منتديات عرب مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عرب مسلمدخول

descriptionالأحاديث الواردة في خراب يثرب Emptyالأحاديث الواردة في خراب يثرب

more_horiz





الأحاديث الواردة في خراب يثرب 277638789


الأحاديث الواردة في خراب يثرب
عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمْرَانُ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ
الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بيده على فَخِذِ
الذي حدث أو مَنْكِبِهِ ثُمَّ قال إِنَّ هذا لَحَقٌّ كما أَنَّكَ ها هنا أو
كما أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بن جَبَلٍ[ سنن أبي داود 4/110 ، مسند أحمد بن حنبل 5/232 ]

الشرح : قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ في شرح هذا الحديث :

( عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس ):
بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد وَعُمْرَانه بِضَمِّ الْعَيْن وَسُكُون
الْمِيم أَيْ عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال . ( خَرَاب يَثْرِب ) :بِفَتْحِ
تَحْتِيَّة وَسُكُون مُثَلَّثَة وَكَسْر رَاء اِسْم الْمَدِينَة
الْمُشَرَّفَة أَيْ سَبَب خَرَاب الْمَدِينَة .وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ
وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة . قِيلَ لِأَنَّ عُمْرَانه بِاسْتِيلَاءِ
الْكُفَّار .وَقَالَ الْأَرْدَبِيلِيّ فِي الْأَزْهَار : قَالَ بَعْض
الشَّارِحِينَ الْمُرَاد بِعُمْرَانِ بَيْت الْمَقْدِس عُمْرَانه بَعْد
خَرَابه فَإِنَّهُ يُخَرَّب فِي آخِر الزَّمَان ثُمَّ يُعَمِّرهُ
الْكُفَّار ، وَالْأَصَحّ أَنَّ الْمُرَاد بِالْعُمْرَانِ الْكَمَال فِي
الْعِمَارَة أَيْ عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس كَامِلًا مُجَاوِزًا عَنْ
الْحَدّ وَقْت خَرَاب يَثْرِب ، فَإِنَّ بَيْت الْمَقْدِس لَا يُخَرَّب .

( وَخَرَاب يَثْرِب خُرُوج الْمَلْحَمَة ):
أَيْ ظُهُور الْحَرْب الْعَظِيم .قَالَ اِبْن الْمَلَك : بَيْن أَهْل
الشَّام وَالرُّوم ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَكُون بَيْن تَاتَار وَالشَّام .
قَالَ الْقَارِي : الْأَظْهَر هُوَ الْأَوَّل ، ( وَخُرُوج الْمَلْحَمَة إِلَخْ ): قَالَ
الْقَارِي نَقْلًا عَنْ الْأَشْرَف : لَمَّا كَانَ بَيْت الْمَقْدِس
بِاسْتِيلَاءِ الْكُفَّار عَلَيْهِ وَكَثْرَة عِمَارَتهمْ فِيهَا أَمَارَة
مُسْتَعْقَبَة بِخَرَابِ يَثْرِب وَهُوَ أَمَارَة مُسْتَعْقَبَة بِخُرُوجِ
الْمَلْحَمَة وَهُوَ أَمَارَة مُسْتَعْقَبَة بِفَتْحِ قُسْطَنْطِينِيَّة ،
وَهُوَ أَمَارَة مُسْتَعْقَبَة بِخُرُوجِ الدَّجَّال ، جَعَلَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلّ وَاحِد عَيْن مَا بَعْده وَعَبَّرَ
بِهِ عَنْهُ .قَالَ : وَخُلَاصَته أَنَّ كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الْأُمُور
أَمَارَة لِوُقُوعِ مَا بَعْده وَإِنْ وَقَعَ هُنَاكَ مُهْمَلَة اِنْتَهَى ، ( ثُمَّ ضَرَبَ ): أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ( عَلَى فَخِذ الَّذِي حَدَّثَهُ ): هُوَ مُعَاذ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( أَوْ مَنْكِبه ) : شَكّ مِنْ الرَّاوِي ، ( ثُمَّ قَالَ ): صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ( إِنَّ هَذَا ): أَيْ مَا ذُكِرَ فِي الْحَدِيث مِنْ أَخْبَار عُمَر أَنَّ بَيْت الْمَقْدِس سَبَب خَرَاب الْمَدِينَة إِلَخْ ، ( لَحَقّ )أَيْ يَقِينِيّ لَا شَكّ فِي وُقُوعه وَتَحَقُّقه ، ( كَمَا أَنَّك ): يَا مُعَاذ ، ( هَا هُنَا أَوْ كَمَا أَنَّك قَاعِد )

:
شَكّ مِنْ الرَّاوِي ، وَالْمَعْنَى تَحَقُّق الْإِخْبَار الْمَذْكُور فِي
الْحَدِيث قَطْعِيّ يَقِينِيّ كَمَا أَنَّ جُلُوسك هَا هُنَا قَطْعِيّ
وَيَقِينِيّ ، ( يَعْنِي مُعَاذ بْن جَبَل ): يَعْنِي
الْخِطَاب لِمُعَاذِ بْن جَبَل . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده
عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَابِت بْن ثَوْبَانَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا
وَثَّقَهُ بَعْضهمْ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد [ 9/ 330 حديث 4742 ] .

هذه أزواج من الأشياء فكل واحد مرتبط بالثاني، لكن يحتمل أن يكون بين كل زوج والزوج الذي بعده فترة زمنية طويلة. فإذا عُمِّر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف، فإن ذلك سيكون سبباً في خراب يثرب ، ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون على يثرب ويكون لهم صولة بحيث يحدث خراب فيها. وإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب ؛ فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة، وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى، وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم، كما ذكر شراح الحديث. وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وسيعقب ذلك فتح القسطنطينية التي هي من مدن الكفار، وسيعقب ذلك خروج الدجال، وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما يقع بعده....... [ قاله الشيخ محمد المنجد في دروسه عن أشراط الساعة ]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة[
سنن الترمذي 12/427 حديث 3854 حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ
إِلَّا مِنْ حَدِيثِ جُنَادَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ تَعَجَّبَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا ]

الشرح :

قَوْلُهُ : " آخِرُ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْإِسْلَامِ خَرَابًا"مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ ، قَوْلُهُ : ( الْمَدِينَةُ )
وَيَجُوزُ عَكْسُهُ ، وَالْمُرَادُ بِالْمَدِينَةِ الْمَدِينَةُ
النَّبَوِيَّةُ وَهُوَ عَلَمٌ لَهَا بِالْغَلَبَةِ فَلَا يُسْتَعْمَلُ
مُعَرَّفًا إِلَّا فِيهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
عِمَارَةَ الْإِسْلَامِ مَنُوطَةٌ بِعِمَارَتِهَا وَهَذَا بِبَرَكَةِ
وُجُودِهِ فِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ حِبَّانَ ،( لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ جُنَادَةَ عَنْ هِشَامٍ ) وَقَعَ
فِي بَعْضِ النُّسَخِ بَعْدَ هَذَا قَالَ : تَعَجَّبَ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا ، قَالَ الْمُنَاوِيُّ
فِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ . وَذَكَرَ أَيْ التِّرْمِذِيُّ فِي
الْعِلَلِ : أَنَّهُ سَأَلَ عَنْهُ الْبُخَارِيَّ فَلَمْ يَعْرِفْهُ
وَتَعَجَّبَ مِنْهُ [ تحفة الأحوذي 9/232 ] .

وعنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ
حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ أَوْ الذِّئْبُ فَيُغَذِّي عَلَى بَعْضِ
سَوَارِي الْمَسْجِدِ أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ
اللَّهِ فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ قَالَ لِلْعَوَافِي
الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ [ موطأ الإمام مالك 5/347 حديث 1381 ، صحيح ابن حبان 28/88 حديث 6898 ، السنن الواردة في الفتن ج4/ص889 -892 ]

الشرح :

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ يُحْتَمَلُ
أَنْ يُرِيدَ بِهِ فِي وَقْتٍ تَكُونُ فِيهِ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ
عَلَيْهِ فِي أَمْرِ دِينٍ أَوْ دُنْيَا أَوْ فِيهِمَا قَالَ الْقَاضِي
أَبُو الْوَلِيدِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ : وَالْأَظْهَرُ عِنْدِي أَنْ
يُرِيدَ حُسْنَ ثِمَارِهَا وَنَمَاءَهَا ، وَلِذَلِكَ قَالُوا لَهُ
فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ يَوْمَئِذٍ ؟ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ
عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ حُسْنِهَا فِي وَقْتِ صَلَاحِهَا وَعِمَارَةِ
الْمُسْلِمِينَ لَهَا ، فَيَكُونُ أَحْسَنَ بِمَعْنَى الْحُسْنِ كَمَا
قَالُوا فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ
مَعْنَاهُ وَهُوَ هَيِّنٌ عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ
ظَاهِرُهُ تَرْكُ سُكْنَاهَا فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِمَانِعٍ
يَمْنَعُ سُكْنَاهَا مِنْ فِتْنَةٍ أَوْ شِدَّةِ حَالٍ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ
يَكُونَ ذَلِكَ لِإِيثَارِهِمْ غَيْرَهَا عَلَيْهَا لِخِصْبٍ أَوْ مَعْنًى
مِنْ الْمَعَانِي ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم : حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ أَوْ الذِّئْبُ فَيُعَدِّي
عَلَى بَعْضِ سَوَارِي الْمَسْجِدِ يَقْتَضِي إخْلَاءَهَا
جُمْلَةً حَتَّى لَا يَكُونَ بِهَا مِنْ سُكَّانِهَا مَنْ لَا يَمْنَعُ
هَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمَعْنَى يُعدِّي عَلَى سَوَارِي الْمَسْجِد
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ مَعْنَاهُ يَبُولُ ، وَعِنْدِي أَنَّ حَقِيقَةَ
هَذِهِ اللَّفْظَةِ أَنَّهُ يَقْطَعُ بَوْلَهُ دَفْعَةً دَفْعَةً ، يُقَالُ
عَدَا بِبَوْلِهِ إِذَا دَفَعَهُ دَفْعَةً ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ
وَمِنْهُ عَدَا الْعِرْقُ وَغَيْرُهُ يُعَدِّي وَمِنْهُ قِيلَ الْبَعِيرُ
يَعْدُو بِبَوْلِهِ إِذَا رَمَى بِهِ مُتَقَطِّعًا .

( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُمْ فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ
سُؤَالٌ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدُوا بِهِ الِاسْتِفْهَامَ عَنْ انْقِطَاعِ
النَّاسِ عَنْهَا جُمْلَةً ، وَهَلْ يَكُونُونَ مِنْهَا عَلَى حَالٍ مِنْ
شَأْنِهَا فِي وَقْتِ الثِّمَارِ ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : تَكُونُ لِلْعَوَافِي الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ الْعَوَافِي مِنْ الْوَحْشِ وَالسِّبَاعِ
وَالطَّيْرِ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِك عَفَوْت فُلَانًا أَعْفُوهُ إِذَا
أَتَيْته تَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ ، وَيُقَالُ فُلَانٌ كَثِيرُ الْغَاشِيَةِ
وَالْعَافِي أَيْ يَغْشَاهُ السُّؤَالُ وَالطَّالِبُونَ فَاقْتَضَى ذَلِكَ
انْقِطَاعَ أَهْلِهَا عَنْهَا وَتَرْكَ ثِمَارِهَا حَتَّى لَا تَكُونَ
إِلَّا لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَإِضَافَتُهَا
إلَيْهَا يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنَّهَا تَعِيشُ مِنْهَا ،
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنَّهَا تَنْفَرِدُ بِهَا دُونَ
أَرْبَابِهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ [ المنتقى شرح الموطأ 4/262 ] .

وعن حذيفة أنه قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة[ صحيح مسلم 14/73 حديث 5148 ] .

الشرح :

يروي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان أن الرسول -عليه الصلاةوالسلام- قد أخبره بما هو كائن إلى قيام الساعة، يعني أخبره وغيره، والذي يظهر أنه أخبره بما هو كائن من الفتن، هذا هوالظاهر، ليس المراد أنه أخبره بكل ما يكون يوم القيامة من جميع الأمور، وأن إخبارالرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس إخبار إسرار، بل أخبره هو وغيره، يقول: وما من شيء إلا وسألته عنه، إلا أني لم أسأله ما الذي يُخرِجأهل المدينة من المدينة، وهذا يقتضي أن الرسول أخبر أن الناس يخرجون من المدينةويهجرونها، يخرجون منها، فهو لم يسأل ما الذي يخرجهم، فهذا هو ظاهر الحديث. ولعله يأتي ما يبين هذا الإبهام وهذا الإجمال فيما يتعلق بخروج أهل المدينة،والناس قد خرجوا من المدينة، الصحابة خرجوا في أيام الفتوح، خرجوا منها إلى مختلفالأقطار، يعني بسبب الجهاد في سبيل الله، وخرج منها مَن خرج بعد ذلك من الناس بسببيعني اتساع البلاد، والناس مجبولون على التنقل، وطلب رفاهية العيش، وقد انتقلتالخلافة من عهد علي -رضي الله عنه-، انتقلت من المدينة، وقد جرت العادة أن الناسيفدون ويتكاثرون حول مركز الولاية ومركز الخلافة، وهو ما يسمى مثلا في هذا الوقتبالعاصمة، هذا أمر محسوس ومعروف[ شرح أحاديث في الفتن والحوادث الجزء الأولشرح الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك ]

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْالزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ يَقُولُ يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَايَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ وَآخِرُمَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِبِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِخَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا.

وعن
عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، وأقناء
معلقة، وقنو منها حشف، ومعه عصاً، فطعن بالعصا في القنو، قال: " لو شاء رب
هذه الصدقة، فتصدق بأطيب منها، إن صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة "
.ثم أقبل علينا، فقال: " أما والله يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين
عاماً للعوافي " .قلنا: الله ورسوله أعلم.ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " أتدرون ما العوافي " .قالوا: لا.قال: " الطير والسباع " .[ أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه ، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،19 /187 حديث 8428 ]

وعن
محجن بن الأدرع رضي الله عنه ، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لحاجة، ثم عارضني في بعض طرق المدينة، ثم صعد على أحد وصعدت معه، فأقبل
بوجهه نحو المدينة، فقال لها قولاً، ثم قال: ويل أمك أو " ويح أمها قرية
يدعها أهلها أينع ما تكون، تأكلها عافية الطير والسباع، تأكل ثمرها، ولا
يدخلها الدجال إن شاء الله تعالى، كلما أراد دخولها يلقاه بكل نقب من
نقابها ملك مصلت يمنعه عنها " .[ أخرجه الحاكم أو عبد الله، في مستدركه، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه 4 / 747 حديث 8315 ]

الشرح الإجمالي :

قوله‏:‏ ‏(‏تتركون المدينة‏)‏ كذا للأكثر بتاء الخطاب، والمراد بذلكغير المخاطبين، لكنهم من أهل البلد أو من نسل المخاطبين أو من نوعهم، وروى ‏"‏يتركون ‏"‏ بتحتانية ورجحه القرطبي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏على خير ما كانت‏)‏ أي على أحسن حال كانت عليه من قبل،قال القرطبي تبعا لعياض‏:‏ قد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم،وحملت إليها خيرات الأرض وصارت من أعمر البلاد، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشامثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب تعاورتها الفتن وخلت من أهلها فقصدتها عوافيالطير والسباع‏.‏والعوافي جمـع
عافية وهي التي تطلب أقواتها، ويقال للذكر عاف‏.‏ ، قال ابن الجوزي‏:‏
اجتمع في العوافي شيئان أحدهما أنها طالبة لأقواتها من قولك عفوت فلانا
أعفوه فأنا عاف والجمع عفاة، أي أتيت أطلب معروفه،والثاني من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به فإن الطير والوحش تقصدهلأمنها على نفسها فيه‏.‏وقال النووي‏:‏ المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيامالساعة، ويؤيده قصة الراعيين فقد وقع عند مسلم بلفظ ‏"‏ ثم يحشر راعيان ‏"‏ وفيالبخاري أنهما آخر من يحشر‏.‏ويؤيده ما روى مالك عن ابن حماس بمهملتين وتخفيف عن عمه عنأبي هريرة رفعه ‏"‏ لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الذئب فيعوي على بعضسواري المسجد أو على المنبر‏.‏قالوا‏:‏ فلمن تكون ثمارها‏؟‏ قال‏:‏ للعوافي الطير والسباع ‏"‏أخرجه معن بن عيسى في ‏"‏ الموطأ ‏"‏ عن مالك ورواه جماعة من الثقات خارج الموطأ،ويشهد
له أيضا ما روى أحمد والحاكم وغيرهما من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي
وكذلك ماروى عمر بن شبة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك قال ‏"‏ دخل رسول اللهصلى الله عليه وسلم المسجد ثم نظر إلينا فقال‏:‏ أما والله ليدعنها أهلها مذللةأربعين عاما للعوافي، أتدرون ما العوافي‏؟‏ الطير والسباع‏"‏‏.‏قلت‏:‏ وهذا لم يقع قطعا‏.‏وقال المهلب‏:‏ في هذا الحديث أن المدينة تسكن إلى يوم القيامة وإنخلت في بعض الأوقات لقصد الراعيين بغنمهما إلى المدينة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وآخر من يحشر راعيان من مزينة‏)‏ هذا يحتمل أن يكونحديثا آخر مستقلا لا تعلق له بالذي قبله، ويحتمل أن يكون من تتمة الحديث الذي قبله،وعلى هذين الاحتمالين يترتب الاختلاف الذي حكيته عن القرطبي والنووي، والثاني أظهركما قال النووي‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ينعقان‏)‏ بكسر المهملة بعدها قاف، النعيق زجر الغنم،يقال نعق ينعق بكسر العين وفتحها نعيقا ونعاقا ونعقانا إذا صاح بالغنم، وأغربالداودي فقال‏:‏ معناه يطلب الكلأ، وكأنه فسره بالمقصود من الزجر لأنه يزجرها عنالمرعى الوبيل إلى المرعى الوسيم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فيجدانها وحوشا‏)‏ أو يجدانها ذات وحش، أو يجدان أهلهاقد صاروا وحوشا، وهذا على أن الرواية بفتح الواو أي يجدانها خالية وفي رواية مسلم‏"‏ فيجدانها وحشا ‏"‏ أي خالية ليس بها أحد، والوحش من الأرض الخلاء، أو كثرةالوحش لما خلت من سكانها‏.‏

قال النووي‏:‏ الصحيح أن معناه يجدانها ذات وحوش، قال‏:‏ وقد يكونوحشا بمعنى وحوش، وأصل الوحش كل شيء توحش من الحيوان وجمعه وحوش، وقد يعبر بواحدهعن جمعه‏.‏وحكى عن ابن المرابط أن معناه أن غنم الراعيين المذكورين تصير وحوشاإما بأن تنقلب ذاتها وإما أن تتوحش وتنفر منهما، وعلى هذا فالضمير في يجدانها يعودعلى الغنم والظاهر خلافه‏.‏قال النووي‏:‏ الصواب الأول‏.‏

وقال القرطبي‏:‏ القدرة صالحة لذلك‏.‏انتهى‏.‏

ويؤيده أن في بقية الحديث أنهما يخران على وجوههما إذا وصلا إلىثنية الوداع، وذلك قبل دخولهما المدينة بلا شك، فيدل على أنهما وجدا التوحش المذكورقبل دخول المدينة فيقوى أن الضمير يعود على غنمهما وكأن ذلك من علامات قيامالساعة‏.‏

ويوضح هذا رواية عمر بن شبة في ‏"‏ أخبار المدينة ‏"‏ من طريق عطاءبن السائب عن رجل من أشجع عن أبي هريرة موقوفا قال ‏"‏ آخر من يحشر رجلان رجل منمزينة وآخر من جهينة، فيقولان‏:‏ أين الناس‏؟‏ فيأتيان المدينة فلا يريان إلاالثعالب، فينزل إليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس‏"‏‏.‏

قوله ‏"‏وآخر من يحشر ‏"‏ في رواية مسلم من طريق عقيل عن الزهري ‏"‏ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ‏"‏ لم يذكر في الحديث حشرهما، وإنما ذكرمقدمته، لأن الحشر إنما يقع بعد الموت، فذكر سبب موتهما والحشر يعقبه‏.‏

وقوله على هذا ‏"‏ خرا على وجوههما ‏"‏ أي سقطا ميتين، أو المرادبقوله خرا على وجوههما أي سقطا بمن أسقطهما، وهو الملك كما تقدم في رواية عمر بنشبة‏.‏

وفي رواية للعقيلي ‏"‏ أنهما كانا ينزلان بجبل ورقان‏"‏، وله منحديث حذيفة ابن أسيد ‏"‏ أنهما يفقدان الناس فيقولان‏:‏ ننطلق إلى بني فلان،فيأتيانهم فلا يجدان أحدا فيقولان‏:‏ ننطلق إلى المدينة، فينطلقان فلا يجدان بهاأحدا، فينطلقان إلى البقيع فلا يريان إلا السباع والثعالب ‏"‏ وهذا يوضح أحد الاحتمالات المتقدمة، وقد روى ابن حبان من طريق عروة عن أبي هريرة رفعه ‏"‏ آخرقرية في الإسلام خرابا المدينة‏"‏، وهو يناسب كون آخر من يحشر يكون منها‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ أنكر ابن عمر على أبي هريرة تعبيره في هذا الحديثبقوله ‏"‏ خير ما كانت ‏"‏ وقال‏:‏ إن الصواب أعمر ما كانت، أخرج ذلك عمر بن شبة في‏"‏ أخبار المدينة ‏"‏ من طريق مساحق بن عمرو أنه كان جالسا عند ابن عمر ‏"‏ فجاءأبو هريرة فقال له‏:‏ لم ترد على حديثي‏؟‏ فو الله لقد كنت أنا وأنت في بيت حين قالالنبي صلى الله عليه وسلم يخرج منها أهلها خبر ما كنت‏.‏فقال ابن عمر‏:‏ أجل ولكن لم يقل خير ما كانت، إنما قال أعمر ماكانت، ولو قال خير ما كانت لكان ذلك وهو حي وأصحابه، فقال أبو هريرة‏:‏ صدقت والذينفسي بيده‏"‏‏.‏وروى مسلم من حديث حذيفة أنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عمنيخرج أهل المدينة من المدينة، ولعمر بن شبة من حديث أبي هريرة ‏"‏ قيل يا أبا هريرةمن يخرجهم‏؟‏ قال أمراء السوء‏"‏‏.[ انظر فتح الباري شرح البخاري ]

وأما ما رواه محجن بن الأدرع رضي الله عنه قال ابن حجر في فتح الباري [ 4/90 ] : (( قال القرطبي تبعا لعياض : وقد وجد ذلك حيث صارت معدنالخلافة ومقصد الناس وملجأهم ، وحملت إليها خيرات الأرض ، وصارت من أعمر البلاد ،فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ، ثم إلى العراق ، وتغلبت عليها الأعراب ،تعاورتها الفتن وخلت من أهلها ، فقصدتها عوافى الطير والسباع .
وأما ما رواه عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه .( لتدعُنَّها مذللةً ) ، قال العلامة ابن الأثير فيالنهاية في غريب الحديث [ 2/166 ] : فى الحديث يتركُون المدينة على خير ماكانت مُذَلَّلة ، لا يَغْشاها إلا العَوَافي )) ؛ أي ثِمَارُها دانيةٌ سَهلةُالمُتَنَاوَل ُمخلاَّة غير مَحْمِيَّةٍ ولا مَمْنُوعةٍ على أحسن أحوالها .وقيل : أراد أنّ المّدِينة تَكونُ مُخلاَّة ، خالِية من السُّكَّان لا يَغْشَاها إلاالوُحُوش [ انظر المدينة المنورة محمد أحمد محمود إسماعيل6 ]




descriptionالأحاديث الواردة في خراب يثرب Emptyرد: الأحاديث الواردة في خراب يثرب

more_horiz
الأحاديث الواردة في خراب يثرب SXPD1
يسلم لنا جميل انتقائك
روعة اختيارك ننتظرها دوما
كل الإحترام لك و التقدير
** alfahloy **
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد