عمله».

ثالثاً: السعي لنبيل الأجور العظيمة والحسنات الكثيرة مع العمل القليل، فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من دل على الخير فله مثل أجر فاعله»