إندونيسيا .. أكبر دولة إسلامية في العالم Ramadan_0811_02-540x360

تقع دولة إندونسيا في جنوب شرق آسيا، وبها أكثر من 17 ألف جزيرة، ويبلغ عدد سكانها نحو 230 مليون شخص، وبذلك تكون رابع أكبر دولة سكانا، وأكبر عدد من السكان المسلمين في العالم.



عاصمتها جاكارتا، وتتشارك حدودها البرية مع غينيا الجديدة، تيمور الشرقية، وماليزيا، وبعض الدول المجاورة الأخرى وتشمل سنغافورة، الفلبين، أستراليا.



يرجع اسم إندونيسيا إلى أنه مقتبس من الكلمة اللاتينية “إندوس” وتعني الهند، والكلمة الإغريقية “نيسوس” وتعني جزيرة.. يعنى الجزيرة الهندية، وتعود التسمية إلى القرن الثامن عشر، قبل تشكيل جمهورية إندونيسيا عندما اقترح عالم الأصول الإنجليزي جورج إيرل في سنة 1850 إطلاق مصطلح إندونسيون على البلد، ومن يومها واسمها إندونيسيا، رغم أنها ليست لها علاقة بالهند غير أنها دولة مجاورة.



وأشهر الجزر الإندونسية هي جاوا، وسومطرة، وكاليمانتان، وجاكرتا.



المسلمون في إندونيسيا

ومن العسير تحديد تاريخ بدء دخول الإسلام إندونيسيا، وفي ذلك تقول المراجع إن تجار المسلمين أنشئوا لأنفسهم مراكز تجارية على سواحل سومطرة وشبه جزيرة الملايو من وقت مبكر، ربما من أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجريين، وقد أتى أوائل التجار من جزيرة العرب من عمان، وحضرموت، والساحل الجنوبي لليمن، واتخذوا مراكزهم الأولى على الشاطئ الغربي لسومطرة، وكانوا يسمونها “سمدرة”، وكانوا أهل سنة على المذهب الشافعي، أما الهنود فقد دخلوا الجزر بالمذْهب الحنفي، وبعد ذلك وصل إلى هذه الجزر تجار المسلمين من الهنود ومن شبه جزيرة الكجرات.



فيما تروي بعض كتب التاريخ أن بعض التجار الإندونسيين قد وصلوا إلى بغداد أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولما رجعوا كانوا يحملون بين جوانحهم عقيدة الإسلام، وقاموا بدعوة واسعة النطاق لها.



وفي أوائل القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي بدأ الدين الإسلامي ينتشر بسرعة في أطراف الدولة، وأخذت السلاطين والقبائل المسلمة تقاوم السلطة البوذية في “جاوة”، وكان من أهم هؤلاء السلاطين المسلمة سلاطين “آشنْ” في أقصى الشمال من جزيرة “سومطرة”، وسلاطين “ملاكا” في غربي شبه جزيرة “ملايا”، الذين أسسوا تجارة مستقلة عن الدولة مع التجار المسلمين العرب والفرس والصينيين والهنود، وقد أسلم هؤلاء نتيجة احتكاكهم مع المسلمين العرب والفرس.



إندونيسيا في رمضان

كعادة كل الدول الإسلامية، فإن لرمضان هيبة خاصة داخل قلوب المسلمين في إندونيسيا، لذا يستقبله المسلمون بصور استقبال مختلفة مثل تزيين الشوارع بشعارات رمضانية، ومصابيح خاصة في بعض المناطق، وتنظيف المصالح العامة والمساجد ومجالس العلم للتهيئة بالأنشطة الرمضانية كصلاة التراويح وتدارس القرآن الكريم والتعليم الديني، إلى جانب إقامة سوق شعبان في بعض المناطق ويسمى “دورديران” والبعض الآخر يسميه “داندانجان” وغير ذلك من الأسماء في المناطق الأخرى، وهو سوق كبيرة تعرض فيها حوائج الناس الخاصة برمضان من حاجات منزلية وأطعمة وألعاب وغير ذلك، وتقام هذه السوق غالبا في الحدائق العامة.



ومع بداية شهر رمضان تكون هناك إجازة لمدة تتراوح ما بين 3 أيام إلى 5 أيام باختلاف المناطق، ويستغل المسلمون هذه الإجازة للقيام بزيارات إلى الأهل والأقارب والتهنئة بقدوم الشهر.



ولعل القاسم المشترك بين كل الجزر الإندونسية المتناثرة في استقبال شهر رمضان ذبح الذبائح ابتهاجا بقدومه، وكذلك الذهاب إلى المساجد التي تفتح أبوابها طوال النهار لتلاوة القرآن الكريم ويسمى “تداروس”.



ومن عادات أهل البلاد عند انتهاء صلاة التراويح وذهاب كل إلى بيته أن ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد للغناء والابتهالات حتى موعد السحور، فتقوم الجماعة صاحبة النوبة بإيقاظ الأهالي للسحور، باستخدام آلة تسمى “بدوق”.



وتستقبل حكومة إندونيسيا شهر رمضان الكريم بقرار حجب أكثر من مليون موقع إباحي خلال الشهر للحفاظ على روحانيات رمضان وخصوصيته، كتقليد سنوي متّبع، تقوم خلاله الحكومة عبر أحدث التقنيات بحجب المواقع الإباحية على الإنترنت.



ومما يميز هذا الشهر أيضا على مستوى المجتمع أن نسبة الجرائم تنقص، ومظاهر المعاصي تنحصر تماما لقداسة هذا الشهر، ومن ذلك أن أصحاب الملاهي والمراقص يغلقون أبوابها خلال الشهر الفضيل، والناس بفطرتهم يقبلون هذه المنحة الغالية وينتهزونها لإصلاح العلاقة بينهم وبين ربهم، وبينهم وبين الناس من حولهم، ومن عادات المسلمين هناك الاستعداد ببرنامج خاص لاستقبال رمضان من خلال المواعظ الدينية والمحاضرات عن شهر رمضان وفضله.



ومن عادات رمضان في إندونيسيا أن بعض المدارس تعطي الشهر كله إجازة للتفرغ للعبادة خلال الشهر، والبعض الآخر يقلل عدد الحصص اليومية، وكثير من المعاهد والمدارس الإسلامية تعقد برنامجا خاصا عبارة عن أنشطة خاصة أثناء رمضان للتلاميذ، يتضمن إفطارات جماعية، وخواطر إيمانية، ومحاضرات ودروس وعبر من أحداث رمضان عبر التاريخ، ودروس خاصة للشباب المراهق وكيف يتعاملون مع الواقع العصري تجاه التحديات الكبرى، وهذا النشاط غالبا ما يقام في المدارس الثانوية.



وكذلك الجامعات تقيم نشاطا آخر على شكل مسابقات في الخطابة وكتابة المقال وتلاوة القرآن وحفظه وشرح معانيه والأناشيد الإسلامية وغير ذلك.



وأما في العمل اليومي فتقل عدد ساعات العمل ويتأخر الناس في الذهاب ساعة ويعودون مبكرين عن الموعد الأصلي.