التليفونات المحمولة التي تقوم بدورها بإيقاظنا للعمل على أكمل وجه تستطيع -إن أردنا- أن توقظنا للسحور، لكننا لا نزال ننتظر سماع دقات المسحراتي المبهجة إلى الآن، معلّما إيانا أنه حان وقت السحور.
بدأت مهنة المسحراتي بمصر في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي أصدر أمرا بأن ينام الناس بعد صلاة التراويح مباشرة، وكان يرسل جنوده بعد ذلك قبيل الفجر يمرون على البيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.
كان عتبة بن إسحق -والي مصر أيام الفتح الإسلامي- أول مسحراتي فعلي في مصر، وكان يخرج بنفسه يتجول في شوارع مدينة الفسطاط لتسحير الناس وهو يردد: “يا عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة”، ثم يذهب لجامع عمرو ابن العاص ويعتلي المأذنة ويقوم بالنداء مرة أخرى للسحور.
ظهر في مصر أول سحار محترف وهو “ابن يقظة” الذي اختص بتسحير الملك الناصر ثم خلفه ابنه في مهمته.
وكان إيقاظ الناس للسحور في مصر إلى عهد قريب يتم عن طريق المسحراتي، بالإضافة إلى مؤذن الجامع الذي كان يصعد مأذنة المسجد الكبير في القرية وينادي الناس للقيام للسحور.
وكان المسحراتي يقوم بعمله عن طريق التجول في الشوارع والطرق على “البازة”، وهي عبارة عن طبلة صغيرة يقوم المسحراتي بالطرق عليها بقطعة من الجلد، مع نداء منغم على سكان الحي أو الشارع وذكر ألقابهم وأسماء أولادهم بكثير من المجاملات والمداعبات لنشر البهجة، وأيضا أملا في الحصول على مكافأة كبيرة في أول أيام عيد الفطر.
كادت المهنة أن تندثر في عصر المماليك لولا الظاهر بيبرس الذي عمل على إحيائها بتعيين صغار علماء الدين للعمل كمسحراتي للناس بالطرق على أبواب البيوت لإيقاظ الناس.
- كان أول مسحراتي في الإسلام هو سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول، وكان يقوم برفع الأذان قبل الفجر لإيقاظ الناس للسحور، وبعدها يمتنع ثم يعود ليؤذن أذان الفجر.
- أهل مصر هم أول من استخدموا الطبلة في السحور، وانتقلت فكرة استخدام الطبلة إلى شبه الجزيرة العربية وبعض دول الخليج، حيث يطلق على المسحراتي في الكويت “أبو طبيلة”، أما في الشام ولبنان فيستخدم المسحراتي الصفافير لإيقاظ الناس.
المسحراتي والفن
كان الشاعر فؤاد حداد هو أول من استوحى الكثير والكثير من القصائد والأناشيد من تلك النداءات الموسيقية التي كان يطلقها المسحراتية في مصر، وقرر هو والملحن والمطرب الراحل سيد مكاوي عمل سلسلة حلقات إذاعية من قصائد حداد المغناة بصوت مكاوي، باسم “المسحراتي”
- أبهرت مهنة المسحراتي العديد من المؤرخين الأجانب وكان أبرز من تحدث عن المسحراتي المستشرق الإنجليزي “إدوارد وليم لين”، الذي زار مصر في القرن التاسع عشر في عهد محمد علي، وكان شغوفا بعادات وتقاليد المصريين؛ حيث عاش بها فترة طويلة وتعلم اللغة العربية، وقد ذكر لين كيفية احتفال المصريين بقدوم رمضان، وتحدث عن الطقوس المصرية وأفرد جزءا كبيرا من حديثه عن المسحراتي، لدرجة أنه ذكر نصوص الأغاني التي يتغنى بها والنوتة الموسيقية الخاصة بكل أغنية.
أما أبرز من تحدث عن المسحراتي فهو المستشرق الإنجليزي “إدوارد وليم لين” الذي زار مصر خلال القرن التاسع عشر في عهد محمد علي، وقد شغف شغفا كبيرا بعادات وتقاليد المصريين؛ حيث عاش بها فترة طويلة وتعلم اللغة العربية، وقد ذكر لين كيفية احتفال المصريين بقدوم رمضان، وتحدث عن عادات المسحراتي، بل إنه ذكر نصوص الأغاني التي يتغنى بها والنوتة الموسيقية الخاصة بكل أغنية.
ومن حسن حظنا أن المسحراتي من المهن القليلة التي لم تندثر رغم تطور الحياة، ولكل حي من أحياء المحروسة مسحراتي معروف يطل علي أهل الحي من العام للعام، فماذا عنك عزيزي القارئ؟ هل ما زلت تسمع المسحراتي كل ليلة؟
منتديات عرب مسلم | منتديات العرب | منتديات مثقف دوت كوم | منتدى برامج نت | منتدى فتكات | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتدى المشاغب | إعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية |اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم | المكتبة الصوتية للقرآن الكريم | القرآن الكريم Mp3 | موسوعة القرآن الكريم | الموسوعة القرآنية | ترجمة معاني القرآن الكريم | تبادل إعلاني مجاني