س : ما معنى العقيدة الإسلامية ؟
ج : العقيدة الإسلامية هي الأمور التي يعتقدها أهل الإسلام ، أي يجزمون بصحتها
س : ما معنى الإسلام ؟
ج : الإسلام هو الإقرار باللسان ، والتصديق بالقلب بأنَّ جميع ما جاء به نبيُنا
محمدٌ حق وصدق .
س : ما أركان العقيدة الإسلامية : أي أساسها ؟
ج : أركان العقيدة الإسلامية ستة أشياء ، وهي: الإيمان بالله تعالى ، والإيمان
بملائكته ، والإيمان بكتبه ، والإيمان برسله ، والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان بالقدر
س : كيف الاعتقاد بالوجود لله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موجودٌ ، وأن وجودهُ بذاته ليس بواسطة شئ ، وأنَّ
وجودَهُ واجبٌ لا يمكن أن يلحقه عَدَمٌ .
س : كيف الاعتقاد بالقِدَم لله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله قديمٌ نعني أنه موجود قبل كل شيء وأنه لم يكن معدومًا
في وقتٍ من الأوقات ، وأن وجوده ليس له أولٌ .
س : كيف الاعتقاد بالبقاء لله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى باقٍ ، وأنَّ بقاءه ليس له نهاية ، وأنه لا يزول
أص ولا يلحقُه العدم في وقت من الأوقات
س : كيف الاعتقاد بمخالفته تعالى للحوادث -أي
المخلوقات- ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى لا يشابهه شيء : لا في ذاته ولا في صفاته ولا في
أفعاله
س : كيف الاعتقاد بمخالفة ذاته سبحانه للحوادث ؟
ج : هوأن نعتقدأن ذات الله سبحانه وتعالى لا تشابهُ شيئًا من المخلوقات بوجهٍ من
الوجوه فكل ما تراه أو يخطر ببالك فالله ليس كذلك }ليس كمثْلِهِ شَئٌْ {
]الشورى : 11 .
س : كيف الاعتقاد بأن صفاته سبحانه وتعالى مخالفة
صفات الحوادث ؟
ج : هو أن نعتقد أن علم الله تعالى لا يُشابه علمنا ، وأن قدرته لا تشابه قدرتنا ، وأن
إرادته لا تشابه إرادتنا ، وأن حياته لا تشابه حياتنا ، وأن سمعه لا يشابه سمعنا ، وأن
بصره لا يشابه بصرنا ، وأنَّ كلامه لا يُشابه كلامنا .
س : كيف الاعتقاد بأن أفعاله سبحانه وتعالى مخالفة
لأفعال الحوادث ؟
ج : هو أن نعتقد أن أفعال المولى سبحانه وتعالى لا تشابه أفعال شيء من الموجودات
؛ لأن المولى سبحانه وتعالى يفعل الأشياء بلا واسطةٍ ولا آلة : }إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ
شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{ ]يس : 82 [ ، وأنه لا يفعل شيئًا لاحتياجه إليه ، وأنه لا
يفعل شيئًا عبثًا أي بغير فائدة ؛ لأنه سبحانه وتعالى حكيم .
س : كيف الاعتقاد بقيامه تعالى بنفسه ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شيء من الأشياء ؛ فلا يحتاج
إلى مكان ولا إلى محلٍّ ولا إلى شيءٍ من المخلوقات أصلا . فهو الغنىُّ عن كل شئ
، وكلُّ شئ محتاجٌ غليه سبحانه وتعالى
س : كيف الاعتقاد بحياة الله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى حيٌّ وأنّ حياتَهُ سبحانه ليست كحياتنا ؛ فإن حياتنا
بوسائط كجريان الدَّمِ والنفَسوحياةُ الله سبحانهُ ليست بواسطة شيء ، وهي قديمة
باقية لا يلحقها العدم والتغير أصلاً .
س : كيف الاعتقاد بوحدانية الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى واحد ليس له شريكٌ ولا نظيرٌ ولا مُماثلٌ ولا ضِدٌ
ولا معاند
س : كيف الاعتقاد بعلم الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موصوف بالعلم وأنه بكل شيء عليم . يعلم الأشياء
كلها ظاهرها وباطنها، ويعلمُ عدد حبَّات الرَّمل وعدد قطرات المطر وأوراق الشجر
ويعلم السر وأخفى . لا تخفى عليه خافيةٌ ، وعلمه ليس بمكتسب ، بل يعلم الأشياء
في الأزل قبل وجودها.
س : كيف الاعتقاد بقدرة الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالقدرة وأنه على كل شيء قدير
س : كيف الاعتقاد بإرادة الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موصوفٌ بالإرادة وأنه مُريدٌ لا يقعُ شيء إلا بإرادته
فأي شيء أراده كان ، وأي شيء لم يُردْهُ فإنه لا يمكنُ أن يكون .
س : كيف الاعتقاد بسمع الله ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالسمع وأنه يسمع كل شيء سِرًّا
كان أو جهرًا ، لكن سمعَهُ سبحانه وتعالى ليس كسمعنا فإن سمعنا بواسطة الأذن ،
وسمعه سبحانه ليس بواسطة شيء .
س : كيف الاعتقاد ببصر الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالبصر وأنه بكل شيء بصيرٌ ،
يُبْصرُ حتى النملة السوداء في الليلة الظلماء وأصغر من ذلك ، لا يخفى عن بصره
شيءٌ في ظاهر الأرض وباطنها وفوق السماء وما دونها ، لكن بصره سبحانه ليس
كبصرنا ؛ فإن بصرنا يكون بواسطة العين ، وبصره سبحانه ليس بواسطة شيء .
س : كيف الاعتقاد بكلام الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه موصوف بالكلام وأن كلامهُ لا يُشْبِهُ كلامنا ؛ فإن
كلامنا مخلوق فينا وبواسطة آلة من فمٍ ولسانٍ وشفتين ، وكلامهُ سبحانه وتعالى
ليس كذلك .
س : أخبرني عن الصفات المستحيلة التي لا يتصف بها
المولى سبحانه وتعالى ؟
ج : الصفات المستحيلة في حق الله تعالى أي التي لا يمكن أن يتصف بها _ هي :
العدم ، والحدوث ، والفناء ، والمماثلة للحوادث ، والاحتياج لغيره سبحانه وتعالى
، ووجود الشريك ، والعجز ، والكراهية أي وقوع شيء بغير إرادته _ والجهل
، وأشباه ذلك ، وإنما استحال اتصافه بها ؛ لأنها صفات نقصان، والمولى سبحانه
وتعالى لا يتصف إلا بصفات الكمال
س: أخبرني عن الأشياء التي يجوز صدورها من المولى
سبحانه وتعالى ؟
ج : هي فعل الممكنات وتركها ، مثل : أن يجعل الإنسان غنيًا أو فقيرًا ، صحيحًا أو
سقيمًا ، وأشباه ذلك .
س : ما المراد بالاستواء في قوله سبحانه : }الرَّحْمَنُ عَلَى
العَرْشِ اسْتَوَى{ ]طه : 5[؟
ج : المرادُ به استواءٌيليقُ بجلال الرحمن جل وعلا ،فالاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ
واستواؤه على العرش ليس كاستواء الإنسان على السفينة أو ظهر الدابة أو السرير
مثلا فمن تصور مثل ذلك فهو ممن غلب عليه الوهم لأنه شبه الخالق بالمخلوقات
مع أنه قد ثبت في العقل والنقل أنه ليس كمثله شيء، فكما أن ذاته لا تشابه ذات
شيء من المخلوقات كذلك ما ينسب إليه سبحانه لا يُشابه شيئًا مما ينسب إليها .
س : هل يضاف إلى الله سبحانه يدان أو أعين أو نحو ذلك
؟
ج : لقد ورد في الكتاب العزيز إضافة اليد إلى الله سبحانه في قوله جل شأنه :
}يَدُ الَهّلِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ{ ]الفتح : 10 [، واليدين في قوله سبحانه : }قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا
مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ{ ]ص : 75 [ ، والأعين في قوله سبحانه : }وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا{ ]الطور : 48 [ ، إلا أنه لا يجوز أن يضاف إليه إلا ما
أضافه إلى نفسه في كتابه المنزل أو أضافه إليه نبيه المرسل .
س : ما المراد باليد هنا ؟
ج : المراد باليد هنا معنى يليق بجلاله سبحانه يكون غير مماثل لما يُضاف إليه
سبحانه يكون غير مماثل لما يضاف إلى شيء من المخلوقات . ومن اعتقد أن له يدًا
كيد شيء منها أو عينًا كذلك فهو ممن غلب عليه الوهم ؛ إذ شبه الله بخلقه وهو
ليس كمثله شيء .
س : إلى من ينسب ما ذكرته في معنى الاستواء واليدين
والأعين ؟
ج : ينسب ذلك إلى جمهور السلف . وأما الخلف فأكثرهم يفسرون الاستواء
بالاستيلاء واليد بالنعمة أو القدرة والأعين بالحفظ والرعاية ؛ وذلك لتوهُّم كثير
منهم أنها إنْ لم تؤول وتصرف عن ظاهرها أوهمت التشبيه . وقد اتفق الفريقان
على أن المشبه ضال . وغيرهم يقولون : إنما تُوهِمُ التشبيه لو لم يدل العقل والنقل
على التنزيه ، فمن شَبَّه فمن نفسه أُتي .
س : كيف نثبت شيئاً ثم نقول: “الكيف فيه مجهول” ؟
ج : هذا غير مستغرب فإنا نعلم أن نفوسنا متصفة بصفات كالعلم والقدرة والإرادة
مع أنا لا نعلم كيفية قيام هذه الصفات بها ، بل إنا نسمع ونبصر ولا نعلم كيفية
حصول السمع والإبصار بل إننا نتكلم ولا نعلم كيف صدر منا الكلام . فإن علمنا
شيئًا من ذلك فقد غابت عنا أشياءُ ؛ ومثل هذا لا يُحصى ؛ فإذا كان هذا فيما يضاف
إلينا فكيف الحال فيما يضاف إليه سبحانه .
س : أي المذهبين أرجح ؟
ج : مذهب السلف أرجح؛ لأنه أسلم وأحكم ، وأما مذهب الخلف فإنما يسوغ الأخذ به
عند الضرورة ، وذلك فيما إذا خشي على بعض الناس إن لم تؤول لهم تلك الكلم
أن يقعوا في مغواة التشبيه فيؤول لهم ذلك تأويلا سائغًا في اللغة المشهورة .
س : ما الملائكة ؟
ج : هم أجسام لطيفة مخلوقه من نور ، لا يأكلون ولا يشربون وهم عباد مكرمون
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
س : هل يرى البشر الملائكة ؟
ج : لا يرى البشر _ غير الأنبياء _ الملائكة إذا كانوا على صورهم الأصلية لأنهم أجسام لطيفة كما أنهم لا يرون الهواء مع كونه جسمًا مالئًا للفضاء لكونه لطيفًا
وأما إذا تشكلوا بصورة جسم كثيف كالإنسان فيرونهم . ورؤية الأنبياء لهم على
صورهم الأصلية خصوصية خُصوا بها لتلقى المسائل الدينية والأحكام الشرعية ،
ولا يستغرب وجود أجسام بيننا لا نراها بالعين ، وفي المعتاد ما يُقرب ذلك للذهن
ويرفع عنه الغين ) 1( فإن أمامنا كثير من الأجسام الحية وغير الحية لا يدركها
البصر ، ولولا النظَّارة لظننا أنها ليس لها عين ولا أثر كما لا يستغرب اختصاص
البعض بإبصار أشياء لا تدركها سائر الأبصار فإن في اختلاف الأبصار في قوة
الإدراك وضعفه عبرة لأولي الأبصار .
س : كيف الاعتقاد بكتب الله تعالى ؟
ج : أعتقد أن لله تعالى كتبًا أنزلها على أنبيائه ، وبين فيها أمره ونهيه ووعده
ووعيده . وهي كلام الله تعالى حقيقة بدت منه بلا كيفية قو ، وأنزلها وحيًا .
من تلك الكتب: التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن .
س : كيف اعتقادك بالتوراة ؟
ج : أعتقد أن التوراة كتاب من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على كليمه موسى
عليه السلام ؛ وذلك لبيان الأحكام الشرعية والعقائد الصحيحة المرضية والتبشير
بظهور نبي من بني إسماعيل وهو نبينا عليه الصلاةوالسلام ، والإشارة إلى أنه يأتي
بشرع جديد يهدي إلى دار السلام
س : كيف اعتقاد العلماء الأعلام في حق التوراة الموجودة
الآن في أيدي أهل الكتاب ؟
ج : اعتقاد العلماء الأعلام أن التوراة الموجودة الآن قد لحقها التحريف ، ومما يدل
على ذلك أنه ليس فيها ذكر الجنة والنار وحال البعث والحشر والجزاء مع أن
ذلك أهم ما يُذكر في الكتب الإلهية ، ومما يدل أيضًا على كونها محرفة ذكر
وفاة موسى عليه السلام فيها في الباب الأخير منها والحال أنه هو الذي أنزلت عليه .
س : كيف اعتقادك في الزبور ؟
ج : أعتقد أن الزبور كتابٌ من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على سيدنا داود عليه
السلام ، وهو عبارة عن أدعية وأذكار ومواعظ وحِكم . وليس فيه أحكامٌ شرعية ؛
لأن داود عليه السلام كان مأمورًا باتباع الشريعة الموسوية .
س : كيف اعتقادك في الإنجيل ؟
ج : أعتقد أن الإنجيل كتاب من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على المسيح عيسى
عليه السلامُ ؛ وذلك لبيان الحقائق ، ودعوة الخلقِ لتوحيد الخالق ، ونسخ بعض
أحكام التوراة الفرعية على حسب الاقتضاء ، والتبشير بظهور خاتم الأنبياء .
س : كيف اعتقاد العلماء الأعلام في الإنجيل المتداول الآن
؟
ج : اعتقاد العلماء الأعلام أن الإنجيل المتداول الآن له أربع نسخ ألفها أربعة ،
بعضهم لم ير المسيح عليه السلام أصلاً ، وهم : متى ، ومرقص ، لوقا ، ويوحنا
.وإنجيل كل من هؤلاء مناقض للآخر في كثير من المطالب . وقد كان للنصارى
أناجيل كثيرة غير هذه الأربعة ، لكن بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء
بأكثر من مائتي سنة عولوا على إلغائها ما عدا هذه الأربعة تخلصًا من كثرة
التناقض ، وتملصًا من وفرة التضاد والتعارض .
س : كيف اعتقادك في القرآن ؟
ج : أعتقد أن القرآن أشرف كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على أشرف أنبيائه
محمد r وهو آخر الكتب الإلهية نزولاً ، وهو ناسخ لجميع الكتب قبله وحكمه باق
إلى يوم القيامة . لا يمكن أن يلحقه تغيير ولا تبديل ، وهو أعظم آية على نبوة نبينا
محمد r ؛ لكونه أعظم المعجزات
س : لأي شيء كان القرآن الكريم أعظم المعجزات ؟
ج : إنما كان القرآن أعظم المعجزات ؛ لكونه آية عقلية باقية مدى الدهر ، تشاهد
كل حين بعين الفكر وسواه من المعجزات انقضت بانقضاء وقتها فلم يبق منها أثر
غير الخبر ووجه إعجازه : أنه بلغ في الفصاحة والبلاغة إلى حد خرج عن طوق
البشر ؛ فإن النبي r تحدى به العرب العرْباء ، وهم أفصح الأمم لسانًا وأوضحهم
بلاغة وبيانًا . وقد وصلوا في عصره في البلاغة وفصل الخطاب لحال يحير العقول
ويدهش الألباب ، وبقى فيهم ثلاثة وعشرين عامًا وهو يتحداهم بالقرآن أعظم تحدّ ،
ويتصدى لتقريعهم به ، وإثارة هممهم للتعرض للمعارضة أعظم تصدّ ، فتارة يطلب
منهم الإتيان بمثل سورة من القرآن ، وأن يستعينوا بمن شاءوه من الإنس والجان ،
وتارة يسمهم بالعجز عن ذلك ، وعدم قدرتهم على سلوك تلك المسالك . وهم
ذوو النفوس الأبية ، وأهل الحمية والعصبية فعجزوا عن ذلك عن أخرهم وتركوا
المعارضة بالكلام إلى المعارضة بالحسام وعدلوا عن المقابلة باللسان إلى المقاتلة
بالسنان ، وحيث عجز عرب ذلك العصر فمن سواهم يكون أعجز في هذا الأمر ،
وقد مضى إلى الآن أكثرمن ألف وثلاثمائة عام ، ولم يوجد أحد من البلغاء إلا وهو
مُسَلِّمٌ أو ذو استسلام فدلّ على أنه ليس من كلام البشر ، بل هو كلام خالق القوى
والقدر . أنزله تصديقًا لرسوله وتحقيقًا لمقولة . وهذا الوجه وحده كاف في
الإعجاز وقد أنضم لهذا الوجه أوجه ، أحدها : إخباره عن أمور مغيبة ظهرت كما
أخبر . ثانيها : أنه لا يمله السمع مهما تكرر . ثالثها : جمعه لعلوم لم تكن موجودة
عند العرب والعجم . رابعًا : إنباؤه عن الوقائع الخالية وأحوال الأمم . والحال أن
من أنزل عليه r كان أميًا لا يكتب ولا يقرأ ، لاستغنائه عن ذلك بالوحي ، وليكون
وجه الإعجاز بالقبول أحرى .
س : ماذا يجب للأنبياء عليهم السلام ؟
ج : يجب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أربع صفات وهي : الصدق ، والأمانة ،
والتبليغ ، والفطانة . ومعنى الصدق في حقهم : كون خبرهم مطابق للواقع ونفس
الأمر فلا يصدر منهم كذب أصلاً . ومعنى الأمانة في حقهم : كون ظواهرهم
وبواطنهم محفوظة من الوقوع فيما لا يرضي الحق ، الذي اصطفاهم على سائر
الخلق . ومعنى التبليغ : كونهم بينوا للناس كل ما أمرهم الله ببيانه أحسن بيان فلم يكتموا من ذلك شيئًا . ومعنى الفطانة : كونهم أكمل الخلق في النباهة والفهم .
يكتموا من ذلك شيئًا . ومعنى الفطانة : كونهم أكمل الخلق في النباهة والفهم .
س : ماذا يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟
ج : يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أربع صفات ، وهي : الكذب،
والعصيان، والكتمان، والغفلة . وكذلك يستحيل عليهم كل صفة تعد عند الناس
من العيوب وإن لم تكن من الذنوب : كدناءة الحِرفة أو النسب ، أو تنافي حكمة
البعثة : كالصمم والبكم
س : إذا كان العصيان مستحيل في حق الأنبياء عليهم
السلام فكيف أكل آدم من الشجرة التي نهى الله عنها ؟
ج : إن آدم عليه السلام أكل من الشجرة التي نُهى عنها بطريق النسيان قال تعالى
: }وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً{]طه : 115 [ ، والناسي غيرُ
عاص ولا مؤاخذ. وأما نسبة العصيان إليه في قوله تعالى: }وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى{]طه: 21 ، 22 [ ، فلصدور صورة المخالفة عنه بناء على
النسيان الناشئ عن عدم التحفظ التام منه . والمخالفة التي تصدر نسيانًا ، لا تعد
في حق الناس عصيانًا وعُدت معصيةً في حق آدم نظرًا لشرف رتبته ، وعظم منزلته
، والخطأ الصغير يُستعظم من الكبير . وأما مؤاخذة المولى سبحانه وتعالى لآدم
على ذلك بإهباطه إلى هذه الديار ، واعتراف آدم بالذنب ، ومثابرته على الاستغفار ،
فذلك لتزداد درجته علوًا ، وثوابه وأجره نموًا . ويقاس على ذلك ما ينسب لسائر
الأنبياء من الذنوب والمعاصي ، فإنها ذنوب بالإضافة إلى علو مناصبهم ، ومعاص
بالنسبة إلى كمال طاعتهم ، لا أنها كذنوب غيرهم ومعاصيهم ؛ لأنها صادرة منهم
عليهم السلام إما على طريق التأول ، أو على طريق السهو وعدم التعمد .وأما
اعترافهم بها واستغفارهم منها فلزيادة معرفتهم بمولاهم وشدة ورعهم وتقواهم
، وليزدادوا أجرًا وقربة وعلواً في الدرجة والرتبة
س. ماذا يجوز في حق الأنبياء عليهم السلام ؟
ج. يجوز على الأنبياء عليهم السلام وقوع الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية ، كالأكل والشرب ، والجوع والعطش . واعتراء الحر والبرد
، والتعب والراحة والمرض والصحة ومثل ذلك التجارة والاحتراف بحرفة من
الحرف التي ليست دنية ؛ لأنهم بشر يجوز عليهم ما يجوز على البشر مما لا يؤدي
إلى نقص
س. ما الحكمة في لحوق الأمراض والآلام بالأنبياء عليهم
الصلاة والسلام ؟
ج. الحكمة في لحوق الأمراض والآلام بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع كونهم
خير البرية ، وكون ساحتهم من العيوب برية : أن يعظم أجرهم ويظهر في طاعة
الله تعالى ثباتهم وصبرهم ، ولأجل أن تتأسى بهم الناس ، إذا حل بهم البلاء والبأس
. ويعلموا أن الدنيا دار بلاء وامتحان ، لا دار إكرام وإحسان . ولئلا يعتقد الألوهية
أحد فيهم إذا رأى المعجزات الباهرة تظهر على أيديهم ويعلم أن ذلك بإرادة الله
تعالى وخلقه ليس غير ، وأنهم وإن عظم قدرهم وجل أمرهم فهم عبيد عاجزون
عن جلب النفع ودفع الضرر .
س. ما خلاصة ما يجب أن نعتقد في حق الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام ؟
ج. نعتقد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام موصوفون بكل صفة تزين ، ومبرأون في
الظاهر والفعل والقول عن كل أمر يشين ، وأنهم يجوز أن تطرأ عليهم الأعراض
البشرية التي تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية . وأن الله اصطفاهم على العالمين
وأرسلهم إليهم ليكونوا بأوامره وأحكامه عالمين . وأنهم لم يختلفوا في أمر الدين
لكونه أص لتعلقه بالاعتقاد الذي لا يقبل التعدد والتحول أصلاً ، وإنما اختلفوا
في بعض أحكام الشريعة لكونها فرعًا ، لتعلقها بالعمل الذي توجب الحكمة اختلافه
باختلاف الأمم زمانًا ومكانًا وحا وطبعًا .
س. كم صفة امتاز بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن سائر الأنبياء ؟
ج. امتاز نبينا عليه الصلاة والسلام عن سائر الأنبياء بثلاث صفات: الأولى: أنه أفضل
الأنبياء ، الثانية : أنه أُرسل إلى الناس كافة ، الثالثة : أنه خاتم الأنبياء فلا يأتي
بعده نبي .
س. لم كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؟
ج. إنما كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؛ لأن حكمة إرسال الأنبياء
دعوة الخلق إلى عبادة الحق ،وإرشادهم إلى طريق السداد في أمور المعاش والمعاد
، وإعلامهم بالأمور الغائبة عن أبصارهم ، والأحوال التي لا يصلون إليها بأفكارهم
وتقرير الأدلة القاطعة وإزالة الشبه الباطلة . وقد تكلفت شريعته الغراء ببيان
جميع هذه الأشياء على وجه لا يتصور أبلغ منه في الكمال ، بحيث توافق جميع
الأمم في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال ،فلا حاجة للخلق إلى نبي بعده ؛ لأن
الكمال قد بلغ حده . ومن هذا يظهر سر إرساله لجميع الخلق وكونه أكملهم في
الخَلق والخُلق .
س. كيف يقال إن نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء
مع إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ؟
ج. إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، ويحكم بشريعة نبينا عليه الصلاة
السلام دون شريعته ؛ لأن شريعته هو قد نُسِخَتْ لمضي الوقت الذي كان العمل بها
موافقا لمقتضى الحكمة ، فيكون خليفة لنبينا عليه الصلاة والسلام ، ونائبًا عنه في
إجراء شريعته في هذه الأمة ، وذلك مما يؤكد كون نبينا خاتم الأنبياء
س. اذكر لي معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام .
ج. إن معجزات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة : فمن معجزاته القرآن
الكريم ، وهو أعظم آياته وأكبرها ، وأبهاها وأبهرها . وقد سبق ذكر وجه إعجازه
وأنه آية باقية دائمًا لكون من أتى بها للأنبياء خاتمًا . ومن معجزاته نبع الماء من
بين أصابعه في حال السفر حين اشتد العطش بأصحابه الكرام ولم يكن إلا ماء قليل
، فوضع كفه الكريمة فيه فكثر حتى قضى الحاضرون أوطارهم منه وزاد عليهم
. وهذا وقع مرارًا ، ومن معجزاته تكثير الطعام القليل حتى كفا أناسًا كثيرين ،
وهذا وقع أيضًا مرارًا إلى غير ذلك مما ذُكِر في كتب دلائل النبوة .
س. كيف كانت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟
ج. قد وقع الإجماع والاتفاق على أن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام أحسن السير
على الإطلاق ، وقد أقر بحسنها الكفار، وكيف لا وهي كالشمس في رابعة النهار
؟!! وقد ذكر أهل السير أنه عليه الصلاة والسلام كان أشرف الناس نسبًا وأعلاهم
حسبًا . يصل الرحم ويغيث المضطر ، كثير التحمل والإغضاء والصبر. دأبه العفو
والصفح والرأفة والرفق . لا ينتقم إلا فيما فيه حق الحق أو حق الخلق . وكان
كثير السكوت لتفكره في أسرار الملكوت . وإذا تكلم أتى بجوامع الكلم ، وهي:
الكلمات القليلة التي تتضمن معاني كثيرة من باهر الحكم وكانأفصح الناس بيانًا
، يمزح بعض الأحيان ولا يقول في مزحه إلا حقًا ، وكان واثقًا بعصمة الله له في
كل حال ، يقدم حين تحجم الأبطال ، ويثبت على حاله لدى جميع الأهوال . وكان
شديد التواضع ، وكان مع تواضعه وبشاشته ذا هيبة لم تكن لغيره من البشر ،
حتى لم يكن أحد من أصحابه يؤكد في وجهه الكريم النظر ، وكانوا في مجلسه
في غاية الأدب كأنما على رؤوسهم الطير . لا يقطع أحد منهم كلام أحد ، ولا
تذكر في مجلسه العيوب ، وكان المشركون من صباه يلقبونه بالأمين بعد ادعائه
النبوة لم يجد أعداؤه مع شدة عداوتهم له وحرصهم على الطعن فيه مطعنًا ، ولا
إلى القدح فيه سبيلاً ، وكان يُعلم الناس الحكمة والأحكام ، ويدعوهم إلى دار السلام
، وقد كمل من اتبعه في الفضائل العلمية والعملية ، ومن لم يتبعه سرى له شيء
من ذلك بطريق العرض والتبعية ؛ وقد أظهر الله دينه على سائر الأديان ، وأبقى
ذكره الجميل على لسان موافقيه ومخالفيه مدى الزمان . ومن طالع كتب سيرته
المشتملة على أخلاقه العظيمة الباهرة ، عرف أنه أشرف العالمين في الأوصاف
الباطنة والظاهرة
س. ما اليوم الآخر ، وما معنى الإيمان به ؟
ج. أما اليوم الآخر فهو يوم عظيم الأهوال ، تشيب فيه الأطفال . تقوم الناس فيه
من قبورهم ، ويحشرون إلى صعيد واحد للحساب ، ثم يؤول أمرهم إلى النعيم أو
العذاب . وأما الإيمان به فهو التصديق بأنه لابد أن يأتي وأن يظهر فيه جميع ما ورد
في القرآن والحديث في شأنه .
س. ماذا تعتقد في اليوم الآخر وما يتعلق به ؟
ج. أعتقد أولا بسؤال القبر ، ثم بنعيمه أو عذابه ، ثم بحشر الأجساد ، وأن الخلق
كما بدئ يعاد ، ثم بالحساب والميزان ، ثم بإعطاء الكتاب إما باليمين وإما بالشمال
، ثم بالصراط ، ثم بدخول المؤمنين الجنة دار النعيم . ودخول الكافرين جهنم دار
العذاب الأليم .
س. كيف اعتقادك بسؤال القبر ثم نعيمه أو عذابه ؟
ج. أعتقد أن الميت إذا وضع في قبره تُعاد روحه إلى جسده بقدر ما يفهم الخطاب
ويرد الجواب ، ثم يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ونبيه ، وعن دينه الذي كان عليه
، وعن الفرائض التي كان أمره الله تعالى بأدائها : فإن كان الميت من الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أجاب عن السؤال بتوفيق الله تعالى أحسن جواب ، ومن غير خوف
منهما ولا اضطراب ، فيكشف الله عن بصره ، ويُفتح له باب من أبواب الجنة فيحظى
بالنعيم العظيم ، ويقال له : هذا جزاء من كان في دنياه على الصراط المستقيم ،
وإن كان الميت كافرًا أو منافقًا يُدهش ولا يدري ما يقول في الجواب ، فيعذبانه
حينئذٍ أشد العذاب ، ويُكشف عن بصره فيفتح له باب من أبواب جهنم ، وتُنوع له
أنواع العذاب والألم ويقولان له : هذا جزاء من كفر بمولاه واتبع نفسه وهواه .
س. إذا أكل السبع إنسانًا وصار في بطنه أو وقع في البحر
فأكلته الأسماك فهل يسأل أو يعذب أو ينعم ؟
ج. نعم كل من مات يسأل ثم يعذب أو ينعم ، ولا فرق بين من دفن في القبر ، أو صار في بطن السبع أو في قعر البحر ، فالله على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم
خبير .
س. إذا كان الميت تعاد إليه روحه، ويسأل ثم يعذب أو
ينعم فلأي شيء لا ترى الناس شيئًا من ذلك ؟
ج. إن الله يحجب أبصارهم عن ذلك امتحانًا لهم ليظهر من يؤمن بالغيب ، ومن لا
يؤمن به ذوي الشك والريب ولو رأى الناس ذلك لآمنوا كلهم ، ولم يصر فرق
بين الناس ولم يتميز الخبيث من الطيب والرديء من الجيد .
س. هل لهذه المسألة مثال يقربها للذهن ؟
ج. نعم ، مثال ذلك : النائم الذي يرى في منامه أشياء يسر بها ويتنعم أو أشياء
يحزن بها ويتألم والذي يكون قاعدًا لجنبه مشاهدًا له لا يدري بذلك ، ولا يشعر
بما هنالك . وكذلك الميت يسأل في قبره ويجيب ويتنعم أو يتألم ، ولا يدري
به أحد من الأحياء ولا يعلم .
س. كيف الاعتقاد بحشر الأجساد ، وأن الخلق كما بُدئ
يُعاد ؟
ج. هو أن نعتقد أن الناس بعد موتهم جميعا ينشئهم الله نشأة أخرى تشاكل النشأة
الأولى ، فيقومون من قبورهم ويحشرون إلى محل واحد يسمى الموقف .
س. كيف اعتقادك بالحساب ؟
ج. أعتقد أن الله سبحانه وتعالى بعد أن يجمع الناس إلى المحشر يحاسب كل واحد
ويقرره على ما فعل من خير أو شر . وتشهد على الجاحدين جوارحهم وتظهر للكل
فضائحهم وتقوم عليهم الحجة ولا يبقى لهم العذر منمحجة }فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ{ ]الزلزلة: 7، 8[.
س. كيف اعتقادك بالميزان وإعطاء الكتب ؟
ج. أعتقد أن الله سبحانه وتعالى بعد أن يحاسب الناس ويقررهم على أفعالهم توزن
أعمالهم لينكشف لكل واحد مقدار عمله ، فمن رجح خيره على شره أعطي كتابه
بيمينه وفاز فوزًا عظيمًا . ومن رجح شره على خيره أعطيكتابه بشماله وخسر
خسرانًا مبينً
س. كيف اعتقادك بالصراط ؟
ج. الصراط جسر ممدود على ظهر جهنم ليمر الناس عليه فتثبت عليه أقدام المؤمنين
الطائعين ويمرون عليه إلى الجنة فمنهم من يمر عليه كالبرق ، ومنهم من يمر
عليه كالجواد ومنهم من يكون بطيء السير عليه ، وتزل عنه أقدام الكافرين
والعصاة من المؤمنين فيقعون في النار ، ولا يستغرب أن يُيسِّر السير عليه للسعداء
من يُسيِّر الطير في الهواء .
س. هل يشفع أحد ذلك اليوم ؟
ج. يشفع الأنبياء والأولياء والعلماء العاملون والشهداء
س. فيمن يشفع من أذن له بالشفاعة ؟
ج. يشفعون في بعض المؤمنين العاصين .
س. هل يشفع أحد في أحد من الكفار ؟
ج. لا يستطيع أحد من الأنبياء - فض عن غيرهم - أن يُخاطب الله تعالى في أحد
من الكفار ؛ لعلمهم بأن كلمة العذاب قد حقت عليهم وأن الله سبحانه لا يأذن بذلك
قال جل شأنه : }مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ{ ]البقرة : 255 [ ، وقال تعالى :
}يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً{ ]طه : 109 [.
س. ما الكوثر الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنبينا محمد
عليه الصلاة والسلام وأشار إليه بقوله عز شأنه: } إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ { ] الكوثر : 1[ ؟
ج. الكوثر نهر في الجنة ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب من
مائه شربة لا يعطش بعدها أبدًا
س. ما حكم المؤمن الطائع بعد الحساب ؟
ج. حكم المؤمن الطائع بعد الحساب ، دخول الجنة خالدًا أبدًا في نعيمها المستطاب
س. ما حكم الكافر أو المنافق بعد الحساب ؟
ج. حكم الكافر أو المنافق بعد الحساب ، دخول النار خالدًا فيها أبدًا لا يفتر عنه
الألم والعذاب .
س. ما حكم المؤمن العاصي بعد الحساب ؟
ج. حكم المؤمن العاصي بعد الحساب إن غفر الله له أن يدخل الجنة من أول الأمر
خالدًا فيها أبدًا ، وإن لم يغفر له أن يعذب في النار مدة على مقدار ذنبه ، ثم يخرج
منها ويدخل الجنة خالدًا فيها أبدًا .
س. ما الجنة ؟
ج. هي دار النعيم المقيم ، دار فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، دار فيها ما لا
عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
س: ما الاعتقاد بالقضاء والقدر ؟
ج: هو أن نعتقد أن جميع أفعال العباد - سواء كانت اختيارية مثل : القيام والقعود
والأكل والشرب ، أو اضطرارية مثل : الوقوع - كائنة بإرادة الله تعالى وتقديره
لها في الأزل وعلمه بها قبل وقتها .
س : إذا كان الله تعالى هُو الخالقُ لجميع أفعال العبد
أفلا يكون العبد حينئذ مجبورًا في جميع أفعاله
، والمجبور لا يستحقُّ الثواب والعقاب ؟
ج : كلا لا يكون العبد مجبورًا ؛ لأنَّ له إرادة جزئية يقدر على صرفها إلى جانب
الخير وعلى جانب الشر ، عقل يميز به بينهما . فإذا صرف إرادته إلى الخير ظهر
ذلك الخيرُ الذي أراده ، وأثيب عليه ؛ لظهوره على يده ، وتعلُّق إرادته الجزئية به .
س : اذكر لي مثا ًالقريبًا للذهن يوضح لي أن العبد ليس
بمجبور على أفعاله !
ج : كل إنسان يمكنه أن يعرف بأنه ليس بمجبور على جميع أفعاله ، وذلك لتمييزه
بين تحرك يده وقت الكتابة ، وبين تحرُّك يده وقتَ الارتعاش مثلاً فإن تحرُّك يده
حال الكتابة ينْسبُهُ لنفسه فيقولُ : كتبتُ باختياري وبإرادتي ، وأمّا تحرُّك يده من
الارتعاش فلا ينْسبُه لنفسه ولا يقولُ : أنا حرّكت يدي ، بل يقولُ : إن ذلك وقعَ
بغيْر اخْتياري
س : ماذا يستفاد من هذا المثال ؟
ج : يستفادُ منه أن كل إنسان يُدْرِكُ بأدنى ملاحظة أنَّ أفعاله قْسمان : قسْمٌ يكونُ
باختيارِه وإرادتِه مثلُ : أكله وشُرْبه وضربِه لزيْدٍ ونحو ذلك ، وقسْم يكونُ بغير
اختيار مثل : وقوعِه
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 20
س : أي شيء يترتب على أفعال العبد إذا كانت اختيارية
؟
ج : أفعالُ العبد الاختيارية إذا كانت خيرًا يترتَّبُ عليها الثوابُ ، وإن كانت شرًّا
يترتبُ عليها العقابُ .وأما أفعالُه الاضطرارية فلا يترتب عليها شيء من ذلك .
س : إذا ضرب إنسان غيره ظلمًا وعدوانًا أو فعل نحو
ذلك من أنواع الشر والمعاصي ، ثم اعتذر بكون ذلك
مقدرًاعليه ، فهل يقبل منه ذلك الاعتذار ؟
ج : إنه لا يُقْبَلُ من العبد الاعْتذارُ بالقَدَر لا عند الله سبحانه وتعالى ولا عندَ الخلق
، لوجُود الإرادةِ الجزئيةِ لهُ والقدرةِ والاختيارِ والعقل
س : اذكر لي خلاصة هذا المبحث .
ج : إنه يجب كل إنسان مكلف أن يعتقدَ ويجزم بأنَّ جميع أفعاله وأقواله وجميع
حركاته - سواء كانت خيرًا أو شرًا - هي واقعةٌ بإرادةِِ الله وتقديرِهِ وعلْمِه ، لكنَّ
الخيرَ برضاهُ . والشرَّ ليسَ برضاهُ . وأنَّ للعبد إرادةً جُزئيةً في أفعاله الاختيارية
. وانه يُثابُ على الخير ويُعاقَبُ على الشَّر . وأنه ليس له عذرٌ في فعله الشرَّ . وأن
الله ليس بظلام للعبيد .
نهاية الكتاب
متفرقات ومنثورات عقائدية أسئلة و أجوبة
س : هل يجوز التكلم في ذاته تعالى بالعقل ؟
ج : لا يجوز التكلم في ذاته تعالى بالعقل ؛ لأن العقل قاصرٌ على إدراك ذات الخالق
سبحانه وتعالى ، فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 21
س : إذا كان العقل لا يدرك ذاته تعالى فكيف الوصول
إلى معرفته تعالى مع أن المعرفة واجبة على كل أحد .
ج : إنّ معرفته تعالى تحصل بمعرفة صفاتِه منَ الوجود ، والقدم ، والبقاء ، ومخالفته
للحوادث ، والقيام بنفسه ، والوحدانية ، والحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ،
والسمع ، والبصر ، والكلام .
س : بأي شيء عرفنا الله تعالى مع أننا ما رأيناه
بأبصارنا .
ج : عرفنا وجود الله تعالى وباقي صفاته بظهور آثار قدرته في هذه المخلوقات
الحادثة المتقنة البديعة المحيرة للعقول : كالسموات وما اشتملت عليه من الشمس
والقمر والنجوم والأرض وما اشتملت عليه من المعادن والأشجار وغير ذلك من
أنواع الحيوانات التي منها الإنسان المخلوق في أحسن تقويم الموصوف بأنواع
الكمال والفضل ، الممتاز بالعقل القويم . فكما أن من شاهد بناء عرف أن له بانيًا .
ومَن شاهد كتابًا عرفَ أن له كاتبًا . وإن لم يرَه ولم يسمعْ خبرَه ، فكذلكَ من رأى
هذا العالَم المتقنَ البديعَ الباهرَ عرفَ أن له موجدًا قديمًا عليمًا مريدًا قديرًا حكيمًا .
س : هل لهذه المسألة نظير في المخلوقات ، أي هل
يوجد في المخلوقات شيء نتحقق وجوده مع أننا لا نراه ؟
ج : نعم وذلك كالرُّوح : فإنا نحكُم بوجودها ، وإن لم نَحْظَ بشُهودِها . حيث نرى
مالَها من الآثار ، مع أننا لانَرَاها بالأبصار ولا ندرك حقيقتها بالأفكار . وكذلك الله
سبحانه وتعالى فإنه وإن لم نره بأبصارنا ، ولم ندركْ حقيقةَ ذاته بأفكارنا ، نجزمُ
بوجود ذاته الموصوفةِ بصفات الكمالِ ، نظرًا لما نرى من آثار صُنعِه البديعِ سبحانه
وتعالى الشاهد بلسانِ الحال والمقالِ .
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 22
س : هل يجوز الخوض في حقيقة الروح والبحث عن
ماهيتها ؟
ج : لا يجوز ذلك ؛ لأنَّ العقل قاصرٌ عن إدراك حقيقتها فالحث عنه إضاعةُ وقتٍ
، وهذا أكبر دليل على قصَر عقِل الإنسانِ فإنه لم يدركْ حقيقة روحه مع كوْنها
مخلوقة وغير خَارجة عنه ، ليقطع الأملَ عن إدراكِ حقيقةِ خالقِهِ الذي ليس له
شبيهٌ .
س : هل تمكن رؤية الله سبحانه وتعالى بالبصر .
ج : رؤيةُ الله تعالى بالبصر ممكنة عقلاً ، وواقعةٌ في الجنة للمؤمنين نق ؛ فإن الله
تعالى موجود وكلُّ موجود يُمكن رؤيته قال الله تعالى : }وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{ ]القيامة : 22 ، 23 [ ، فيرونه بالأبصار بغير كيف يومَ القيامة ، ويُحجبُ
عنه الكافرون زيادة لهم في الحسرة والندامة .
س : هل إصابة العين حق ؟
ج : نعم ؛ وذلك لأنَّ بعضَ النفوسِ من شأنها وخواصها أنها إذا نظرت إلى شيء
نظر استحسانٍ وتعجُّب يصابُ المنظور إليه ويلحقه الضررُ . لكن هذه النفوس قليلةٌ
جدًا فلا ينبغي للإنسان أن يشغل أفكاره بذلك وينسبَ أكثر ما يصاب به إلى إصابة
العين أو إلى السحر ، كما يفعله كثير من النساء ؛ لأنَّ ذلك طيشٌ وخفةٌ
س : كيف تؤثر العين مع كونها ألطف أجزاء الإنسان
وعدم اتصالها بالمنظور إليه وعدم خروج شيء منها
يتصل به ؟
ج : لا مانَع أن يكون للشيء اللطيف تأثيرٌ قوي ، ولا يشترط في التأثير الاتصالٌ
. فإنا نرى بعض الناس من أصحاب الهيئة والاقتدار إذا نظَر إلى أحد نَظَر مُغْضَب
ربما يعْترى المنظورَ إليه الدهْشَةُ والارتباكُ ، وقد يُفْضى به الأمرُ إلى الهلاك مع
أنه لا يتسلط عليه في ظاهر الحسَ ؛ ولا حصلَ بين المؤثر والمتأثَّر اتصال ومس
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 23
، والمغناطيس يجذبُ الحديدَ مع عدم اتصاله به ، وعدم خروج شيء منه يُوجبُ
صدورَ التأثر عنْه بل الأمور اللطيفةُ ، أعظم آثارًا من الأمور الكثيفَة ، فإن الأمورَ
الجسيمةَ إنما تصْدُر من الإرادة والنَّية ، وهما من الأمور المعنويَّة . فلا يستغرَب
حينئذ أن تؤثر العين في المنظور إليه مع لطافتها ، وعدم اتصالها به ، وعدم خروج
شيء منها .
س : من أفضل الأمم جميعًا بعد الأنبياء عليهم السلام ؟
ج : أفضلُ الأمم جميعا بعد الأنبياء هي الأمَة المحمديةُ ؛ وأفضلها الصحابة الكرامُ .
وهم الذين اجتمَعوا بنبينا عليه الصلاةُ والسلامُ وآمنوا به واتبعوا النورَ الذي أْنزلَ
معه ، وأفضلهُم الخلفاء الأربعة .
س : ما الإسراء وما المعراج ؟
ج : الإسراء هو سيْرُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام من مسجد مكة إلى المسجد الأقصَى
في القدْس في ليلة . وهذا ثابتٌ بنصّ القرآن الكريم . والمعراجُ هو صُعوده تلكَ
الليلة من المسجد الأقصى إلى السموات ، واجتماعه بالملأ الأعلى تشريفًا لهم به
وإكرامًا له . وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة . وهذا أمرٌ مُمكنٌ أْخبَرَ به الصادق
فيجب حملُه على ظاهره ولا يُسْتَغْرَبُ ممَّن سيَّر الطير في الهواء ، وجعل الكواكبَ
تَقطعُ بحركتها في دقيقة مسافة لا يَقْطَعهُا الناسُ في مائة عام ، أن يَرْفَعَ إلى السماء
في ساعة حبيبَه الذي اصطفاه على الأنام . فهو على كل شيء قدير ، وبكل شيء
خبير .
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 24
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
س : ما المجتهد ومن المجتهدون الذين استقرّ الرأي على
اتباعهم ؟
ج : المجتهد هو المحيُطُ بُمعظم قواعد الشريعة ونُصُوصها ، الممارس لها بحيث
اكتسب قوَة يفهم بها مقصودَ الشارع والمجتهدون كثيرون . والمجتهدون الَّذين
استقرّ الرأيُ على اتّباعهم والأخذ بقولهم أربعة ، وهم : أبو حنيفة النعمانُ بنُ ثابت
، ومالكُ بنُ أْنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم .
وإنما أختار العلماء تقليدّ هؤلاء الأربعة دون غيرهم ممَّن بلغَ درجةَ الاجتهاد لكثرةِ
ما استنبطوهُ من المسائل بسب تفرُّغهم لذلك ، حتى ندرت القضايا التي لم يُبَيَّنُوا
حكْمَها ، ولنَقْل مذاهبهم إليْنا بطريق التْوَاتر : فينبغي تقليدُ واحدٍ معيْنٍ منهم إلاَّ
للضَرورة . وإلاّ فربمَا أدَى إلى تلفيق ، يخرجُ عن سواء الطريق
س : لم اختلف المجتهدون في بعض المسائل ؟
ج : إن المجتهدينَ لم يختلفوا في أُصول الدين ولا في أمّهات فروعه أصلاً ، لثبُوتها
بالدلالة القطْعيّة . وإنمااختلفوا في بعض المسائل الفرعية لعدم ثبوت نصّ قطعيّ
فيها ؛ إذ الجزئياتُ لا يتيسرُ حصرُها والاختلافُ فيها سهل . فكلٌّ منهم بذل وسْعه
في استخْراج حُكمها من الكتاب والسنة بحسَب ما ظهر له فمن أصابَ منهم فله أجْران
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 25
، ومن أخطأ منهم فله أجرٌ لسعيه في إظْهار الصواب بقدر وُسعه . واختلاف الأئمة
رحمةٌ للأمة ؛ لأنه اختلاف في أمور فرعية والاختلاف فيها يُوجبُ اليُسْر على الناس
، وعدمَ وُقُوعهم في الحَرج والبأس . فإذا اضطَرّ الإنسانُ عَملَ بما هو الأيْسَرُ ، وإلا
فيعمل بما هو الأحْوَطُ أو الأحرى والأظْهر
س : ما أشراط الساعة ؟
ج : أشراطُ الساعة ) العلاماتُ الدالةُ على قرب قيامها جدًّا ( أمورٌ منها : الدجالُ ،
وهو: رجل أعور يخرج فيخِفّة من الدين وإدْبارٍ من العلم ويدّعى الألوهيةَ ويُظْهرُ
بعضَ العجائبِ ويتّبعه من كان ضعيفَ الإيمان واليقين . ومنها ظهورُ دابة من
الأرض تعلَّم الناس في وجوههم ، فمن كان مؤمنًا جعلتْ له علامة يُعرف بها أنه
مؤمن . ومن كان كافرًا جعلت له علامة يُعرف بها أنه مؤمن . ومن كان كافرًا
جعلت له علامة يُعرف بها أنه كافر . وتُكَّلمُ الناسَ بأحوالهم . ومنها طلوعُ الشمس
من المغرب يوم من الأيام وينْسَدُّ حينئذ باب التوبة ولا تقبلُ من أحد . ومنها خُروجُ
يأجوجَ ومأجوج وهم جيلٌ من الناس أكثروا الفسادَ في الأرض في الزَّمن الغابر .
ولما وصل إلى ناحيتهم ذو القرنين شكا منهم جيرانُهم إليه . فرئى لحالهم وكان
الموصل بينهم مضيقٌ بين جبلين فبنى فيه سدًّا عاليًا جدًا من حديد وأفرغ عليه
الرَّصاصَ المذابَ فصار سدًّا مُحكمًا أمْلس لا يتيسَّر نقبُه ولا الصُّعُودُ عليه ، فإذا حان
أوان خروجهم انفتح السد بسبب من الأسباب فينتشرون في الأرض ، ويكثر فسادُهم
في طولها والعرض فيُلْجأ إلى مولاهم في رفع شرَّهم وضررهم فيهلكهم ويقضي
بمحو أثرهم . ومنها نزول عيسى عليه السلام وذلكحينما تكثر في المسلمين الفتن
وتتوالى عليهم المحن فيتولى أمور هذه الأمة ، ويكشف عنهم كل ملمة . ويقتُل
الدجَّال ، ويخلَّص الناس من الأهواء والأهوال .
س : من السعيد ؟
ج : السعيدُ هو المؤمن الصالح القائم بحقوق الحق وحُقوق الخلق ، المتَّبع للشريعة
ظاهرًا وباطنًا ، المُعْرض عن زخارف هذه الدار . فهو صاحبُ السعادة . ومن له
الحسنى وزيادة . نسأله سبحانه أن يَوَفقنا لذلك ويَجْعَلَنا من السالكين في أحسن
المسالك . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وعلى أشرف أنبيائه أزكى
التحيات .
س. ما جهنم ؟
ج. هي دار العذاب المقيم ، دار فيها جميع أنواع الآلام ، التي لا تخطر على الأفهام
المصدر: اربعون سؤال وجواب فى العقيده الاسلاميه http://alraiq.yoo7.com/t3324-topic#ixzz2ihCW8Zdi
منتدى حبيب قلبى يا رسول الله -
ج : العقيدة الإسلامية هي الأمور التي يعتقدها أهل الإسلام ، أي يجزمون بصحتها
س : ما معنى الإسلام ؟
ج : الإسلام هو الإقرار باللسان ، والتصديق بالقلب بأنَّ جميع ما جاء به نبيُنا
محمدٌ حق وصدق .
س : ما أركان العقيدة الإسلامية : أي أساسها ؟
ج : أركان العقيدة الإسلامية ستة أشياء ، وهي: الإيمان بالله تعالى ، والإيمان
بملائكته ، والإيمان بكتبه ، والإيمان برسله ، والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان بالقدر
س : كيف الاعتقاد بالوجود لله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موجودٌ ، وأن وجودهُ بذاته ليس بواسطة شئ ، وأنَّ
وجودَهُ واجبٌ لا يمكن أن يلحقه عَدَمٌ .
س : كيف الاعتقاد بالقِدَم لله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله قديمٌ نعني أنه موجود قبل كل شيء وأنه لم يكن معدومًا
في وقتٍ من الأوقات ، وأن وجوده ليس له أولٌ .
س : كيف الاعتقاد بالبقاء لله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى باقٍ ، وأنَّ بقاءه ليس له نهاية ، وأنه لا يزول
أص ولا يلحقُه العدم في وقت من الأوقات
س : كيف الاعتقاد بمخالفته تعالى للحوادث -أي
المخلوقات- ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى لا يشابهه شيء : لا في ذاته ولا في صفاته ولا في
أفعاله
س : كيف الاعتقاد بمخالفة ذاته سبحانه للحوادث ؟
ج : هوأن نعتقدأن ذات الله سبحانه وتعالى لا تشابهُ شيئًا من المخلوقات بوجهٍ من
الوجوه فكل ما تراه أو يخطر ببالك فالله ليس كذلك }ليس كمثْلِهِ شَئٌْ {
]الشورى : 11 .
س : كيف الاعتقاد بأن صفاته سبحانه وتعالى مخالفة
صفات الحوادث ؟
ج : هو أن نعتقد أن علم الله تعالى لا يُشابه علمنا ، وأن قدرته لا تشابه قدرتنا ، وأن
إرادته لا تشابه إرادتنا ، وأن حياته لا تشابه حياتنا ، وأن سمعه لا يشابه سمعنا ، وأن
بصره لا يشابه بصرنا ، وأنَّ كلامه لا يُشابه كلامنا .
س : كيف الاعتقاد بأن أفعاله سبحانه وتعالى مخالفة
لأفعال الحوادث ؟
ج : هو أن نعتقد أن أفعال المولى سبحانه وتعالى لا تشابه أفعال شيء من الموجودات
؛ لأن المولى سبحانه وتعالى يفعل الأشياء بلا واسطةٍ ولا آلة : }إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ
شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{ ]يس : 82 [ ، وأنه لا يفعل شيئًا لاحتياجه إليه ، وأنه لا
يفعل شيئًا عبثًا أي بغير فائدة ؛ لأنه سبحانه وتعالى حكيم .
س : كيف الاعتقاد بقيامه تعالى بنفسه ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شيء من الأشياء ؛ فلا يحتاج
إلى مكان ولا إلى محلٍّ ولا إلى شيءٍ من المخلوقات أصلا . فهو الغنىُّ عن كل شئ
، وكلُّ شئ محتاجٌ غليه سبحانه وتعالى
س : كيف الاعتقاد بحياة الله سبحانه وتعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى حيٌّ وأنّ حياتَهُ سبحانه ليست كحياتنا ؛ فإن حياتنا
بوسائط كجريان الدَّمِ والنفَسوحياةُ الله سبحانهُ ليست بواسطة شيء ، وهي قديمة
باقية لا يلحقها العدم والتغير أصلاً .
س : كيف الاعتقاد بوحدانية الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى واحد ليس له شريكٌ ولا نظيرٌ ولا مُماثلٌ ولا ضِدٌ
ولا معاند
س : كيف الاعتقاد بعلم الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موصوف بالعلم وأنه بكل شيء عليم . يعلم الأشياء
كلها ظاهرها وباطنها، ويعلمُ عدد حبَّات الرَّمل وعدد قطرات المطر وأوراق الشجر
ويعلم السر وأخفى . لا تخفى عليه خافيةٌ ، وعلمه ليس بمكتسب ، بل يعلم الأشياء
في الأزل قبل وجودها.
س : كيف الاعتقاد بقدرة الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالقدرة وأنه على كل شيء قدير
س : كيف الاعتقاد بإرادة الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله تعالى موصوفٌ بالإرادة وأنه مُريدٌ لا يقعُ شيء إلا بإرادته
فأي شيء أراده كان ، وأي شيء لم يُردْهُ فإنه لا يمكنُ أن يكون .
س : كيف الاعتقاد بسمع الله ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالسمع وأنه يسمع كل شيء سِرًّا
كان أو جهرًا ، لكن سمعَهُ سبحانه وتعالى ليس كسمعنا فإن سمعنا بواسطة الأذن ،
وسمعه سبحانه ليس بواسطة شيء .
س : كيف الاعتقاد ببصر الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالبصر وأنه بكل شيء بصيرٌ ،
يُبْصرُ حتى النملة السوداء في الليلة الظلماء وأصغر من ذلك ، لا يخفى عن بصره
شيءٌ في ظاهر الأرض وباطنها وفوق السماء وما دونها ، لكن بصره سبحانه ليس
كبصرنا ؛ فإن بصرنا يكون بواسطة العين ، وبصره سبحانه ليس بواسطة شيء .
س : كيف الاعتقاد بكلام الله تعالى ؟
ج : هو أن نعتقد أن الله سبحانه موصوف بالكلام وأن كلامهُ لا يُشْبِهُ كلامنا ؛ فإن
كلامنا مخلوق فينا وبواسطة آلة من فمٍ ولسانٍ وشفتين ، وكلامهُ سبحانه وتعالى
ليس كذلك .
س : أخبرني عن الصفات المستحيلة التي لا يتصف بها
المولى سبحانه وتعالى ؟
ج : الصفات المستحيلة في حق الله تعالى أي التي لا يمكن أن يتصف بها _ هي :
العدم ، والحدوث ، والفناء ، والمماثلة للحوادث ، والاحتياج لغيره سبحانه وتعالى
، ووجود الشريك ، والعجز ، والكراهية أي وقوع شيء بغير إرادته _ والجهل
، وأشباه ذلك ، وإنما استحال اتصافه بها ؛ لأنها صفات نقصان، والمولى سبحانه
وتعالى لا يتصف إلا بصفات الكمال
س: أخبرني عن الأشياء التي يجوز صدورها من المولى
سبحانه وتعالى ؟
ج : هي فعل الممكنات وتركها ، مثل : أن يجعل الإنسان غنيًا أو فقيرًا ، صحيحًا أو
سقيمًا ، وأشباه ذلك .
س : ما المراد بالاستواء في قوله سبحانه : }الرَّحْمَنُ عَلَى
العَرْشِ اسْتَوَى{ ]طه : 5[؟
ج : المرادُ به استواءٌيليقُ بجلال الرحمن جل وعلا ،فالاستواءُ معلومٌ والكيفُ مجهولٌ
واستواؤه على العرش ليس كاستواء الإنسان على السفينة أو ظهر الدابة أو السرير
مثلا فمن تصور مثل ذلك فهو ممن غلب عليه الوهم لأنه شبه الخالق بالمخلوقات
مع أنه قد ثبت في العقل والنقل أنه ليس كمثله شيء، فكما أن ذاته لا تشابه ذات
شيء من المخلوقات كذلك ما ينسب إليه سبحانه لا يُشابه شيئًا مما ينسب إليها .
س : هل يضاف إلى الله سبحانه يدان أو أعين أو نحو ذلك
؟
ج : لقد ورد في الكتاب العزيز إضافة اليد إلى الله سبحانه في قوله جل شأنه :
}يَدُ الَهّلِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ{ ]الفتح : 10 [، واليدين في قوله سبحانه : }قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا
مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ{ ]ص : 75 [ ، والأعين في قوله سبحانه : }وَاصْبِرْ
لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا{ ]الطور : 48 [ ، إلا أنه لا يجوز أن يضاف إليه إلا ما
أضافه إلى نفسه في كتابه المنزل أو أضافه إليه نبيه المرسل .
س : ما المراد باليد هنا ؟
ج : المراد باليد هنا معنى يليق بجلاله سبحانه يكون غير مماثل لما يُضاف إليه
سبحانه يكون غير مماثل لما يضاف إلى شيء من المخلوقات . ومن اعتقد أن له يدًا
كيد شيء منها أو عينًا كذلك فهو ممن غلب عليه الوهم ؛ إذ شبه الله بخلقه وهو
ليس كمثله شيء .
س : إلى من ينسب ما ذكرته في معنى الاستواء واليدين
والأعين ؟
ج : ينسب ذلك إلى جمهور السلف . وأما الخلف فأكثرهم يفسرون الاستواء
بالاستيلاء واليد بالنعمة أو القدرة والأعين بالحفظ والرعاية ؛ وذلك لتوهُّم كثير
منهم أنها إنْ لم تؤول وتصرف عن ظاهرها أوهمت التشبيه . وقد اتفق الفريقان
على أن المشبه ضال . وغيرهم يقولون : إنما تُوهِمُ التشبيه لو لم يدل العقل والنقل
على التنزيه ، فمن شَبَّه فمن نفسه أُتي .
س : كيف نثبت شيئاً ثم نقول: “الكيف فيه مجهول” ؟
ج : هذا غير مستغرب فإنا نعلم أن نفوسنا متصفة بصفات كالعلم والقدرة والإرادة
مع أنا لا نعلم كيفية قيام هذه الصفات بها ، بل إنا نسمع ونبصر ولا نعلم كيفية
حصول السمع والإبصار بل إننا نتكلم ولا نعلم كيف صدر منا الكلام . فإن علمنا
شيئًا من ذلك فقد غابت عنا أشياءُ ؛ ومثل هذا لا يُحصى ؛ فإذا كان هذا فيما يضاف
إلينا فكيف الحال فيما يضاف إليه سبحانه .
س : أي المذهبين أرجح ؟
ج : مذهب السلف أرجح؛ لأنه أسلم وأحكم ، وأما مذهب الخلف فإنما يسوغ الأخذ به
عند الضرورة ، وذلك فيما إذا خشي على بعض الناس إن لم تؤول لهم تلك الكلم
أن يقعوا في مغواة التشبيه فيؤول لهم ذلك تأويلا سائغًا في اللغة المشهورة .
س : ما الملائكة ؟
ج : هم أجسام لطيفة مخلوقه من نور ، لا يأكلون ولا يشربون وهم عباد مكرمون
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
س : هل يرى البشر الملائكة ؟
ج : لا يرى البشر _ غير الأنبياء _ الملائكة إذا كانوا على صورهم الأصلية لأنهم أجسام لطيفة كما أنهم لا يرون الهواء مع كونه جسمًا مالئًا للفضاء لكونه لطيفًا
وأما إذا تشكلوا بصورة جسم كثيف كالإنسان فيرونهم . ورؤية الأنبياء لهم على
صورهم الأصلية خصوصية خُصوا بها لتلقى المسائل الدينية والأحكام الشرعية ،
ولا يستغرب وجود أجسام بيننا لا نراها بالعين ، وفي المعتاد ما يُقرب ذلك للذهن
ويرفع عنه الغين ) 1( فإن أمامنا كثير من الأجسام الحية وغير الحية لا يدركها
البصر ، ولولا النظَّارة لظننا أنها ليس لها عين ولا أثر كما لا يستغرب اختصاص
البعض بإبصار أشياء لا تدركها سائر الأبصار فإن في اختلاف الأبصار في قوة
الإدراك وضعفه عبرة لأولي الأبصار .
س : كيف الاعتقاد بكتب الله تعالى ؟
ج : أعتقد أن لله تعالى كتبًا أنزلها على أنبيائه ، وبين فيها أمره ونهيه ووعده
ووعيده . وهي كلام الله تعالى حقيقة بدت منه بلا كيفية قو ، وأنزلها وحيًا .
من تلك الكتب: التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن .
س : كيف اعتقادك بالتوراة ؟
ج : أعتقد أن التوراة كتاب من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على كليمه موسى
عليه السلام ؛ وذلك لبيان الأحكام الشرعية والعقائد الصحيحة المرضية والتبشير
بظهور نبي من بني إسماعيل وهو نبينا عليه الصلاةوالسلام ، والإشارة إلى أنه يأتي
بشرع جديد يهدي إلى دار السلام
س : كيف اعتقاد العلماء الأعلام في حق التوراة الموجودة
الآن في أيدي أهل الكتاب ؟
ج : اعتقاد العلماء الأعلام أن التوراة الموجودة الآن قد لحقها التحريف ، ومما يدل
على ذلك أنه ليس فيها ذكر الجنة والنار وحال البعث والحشر والجزاء مع أن
ذلك أهم ما يُذكر في الكتب الإلهية ، ومما يدل أيضًا على كونها محرفة ذكر
وفاة موسى عليه السلام فيها في الباب الأخير منها والحال أنه هو الذي أنزلت عليه .
س : كيف اعتقادك في الزبور ؟
ج : أعتقد أن الزبور كتابٌ من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على سيدنا داود عليه
السلام ، وهو عبارة عن أدعية وأذكار ومواعظ وحِكم . وليس فيه أحكامٌ شرعية ؛
لأن داود عليه السلام كان مأمورًا باتباع الشريعة الموسوية .
س : كيف اعتقادك في الإنجيل ؟
ج : أعتقد أن الإنجيل كتاب من كتب الله سبحانه وتعالى أنزله على المسيح عيسى
عليه السلامُ ؛ وذلك لبيان الحقائق ، ودعوة الخلقِ لتوحيد الخالق ، ونسخ بعض
أحكام التوراة الفرعية على حسب الاقتضاء ، والتبشير بظهور خاتم الأنبياء .
س : كيف اعتقاد العلماء الأعلام في الإنجيل المتداول الآن
؟
ج : اعتقاد العلماء الأعلام أن الإنجيل المتداول الآن له أربع نسخ ألفها أربعة ،
بعضهم لم ير المسيح عليه السلام أصلاً ، وهم : متى ، ومرقص ، لوقا ، ويوحنا
.وإنجيل كل من هؤلاء مناقض للآخر في كثير من المطالب . وقد كان للنصارى
أناجيل كثيرة غير هذه الأربعة ، لكن بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء
بأكثر من مائتي سنة عولوا على إلغائها ما عدا هذه الأربعة تخلصًا من كثرة
التناقض ، وتملصًا من وفرة التضاد والتعارض .
س : كيف اعتقادك في القرآن ؟
ج : أعتقد أن القرآن أشرف كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على أشرف أنبيائه
محمد r وهو آخر الكتب الإلهية نزولاً ، وهو ناسخ لجميع الكتب قبله وحكمه باق
إلى يوم القيامة . لا يمكن أن يلحقه تغيير ولا تبديل ، وهو أعظم آية على نبوة نبينا
محمد r ؛ لكونه أعظم المعجزات
س : لأي شيء كان القرآن الكريم أعظم المعجزات ؟
ج : إنما كان القرآن أعظم المعجزات ؛ لكونه آية عقلية باقية مدى الدهر ، تشاهد
كل حين بعين الفكر وسواه من المعجزات انقضت بانقضاء وقتها فلم يبق منها أثر
غير الخبر ووجه إعجازه : أنه بلغ في الفصاحة والبلاغة إلى حد خرج عن طوق
البشر ؛ فإن النبي r تحدى به العرب العرْباء ، وهم أفصح الأمم لسانًا وأوضحهم
بلاغة وبيانًا . وقد وصلوا في عصره في البلاغة وفصل الخطاب لحال يحير العقول
ويدهش الألباب ، وبقى فيهم ثلاثة وعشرين عامًا وهو يتحداهم بالقرآن أعظم تحدّ ،
ويتصدى لتقريعهم به ، وإثارة هممهم للتعرض للمعارضة أعظم تصدّ ، فتارة يطلب
منهم الإتيان بمثل سورة من القرآن ، وأن يستعينوا بمن شاءوه من الإنس والجان ،
وتارة يسمهم بالعجز عن ذلك ، وعدم قدرتهم على سلوك تلك المسالك . وهم
ذوو النفوس الأبية ، وأهل الحمية والعصبية فعجزوا عن ذلك عن أخرهم وتركوا
المعارضة بالكلام إلى المعارضة بالحسام وعدلوا عن المقابلة باللسان إلى المقاتلة
بالسنان ، وحيث عجز عرب ذلك العصر فمن سواهم يكون أعجز في هذا الأمر ،
وقد مضى إلى الآن أكثرمن ألف وثلاثمائة عام ، ولم يوجد أحد من البلغاء إلا وهو
مُسَلِّمٌ أو ذو استسلام فدلّ على أنه ليس من كلام البشر ، بل هو كلام خالق القوى
والقدر . أنزله تصديقًا لرسوله وتحقيقًا لمقولة . وهذا الوجه وحده كاف في
الإعجاز وقد أنضم لهذا الوجه أوجه ، أحدها : إخباره عن أمور مغيبة ظهرت كما
أخبر . ثانيها : أنه لا يمله السمع مهما تكرر . ثالثها : جمعه لعلوم لم تكن موجودة
عند العرب والعجم . رابعًا : إنباؤه عن الوقائع الخالية وأحوال الأمم . والحال أن
من أنزل عليه r كان أميًا لا يكتب ولا يقرأ ، لاستغنائه عن ذلك بالوحي ، وليكون
وجه الإعجاز بالقبول أحرى .
س : ماذا يجب للأنبياء عليهم السلام ؟
ج : يجب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أربع صفات وهي : الصدق ، والأمانة ،
والتبليغ ، والفطانة . ومعنى الصدق في حقهم : كون خبرهم مطابق للواقع ونفس
الأمر فلا يصدر منهم كذب أصلاً . ومعنى الأمانة في حقهم : كون ظواهرهم
وبواطنهم محفوظة من الوقوع فيما لا يرضي الحق ، الذي اصطفاهم على سائر
الخلق . ومعنى التبليغ : كونهم بينوا للناس كل ما أمرهم الله ببيانه أحسن بيان فلم يكتموا من ذلك شيئًا . ومعنى الفطانة : كونهم أكمل الخلق في النباهة والفهم .
يكتموا من ذلك شيئًا . ومعنى الفطانة : كونهم أكمل الخلق في النباهة والفهم .
س : ماذا يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟
ج : يستحيل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أربع صفات ، وهي : الكذب،
والعصيان، والكتمان، والغفلة . وكذلك يستحيل عليهم كل صفة تعد عند الناس
من العيوب وإن لم تكن من الذنوب : كدناءة الحِرفة أو النسب ، أو تنافي حكمة
البعثة : كالصمم والبكم
س : إذا كان العصيان مستحيل في حق الأنبياء عليهم
السلام فكيف أكل آدم من الشجرة التي نهى الله عنها ؟
ج : إن آدم عليه السلام أكل من الشجرة التي نُهى عنها بطريق النسيان قال تعالى
: }وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً{]طه : 115 [ ، والناسي غيرُ
عاص ولا مؤاخذ. وأما نسبة العصيان إليه في قوله تعالى: }وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى{]طه: 21 ، 22 [ ، فلصدور صورة المخالفة عنه بناء على
النسيان الناشئ عن عدم التحفظ التام منه . والمخالفة التي تصدر نسيانًا ، لا تعد
في حق الناس عصيانًا وعُدت معصيةً في حق آدم نظرًا لشرف رتبته ، وعظم منزلته
، والخطأ الصغير يُستعظم من الكبير . وأما مؤاخذة المولى سبحانه وتعالى لآدم
على ذلك بإهباطه إلى هذه الديار ، واعتراف آدم بالذنب ، ومثابرته على الاستغفار ،
فذلك لتزداد درجته علوًا ، وثوابه وأجره نموًا . ويقاس على ذلك ما ينسب لسائر
الأنبياء من الذنوب والمعاصي ، فإنها ذنوب بالإضافة إلى علو مناصبهم ، ومعاص
بالنسبة إلى كمال طاعتهم ، لا أنها كذنوب غيرهم ومعاصيهم ؛ لأنها صادرة منهم
عليهم السلام إما على طريق التأول ، أو على طريق السهو وعدم التعمد .وأما
اعترافهم بها واستغفارهم منها فلزيادة معرفتهم بمولاهم وشدة ورعهم وتقواهم
، وليزدادوا أجرًا وقربة وعلواً في الدرجة والرتبة
س. ماذا يجوز في حق الأنبياء عليهم السلام ؟
ج. يجوز على الأنبياء عليهم السلام وقوع الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية ، كالأكل والشرب ، والجوع والعطش . واعتراء الحر والبرد
، والتعب والراحة والمرض والصحة ومثل ذلك التجارة والاحتراف بحرفة من
الحرف التي ليست دنية ؛ لأنهم بشر يجوز عليهم ما يجوز على البشر مما لا يؤدي
إلى نقص
س. ما الحكمة في لحوق الأمراض والآلام بالأنبياء عليهم
الصلاة والسلام ؟
ج. الحكمة في لحوق الأمراض والآلام بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع كونهم
خير البرية ، وكون ساحتهم من العيوب برية : أن يعظم أجرهم ويظهر في طاعة
الله تعالى ثباتهم وصبرهم ، ولأجل أن تتأسى بهم الناس ، إذا حل بهم البلاء والبأس
. ويعلموا أن الدنيا دار بلاء وامتحان ، لا دار إكرام وإحسان . ولئلا يعتقد الألوهية
أحد فيهم إذا رأى المعجزات الباهرة تظهر على أيديهم ويعلم أن ذلك بإرادة الله
تعالى وخلقه ليس غير ، وأنهم وإن عظم قدرهم وجل أمرهم فهم عبيد عاجزون
عن جلب النفع ودفع الضرر .
س. ما خلاصة ما يجب أن نعتقد في حق الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام ؟
ج. نعتقد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام موصوفون بكل صفة تزين ، ومبرأون في
الظاهر والفعل والقول عن كل أمر يشين ، وأنهم يجوز أن تطرأ عليهم الأعراض
البشرية التي تؤدي إلى نقص في مراتبهم العلية . وأن الله اصطفاهم على العالمين
وأرسلهم إليهم ليكونوا بأوامره وأحكامه عالمين . وأنهم لم يختلفوا في أمر الدين
لكونه أص لتعلقه بالاعتقاد الذي لا يقبل التعدد والتحول أصلاً ، وإنما اختلفوا
في بعض أحكام الشريعة لكونها فرعًا ، لتعلقها بالعمل الذي توجب الحكمة اختلافه
باختلاف الأمم زمانًا ومكانًا وحا وطبعًا .
س. كم صفة امتاز بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عن سائر الأنبياء ؟
ج. امتاز نبينا عليه الصلاة والسلام عن سائر الأنبياء بثلاث صفات: الأولى: أنه أفضل
الأنبياء ، الثانية : أنه أُرسل إلى الناس كافة ، الثالثة : أنه خاتم الأنبياء فلا يأتي
بعده نبي .
س. لم كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؟
ج. إنما كان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء ؛ لأن حكمة إرسال الأنبياء
دعوة الخلق إلى عبادة الحق ،وإرشادهم إلى طريق السداد في أمور المعاش والمعاد
، وإعلامهم بالأمور الغائبة عن أبصارهم ، والأحوال التي لا يصلون إليها بأفكارهم
وتقرير الأدلة القاطعة وإزالة الشبه الباطلة . وقد تكلفت شريعته الغراء ببيان
جميع هذه الأشياء على وجه لا يتصور أبلغ منه في الكمال ، بحيث توافق جميع
الأمم في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال ،فلا حاجة للخلق إلى نبي بعده ؛ لأن
الكمال قد بلغ حده . ومن هذا يظهر سر إرساله لجميع الخلق وكونه أكملهم في
الخَلق والخُلق .
س. كيف يقال إن نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء
مع إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ؟
ج. إن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، ويحكم بشريعة نبينا عليه الصلاة
السلام دون شريعته ؛ لأن شريعته هو قد نُسِخَتْ لمضي الوقت الذي كان العمل بها
موافقا لمقتضى الحكمة ، فيكون خليفة لنبينا عليه الصلاة والسلام ، ونائبًا عنه في
إجراء شريعته في هذه الأمة ، وذلك مما يؤكد كون نبينا خاتم الأنبياء
س. اذكر لي معجزات نبينا عليه الصلاة والسلام .
ج. إن معجزات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كثيرة : فمن معجزاته القرآن
الكريم ، وهو أعظم آياته وأكبرها ، وأبهاها وأبهرها . وقد سبق ذكر وجه إعجازه
وأنه آية باقية دائمًا لكون من أتى بها للأنبياء خاتمًا . ومن معجزاته نبع الماء من
بين أصابعه في حال السفر حين اشتد العطش بأصحابه الكرام ولم يكن إلا ماء قليل
، فوضع كفه الكريمة فيه فكثر حتى قضى الحاضرون أوطارهم منه وزاد عليهم
. وهذا وقع مرارًا ، ومن معجزاته تكثير الطعام القليل حتى كفا أناسًا كثيرين ،
وهذا وقع أيضًا مرارًا إلى غير ذلك مما ذُكِر في كتب دلائل النبوة .
س. كيف كانت سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام ؟
ج. قد وقع الإجماع والاتفاق على أن سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام أحسن السير
على الإطلاق ، وقد أقر بحسنها الكفار، وكيف لا وهي كالشمس في رابعة النهار
؟!! وقد ذكر أهل السير أنه عليه الصلاة والسلام كان أشرف الناس نسبًا وأعلاهم
حسبًا . يصل الرحم ويغيث المضطر ، كثير التحمل والإغضاء والصبر. دأبه العفو
والصفح والرأفة والرفق . لا ينتقم إلا فيما فيه حق الحق أو حق الخلق . وكان
كثير السكوت لتفكره في أسرار الملكوت . وإذا تكلم أتى بجوامع الكلم ، وهي:
الكلمات القليلة التي تتضمن معاني كثيرة من باهر الحكم وكانأفصح الناس بيانًا
، يمزح بعض الأحيان ولا يقول في مزحه إلا حقًا ، وكان واثقًا بعصمة الله له في
كل حال ، يقدم حين تحجم الأبطال ، ويثبت على حاله لدى جميع الأهوال . وكان
شديد التواضع ، وكان مع تواضعه وبشاشته ذا هيبة لم تكن لغيره من البشر ،
حتى لم يكن أحد من أصحابه يؤكد في وجهه الكريم النظر ، وكانوا في مجلسه
في غاية الأدب كأنما على رؤوسهم الطير . لا يقطع أحد منهم كلام أحد ، ولا
تذكر في مجلسه العيوب ، وكان المشركون من صباه يلقبونه بالأمين بعد ادعائه
النبوة لم يجد أعداؤه مع شدة عداوتهم له وحرصهم على الطعن فيه مطعنًا ، ولا
إلى القدح فيه سبيلاً ، وكان يُعلم الناس الحكمة والأحكام ، ويدعوهم إلى دار السلام
، وقد كمل من اتبعه في الفضائل العلمية والعملية ، ومن لم يتبعه سرى له شيء
من ذلك بطريق العرض والتبعية ؛ وقد أظهر الله دينه على سائر الأديان ، وأبقى
ذكره الجميل على لسان موافقيه ومخالفيه مدى الزمان . ومن طالع كتب سيرته
المشتملة على أخلاقه العظيمة الباهرة ، عرف أنه أشرف العالمين في الأوصاف
الباطنة والظاهرة
س. ما اليوم الآخر ، وما معنى الإيمان به ؟
ج. أما اليوم الآخر فهو يوم عظيم الأهوال ، تشيب فيه الأطفال . تقوم الناس فيه
من قبورهم ، ويحشرون إلى صعيد واحد للحساب ، ثم يؤول أمرهم إلى النعيم أو
العذاب . وأما الإيمان به فهو التصديق بأنه لابد أن يأتي وأن يظهر فيه جميع ما ورد
في القرآن والحديث في شأنه .
س. ماذا تعتقد في اليوم الآخر وما يتعلق به ؟
ج. أعتقد أولا بسؤال القبر ، ثم بنعيمه أو عذابه ، ثم بحشر الأجساد ، وأن الخلق
كما بدئ يعاد ، ثم بالحساب والميزان ، ثم بإعطاء الكتاب إما باليمين وإما بالشمال
، ثم بالصراط ، ثم بدخول المؤمنين الجنة دار النعيم . ودخول الكافرين جهنم دار
العذاب الأليم .
س. كيف اعتقادك بسؤال القبر ثم نعيمه أو عذابه ؟
ج. أعتقد أن الميت إذا وضع في قبره تُعاد روحه إلى جسده بقدر ما يفهم الخطاب
ويرد الجواب ، ثم يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ونبيه ، وعن دينه الذي كان عليه
، وعن الفرائض التي كان أمره الله تعالى بأدائها : فإن كان الميت من الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أجاب عن السؤال بتوفيق الله تعالى أحسن جواب ، ومن غير خوف
منهما ولا اضطراب ، فيكشف الله عن بصره ، ويُفتح له باب من أبواب الجنة فيحظى
بالنعيم العظيم ، ويقال له : هذا جزاء من كان في دنياه على الصراط المستقيم ،
وإن كان الميت كافرًا أو منافقًا يُدهش ولا يدري ما يقول في الجواب ، فيعذبانه
حينئذٍ أشد العذاب ، ويُكشف عن بصره فيفتح له باب من أبواب جهنم ، وتُنوع له
أنواع العذاب والألم ويقولان له : هذا جزاء من كفر بمولاه واتبع نفسه وهواه .
س. إذا أكل السبع إنسانًا وصار في بطنه أو وقع في البحر
فأكلته الأسماك فهل يسأل أو يعذب أو ينعم ؟
ج. نعم كل من مات يسأل ثم يعذب أو ينعم ، ولا فرق بين من دفن في القبر ، أو صار في بطن السبع أو في قعر البحر ، فالله على كل شيء قدير ، وبكل شيء عليم
خبير .
س. إذا كان الميت تعاد إليه روحه، ويسأل ثم يعذب أو
ينعم فلأي شيء لا ترى الناس شيئًا من ذلك ؟
ج. إن الله يحجب أبصارهم عن ذلك امتحانًا لهم ليظهر من يؤمن بالغيب ، ومن لا
يؤمن به ذوي الشك والريب ولو رأى الناس ذلك لآمنوا كلهم ، ولم يصر فرق
بين الناس ولم يتميز الخبيث من الطيب والرديء من الجيد .
س. هل لهذه المسألة مثال يقربها للذهن ؟
ج. نعم ، مثال ذلك : النائم الذي يرى في منامه أشياء يسر بها ويتنعم أو أشياء
يحزن بها ويتألم والذي يكون قاعدًا لجنبه مشاهدًا له لا يدري بذلك ، ولا يشعر
بما هنالك . وكذلك الميت يسأل في قبره ويجيب ويتنعم أو يتألم ، ولا يدري
به أحد من الأحياء ولا يعلم .
س. كيف الاعتقاد بحشر الأجساد ، وأن الخلق كما بُدئ
يُعاد ؟
ج. هو أن نعتقد أن الناس بعد موتهم جميعا ينشئهم الله نشأة أخرى تشاكل النشأة
الأولى ، فيقومون من قبورهم ويحشرون إلى محل واحد يسمى الموقف .
س. كيف اعتقادك بالحساب ؟
ج. أعتقد أن الله سبحانه وتعالى بعد أن يجمع الناس إلى المحشر يحاسب كل واحد
ويقرره على ما فعل من خير أو شر . وتشهد على الجاحدين جوارحهم وتظهر للكل
فضائحهم وتقوم عليهم الحجة ولا يبقى لهم العذر منمحجة }فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراًّ يَرَهُ{ ]الزلزلة: 7، 8[.
س. كيف اعتقادك بالميزان وإعطاء الكتب ؟
ج. أعتقد أن الله سبحانه وتعالى بعد أن يحاسب الناس ويقررهم على أفعالهم توزن
أعمالهم لينكشف لكل واحد مقدار عمله ، فمن رجح خيره على شره أعطي كتابه
بيمينه وفاز فوزًا عظيمًا . ومن رجح شره على خيره أعطيكتابه بشماله وخسر
خسرانًا مبينً
س. كيف اعتقادك بالصراط ؟
ج. الصراط جسر ممدود على ظهر جهنم ليمر الناس عليه فتثبت عليه أقدام المؤمنين
الطائعين ويمرون عليه إلى الجنة فمنهم من يمر عليه كالبرق ، ومنهم من يمر
عليه كالجواد ومنهم من يكون بطيء السير عليه ، وتزل عنه أقدام الكافرين
والعصاة من المؤمنين فيقعون في النار ، ولا يستغرب أن يُيسِّر السير عليه للسعداء
من يُسيِّر الطير في الهواء .
س. هل يشفع أحد ذلك اليوم ؟
ج. يشفع الأنبياء والأولياء والعلماء العاملون والشهداء
س. فيمن يشفع من أذن له بالشفاعة ؟
ج. يشفعون في بعض المؤمنين العاصين .
س. هل يشفع أحد في أحد من الكفار ؟
ج. لا يستطيع أحد من الأنبياء - فض عن غيرهم - أن يُخاطب الله تعالى في أحد
من الكفار ؛ لعلمهم بأن كلمة العذاب قد حقت عليهم وأن الله سبحانه لا يأذن بذلك
قال جل شأنه : }مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ{ ]البقرة : 255 [ ، وقال تعالى :
}يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً{ ]طه : 109 [.
س. ما الكوثر الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى لنبينا محمد
عليه الصلاة والسلام وأشار إليه بقوله عز شأنه: } إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ { ] الكوثر : 1[ ؟
ج. الكوثر نهر في الجنة ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب من
مائه شربة لا يعطش بعدها أبدًا
س. ما حكم المؤمن الطائع بعد الحساب ؟
ج. حكم المؤمن الطائع بعد الحساب ، دخول الجنة خالدًا أبدًا في نعيمها المستطاب
س. ما حكم الكافر أو المنافق بعد الحساب ؟
ج. حكم الكافر أو المنافق بعد الحساب ، دخول النار خالدًا فيها أبدًا لا يفتر عنه
الألم والعذاب .
س. ما حكم المؤمن العاصي بعد الحساب ؟
ج. حكم المؤمن العاصي بعد الحساب إن غفر الله له أن يدخل الجنة من أول الأمر
خالدًا فيها أبدًا ، وإن لم يغفر له أن يعذب في النار مدة على مقدار ذنبه ، ثم يخرج
منها ويدخل الجنة خالدًا فيها أبدًا .
س. ما الجنة ؟
ج. هي دار النعيم المقيم ، دار فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، دار فيها ما لا
عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
س: ما الاعتقاد بالقضاء والقدر ؟
ج: هو أن نعتقد أن جميع أفعال العباد - سواء كانت اختيارية مثل : القيام والقعود
والأكل والشرب ، أو اضطرارية مثل : الوقوع - كائنة بإرادة الله تعالى وتقديره
لها في الأزل وعلمه بها قبل وقتها .
س : إذا كان الله تعالى هُو الخالقُ لجميع أفعال العبد
أفلا يكون العبد حينئذ مجبورًا في جميع أفعاله
، والمجبور لا يستحقُّ الثواب والعقاب ؟
ج : كلا لا يكون العبد مجبورًا ؛ لأنَّ له إرادة جزئية يقدر على صرفها إلى جانب
الخير وعلى جانب الشر ، عقل يميز به بينهما . فإذا صرف إرادته إلى الخير ظهر
ذلك الخيرُ الذي أراده ، وأثيب عليه ؛ لظهوره على يده ، وتعلُّق إرادته الجزئية به .
س : اذكر لي مثا ًالقريبًا للذهن يوضح لي أن العبد ليس
بمجبور على أفعاله !
ج : كل إنسان يمكنه أن يعرف بأنه ليس بمجبور على جميع أفعاله ، وذلك لتمييزه
بين تحرك يده وقت الكتابة ، وبين تحرُّك يده وقتَ الارتعاش مثلاً فإن تحرُّك يده
حال الكتابة ينْسبُهُ لنفسه فيقولُ : كتبتُ باختياري وبإرادتي ، وأمّا تحرُّك يده من
الارتعاش فلا ينْسبُه لنفسه ولا يقولُ : أنا حرّكت يدي ، بل يقولُ : إن ذلك وقعَ
بغيْر اخْتياري
س : ماذا يستفاد من هذا المثال ؟
ج : يستفادُ منه أن كل إنسان يُدْرِكُ بأدنى ملاحظة أنَّ أفعاله قْسمان : قسْمٌ يكونُ
باختيارِه وإرادتِه مثلُ : أكله وشُرْبه وضربِه لزيْدٍ ونحو ذلك ، وقسْم يكونُ بغير
اختيار مثل : وقوعِه
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 20
س : أي شيء يترتب على أفعال العبد إذا كانت اختيارية
؟
ج : أفعالُ العبد الاختيارية إذا كانت خيرًا يترتَّبُ عليها الثوابُ ، وإن كانت شرًّا
يترتبُ عليها العقابُ .وأما أفعالُه الاضطرارية فلا يترتب عليها شيء من ذلك .
س : إذا ضرب إنسان غيره ظلمًا وعدوانًا أو فعل نحو
ذلك من أنواع الشر والمعاصي ، ثم اعتذر بكون ذلك
مقدرًاعليه ، فهل يقبل منه ذلك الاعتذار ؟
ج : إنه لا يُقْبَلُ من العبد الاعْتذارُ بالقَدَر لا عند الله سبحانه وتعالى ولا عندَ الخلق
، لوجُود الإرادةِ الجزئيةِ لهُ والقدرةِ والاختيارِ والعقل
س : اذكر لي خلاصة هذا المبحث .
ج : إنه يجب كل إنسان مكلف أن يعتقدَ ويجزم بأنَّ جميع أفعاله وأقواله وجميع
حركاته - سواء كانت خيرًا أو شرًا - هي واقعةٌ بإرادةِِ الله وتقديرِهِ وعلْمِه ، لكنَّ
الخيرَ برضاهُ . والشرَّ ليسَ برضاهُ . وأنَّ للعبد إرادةً جُزئيةً في أفعاله الاختيارية
. وانه يُثابُ على الخير ويُعاقَبُ على الشَّر . وأنه ليس له عذرٌ في فعله الشرَّ . وأن
الله ليس بظلام للعبيد .
نهاية الكتاب
متفرقات ومنثورات عقائدية أسئلة و أجوبة
س : هل يجوز التكلم في ذاته تعالى بالعقل ؟
ج : لا يجوز التكلم في ذاته تعالى بالعقل ؛ لأن العقل قاصرٌ على إدراك ذات الخالق
سبحانه وتعالى ، فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 21
س : إذا كان العقل لا يدرك ذاته تعالى فكيف الوصول
إلى معرفته تعالى مع أن المعرفة واجبة على كل أحد .
ج : إنّ معرفته تعالى تحصل بمعرفة صفاتِه منَ الوجود ، والقدم ، والبقاء ، ومخالفته
للحوادث ، والقيام بنفسه ، والوحدانية ، والحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ،
والسمع ، والبصر ، والكلام .
س : بأي شيء عرفنا الله تعالى مع أننا ما رأيناه
بأبصارنا .
ج : عرفنا وجود الله تعالى وباقي صفاته بظهور آثار قدرته في هذه المخلوقات
الحادثة المتقنة البديعة المحيرة للعقول : كالسموات وما اشتملت عليه من الشمس
والقمر والنجوم والأرض وما اشتملت عليه من المعادن والأشجار وغير ذلك من
أنواع الحيوانات التي منها الإنسان المخلوق في أحسن تقويم الموصوف بأنواع
الكمال والفضل ، الممتاز بالعقل القويم . فكما أن من شاهد بناء عرف أن له بانيًا .
ومَن شاهد كتابًا عرفَ أن له كاتبًا . وإن لم يرَه ولم يسمعْ خبرَه ، فكذلكَ من رأى
هذا العالَم المتقنَ البديعَ الباهرَ عرفَ أن له موجدًا قديمًا عليمًا مريدًا قديرًا حكيمًا .
س : هل لهذه المسألة نظير في المخلوقات ، أي هل
يوجد في المخلوقات شيء نتحقق وجوده مع أننا لا نراه ؟
ج : نعم وذلك كالرُّوح : فإنا نحكُم بوجودها ، وإن لم نَحْظَ بشُهودِها . حيث نرى
مالَها من الآثار ، مع أننا لانَرَاها بالأبصار ولا ندرك حقيقتها بالأفكار . وكذلك الله
سبحانه وتعالى فإنه وإن لم نره بأبصارنا ، ولم ندركْ حقيقةَ ذاته بأفكارنا ، نجزمُ
بوجود ذاته الموصوفةِ بصفات الكمالِ ، نظرًا لما نرى من آثار صُنعِه البديعِ سبحانه
وتعالى الشاهد بلسانِ الحال والمقالِ .
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 22
س : هل يجوز الخوض في حقيقة الروح والبحث عن
ماهيتها ؟
ج : لا يجوز ذلك ؛ لأنَّ العقل قاصرٌ عن إدراك حقيقتها فالحث عنه إضاعةُ وقتٍ
، وهذا أكبر دليل على قصَر عقِل الإنسانِ فإنه لم يدركْ حقيقة روحه مع كوْنها
مخلوقة وغير خَارجة عنه ، ليقطع الأملَ عن إدراكِ حقيقةِ خالقِهِ الذي ليس له
شبيهٌ .
س : هل تمكن رؤية الله سبحانه وتعالى بالبصر .
ج : رؤيةُ الله تعالى بالبصر ممكنة عقلاً ، وواقعةٌ في الجنة للمؤمنين نق ؛ فإن الله
تعالى موجود وكلُّ موجود يُمكن رؤيته قال الله تعالى : }وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ{ ]القيامة : 22 ، 23 [ ، فيرونه بالأبصار بغير كيف يومَ القيامة ، ويُحجبُ
عنه الكافرون زيادة لهم في الحسرة والندامة .
س : هل إصابة العين حق ؟
ج : نعم ؛ وذلك لأنَّ بعضَ النفوسِ من شأنها وخواصها أنها إذا نظرت إلى شيء
نظر استحسانٍ وتعجُّب يصابُ المنظور إليه ويلحقه الضررُ . لكن هذه النفوس قليلةٌ
جدًا فلا ينبغي للإنسان أن يشغل أفكاره بذلك وينسبَ أكثر ما يصاب به إلى إصابة
العين أو إلى السحر ، كما يفعله كثير من النساء ؛ لأنَّ ذلك طيشٌ وخفةٌ
س : كيف تؤثر العين مع كونها ألطف أجزاء الإنسان
وعدم اتصالها بالمنظور إليه وعدم خروج شيء منها
يتصل به ؟
ج : لا مانَع أن يكون للشيء اللطيف تأثيرٌ قوي ، ولا يشترط في التأثير الاتصالٌ
. فإنا نرى بعض الناس من أصحاب الهيئة والاقتدار إذا نظَر إلى أحد نَظَر مُغْضَب
ربما يعْترى المنظورَ إليه الدهْشَةُ والارتباكُ ، وقد يُفْضى به الأمرُ إلى الهلاك مع
أنه لا يتسلط عليه في ظاهر الحسَ ؛ ولا حصلَ بين المؤثر والمتأثَّر اتصال ومس
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 23
، والمغناطيس يجذبُ الحديدَ مع عدم اتصاله به ، وعدم خروج شيء منه يُوجبُ
صدورَ التأثر عنْه بل الأمور اللطيفةُ ، أعظم آثارًا من الأمور الكثيفَة ، فإن الأمورَ
الجسيمةَ إنما تصْدُر من الإرادة والنَّية ، وهما من الأمور المعنويَّة . فلا يستغرَب
حينئذ أن تؤثر العين في المنظور إليه مع لطافتها ، وعدم اتصالها به ، وعدم خروج
شيء منها .
س : من أفضل الأمم جميعًا بعد الأنبياء عليهم السلام ؟
ج : أفضلُ الأمم جميعا بعد الأنبياء هي الأمَة المحمديةُ ؛ وأفضلها الصحابة الكرامُ .
وهم الذين اجتمَعوا بنبينا عليه الصلاةُ والسلامُ وآمنوا به واتبعوا النورَ الذي أْنزلَ
معه ، وأفضلهُم الخلفاء الأربعة .
س : ما الإسراء وما المعراج ؟
ج : الإسراء هو سيْرُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام من مسجد مكة إلى المسجد الأقصَى
في القدْس في ليلة . وهذا ثابتٌ بنصّ القرآن الكريم . والمعراجُ هو صُعوده تلكَ
الليلة من المسجد الأقصى إلى السموات ، واجتماعه بالملأ الأعلى تشريفًا لهم به
وإكرامًا له . وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة . وهذا أمرٌ مُمكنٌ أْخبَرَ به الصادق
فيجب حملُه على ظاهره ولا يُسْتَغْرَبُ ممَّن سيَّر الطير في الهواء ، وجعل الكواكبَ
تَقطعُ بحركتها في دقيقة مسافة لا يَقْطَعهُا الناسُ في مائة عام ، أن يَرْفَعَ إلى السماء
في ساعة حبيبَه الذي اصطفاه على الأنام . فهو على كل شيء قدير ، وبكل شيء
خبير .
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 24
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
س : هل ينفعُ الدُّعاء الداعيَ أو المدعوُ له، وهل يصلُ
ثواب صدقة الحي إلى الميت إذا أهدى له ذلك؟
ج : إن الصَّدَقةَ أمرٌ مرغوبٌ فيه والدعاءُ والتَّضَرُّع إلى الله تعالى مطلوبٌ . وكلاهما
نافعٌ عنده تعالى للحيَّوالميت .
س : ما المجتهد ومن المجتهدون الذين استقرّ الرأي على
اتباعهم ؟
ج : المجتهد هو المحيُطُ بُمعظم قواعد الشريعة ونُصُوصها ، الممارس لها بحيث
اكتسب قوَة يفهم بها مقصودَ الشارع والمجتهدون كثيرون . والمجتهدون الَّذين
استقرّ الرأيُ على اتّباعهم والأخذ بقولهم أربعة ، وهم : أبو حنيفة النعمانُ بنُ ثابت
، ومالكُ بنُ أْنس ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم .
وإنما أختار العلماء تقليدّ هؤلاء الأربعة دون غيرهم ممَّن بلغَ درجةَ الاجتهاد لكثرةِ
ما استنبطوهُ من المسائل بسب تفرُّغهم لذلك ، حتى ندرت القضايا التي لم يُبَيَّنُوا
حكْمَها ، ولنَقْل مذاهبهم إليْنا بطريق التْوَاتر : فينبغي تقليدُ واحدٍ معيْنٍ منهم إلاَّ
للضَرورة . وإلاّ فربمَا أدَى إلى تلفيق ، يخرجُ عن سواء الطريق
س : لم اختلف المجتهدون في بعض المسائل ؟
ج : إن المجتهدينَ لم يختلفوا في أُصول الدين ولا في أمّهات فروعه أصلاً ، لثبُوتها
بالدلالة القطْعيّة . وإنمااختلفوا في بعض المسائل الفرعية لعدم ثبوت نصّ قطعيّ
فيها ؛ إذ الجزئياتُ لا يتيسرُ حصرُها والاختلافُ فيها سهل . فكلٌّ منهم بذل وسْعه
في استخْراج حُكمها من الكتاب والسنة بحسَب ما ظهر له فمن أصابَ منهم فله أجْران
الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية
نسخة مجانية تهدى ولا تباع www.knowingallah.com 25
، ومن أخطأ منهم فله أجرٌ لسعيه في إظْهار الصواب بقدر وُسعه . واختلاف الأئمة
رحمةٌ للأمة ؛ لأنه اختلاف في أمور فرعية والاختلاف فيها يُوجبُ اليُسْر على الناس
، وعدمَ وُقُوعهم في الحَرج والبأس . فإذا اضطَرّ الإنسانُ عَملَ بما هو الأيْسَرُ ، وإلا
فيعمل بما هو الأحْوَطُ أو الأحرى والأظْهر
س : ما أشراط الساعة ؟
ج : أشراطُ الساعة ) العلاماتُ الدالةُ على قرب قيامها جدًّا ( أمورٌ منها : الدجالُ ،
وهو: رجل أعور يخرج فيخِفّة من الدين وإدْبارٍ من العلم ويدّعى الألوهيةَ ويُظْهرُ
بعضَ العجائبِ ويتّبعه من كان ضعيفَ الإيمان واليقين . ومنها ظهورُ دابة من
الأرض تعلَّم الناس في وجوههم ، فمن كان مؤمنًا جعلتْ له علامة يُعرف بها أنه
مؤمن . ومن كان كافرًا جعلت له علامة يُعرف بها أنه مؤمن . ومن كان كافرًا
جعلت له علامة يُعرف بها أنه كافر . وتُكَّلمُ الناسَ بأحوالهم . ومنها طلوعُ الشمس
من المغرب يوم من الأيام وينْسَدُّ حينئذ باب التوبة ولا تقبلُ من أحد . ومنها خُروجُ
يأجوجَ ومأجوج وهم جيلٌ من الناس أكثروا الفسادَ في الأرض في الزَّمن الغابر .
ولما وصل إلى ناحيتهم ذو القرنين شكا منهم جيرانُهم إليه . فرئى لحالهم وكان
الموصل بينهم مضيقٌ بين جبلين فبنى فيه سدًّا عاليًا جدًا من حديد وأفرغ عليه
الرَّصاصَ المذابَ فصار سدًّا مُحكمًا أمْلس لا يتيسَّر نقبُه ولا الصُّعُودُ عليه ، فإذا حان
أوان خروجهم انفتح السد بسبب من الأسباب فينتشرون في الأرض ، ويكثر فسادُهم
في طولها والعرض فيُلْجأ إلى مولاهم في رفع شرَّهم وضررهم فيهلكهم ويقضي
بمحو أثرهم . ومنها نزول عيسى عليه السلام وذلكحينما تكثر في المسلمين الفتن
وتتوالى عليهم المحن فيتولى أمور هذه الأمة ، ويكشف عنهم كل ملمة . ويقتُل
الدجَّال ، ويخلَّص الناس من الأهواء والأهوال .
س : من السعيد ؟
ج : السعيدُ هو المؤمن الصالح القائم بحقوق الحق وحُقوق الخلق ، المتَّبع للشريعة
ظاهرًا وباطنًا ، المُعْرض عن زخارف هذه الدار . فهو صاحبُ السعادة . ومن له
الحسنى وزيادة . نسأله سبحانه أن يَوَفقنا لذلك ويَجْعَلَنا من السالكين في أحسن
المسالك . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وعلى أشرف أنبيائه أزكى
التحيات .
س. ما جهنم ؟
ج. هي دار العذاب المقيم ، دار فيها جميع أنواع الآلام ، التي لا تخطر على الأفهام
المصدر: اربعون سؤال وجواب فى العقيده الاسلاميه http://alraiq.yoo7.com/t3324-topic#ixzz2ihCW8Zdi
منتدى حبيب قلبى يا رسول الله -