[size=32]لا ينفع كثرة طاعة مع إخلال بالعقيدة [/size]
*اعلموا سدد الله خطاكم أنه مع أن رمضان شهر تعلو فيه الهمم للعمل الصالح من صلاة وقيام وكثرة تلاوة وصدقة و.....إلخ لكن نقول لا ينفع كثرة طاعة مع إخلال بالعقيدة فالعقيدة العقيدة معشر المسلمين فقليل عمل مع صحته خير من كثير مع إخلال بالعقيدة كأن يكون الشخص طوافا بالقبور ويكثر من الطاعات ؟؟.... وكما تعلمون أن النجاة من عذاب الله -عز وجل- هي بهذا الاعتقاد الذي جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى الإمام مسلم في صحيحه وغيره قال: «من لقي الله لا يُشرك به شيئًا؛ دخل الجنة، ومن لقيه يُشرك به شيئًا؛ دخل النار»، ولذلك فإن النجاة معتمدة على هذه القضية، وهي الاعتقاد الصحيح، ولذلك جاء هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أيضًا، هذه العقيدة الصحيحة يُكفِّر الله بها الخطايا فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا؛ لقيتك بقُرابها مغفرةً». فإذن يُغفر لأهل التوحيد وأهل الاعتقاد الصحيح، يُغفر لهم ما لا يُغفر لغيرهم.
ومعنى قُراب الأرض: أن الإنسان لو أتى بملء الأرض -أو ما يوازيه- من الخطايا، لكنه لا يشرك بالله؛ فإن هذا الإنسان له هذا الوعد العظيم.
وهنا قال: «شيئًا» لماذا قال شيئًا؟ قال: «شيئًا»؛ لأنها نكرة في سياق النفي؛ أي إنه لا يكون عنده شيء من الشركِ في ذلك.
ولذلك فإن العقيدة الصحيحة تُقبل معها الأعمالُ، أما إذا كانت العقيدة غير صحيحة؛ فإنها لا تقبل معها الأعمال، ولذلك قال -عز وجل-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].
أما العقيدة الفاسدة؛ فلا تُقبل معها الأعمال، ولذلك الله -عز وجل- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن أن يقع من رسوله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، قال: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65] وهذا مستحيلٌ أن يكون من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكنه إذا وقع من أي أحد كائنًا من كان؛ فإنه لا يقبل في ذلك.
والعقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء بإحكام وقوةوضده الحل
العقيدة شرعاً : حكم الذهن الجازم يعني تعتقد في قلبك أن هذا كذا نفيا أو إثباتا وتطلق على الإيمان بأُصول الدين.
-1العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين كله
2- سلامة العقيدة شرط لقبول الأعمال عند الله فلا تصح الأعمال إلا بسلامة العقيدة كما , قال تعالى : " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً "
3- العقيدة السليمة هي أساس الإيمان الذي يكون به الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والأخرة , قال تعالى : " وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى "
4- سلامة العقيدة هي الضمان من إحباط العمل والخسارة والهلاك يوم القيامة , قال تعالى : " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ "
5- ان العقيدة هي أصل دعوة الرسل جميعاً , فأول مايدعو الرسل أقوامهم إليه : عبادة الله وحده , وترك عبادة ما سواه , وكل رسول أول ما يخاطب قومه يقول لهم " اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " قالها نوح وهود وصالح وشعيب وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقد بقي النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس الى التوحيد , وكان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإصلاح العقيدة
تستمد العقيدة الصحيحة من القران الكريم ومن السنة الصحيحة بفهم سلف الأمة رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين. ولهذا اتفق السلف على اصول الدين ولم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد , بل كانت عقيدتهم وجماعتهم واحدة , لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - باجتماع الكلمة , والصواب في الراي واتحاد المنهج , قال تعالى , " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ " وقال تعالى " فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "
قال الشيخ ابن باز إذا أنه من المعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة، فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال.
1- وقال الشيخ العثيمين إصابة السنة أفضل من كثرة العمل ولهذا قال الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولم يقل أيكم أكثر عملا صفة الصلاة ص 170
2- لذا نحاول قدر المستطاع أن تكون طاعاتنا صحيحة وإن قلت ...مع المداومة
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |