[size=32]
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرًا معتبرًا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و40 هـ
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183
حسان بن ثابت قبل الإسلام

كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فصارت له في الجزيرة العربية شهرةٌ واسعة.
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183
حسان بن ثابت في الإسلام

لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن محمد -صلي الله عليه وسلم-والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال يومًا للأنصار:«ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".»
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس"، وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا.
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183
شعره

اشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام، ومن أشهر ما وصلنا من تلك القصائد لاميته التي جاء فيها:
لله درّ عصابةٍ نادمتهم ....... يوماً بجـِلَّقَ في الزمان الأولِ
أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ ....... قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يسقون من ورد البريص عليهم ....... برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ
بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم ....... شمَ الأنوف من الطراز الأولِ
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم....... لا يسألون عن السواد المقبلِ
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183

نظرًا لمكانته كشاعر الرسول، فقد لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، كما أدت المنافسة بين قريش والأنصار في عهد بني أمية، ثم الصراع بين القبائل اليمانية (الذين منهم الخزرج قوم حسان) والقيسية إلى المزيد من القصائد المختلقة على لسانه. وقد أشار إلى ذلك النقاد الأولون، يقول ابن سلام الجمحي: "وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى."[3] وقد حذف ابن هشام من سيرة ابن اسحاق خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه، ويقدّر أحد الباحثين المعاصرين نسبة الأشعار المنحولة في ديوان حسان بن ثابت بما بين 60 و 70%.[4]
[/size]



[size=32] حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183

وله قصيدة مشهورة وهي:
عفـتْ ذاتُ الأصابـعِ فالجـواءُ.... إلـى عـذراءَ منـزلـها خـلاءُ
ديارٌ منْ بَنِـي الحسحـاسِ قفـرٌ........ تعفيهـا الـروامـسُ والسمـاءُ
وكانـتْ لا يـزالُ بِهـا أنيـسٌ .......خـلالَ مروجهـا نعـمٌ وشـاءُ
فدعْ هـذا، ولكـن منْ لطيـفٍ....... يـؤرقنِـي إذا ذهـبَ العشـاءُ
لشعثـاءَ التـي قـدْ تيـمـتـهُ....... فليـسَ لقلبـهِ منهـا شـفـاءُ
كـأنّ سبيئـةً مـن بيـتِ رأسٍ....... يكـونُ مزاجهـا عسـلٌ ومـاءُ
عَلى أنيابـها، أو طعـمَ غـضٍّ .......مـنَ التفـاحِ هصـرهُ الجـنـاءُ
إذا ما الأسربـاتُ ذكـرنَ يومـًا....... فهـنّ لطيـبِ الـراح الـفـداءُ
نوليهـا الـملامـةَ، إنْ ألـمنـا....... إذا ما كـانَ معـثٌ أوْ لـحـاءُ
ونشـربـها فتتركنـا ملـوكـًا....... وأسـدًا مـا ينهنهنـا اللـقـاءُ
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183
المدح

نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل..... والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا ..... يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
وأنذرنا نارًا وبشر جـنة ..... وعلمنا الإسلام، فالله نحــمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي..... بذلك ما عمرت في الناس أشهد
 حسان بن ثابت/شاعر الرسول -صلي الله عليه وسلم  3dlat.net_11_17_b100_9e82f06c09183
وفاة حسان بن ثابت

توفي حسان بن ثابت في المدينة ما بين عامي 35 و40 هـ في عهد علي بن أبي طالب عن عمر ناهز المائة والعشرين عامًا.[1] ورجح بعض المؤرخين، أن حسان ابن ثابت: توفي في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان ما بين عام: 50 هـ وعام 54 هـ.[2]
 
[/size]