السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في إنتظار إقامة الصلاة وفي تلك الأثناء هم أحدهم ان ينهض من مكانه ليحضر مصحفاً لنفسه ، فإذا بشخص لطيف يسبقه ويناوله المصحف من باب التلطف ودماثة الأخلاق ..
توقعت طبعاً أن يشكره على لطفه ، لكن فاجأني بأن خاطبه بلهجة آمرة ” أحضر مصحف أخر “ فأعطاه الشاب مصحفاً أخر فأخذه وأنا انظر بتعجب لحال هذا الرجل ثم أشفقت عليه لأنه لم يتعلم كيف يعاشر الناس بخلقٍ حسن !!
وفي موقف أخر ذهبت لزيارة المستشفى وكان موعدي لم يحن بعد وطلبت مني الموظفة الإنتظار وكانت من جنسية عربية ، وبينما أنا جالس لاحظت ان الشخص الذي يجلس في الجهة المقابلة لي يحاول استفزازها ، وما لبث أن قال لها إنتي هنا لكي تخدميني ” بطريقة لا تخلوا من الوقاحة وسوء الأدب ” ، فردت عليه بإنزعاج اسفة لن اخدمك بهذا الأسلوب الذي تستخدمه ، فلم يجد رداً يرده عليها وقد وجدته يأكل في بعضه من شدة الغيظ وأنا اقول لنفسي أنت من غظت نفسك وليست هي ، واشفقت كثيراً على هذه النوعية من الناس التي تؤذي نفسها أكثر من غيرها ، بكراهية الناس لها لسوء اخلاقها ..
وبعد قليل حضر مراجع أخر وسأل الموظفة بكل تهذيب إن كانت الأشعة الخاصة به قد انتهت ، فأخبرته انها لن تنتهي اليوم ، فقال حسنا ليست هناك مشكلة ، سوف أعود في الغد شكراً لكِ وعلى وجهه إبتسامة مهذبة..
وما أن غادر حتى ألتفتت الموظفة لزميلتها وهي تتنهد بإرتياح ” أنظري كيف يتعامل أهل الذوق ” ، فأبتسمت داخل نفسي وانا أتعجب من أحوال الناس وأثر الكلمة الطيبة في القلوب و كيف بكلمة ازعجتها وكلمة اخرة اراحت قلبها..
وأذكر قصة حصلت من قريب لزميل لي حين كان يمر من امامي وكانت له رائحة عطر نفاذة راقتني ، وفي أحد المرات لاحظت انه متجهم الوجه ويبدو عليه علامات الحزن والسرحان ، فحاولت ملاطفته وسألته عن نوع العطر الذي يضعه ، فأندهش لسؤالي ، فقلت وأنا أمازحه لك رائحة عطرك مميزة يبدوا انها اصبحت مرتبطة بك، فتهللت أساريره ، وتبدلت ملامح وجهه من الحزن لسعادة وأخذ يصف لي كيف أن هذا العطر عبارة عن خلطة يصنعها هو عبارة عن مزيج من انواع معينة من العطور ثم ذهب منتشياً وقد كنت سعيداً ان شعرت اني ساهمت بكلمة طيبة في ادخال السرور لنفسه ..
كلنا نعرف أشخاص إن مات أحدهم فلا نستغرب إن سمعنا من يقول ” لقد ارتاح العالم من شره “ وهناك اشخاص إن ماتوا فأن القلوب تحزن وتتفطر لموتها وتضج اماكن العزاء بالأعداد الكبيرة ممن حضروا ليقدموا العزاء في وفاته وعلامات الحزن بادية على وجوه الجميع..
فما الفرق بين هذا وذاك ؟
مات قريب لي منذ فترة طويلة ولم يكن بتلك الشخصية الاجتماعية لكنه كان شخص هاديء جداً حتى انه قليل الكلام لكن يستحيل ان تسمع منه كلمة سيئة ابداً ..
و حين موته اتفق الجميع على قاسم مشترك في شخصيته وهو إنه رجل ” طيب اللسان ” حتى أنه حين يغضب على احد اولاده فأكثر ما يمكن أن يفعله هو أن يدعو له بالهداية ..
كان لسانه الطيب سر تلك الحشود التي حضرت لتقديم العزاء وكان و دون أن يعلم أحد يزرع رصيداً هائلاً من الحب في قلوب الجميع ” بلسانه “..
ولأن ديننا عظيم ومن اخرجه لنا ؟ هو رب العالمين الذي يعلم دائماً وأبداً ما يحبه عباده فقد جعل أجر الكلمة الطيبة مثل أجر الصدقة ، فهل نعجز أن نتصدق بألستنتا على كل من يقابلنا ؟
قال صلى الله عليه وسلم
” الكلمة الطيبة صدقة “
والعجيب أنك حين تطبق هذا الحديث ترى أنك تسعد نفسك أيضاً ، فترى عظمة الخالق ورحمته بأن يعطيك الأجر على أمر يسعدك ويسعد غيرك في نفس الوقت ، فسبحان الخالق الرحيم بعباده والرؤوف بحالهم ..
ومن الطرائف انه اثناء قراءتي لأحد أشهر الكتاب الغربيين ديل كارنيجي في القرن الماضي ، أنه اكتشف بعد ابحاث دامت اعوام طويلة تجاوزت الأربعين عاماً ان من احد اسرار جذب الناس اليك هو ان تعاملهم بالكلمة الطيبة ، واعتبرت كتبه ثوره في حين كان الامر مذكور اصلاً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ومنذ قرون طويلة ..
واختم حديثي عن الكلام الطيب ، بإكتشاف تحصل عليه الغرب المولع بالبحث العلمي حين أجرى دراسة مستفيضة على انماط السلوك والفعل ورد الفعل ، وخرجت بقانون تم اكتشافه في الكون ، وهو أن كل شيء يخرج منك يعود عليك من نفس النوع ، فحين تعامل الناس بحب لأسعادهم تعود تلك الأمور عليك بسعادة تجدها في نفسك وحب منهم ، وحين تعاملهم بكراهية وأستفزاز فأن ذلك يعود عليه بالهم والحزن ، فهل بعد كل ذلك نحرم أنفسنا من أبسط الأفعال وهي الكلمة الطيبة ، التي قد ترتقي بنا عند الله الى اعلى المراتب في الدنيا واالأخره ؟
قال صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالاً يرفعه بها درجات .. )
كل عام وأنتم
الى عبادة الله أقرب
كل عام وأنتم بخير
كنت في إنتظار إقامة الصلاة وفي تلك الأثناء هم أحدهم ان ينهض من مكانه ليحضر مصحفاً لنفسه ، فإذا بشخص لطيف يسبقه ويناوله المصحف من باب التلطف ودماثة الأخلاق ..
توقعت طبعاً أن يشكره على لطفه ، لكن فاجأني بأن خاطبه بلهجة آمرة ” أحضر مصحف أخر “ فأعطاه الشاب مصحفاً أخر فأخذه وأنا انظر بتعجب لحال هذا الرجل ثم أشفقت عليه لأنه لم يتعلم كيف يعاشر الناس بخلقٍ حسن !!
وفي موقف أخر ذهبت لزيارة المستشفى وكان موعدي لم يحن بعد وطلبت مني الموظفة الإنتظار وكانت من جنسية عربية ، وبينما أنا جالس لاحظت ان الشخص الذي يجلس في الجهة المقابلة لي يحاول استفزازها ، وما لبث أن قال لها إنتي هنا لكي تخدميني ” بطريقة لا تخلوا من الوقاحة وسوء الأدب ” ، فردت عليه بإنزعاج اسفة لن اخدمك بهذا الأسلوب الذي تستخدمه ، فلم يجد رداً يرده عليها وقد وجدته يأكل في بعضه من شدة الغيظ وأنا اقول لنفسي أنت من غظت نفسك وليست هي ، واشفقت كثيراً على هذه النوعية من الناس التي تؤذي نفسها أكثر من غيرها ، بكراهية الناس لها لسوء اخلاقها ..
وبعد قليل حضر مراجع أخر وسأل الموظفة بكل تهذيب إن كانت الأشعة الخاصة به قد انتهت ، فأخبرته انها لن تنتهي اليوم ، فقال حسنا ليست هناك مشكلة ، سوف أعود في الغد شكراً لكِ وعلى وجهه إبتسامة مهذبة..
وما أن غادر حتى ألتفتت الموظفة لزميلتها وهي تتنهد بإرتياح ” أنظري كيف يتعامل أهل الذوق ” ، فأبتسمت داخل نفسي وانا أتعجب من أحوال الناس وأثر الكلمة الطيبة في القلوب و كيف بكلمة ازعجتها وكلمة اخرة اراحت قلبها..
وأذكر قصة حصلت من قريب لزميل لي حين كان يمر من امامي وكانت له رائحة عطر نفاذة راقتني ، وفي أحد المرات لاحظت انه متجهم الوجه ويبدو عليه علامات الحزن والسرحان ، فحاولت ملاطفته وسألته عن نوع العطر الذي يضعه ، فأندهش لسؤالي ، فقلت وأنا أمازحه لك رائحة عطرك مميزة يبدوا انها اصبحت مرتبطة بك، فتهللت أساريره ، وتبدلت ملامح وجهه من الحزن لسعادة وأخذ يصف لي كيف أن هذا العطر عبارة عن خلطة يصنعها هو عبارة عن مزيج من انواع معينة من العطور ثم ذهب منتشياً وقد كنت سعيداً ان شعرت اني ساهمت بكلمة طيبة في ادخال السرور لنفسه ..
كلنا نعرف أشخاص إن مات أحدهم فلا نستغرب إن سمعنا من يقول ” لقد ارتاح العالم من شره “ وهناك اشخاص إن ماتوا فأن القلوب تحزن وتتفطر لموتها وتضج اماكن العزاء بالأعداد الكبيرة ممن حضروا ليقدموا العزاء في وفاته وعلامات الحزن بادية على وجوه الجميع..
فما الفرق بين هذا وذاك ؟
مات قريب لي منذ فترة طويلة ولم يكن بتلك الشخصية الاجتماعية لكنه كان شخص هاديء جداً حتى انه قليل الكلام لكن يستحيل ان تسمع منه كلمة سيئة ابداً ..
و حين موته اتفق الجميع على قاسم مشترك في شخصيته وهو إنه رجل ” طيب اللسان ” حتى أنه حين يغضب على احد اولاده فأكثر ما يمكن أن يفعله هو أن يدعو له بالهداية ..
كان لسانه الطيب سر تلك الحشود التي حضرت لتقديم العزاء وكان و دون أن يعلم أحد يزرع رصيداً هائلاً من الحب في قلوب الجميع ” بلسانه “..
ولأن ديننا عظيم ومن اخرجه لنا ؟ هو رب العالمين الذي يعلم دائماً وأبداً ما يحبه عباده فقد جعل أجر الكلمة الطيبة مثل أجر الصدقة ، فهل نعجز أن نتصدق بألستنتا على كل من يقابلنا ؟
قال صلى الله عليه وسلم
” الكلمة الطيبة صدقة “
والعجيب أنك حين تطبق هذا الحديث ترى أنك تسعد نفسك أيضاً ، فترى عظمة الخالق ورحمته بأن يعطيك الأجر على أمر يسعدك ويسعد غيرك في نفس الوقت ، فسبحان الخالق الرحيم بعباده والرؤوف بحالهم ..
ومن الطرائف انه اثناء قراءتي لأحد أشهر الكتاب الغربيين ديل كارنيجي في القرن الماضي ، أنه اكتشف بعد ابحاث دامت اعوام طويلة تجاوزت الأربعين عاماً ان من احد اسرار جذب الناس اليك هو ان تعاملهم بالكلمة الطيبة ، واعتبرت كتبه ثوره في حين كان الامر مذكور اصلاً في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ومنذ قرون طويلة ..
واختم حديثي عن الكلام الطيب ، بإكتشاف تحصل عليه الغرب المولع بالبحث العلمي حين أجرى دراسة مستفيضة على انماط السلوك والفعل ورد الفعل ، وخرجت بقانون تم اكتشافه في الكون ، وهو أن كل شيء يخرج منك يعود عليك من نفس النوع ، فحين تعامل الناس بحب لأسعادهم تعود تلك الأمور عليك بسعادة تجدها في نفسك وحب منهم ، وحين تعاملهم بكراهية وأستفزاز فأن ذلك يعود عليه بالهم والحزن ، فهل بعد كل ذلك نحرم أنفسنا من أبسط الأفعال وهي الكلمة الطيبة ، التي قد ترتقي بنا عند الله الى اعلى المراتب في الدنيا واالأخره ؟
قال صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالاً يرفعه بها درجات .. )
كل عام وأنتم
الى عبادة الله أقرب
كل عام وأنتم بخير