هدهد سليمان عليه السلام
السفير فوق العاده ...الدبلوماسي المخضرم .. الاعلامي المميز
قبل ان نبداء في التفاصيل علينا اولا ان نعرف ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من عدم من مصنع القدره الإلاهيه كن فيكون ... ووصف كل خلق بانه امة مستقلة بذاتها وجعلها مرتبطة ببعضها الكل في خدمة الكل ... وجعل لكل امة صفة تتصف بها لا تشاركها في تلك الصفة امة اخرى
ولكن هناك قاسم مشترك بين تلك الامم الا هو التكاثروالتناسل لبقاءالنوع من الخلق من الاقتراض.. وشهوة الطعام ... وخدمة الكل للكل
اما الهدف فهو التسبيح والتهليل لله الواحد الاحد ...وأمة الجن والانس تشارك تلك الامم في التكاثر والتناسل والنمو وشهوة الطعام وكذلك العبادة لله وحده لانها مكلفة لوجود العقل الذي يميز بين الحق والباطل وبين الصح والخطاء وترك لها حرية الحركة والاختيار دون ضغوط اما ان تقبل على الله طايعة واما ان تدبرعاصية وربط ذلك بتشريع ( افعل ولا تفعل ) فيه تبيان كل شيئ
من هو الهدهد ؟
الهدهد هو طائر ينتمي الي أمة الهداهد دخل التاريخ من اوسع ابوابه كيف لا وهو طائر ادرج اسمه في القرأن الكريم وارتبط بشخصيتين الاولى نبي من انبياء الله وهو سليمان عليه السلام علمه الله منطق الطير واتاه الله من كل شيئ وله ملك عظيم والاخرى شخصية اجتماعية وهي بلقيس ملكة سباء التي وصفت بالحكمه فهي سياسية مخضرمه ودهاية في الذكاء ولها عرش عظيم
الشكل الخارجي للهدهد
طائر جميل ...له منقار معكوف يوجد فوق رأسه قزعة لون ريش الراس والرقبه بندقي يميل الي الحمره ريش البطن والظهر بني مقلمة باللون الاسود والذنب ريشه اسود فيه خطوط بيضاء عريضه في وسطه
مميزات الهدهد
غالبا ما نجد الهدهد منفردا في مجتمعه ولا يعيش في جماعات كما هو الحال في بعض الطيور ..وله ريحه منتنه.. وجعل الله رزقه مدفونا في باطن الارض .وحاد البصر يستطيع ان يرى الماء على اعماق سحيقه تحت الارض ...ويطير الهدهد منخفضا فوق سطح الارض ...ويجيد التمويه على الجوارح في حالة الخطر بلونه المميز الاقرب الي لون التراب حتى يتفادى اي هجوم عدواني عليه ومن مميزات الهدهد بانه صدوق لايعرف الكذب شأنه شان اي مخلوق لله ...ولكن شذ عن هذه الميزه الانس والجن ففيهم الكذوب وفيهم الصدوق
الدبلماسي المخضرم
لو امعنا النظر في شخصية الهدهد نجد أنه ذكي جدا... فعلا يستحق الوصف بلا منازع لماذا للاسباب التاليه :
السبب الاول :
التمعن في اصدار الحكم عليه من سيدنا سليمان عليه السلام والمتمثل في قول الله تعالى
لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
السبب الثاني :
كيفية النجاه من العذاب الذي توعده سيدنا سليمان عليه السلام
فوجد بذكائيه الخارق ثغرة يستطيع النجاة بها فاستغلها دبلماسيا في الدفاع عن نفسه ...الا وهي الاستثنا من العقاب في خبر يقين يكون صادقا فيه وهو في قوله تعالى :
أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
وكانه اراد ان يقول لسيدنا سليمان عليه السلام ( ان الظن لا يثبت حقيقة ولا يترتب عليه حكم شرعي ) وسليمان احتاط لحكمه بعدالة المحكمه المتمثله في سماع دفاع المتهم عن نفسه حتى لا يكون الحكم ظني
تقديم دليل البراءه من الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
انظر وتمعن جيدا الي تقديم دليل البراءه من الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام وهو كما يلي :
الدليل الاول :
أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ به
اراد الهدهد ان يرسل رساله الي سيدنا سليمان عليه السلام مفادها : اذا كان الله قد اتاك من كل شيئ علما فانني جئتك بخبر لم تكن تعلمه انت من قبل
الدليل الثاني :
تحديد المكان الجغرافي الا وهو مملكة سباء
وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
الدليل الثالث :
الخبر الصادق الذي وصفه الهدهد بالخبر اليقين لان امة الهداهد لا تعرف الكذب
العدل اساس الحكم
وقف سيدنا سليمان امام تلك الادله وكانه مقتنع بها من حيث المبداء فهي ادلة قاطعه لا تثير الريب ولا الشك ولكن محكمة سيدنا سليمان الموقره تريد ان تكون تلك القرائن مرتبطه بادله قطعيه اشبه ما تكون بشهادة العدول فماذا قال
قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِين
وهذا هو مبداء المحاكم العادله حتى لا يكون الحكم فيه ظلم بشبهه
السفير فوق العاده
هنا يجب ان نقف وقفة تأمل ونضع علامة استفهام
اذا كان سيدنا سليمان يشك في مصداقية الهدهد فلماذا بعثه كسفير له لتقصي دليل براءته
الجواب هو : ان سليمان عليه السلام واثق تماما من ان الهدهد صادق والدليل : انه قدم الصدق على الكذب في مشفوعات ملف القضيه .. والاصل في الطيور الصدق فهي لا تكذب ابدا
ما هي المهام التي اوكلت للهدهد من اجل التاكد بانه صادقاذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
المهمه الاولى :
اوكلت له مهمة السفر لان لدية قدرة فائقه على التخفي والتمويه حتى لا يقع ضحية لاي طير جارح ..وكذلك قدرته على تحمل مشاق السفر والجوع ولديه القدره على الحصول على الماء ان عطش
المهمه الثانيه :
وهي كيفية توصيل الكتاب الي ملكة سباء وتم تحديد المهمه بالإلقا فقط
المهمه الثالثه :
امر بعد ان يلقي الخطاب بالتنحي جانبا واخذ موقع المراقب لحركات تلك الملكه
المهمه الرابعه :
تسجيل كل حركه تنتج عن تلك الملكه بشكل دقيق ورفعها لسليمان عليه السلام
المهمه الخامسه :
العوده الينا ومعك التقارير باسرع وقت ممكن
الاعلامي المميز
إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم
لو نظرنا الي هذا التقرير الصحفي نجد انه كتب باسلوب قل ان تجد له نظير ففيه روعي جوامع الكلم بحيث يكون تقرير وافي وشافي يحتوي على اهم المعلومات التي يحتاجها سيدنا سليمان ولم يدخل في التفاصيل وتركها لسليمان يستنبطها بحكمته وعلمهِ
طيب ما هي تلك التقارير التي قدمها الهدهد لسليمان عليه السلام
التقرير الاول :
انظر الي الاسلوب ... قال وجدت امرأه تملكهم ولم يقل تحكمهم ..... لماذا ؟
لان كلمة تملكهم ..... تفيد بانهم قوم مسلوبي الاراده لا راي لهم وان وجد الراي فهو بمثابة تحصيل حاصل
وكلمة تحكمهم .... بمعنى ان الامر شورى بين الحاكم والمحكوم فلا يتخذ قرار الا بالاجماع او الاغلبيه ولا يفرض عليهم راي ملكتهم قهرا
اما الدليل فهو في قول الله تعالى :
قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
لم يقولوا نتشاور في الامر بل سلموا لها بان تصدر الحكم واعتبروا رايها سديد ونافذ عليهم
التقرير الثاني :
اتاها الله سباحنه وتعالى من الخيرات ما ليس له حدود
التقرير الثالث :
ولها عرش عظيم في شكله وهندسته وديكوره واثاثه وتحصينه
التقرير الرابع :
تلك الملكه وشعبها يعبود الشمس ويسجدون لها من دون الله
التقرير الخامس :
وفيه لفت نظر لسيدنا سليمان وكانه يقول اني غير راضي يا سليمان عن عبدة قوم ملكة سباء للشمس وعليك اتخاذ القرار
بجهد المقل هذا هو فهمي وتدبري لجزئية من أيات في كتاب الله ان اصبت فبتوفيق من الله وان اخطاءت فمن نفسي الاماره بالسؤ واستغفر الله العظيم واتوب اليه