موضوعنا اليوم موسوعة عن شئ يشغل الكثيرين ممن يدخلون هذا المجال او يحبون معرفة المتاح عن علوم القدماء

ومن تلك العلوم عندهم وان كانت محرمه لعن الله المشتغلين بها
لكن وجب المعرفه هو
السحر عند الفراعنه وسنقسم الموضوع الي


السحرة
التمائم السحرية
شعائر وطقوس السحر
الأدوات المستخدمة فى السحر
شعائر السحر
الصيد كشعيرة سحرية
الأساطير السحرية
اللوحات والتماثيل السحرية
لوحات "حـورس" السحـرية
التماثيل السحرية والشافية
علاقة السحر بالطب والموت
العـين الشـريرة


فتابعوا معنا الموضوع الشيق جدا


السحر فى مصر القديمة
عُرفت مصر من أقدم العصور بالسحر، وانتشر شهرت سحرها، وكان السحر فى مصر القديمة يحظى بأهمية وسطوة كبيرة، إذ كان يمارس بين كافة طبقات المجتمع. وارتبط السحر بشدة بمعتقدات المصريين القدماء وفكرهم الدينى، إذ مزجوا بينه وبين المعبودات، واعتبروه من سلطة وهبات الأرباب. بل أن كبار السحرة أنفسهم كانوا من بين من يشغلون مناصب كهنوتية كبيرة. وقد استعان الأرباب أيضاً بالسحر فى الصراعات فيما بينهم، مثل "حورس" و"ست". كما اختص بعض الأرباب والربات بالسحر وعمله.
السحـرة
عُرف السحرة فى مصر القديمة بلقب (حِريو تب)، وإن حملت الترجمة اللفظية (متصدر الجميع). ولعل ذلك يتعلق بلقب (غرى حبت)، أى: (مَن يقوم بالشعائر)، والذى أتت منه الترجمة: (الكاهن المرتل). فقد حمل السحرة لقب (حريو تب) فى عصر الدولة الحديثة، بينما حملوا لقب (كتبة نصوص الإله) منذ بداية العصر المتأخر.



وقد احتل السحر مكانة كبيرة وهامة فى العقائد المصرية القديمة، وكان يعتبر أحد الركائز الهامة لما لعبه من دور فعال ومؤثر فى حياة المصرى القديم عموماً. وكان السحر يمارس فى مصر القديمة بدرجات مختلفة بين طوائف الشعب؛ فالسحر عند الملوك يختلف عنه عند الأفراد العاديين. ولم يقتصر السحر على المصريين القدماء فقط، إذ عرف أيضاً عند الحضارات القديمة الأخرى، وكانت مصر تأتى فى مقدمة الدول التى تعرف السحر.
وقد أشاد الإغريق بمعرفة المصريين للسحر، وجاء ذكر سَحَرة مصر فى قصة النبى "موسى" (عليه السلام) فى القرآن الكريم. وكان لنزوله بمعجزة العصا برهان حاسم على براعة المصريين فى السحر؛ إذ كان المعتاد أن يُرسَل الرسل والأنبياء بمعجزات فى أمور برع فيها أقوامهم.فكانت المعجزة الاكبر لهم انه حقيقه وليس سحر كما يفعلون هم بسحر اعين الناس

وكان يظهر بوضوح ارتباط الطقوس السحرية وتلاوة التعاويذ بالكاهن المرتل (Xry hbt)، ويفترض أن هذا الكاهن هو المعلم الأول فى شئون السحر والرقى، وكان يمارس مهمة طرد الأرواح الشريرة، وفى الوقت نفسه يقوم بعلاج الحالات المرضية، مثل الحمى ولدغة الثعابين والعقارب وغيرها من الأمراض المستعصية. وكان السحر فى مصر يتحقق أو يجرى عن طريق تلاوة التعاويذ أو التمائم.



تمائم عين حورس من المادة القيشاني المتزجيجمن وهي من التمائم التي كانت تستعمل في الطقوس السحرية. متحف بليتسايوس هلدسهايم، تحت رقم 4543. العصر الروماني وعين حورس،الفاينس الازرق عصر الانتقال الثالث.1096-661 ق.م. المتحف البريطاني





تميمة عمود الجد من الفاينس الأزرق. المتحف البريطاني تحت رقم (EA 48667).العصرالمتاخر600 ق.م.





وكان السحر بمثابة تقنية تعادلية، أى أن خاصية السحر تخضع للهدف منه وليس لخاصية جوهره. وتعددت أهداف السحر فى مصر القديمة، ففى الحياة العادية كان يمارس السحر الوقائى أو الدفاعى بهدف طرد الأرواح الشريرة، والحد من مخاطر الحيوانات المفترسة أو الضارة، إلى جانب الرغبة فى القضاء على الأمراض، وتجنب العيون المؤذية. وكان هذا السحر الدفاعى هو أكثر أنماط السحر شيوعاَ، ويستند بذلك على قوانين السحر الخيِّر، والذى قد وضُعت أنظمته منذ القدم.
ويعتبر السحر المصرى علماً مستمداً من الكتب، حيث يستعين الساحر بكتب خاصة بالتعاويذ السحرية التى تتطابق مع كل حالة من الحالات، ويقوم بترتيل هذه التعاويذ بنفسه. وهذا ما يعرف بالشعائر الشفهية، وعادة فإن هذه التعاويذ التى تتلى تتبعها أمور يجب أن تفعل، وهى الشعائر العملية.
ولكى يؤدى السحر مفعوله تقرأ بعض التعاويذ الدينية، أو يقوم الشخص بحمل بعض التمائم التى تأخذ أحياناً هيئة معبودات حامية حتى تستطيع أن تؤدى غرض الحماية، أو أن تشكل التمائم على هيئة بعض الرموز المقدسة.
وكان المصرى القديم يرغب فى الحصول على كل ما هو مفيد عن طريق ارتدائه لهذه التمائم أو قراءة التعاويذ، ويكتب على التميمة بعض الأدعية الموجودة. وكانت هذه الوسائل تعطى القوة السحرية، وتطرد كل ما هو ضار أو مؤذٍ للشخص الذى يحملها، وتجلب الحظ السعيد، إلى جانب القدرة على الشفاء أو التعجيل به.
وارتبط السحر فى مصر القديمة بالطب أو بالعلاج، وذلك على الرغم من اهتمام المصرى القديم بالطب وتفوقه فيه. وكان المصرى القديم يعتقد أن كل مرض يتضمن أعراضاً ظاهرية، فيقدم العلاج المناسب للمريض. واعتقدوا أيضاً أن وراء المرض سبباً خفياً غير ملموس، قد يكون من تأثير مضاد من قوة خفية، أو روح شريرة؛ ولذلك فقد اختلط السحر والطب لدى المصريين القدماء.





وكان الكهنة على درجة عالية من الثقافة والعلم، ويلمون بشتى المعارف والمجالات؛ كما أن السحر بذاته كان يعد علماً يستمد من الكتب والمعرفة.
ومن أشهر هؤلاء السحرة، "ديدى"، والساحر "ﭽاﭽا ام عنخ". وقد وردت الإشارة إلى قدراتهما السحرية ومكانتهما فى بردية "وستكار"، كما أن هناك ساحر آخر مشهور من عصر "الرعامسة" يعرف باسم "مرى رع"، وذلك وفق ما جاء على بردية "ﭭـاندييه". ثم ما أشارت له برديتان سحريتان من القرنين الأول والثانى الميلادى يعرفان باسم (ستنى1 ، و: ستنى2)؛ ويتحدث مضمون كل منها عن شغف الأمير "واس إم عنخ" -ابن "رعمسيس الثانى"- بالآثار والسحر، وكل ما هو قديم، وعن بعض القصص السحرية.
وكان الكاهن "وعب" يلعب دوراً مماثلاً للكاهن "حرى تب"، والكاهن المرتل (غرى حب). وكان يستلزم طهارة الكاهن حتى يحمى نفسه ويتحصن من هجمات الربة القاسية "سخمت"، فهو يستطيع أن يقى من شر وسحر الربة "سخمت" الشريرة، وتحويلها إلى صورتها الطيبة "باستت". كما أنه لعب دوراً فى "بيت الحياة" (Pr-anx) كطبيب له المقدرة فى العلاج من الأمراض، والتى تعتبر من أفعال الربة "سخمت" أيضاً.
ولم تكن ممارسة السحر قاصرة فقط على كهنة الـ "وعب" (Wab)، ولكن مَن كان ملماً بالنصوص السحرية ومستطيعاً ممارستها وتطبيقها يصبح مؤهلاً لممارسة السحر. كما كانت وظيفة السحر مرتبطة بوظيفة الكاتب المختص بكتاب المعبود، وذلك باعتباره القائم على المحفوظات، والكاتب فى مكتبة "بيت الحياة" (Pr-anx).
وكذلك فقد ارتبط السحر والسَحَرة بالطب وأمور الدين، فكان بديهياً أن يكون الساحر ملماً بعلوم المعرفة، خاصة الطب، وأن يكون من طبقة الكهنة. كما أن المعرفة التى تحلى بها السَحَرة، والثقافة الواسعة، قد فتحتا لهم المجال لارتقاء مراتب عالية فى المجتمع.




التمائم السحرية

تعددت أشكال التمائم والمواد التى تصنع منها، كما اختلفت كذلك الأغراض والأهداف التى صنعت لأجلها هذه التمائم. ولا ريب فى أن المصريين قد أولوا التمائم وصناعتها أهمية كبيرة، ولكن ما نود الإشارة إليه هو أن التمائم قد ارتبطت بالحماية، فغالباً ما كانت تصنع بهدف كسب الحماية من خلال الرمزية الكامنة داخل هذه التميمة أو تلك.


وقد استخدمت التمائم أيضاً بهدف الحماية من (العين الشريرة)، وبغرض أن تمنح حاملها صحة وعافية أفضل. كما أنها قد تستخدم لدفع ومحوِ ألمٍ ما قد يصيب الإنسان. إلا أن الأمر قد يتطلب فى الأغلب تلاوة بعض التعاويذ والصيغ فوق التميمة من أجل أن تكون ذات فعالية، وبما يتطابق مع الشعائر العملية بالنصوص السحرية.


وقد شاعت فى مصر القديمة التمائم المستخدمة لأغراض الحماية وللأغراض السحرية، ونذكر منها تمائم (عين "أوﭽات")، وعلامة "سـا"، وعقدة "إيزيس"، وتمائم المعبودات المختلفة.


بل يمكن القول بأن فكرة استخدام التميمة للحماية أو بأغراض سحرية - لا تزال متوارثة فى الثقافة الشعبية المصرية حتى يومنا هذا، خاصة بين طبقات غير المتعلمين، وفى القرى والنجوع، وبين المترددين على الدجالين والسحرة.


كان الرجال والنساء -على حد سواء - يلبسون القلائد التي تغطي الصدر، وتتدلى من أسفل العنق، وتُصنع في معظم الأحيان من خرز مختلف الألوان، مما يجعل ألوانها رائعة فوق الملابس المصرية البيضاء.




قلادة عريضة من النوع المسمى (وسخت). المتحف المصري (JE 46133).


وكانت تظهر حول الرقبة سلسلة ذهبية تحمل حلية ذهبية كبيرة مطعّمة بالجواهر، أو تميمة جميلة. وكانت هناك أيضاً أساور تزيّن المعاصم، وخلاخيل تزيّن الكواحل، وقد انتشرت هذه الخلاخيل بين النساء كما هو الحال الآن.






قلادة من العقيق الاحمر بها رمز لوجة الالهة سخمت. ([04/030] رقم 4818) متحف ايجتو،ايطاليا.


التمائم والغرض السحري أو الديني


اعتنقت الديانة المصرية القديمة فكرة أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظه وتبعد الشرورعن الجسد سواء الحي او الذي بالعالم الاخر ومومياة وتوقف تأثير السحر ضده مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة وبركة وحسن طالع وحظا سعيدة حسب عقيدته التي يعتقدها ولذلك فان الحلي لها قوة التميمة السحرية.





تميمة عمود الجد من القيشاني. متحف الارد بيرسون أمستردام تحت رقم APM 8820.عصر الدولة الحديثة



وتطورت فكرة لبس الحلي بعد ذلك حتى أصبحت تستعمل كتميمة وأدخلت عليها العناصر الزخرفية التي تظهر جمال من يرتديها واستمدت الحلي موادها وأشكالها و رموزها من البيئة المصرية.




تميمة من المادة القيشاني المتزجيج. متحف بليتسايوس هلدسهايم، تحت رقم 4543. العصر الروماني



فكان هناك حلي تستعمل للتزين في الحياة اليومية واخرى تستعمل كتميمة للحراسة والحماية وعادتن كانت تصنع من الذهب وترصع بأحجار شبة كريمة وتزود بمشابك أومحابس أو بسلك ذهب أو خيوط رفيعة.




تميمة من مادة القيشاني. العصر المتأخر. رقم التسجيل E 47 (n. cat. 162)،المتحف القومي للآثار بلشبونة


وهناك من الحلي ما يستخدم كتمائم للتزين والحماية في العالم الآخر، ولها أغراض سحرية لحماية من يلبسها في العالم الآخر وحماية جسده من كل الشرور. وكانت تعد وتصنع من خامات غير ثمينة مثل الخشب المذهب والجص المذهب أو الحجر والقيشاني أو من العظم والعاج وحتى من الطين.






التصنيف تميمة بالنقش الغائر من ألبستر.رقم التسجيل 1877.متحف الإرميتاج القومي


ولم يمكن لبس هذه الحلي في الحياة الدنيا لثقلها وسهولة كسرها ولعدم تناسبها وملامتها للحياة اليومية وكانت توضع على الجثة وليس لها مشابك وفي بعض الأحيان يصعب تحديد نوع الحلي أن كان للأحياء أو كان للحياة الأخرى ولذلك فأنه يستعان بالرسوم الموجودة للحلي على توابيت عصر الدولة الوسطي حيث نجد أن ما رسم عليها كان بديلا عن الحلي الجنائزي الحقيقي والذي كان يرسم ليبقي أبدا مادام التابوت باقيا أو كان يرسم خوفا من سرقة الحلي الحقيقية أن كانت موجودة بالفعل.


التمائم ورموزها ومعانيها ..... كانت التمائم ترتدي بغرض الحماية وإبطال فعل السحر والأخطار غير المتوقعة وكانت تستخدم أيضا لدفع الشر وأعمال السحر كما كانت تمد حاملها بالقوة والحظ السعيد والبركة فلذلك كانت التميمة تصنع على هيئة أشكال الأرباب أو الرموز المقدسة وكانت تعرف في اللغة المصرية باسم (وجا) التي تعني الشفاء أو (مكت حعو) حامية الجسد أو (سا) وتعني الحماية أو نختو وتعني تميمة ويمكن أن تأخذ التميمة شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها أو من يضعها في قطعة من الحلي.

وكانت التميمة على شكل جعران تضمن لحاملها بعثا جديد وتساعده على تجديد شبابه وتمده بالسعادة خاصة إذا كانت مصنوعة من حجر أو قيشاني أخضر أو أزرق أو بني.

وقد ذكر في إحدى البرديات التي توجد في متحف برلين الآن أن ورقة شجر الجمبيز تحوي أشياء نافعة وان من لدية معدن الفضة يشفي ويمتلك الثروة ويمكن أن تمد التميمة حماية ناجحة لو قرأ عليها تعويذة ويستمر مفعولها ساريا لو كتبت التعويذة على التميمة .

وقد تستعمل التمائم أيضا لإيقاف الإصابات الجسدية أو الأخطار غير المتوقعة أو ما لا يمكن انتقائها وكانت الحيوانات تزود بتمائم أيضا لحمايتها أو لزيادة خصوبتها وكانت تميمة الإصبعين المصنوعة من حجر الأوبسيديان تساعد على إيقاف فعل السحر الشرير.

أما تميمة مسند الرأس (ورس) فكان لها تعويذة خاصة من كتاب الموتى (رقم 166) والتي كانت تساعد في حفظ اتصال الرأس بالجسد.

وتعد تميمة عمود الجد حامية الجسد تعطية صفة الدوام والقوة (الفصل 155 من كتاب الموتى) في حين كانت تميمة الذراعين المرتفعتين (كا) تضمن وجود القرين بالقرب من صاحبة ليتقبل القربان أما تميمة ساق البردي (واج) فكانت تزود من يحتفظ بها بالنضارة الجسدية وكانت ترمز لقوة الشباب وحيويته.

إما العين المقدسة (وجات) فكانت تضمن سلامة الجسد وتمده بالحماية ضد العين الشريرة والسحر (الفصل 167 من كتاب الموت).

وكان الخاتم (شن) يصنع دائرة سحرية (تحويطة) حول الأصبع لحمايته من الكسر ويمد من يلبسه بقوة في حين يقوم الصولجان (واس) بضمان رخاء من يحمله وعقدة ايزيس (تيت) كانت تساعد على حل المشاكل الخاصة بالحب وتميمة (المنيت) والتي صنعت من الخرز أو تستعمل أحيانا كمعادل ثقل للقلائد تمد حاملها بقوة التحمل والسكينة وكانت رمزا للخصوبة والمساعدة في الولادة والرضاعة لارتباطها بالربة حتحور.

وقد تعطي تميمة علامة (نفر) الشباب الأبدي والجمال أما تميمة القلب فكانت نرمز للمعرفة والقوة للمقدرة على التنفس مرة أخري.

أما علامة (سما) فكانت ترمز للوحدة بين أجزاء الجسد المختلفة وتمائم التيجان (الأبيض والأحمر) كانت تمد الملك أو الموظف بالسلطة والقوة في حين ساعدت تميمة مخلب الطائر في الدفاع عن النفس.


الأدوات المستخدمة فى السحر
تعددت وتنوعت الأدوات المستخدمة فى تأدية طقوس السحر الشفهية والعملية، ومن بين ما يستخدم فى إتمام ذلك التماثيل الشمعية الصغيرة، والتماثيل الشافية، ولوحات "حـور- شـد"، ثم الكتابات والتعاويذ التى تتلى أو تسجل على هذه الأدوات، وكذلك الماء الذى يتم سكبه عليها ليتشبع بفحوى هذه النصوص والتعاويذ، وغيرها من الأدوات التى تتعلق بالسحر أو بالكاهن القائم بعملية السحر نفسها.









شعائر السحر
الطقوس الشفهية والطقوس العملية
كانت الطقوس الشفهية تُتبع عادة بطقوس عملية؛ إذ يتم تلاوة النص فوق تمثال صغير يمثل للعدو مصنوع من الشمع أو الفخار أو ورقة بردى جديدة يكتب عليها بحبر جديد. ثم يختم على أعضائه بواسطة ختم يحتمل أن يمثل الصورة التقليدية للعدو.



وينتهى النص بصيغة معينة دارجة للغاية فى إطار النصوص الطبية، تعنى ضمان فاعلية هذا الطقس. وعلى ذلك فإنه يتحتم دفن التمثال الصغير فى مكان يعرف بمكان تنفيذ الحكم. وتظهر أهمية الشعائر من أجل إقرار النظام، إذ أن أداء هذا الطقس داخل أحد المعابد يصبح ذا نفع لمجموع الشعب؛ وذلك لأن الشر الذى يهدد الملك يهدد توازن مجموع الشعب المصرى بأكمله.
ويشير أحد النصوص إلى أن أداء الشعائر يصير ضرورة قصوى لاستقرار الدولة، فى حين أن عدم أدائها قد يؤدى بها إلى الفوضى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شعائر السحر التى تؤدى فى المعبد كانت تعتبر أيضاً ذات أهمية سياسية . أى أن شعائر السحر تندمج ضمن شعائر العبادة، وتصبح جزءاً منها يساعد على استقرار النظام.
وتبين العديد من الشعائر المتأخرة، التماثيل الصغيرة المبينة لعدو رب الشمس، والمسمى "عبب" أو "أبوفيس" وقد أسيئت معاملتها، وعادة ما تؤدى تلك الشعائر داخل المعابد. ويلاحظ فى النص الشهير (الإطاحة بأبوفيس، وأعداء "رع") أن الصيغ ترتبط ببعض الممارسات؛ حيث يبصق على التمثال الصغير لـ "أبوفيس"، ويوطأ تحت الأقدام، ويضرب بحربة، ويضحَّى به، ويتم حرقه فى النهاية. أو قد يتم رسم شكل له على ورقة جديدة لم تستخدم، أو يصنع له تمثال من الشمع الأحمر. وكانت تمارس هذه الشعيرة ستة مرات يومياً تقريباً، ويحث كل من يقرأها على أدائها.
وضمن الشعائر الأخرى يمكن الإشارة إلى شعيرة (دحر المعتدى)، وتوجه هذه الشعيرة ضد المعبود "ست"، والذى وضع على نفس مستوى "أبوفيس" كممثل للعدو، وذلك فى العصور المتأخرة. وتؤدى شعائر هذا الطقس بصفة يومية وفى كل المعابد. وبجانب ذلك فإن شعائر السحر قد تتخذ مظاهر عديدة لتدمير الأعداء؛ فمثلا نجد أن كهنة "وعب" التابعين للمعبودة "سخمت" يقومون داخل المعابد بالذبح الشعائرى للثيران التى تمثل الأعداء.




الصيد كشعيرة سحرية




وكان يتم ضرب الأعداء المتمثلين فى هيئة الأسد، وذلك فى معبد "إسنـا". بينما تطابقت الأسماك صراحة بالأعداء، وذلك فى المعابد البطلمية. ومثلت الطيور أيضاً أرواحَ هؤلاء الأعداء.




وقد تعددت الأشكال والنصوص المتعلقة بعملية صيد الأسماك، خاصة فى معابد العصور المتأخرة، والتى يمكننا من خلالها أن نتفهم مضمون ما جاء من مناظر لصيد الأسماك والوحوش داخل المقابر والمعابد عبر مختلف العصور القديمة. ويلاحظ أن هذه المناظر ذات مضمون سحرى عقائدى، فالأعداء الممثلون فى هيئة حيوانات يتم محوهم من الوجود.
وفى ظل غموض كافة الشعائر المتعلقة بالصيد، فإن الصيد بالشباك يعد أكثرها غموضاً. كما أن فكرة الصيد بالشباك ترجع إلى أصول أقدم ارتبطت فيها الشباك بالعالم الآخر ورحلة المتوفى فيها كأحد الوسائل التى من شأنها إعاقة رحلة المتوفى المذنب أو الشرير. فقد تنوعت وسائل عقاب الأشرار والمذنبين؛ ومن بين هذه الوسائل الشبكة التى لا يرجو المتوفى أن يسقط فيها كالطائر أو السمكة.
وفى التعاويذ الخاصة بالهروب من الشبكة من "متون التوابيت" (473-481)، والمخصصة لموضوع الشبكة التى يحاول المتوفى جاهداً ألا يسقط فيها. وتتماثل فى هذه التعاويذ الأجزاء المختلفة للشبكة مع أجزاء من أجسام المعبودات، أو مع بعض الأدوات والأسلحة الخاصة بهذه المعبودات.
ولكى يهرب المتوفى من الوقوع فى شراك صيادى الطيور (ذلك بصفته طائراً) ومن الوقوع فى شباك صيادى الأسماك (وذلك بصفته سمكة)، كان لزاماً عليه معرفة هذه الأدوات الخاصة بالمعبودات، وأجزاء الشبكة المختلفة التى كانت تنصب بين السماء والأرض، والتى من الممكن أن تصطاد أرواح الموتى الذين فى طريقهم من الأرض إلى السماء، أو الذين يطيرون إلى الغرب بامتداد السماء؛ من ثم ستصبح لديه القوة والقدرة على تجنب خطرها والوقوع فيها.
وكذلك فى الفصلين (53/ أ، و153/ ب) من "كتاب الموتى"، واللذين يتحدثان عن التعاويذ الخاصة بالهروب من الشبكة، وحماية المتوفى من الوقوع فى شراك صيادى الطيور، وشباك صيادى الأسماك.
وهناك العديد من النصوص السحرية التى تتحدث عن صيد واقتناص البشر فى الشباك، وهى نصوص تصاحب مشاهد الشعيرة، وتتلى أثناء إجراء هذه الشعيرة. وتحتم الضرورة ذكر اسم العدو إذا ما تعلق الأمر بعدو معين، وليس بجوهر عام للنحس والتشاؤم، وذلك من أجل أن يتحقق الهدف المحدد من تدمير وفناء هذا العدو.
بل أن ذلك يعد جزءاً من الشعائر العملية التى تمارس من أجل تدمير "ست"، و"أبوفيس"، والموتى الخطرين، وما شابه ذلك. ويلعب الاسم دوراً هاماً فى إطار السحر المصرى، حيث أن الاسم يندمج تماماً بكيان صاحبه، ويمكن أن يحل محلَّه سواء أكان معبوداً أم إنساناً. وترتكز ممارسة السحر -إلى حد كبير- على استخدام الاسم، والذى تعتبر معرفته المطلب الأول فى أية ممارسة تتم ضد شخص مـا.
ويلاحظ أن إلحاق الضرر بالاسم وتدميره كان بمثابة تدمير مؤكد وبشكل مستقبلى لصاحب هذا الاسم. وهو ما حدث خلال عصر "العمارنة" من تحطيم اسم "آمون" على المعابد بواسطة "أخناتون" وأتباع عقيدة ربه "آتـون". وبالمثل قام أتباع "آمـون" -بعد ذلك- بتدمير اسم "أخناتون" وعقيدة "آتـون" بعد انقضاء فترة "العمارنة" التى اعتبرت فترة منافية للعقيدة المصرية التقليدية عبر عصورها. ولذا فقد اجتمعوا على محو كل ما يمثله لإبادته تماماً، وحتى لا يخلد أو تخلد عقيدته من خلال بقاء الاسم.
ومن جانب آخر فإن تغيير الاسم يعتبر وسيلة من أجل توقيع العقوبة، وهذا ما تبينه إحدى البرديات التى ترجع للقرن الثانى ق.م، وهى بردية "دوجسون".








الأساطير السحرية
وبخلاف النصوص والتعاويذ السحرية، هناك بعض القصص والأساطير التى حملت فى مضمونها مغزى سحرياً. ومن بينها عدد من الأساطير الدينية التى تتعلق بالمعبودات والسحر بين الأرباب. ومن بين هذه الأساطير ما جاء فى "بردية وستكار"، وأسطورة ("إيزيس" و"رع")، و(عقارب "إيزيس")، و(قصة الأخوين).














لوحات "حـورس" السحـرية






هى لوحات صغيرة الحجم، زودت بما يشبه الحَمَّالة عند طرفها الأعلى. وكان العنصر الرئيس الممثل فيها هو تصوير المعبود "حورس" ممسكاً ببعض الحيوانات الضارة والشريرة التى يُخشى من أذاها.
وهى لوحات منبثقة عن لوحات للمعبود "شـد"، ثبت وجودها منذ عهد "أخناتون"، وكانت تحفظ فى منازل "تل العمارنة"، وهو ما يمثل دليلاً واضحاً على شعبيتها. ويمثل عليها المعبود "شـد" (المنقذ)، وقد انتصر على الحيوانات الكاسرة؛ ثم حدث بعد ذلك نوع من التطابق بين "حورس" و"شـد".




إحـدى لوحـات "حـورس" السحـرية





تظهره فى هيئة الطفل، ويمسك فى كلتا يديه بالثعابين، والعقارب، والأسود.










وقد ظهرت لوحات "حورس" فى عصر الدولة الحديثة (الأسرة التاسعة عشرة). وقد شاعت وانتشرت فى العصور المتأخرة، وخاصة فى العصر البطلمى، والعصرين اليونانى والرومانى، وظلت حتى العصر القبطى.
وذلك رغم أن فكرة لوحات "حورس" السحرية ترجع إلى عصور أقدم، حيث عثر على بطاقة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى، صور عليها الملك "دن" وهو يركب القارب، ويمسك الحربة، ويطعن فرس النهر (رمز الشـر).




تميمة تتخذ هيئة لوحات المعبود "شـد". متحف "اللوفـر" رقم N 524

















وتعتبر تلك اللوحات علاج سيكولوجى، حيث كانت الطلاسم والأدعية الدينية والتعاويذ المنقوشة عليها من أهم وسائل طرد الشر بكل أشكاله. وهى ليست لمنفعة أخروية فقط، بل لمنفعة دنيوية أيضاً. فقد كان يُعتقد أنه إذا ما لدغ ثعبانٌ شخصاً، فإنه تُسكب المياه على هذه اللوحات، ويشرب المصاب المياء فيُشفى من اللدغة. وقد وجد فى بعض اللوحات تجويف تتجمع فيه المياه بعد سكبها.
ويرجع السبب فى اختيار "حور- شـد" إلى قدرته السحرية، كما أنه ابن المعبودة "إيزيس" ربة السحر. وكذلك فإن كلمة "شـد" (Sd) معناها (المنقذ، أو: المنجى).
وعادة ما يصور المعبود "حورس" فى منتصف اللوحة، واقفاً على تمساح أو أكثر، ويحمل فى يده ثعابين أو عقارب، أو غزلان وأسود وسباع. وغالباً ما توجد بعض المعبودات التى تشاركه فى هذا المنظر، وأحياناً يندمج معه المعبود "بـس" فى اللوحة نفسها، وذلك لضمان أكبر قدر من الحماية. إذاً فإن الغرض الأساسى من اللوحات وما عليها من نقوش هو الحماية من الحيوانات الضارة، مثل الثعابين، والعقارب، والتماسيح، والسباع.
وبخلاف لوحات "حورس"، كانت توجد أيضاً أنواع أخرى من اللوحات السحرية؛ فاللوحة فى حد ذاتها -سواء أكانت نذرية أم جنازية- هى تتبع قواعد السحر الودود. ومن بين هذه اللوحات ما عُرف اصطلاحاً باسم (لوحات الآذان) ؛ وهى نوع من اللوحات النذرية التى كانت توضع فى معابد المعبود المحلى، أو فى أماكن الحج والزيارة.
وهناك أنواع دارجة من هذه اللوحات تلحق اسم المعبود بأذن أو عدة أزواج من الآذان (قد يصل عددها إلى حوالى مائتى لوحة)؛ وأحياناً يحدث مثل ذلك الربط ببعض العيون.
وكانت هذه اللوحات تشاهد بصفة خاصة داخل معابد الأرباب (الذين يستمعون إلى الصلاة)، ليست كمجرد نذور تعبر عن الصُّمِّ أو العِميان الذين تم شفاؤهم كما يتصور البعض، ولكنها كانت تقوم بتنشيط وإثارة أذن المعبود بواسطة الرسم السحرى.
وقد صنعت هذه اللوحات من مواد عديدة، وبأشكال مختلفة، وكانت سمتها الأساسية هى الآذان. ونجد الآذان -باعتبارها عضواً مخلوقاً للسمع- مرسومة للتأكيد على قدرة الرب على الاستماع لصلوات الشخص أو طلباته؛ فعندما يتحدث شخص فى أذن شخص آخر فإنه يكون متأكداً من أن الشخص المعنِىَ سيتلقى حديثَه ويتأثر به، وهذه هى الفكرة الأساسية فى (لوحات الآذان). فالكلمات لن تضيع فى طريقها من فم الشخص إلى آذان المعبود. فالتأكيد ينصب أساساً على السمع باعتباره السمة الأساسية للرب؛ إذ السمع والاستجابة يلعبان دوراً هاماً فى العلاقة بين الإنسان وربه.
فالرب الذى يوجَّه إليه الحديث فى "لوحة الآذان" هو الرب الذى يسمع؛ إذ أن السمة الأساسية مشمولة ضمناً فى هذه العبارة؛ فالرب ليس هو موضوع اللوحة فى حد ذاته، بل هو الرب المستمع، وهو الشريك فى عملية الاتصال بين المتحدث وبين من يستمع إليه. وكثيراً ما تم الربط بين السمع والرؤية عند الرب الواحد، ويسمى حينئذ بـ (الرب ذى العيون الواسعة، والآذان العديدة).
وقد تعددت الأغراض المرجوة من "لوحات الآذان"، فهى دليل على الامتنان لمعبودات محددة، وكذلك لتقديم الدعوات والابتهالات، والمطالب العامة، وأخيراً لتوجيه بعض الكتابات من أجل التأثير على إرادة معبودٍ ما فى المستقبل.



























التماثيل السحرية والشافية
وتتمثل وظيفة هذه التماثيل فى تحقيق الحماية السحرية أو الشفاء لشخصٍ ما وقع ضحية لحيوانٍ سام حسب معتقداتهم. كما أن مهمة تماثيل الشخصيات البارزة هو القيام بدور الوسيط، وهو ما تظهره العديد من التماثيل الخاصة بالكاتب الشهير "أمنحوتب بن حابو".







وهذه التماثيل كانت توضع فى المعابد لكى يستفيد أصحابها من الشعائر القائمة. كما أن النصوص التى يمكن أن يقرأها المارة (مثل صيغ التمنى بوجبة طيبة للمتوفى فى العالم الآخر، وغيرها) يمكن أن تتحقق من خلال وجود هذه التماثيل بالمعبد.







وكان المارة وزوار المعابد المصرية على مر العصور يتبركون بتماثيل "أمنحوتب بن حابو"، وبلمس تماثيله، علاوة على ما تذكره نصوص الجرافيتى العديدة التى سجلها الزائرون، سواء على جدران المعابد، أو على الشقافات، وذلك من أجل التبرك بهذا الإنسان المؤلـَّه، وطلب الشفاء أو تحقيق الأمانى بمساعدته. ومن هذه التماثيل الشافية تمثال "ﭽد حـور" بالمتحف المصرى، والذى يرجع إلى عصر أول الملوك البطالمة. وكان يتم سكب الماء فوق التمثال، فيتدفق الماء الى الحوض الأول، ثم ينساب إلى الحوض الثانى. ويلاحظ أن التمثال كان يغطى بكتابات سحرية، وكذلك الحوضان كانا يحاطان بهذه الكتابات.







وكان مرور الماء على التمثال وما عليه من نصوص سحريه لكى يتشبع الماءُ بها، ثم يشربه الشخص الذى يكتسب بذلك مفعولَ هذه الصيغ السحرية. وهذه الفكرة وجدت أيضاً فى إحدى لوحات "حورس" السحرية .







وكان استعمال التماثيل الشمعية الصغيرة أمراً معمولاً به بشكل مؤكد؛ ويدلل على ذلك إحدى قصص بردية "وستكار"، والتى تشير إلى اتجاه أحد الأزواج المخدوعين للانتقام من غريمه: (لقد صنع تمثالاً لتمساح من الشمع، ....، وقرأ فوقه صيغة سحرية هى: "كل من يأتى للاستحمام فى غرفة حمامى، أطبق عليه").







(ثم أعطى هذا التمساح إلى خادمه، وقال له: "عندما ينزل هذا الثَرِىُّ المتأنِّقُ إلى الحمام، ستقوم بإلقاء التمساح الشمعى وراءه" ، ....، وحينما فعل، أصبح التمساح حقيقياً، وفتك بالعشيق المتأنق) . وفى إحدى تعاويذ "نصوص التوابيت"، استعمل أيضاً تمثال صغير: (تمثـال شمعى يعمل على إبعـاد الألـم، إن "تفنـوت" ابنـة "رع" ستعـذبك مما أعطـاه لهـا أبوهـا "رع"، ...) .
























علاقة السحر بالطب والموت
وهناك العديد من التعاويذ التى صيغت ضد الموتى فى النصوص الطبية أو السحرية. وكان يتم عادة إبعاد الموتى الخطرين بتلاوة وتعليق تمائم على شكل سمكة حول عنق الطفل، حيث كان السمك يستخدم فى النصوص السحرية والطبية بغرض إبعاد الموتى الخطرين.



فيذكر أحد النصوص الطبية بعض النصائح؛ حيث يتم طهى سمكة "أبـﭽو" بعد أن يُملأ فمها بالبخور، ثم تؤكل قبل النوم، وبذلك يمكن أن تبتعد الأشباح. وفى أحد النصوص التى دونت فوق شريط من البردى، يلف ويعلق مع عقد لاتقاء الشر، ويجب أن يوضع حول عنق الشخص المُُراد حمايته: (جسد فلان ابن فلانة يرتجف، إن سمكة "رع" قد هوجمت)؛ و: (فلتشتعل النيران فى مقبرة الذى ينتشر بداخلها، فلتشتعل النيران فى وجه الـ "بـا" الخاصة بك!)؛ و: (إذا لم تسحب سمومك منه، فسوف أبعدك عن الموتى السعداء).



وقد يصل الأمر إلى التهديد بالحرمان من المقبرة، أو تدمير مقبرة أحد هؤلاء الموتى الخطرين. وقد يهدد أحد الموتى الخطرين بتدمير روحه إذا لم يسحب تأثيره على أى عضو من جسد الشخص المصاب بالمس أو اللمس. وهناك أنواع عديدة للمس تتفاوت درجاتها. ويعتبر من أخطر أنواع المس هو المَسُّ من أحد الموتى الخطرين.



كما أن النصوص السحرية والطبية تتضمن العديد من الصيغ الخاصة بحماية الأحياء، وقد تقترن هذه الصيغ أحياناً بصنع بعض التمائم أو الدهانات. وتذكر بردية "برلين" الطبية دهاناً يساعد على شفاء إنسان يسيطر عليه أحد الأموات، ودهاناً آخر من أجل إبعاد شبح رجل ميت أو امرأة ميتة.



وفى إطار دور النصوص السحرية فى الوقاية والحماية من الموت، يذكر نص سجل على شقفة سحرية: (كلمات "حورس" تبعد الموت، وتدعم حياة الذى يشعر بغُصَّةٍ واختناقٍ فى حلقـه. إن عبارات "حورس" تعمل على تجديد الحياة، وإطالة سنوات عمر من يبتهل إليه).



ونجد أيضاً: (إن كلمات "حورس" تدحر النار بعيـداً، وعبارته البليغه تقى من خطر أى مرض مصدره السُّـم). و: (إن كلمات "حورس" تعمل على إنقاذ الإنسان الذى يتربص الموت به).







العـين الشـريرة
وتُعرف أيضاً باسم (عين "أبوفيس" الشريرة). وكان "أبوفيس" هو الثعبان الذى يهدد بالخطر مركب رب الشمس. وقد وردت الإشارة إليه منذ "نصوص التوابيت".



وكان الثعبان "أبوفيس" قد تخير نقطة ضعف مركب الشمس أثناء رحلتها فى الغرب فى لحظة المغيب، وذلك من أجل مهاجمة مركب الشمس ورب الشمس. وفيما يلى مقتطفات من هذا النص:
إننى أعرف جبل "باغـو" هـذا الذى ترتـكز عليه السمـاء، ....، و"سوبك" رب "بـاغـو" الذى يوجد فى شرق هذا الجبل، ...، وعلى قمة هذا الجبل يوجد ثعبـان، يبلغ طوله ثلاثين ذراعاً، ويبدو مقدار ثلاثة أذرع من جزئه الأعلى، وقد قُـدَّ من حجـر الصَّـوَّان.
وأنا أعرف اسم هذا الثعبـان، إنه القائم فوق جبل "نيـانة"، هـذا هـو اسمـه، فى وقت المساء أدار عينـه ضـد "رع"، ونتج عن ذلك توقف البحـارة لبعض الوقت، واضطراب كبير فى الإبحار. وهنـا استـدار "سـت" ضـده. وقال له هذا الكـلام السحـرى: "إننى أقف ضـدك من أجل أن يعـود الإبحـار إلى مسـاره الطبيعى، أنت يـا من رأيتـه من بعيـد، اقفـل عينـك".





نماذج نصوص التوابيت

ويرجع هذا النص إلى عصر الدولة الوسطى، وظهرت إشارات له فى النصوص السحرية التى ترجع إلى عصر الدولة الوسطى والحديثة، والتى تتعلق بدور العين الشريرة لأبوفيس.





جانب من توابيت الدولة الوسطى تمثل نصوص التوابيت

وكان اللون الأحمر من الألوان التى ارتبطت بالشؤم لدى المصرى القديم، وهو ما دفع الكتبة بعدم كتابة العلامات الدالة على الثعبان أو التمساح بهذا اللون، وتفضيل كتابتها باللون الأسود؛ وذلك بغرض تجنب شر شؤمها، وعدم استثارة هذه الحيوانات.
وربما كان الدافع وراء ذلك خشية المصرى من التحديق فى العين الشريرة حين قراءة الكتابة بهذا اللون. كما أن اللون الأحمر قد يستعمل من أجل إبعاد المخلوقات الشؤم، ولذلك صنعت بعض التمائم من حجر "اليشب" الأحمر.
وعادة ما كان يُطلب من المعبودات أن تحمى شخصاً ما من العين الشريرة؛ ففى مراسيم (الوحى الإلهى) نجد طلب الحماية من أحد الأرباب من (كل عين شريرة). كم ذُكرت الربة "سخمت" على إحدى اللوحات بوصفها: (التى تدحر العين الشريرة لـ....). ومن التمائم الهامة التى تقف ضد العين الشريرة نقرأ ما يلى:
سهم "سخمت" فى داخلك، وسحر "حكـا" و"ﭽحوتى" بداخل جسمك، و"إيزيس" تهينك، و"نفتيس" تعاقبك، وحربة "حورس" فى رأسك. إنهم يعملون ضدك أكثر وأكثر، أنت القائم فى سعير "حورس" الموجود فى "شنوت".
أما الرب الأكبر المقيم فى "بيت الحياة"، فإنه يعمى أعينكم، أنتم جميعاً، كافة النبلاء، وجميع الدهماء، ...، الذين ينظرون بعين شريرة نحو "فـلان"، سوف تدمـر يا "أبوفيـس"، ستمـوت، ولن تحيـا إلى الأبـد.
ويتضح لنا من هذا النص أنه رغم كون "أبوفيـس" يمثل المكانة الكبرى للعين الشريرة، إلا أن أى إنسان يمكن أن يوجه نظرة شريرة.
وقد عرفت بعض الشعائر الخاصة بدحر عين "أبوفيس" الشريرة، والتى صورت على جدران بعض المعابد منذ عصر الدولة الحديثة، وحتى العصرين اليونانى والرومانى. ويقوم فيها الملك غالباً بضرب كرة أمام إحدى الربات، حيث تمثل هذه الكرة عين "أبوفيس"، فيما يعرف بشعيرة (ضرب الكرة).
وقد ارتبطت العين الشريرة بأبوفيس على الأخص، وبالثعبان بشكل عام؛ إلا أنها نسبت أيضاً -بما فيها من صفات أو سمات خطرة- إلى المعبودات والمَرَدة والبشر.
وكان "سـت" على رأس قائمة المعبودات والمَرَدة الشياطين التى يخشاها المصرى. وللوقاية واتقاء أو دحر شر هذه العين، كان يجب أن تؤدى بعض الشعائر والتراتيل السحرية. ومن بين هذه الصيغ السحرية: (فليقم المعزم "خرب" التابع للربة "سرقت" بقراءة هذه الكتب بصوت عال: "صيغ من أجل قفل حلق أية زواحف، وأيضاً من أجل تطهير الحديقة والفناء الأمامى"). و: (شعيرة من أجل دحر العين الشريرة)؛ و غيرها من التراتيل والصيغ الأخرى.
وقد انتشرت الصيغ السحرية الخاصة بإبعاد العين الشريرة بشكل أوسع خلال العصر البطلمى، حيث كانت تحفظ داخل الكتب الخاصة بالمكتبات الملحقة بالمعابد.
كما كانت بعض أنواع الدهون والمساحيق تستخدم فى إجراء بعض الشعائر العملية فى طقوس السحر؛ وذلك وفق ما قد ورد فى العديد من البرديات السحرية التى تتحدث عن هذه الطقوس، وخاصة البرديات الديموطيقية فى العصور البطلمية؛ ومن بين هذه البرديات بردية "ليـدن"، وبردية "لنـدن".
وكل ما كان يشغل بال المصرى القديم - ويشغلنا نحن كذلك - هو كيفية إبطال مفعول هذه العين الشريرة، وما كان يجب تلاوته من تعاويذ، أو ما كان يمكن القيام به من شعائر لأجل ذلك. ويمكن أن نتلمس كيفية إبطال مفعول (العين الشريرة) على شخص ما على النحو التالى:
اقبض على اللص الذى سـرق، وكلما ضربت العين بالمطـرقة، فإن عين اللص سوف تضرب، وتصبح متورمة، وتـدل عليه...".
فالنص السابق يشير إلى ضرب (عين "وﭽات")، وأداء بعض المعالجاتس العملية. كما كان ممكناً استخدام (العين الشريرة) فى السحر الأسود، وذلك وفق ما ذكرته البرديات السحريه فى "لندن" و"ليـدن" من التفرقة بين المـرء وزوجه