الثقافة كما يفهمها كثير من (المثقفين) العرب لا تعني أكثر من قراءة بضعة روايات غربية،
مع حفظ أكبر قدر ممكن من المصطلحات الأجنبية، والأعلام الشرقية والغربية، ومن ثم تصديع
رؤوس الناس بحديثهم الممجوج عن حقوق المرأة وتجديد الخطاب الديني وإعادة كتابة التاريخ
الإسلامي، مع تذكيرنا في كل مناسبة وغير مناسبة بإنسانية الغرب وأخلاقهم ورحمتهم، وتعييرنا
بوحشيتنا وجلافتنا وتخلفنا!!

اهتمامهم بحقوق الإنسان كبير بشرط أن لا يكون هذا الإنسان من مخالفيهم، وإيمانهم بالديمقراطية
عميق إلا أن تكون نتيجتها لمصلحة من لا يروق لهم، أما شغلهم الشاغل فهي قضية المرأة، وإن كانت
حقوقها تنحصر عندهم في الاختلاط بالرجل وقيادة السيارة وخلع النقاب أو الحجاب.

يلاحظ عليهم أيضًا احتفاؤهم بكل ما يصدره الغرب، فينبهرون بالكلمة صدرت عن شكسبير أو نيتشه،
ولا يأبهون لحكمة أعمق منها في المعنى وأبهى في اللفظ صدرت عن الحسن البصري أو الشافعي،
كما يبتهجون للأعياد المستحدثة أكثر من ابتهاجهم بعيد الفطر أو الأضحى.

خلاصة القول أن هذه الفئة من المثقفين لا يمكن أن يفيدوا أمتهم بعلم نافع ولا فكر رصين، وأن أقصى
ما يمكن أن تستفيده منهم مصطلحات موغلة في الغموض هم أكثر من يجهلها.