[size=48]بسم الله والحمد لله وبه نستعين والصلاة والسلام على رسوله الأمين[/size][size=48].[/size]

[size=48]الثقة بالله والثقة بالنفس:
كان الأولى بالتربويين زرع الثقة بالله في أجيال الشباب بدلا من الثقة بالنفس, لأن السنة النبوية توضّح أن التعامل مع النفس لا يكون كما ذهب إليه أدعياء الثقة بالنفس من تعظيم لها, قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله, لا إله إلا أنت).
الأنبياء عليهم السلام أوثق الخلق بالله عز وجل ثم الصحابة بعدهم, ونستعرض هنا مثالا لأحد رموز الإسلام ممن عرف بالثقة في تصرفاته, وباستعراض القصة يتضح مصدر الثقة لديه.
القصة بين خالد بن الوليد رضي الله عنه وبين مجّاعة بن مرارة الذي حبسه خالد رضي الله عنه عندما كان جيش المسلمين متجها لقتال المرتدين في اليمامة, وكان مجّاعة من أهل نجد ويعلم خبر مسيلمة, فسأله خالد رضي الله عنه عن كلام مسيلمة الكذاب الذي زعم بأنه قرآن منزّل, فسرد عليه مجّاعة شيئا من فكر مسيلمة وقال: "أُخرج لكم حنطة ورؤانا ورطبا وتمرانا".
فرد عليه خالد رضي الله عنه: "وهذا كان عندكم حقاً وتصدقونه".
فقال مجّاعة: "لو لم يكن حقا لما لقيتك غدا أكثر من عشرة الآف سيف يضاربونك فيه حتى يموت الأعجل!"
عندها قال له خالد رضي الله عنه: " إذن يكفيناكم الله ويعزّ دينه, فإياه تقاتلون, ودينه تريدون."
بالنظر إلى الرد الأخير لسيف الله المسلول رضي الله عنه, فإنّه لا يلمس في رده الثقة بالنفس, فهو لم ينسب القتال لنفسه عندما قال: "فإياه تقاتلون, ودينه تبغون", ولم ينسب الهجوم لنفسه عندما قال "يكفيناكم الله ويعزّ دينه", وإنما كان الرد نموذجا للثقة بالله وليس بالنفس, وما حصل في معركة اليمامة من فتك بالمرتدين لم يكن إلا نتاج التوكل الصريح على الله سبحانه والاستعانة به والإخلاص له والإمتثال لأوامر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[/size]

[size=48]هكذا كانت النّفوس تُبنى
[/size]
[size=48]وبفهم هذا كانت العقول أعظم[/size]
[size=48]والانتصارات تتحقق[/size]