إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا }  04



الحمدلله الذي أحسن كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين ، الحمدلله الذي هدانا للإسلام ،


وجعلنا من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام

الحمدلله الذي أخرجنا من بطون أمهاتنا لانعلم شيئا ، وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة ، ليبلونا أنشكر أم نكفر .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .



قال تعالى : { وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } سورة النحل / 78
وسآئر الجوارح واللسان ، نعم عظيمة من نعم الله التي لاتعد ولاتحصى ،

وإن من شكر النعم حفظها وصيانتها عما يغضب الله تعالى ،

فلا يقول قائل " اللهم لك الحمد على نعمة البصر " ثم لايلبث أن يطلقه في النظر لما حرّم الخالق .. بل

الحمد والثناء الحقيقي يكون بالقول والعمل ،

لا بالقول دون عمل ، فـ ارعَ حق هذه النعم ، ولاتكن جاحدا كافرا بها .

{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }

الإنسان / 2 3

يقول القرطبي : ( واعلم أن على كل جارحة شكرا يخصها وعلى اللسان من ذلك مثل ماعلى سائر الجوارح )

فـ احمد الله على هذه النعم حمدا كثيرا طيبا يليق بجلاله ، واعلم أنك مؤتمن عليها ،

وأن الجوارح شاهدة على المرء يوم العرض ،وستنطق بـ أمر الله الذي أنطق كل شيء

{ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فصلت / 20 - 21

وقالوا لجلودهم لمَ شهدتم علينا ؟؟؟؟

ذلك يوم الحسرة ، يوم لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل .إن الله العزيز القدير قادر على أن يسلبك هذه النعم في لمح البصر .

فلا تعصِ الله بنعمه

وسخرها فيما يرضي الخالق في السراء قبل الضراء ، واستعملها فيما يكون لك رفعة يوم الحساب والجزاء .

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ } الأنعام / 46

يصدفون ، ويعرضون بعد كل هذا البيان ، بعد كل هذا الوعيد ، والله المستعان !

][ ..حفظ اللسان.. ][


هذه العضلة الصغيرة في حجمها ، الكبيرة في جرمها ، هي ترجمآن القلب ، ومغرفة الفؤاد

قال - صلى الله عليه وآله وسلم -:

( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان تقول:

اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا )

وفي حديث معاذ رضي الله عنه ، حين سَئل الرسول عليه الصلاة والسلام : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟

قال : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم– أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ ) رواه الترمذي

فـ /

احفظ لسانك أيها الإنسان
.................... لا يلدغنك ، إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه
.................. كانت تهاب لقاءه الشجعان


فحديثك يآ ابن آدم ، إما لك وإما عليك


أما من أفضل مآكان لك باذن الله :

1/ قراءة القرآن ، أفضل الحديث ، وأشرف الكلام ،

أنزله الله على نبيه الأمين رحمة وهدى للعالمين ،

كل حرف بحسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، والله يضاعف لمن يشاء

قال صلى الله عليه وسلم : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم.

وقال عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترُجَّة، ريحها طيب وطعمها طيب ) رواه البخاري ومسلم.

فكم لهذا الذكر الحكيم من نصيب في يومك وليلتك !!


2 / ذكر الله ، والدعاء ، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره ،

فاجعل لسانك رطبا بذكر المولى عز جل ،

فما أسعد القلوب الذاكرة لربها في كل حال ، قبل النوم ، وبعد الإستيقاظ منه ،

قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل وأطراف النهار .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا

مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ

وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ

ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ‏"‏ ‏.‏

هلا تأملنا الحديث أحبتي ... !

إنه الله عز وجل ، يذكر الذاكرين له فـ أي فضل للعبد بعد هذا .. ؟؟

وماللقلوب والألسنة غافلة مع كل هذا .. ؟

- ولاننسى أحبتي أن الذكر والدعاء ليس قولا باللسان مع غفلة القلب ،

بل لابد من استحضار القلب واستشعار عظمة الخالق حال الذكر .

أسأل الله أن يرزقنا ألسنة ذاكرة ، وقلوبا خاشعة .

3 / أمر بمعروف ونهي عن منكر ، بالقول اللين

الحسن ، فـ الإنسان بطبعه يقبل القول اللين وينفر من ضده .


وغيرها الكثير ، لكن أكتفي بهذا ، ومن يرغب بـ إفادتنا بغير ماذكر فجزاه المولى خيرا .

وأما من أمثلة ماكان عليك والعياذ بالله :

الغيبة / هذا الداء الخطير ، الذي تفشى في مجتمعاتنا ،

يُدنس كل معنى للأخوة ،

ويهدم وصال المحبة ، كبيرة من الكبائر ، قل من نجا منها والله المستعان .

هي كما بيَّنها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: { أتدرون ما الغيبة؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم،

قال: { هي ذكرك أخاك بما يكره }، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: { إن كان فيه ما تقول

فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته } . رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي

قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو

دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو

طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز .

فالغيبة جرم عظيم ، وخلق ذميم ، ذمه الإسلام ونهى عنه ، تأباه القلوب الطاهرة ، وتنفر منه النفوس السامية الراقية !

نسأل الله العافية والسلامة منه .

وهي من الذنوب المتعلقة بـ حقوق العبآد .

فما بال الأنفس تتساهل في ذلك ..... !!

والله عز وجل شبه المغتاب بأبشع صورة في قوله جل في علاه

{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } الحرات / 12

تأملوا قوله عز وجل : [ أخيه ] .. !

المسلمون إخوة ، فكيف لايسلم الأخ من لسان أخيه في غيبته !!

فلو اشتغل المرء بعيوب نفسه وعمل على إصلاحها والرقي بها ، لكآن خيرا له وأزكى .

فليس منآ كآمل خال من النقص والعيب والخطأ ،

فلِمَ نلتفت لـ أخطاء الغير وعيوبهم وننسى أن لنا من العيوب مثل حظهم أو نزيد ؟!

أما عن عقوبة المغتآب :

في القبر / قال عليه الصلاة والسلام : { لما عُرج بي إلى السماء مررت بقوم لهم أظفار من نحاس

يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس

ويقعون في أعراضهم }. أخرجه أحمد في المسند ، وأبو داوود واللفظ له

وقال مراجع رياض الصالحين : إسناده صحيح .

في الآخره / عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل لحم أخيه في الدنيا قدم إليه لحمه يوم القيامة ,

فيقال :كله ميتا كما أكلته حيا فيأكله ويكلح ويصيح ) قال الحافظ ابن حجر في الفتح سنده حسن .

فهلا ارتدعنآ أحبتي .. !


- هذه دعوة لي أنا أولا ثم لكم أحبتي .. لنطهر ألسنتنا من هذا الدنس ، ولنكن أقوياء في الحق لا نرضى

بـ أن يُغتاب إخوة لنا في الدين عند مسامعنا ، لندافع عن أعراض إخوتنا متى ما انتهكت في مجلس نحضره ( وإن كنا لانعرفهم ) .

2 / الكذب : أصبح أسرع الحلول للخلاص من بعض الموآقف .

كثيرا مانسمع أحدهم يعتذر بعذر كاذب حتى يحصل على مراده أو حتى لا يخسره

كمن يكذب تخلصاً من خسارة درجة في مادة كذا .

سبحانك ربي !!

أصبحنا نتنازل عن درجاتنا في الآخره حتى لانخسر درجة في دنيا دنية فانية !!

والأمثلة على اللجوء الى كذب في واقعنا كثيرة ، نسأل الله أن يعفو عنا وأن يُعافينا منه .

كذلك أصبح الكذب مُزاحاً أمرا شائعا جدا ، مع دخوله في النهي وإن كان مُزاحاً لا أكثر .. فهذه فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة ، يبين فيها حكم النكت ، حتى وإن كانت لاتدخل في الإستهزاء بالدين


3 / السخرية ، والشماتة : من الصفات الذميمة التي نهى الله عنها نهيا صريحا في محكم التنزيل { يَا

أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ

خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ } الحجرات / 11

يقول الطبري : " إن الله عم بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض جميع معاني السخرية

فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن ، لالفقره ، ولا لذنب ركبه ، ولا لغير ذلك "

وقال في قوله عز وجل { وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ }

"جعل اللامز أخاه لامزا نفسه لأن المؤمنين كرجل واحد فيما يلزم بعضهم لبعض من تحسين أمره وطلب صلاحه ومحبته الخير "

فالسخرية والشماته انتهاك لحقوق الإنسان ، ومورثة للبغضاء والشحناء ، ومدعاة للتفرقة بين

الإخوان ، وطريق يوصل الى تفكك المجتمع وتمزقه ، وهي خسارة للمرء في الدنيا والآخرة .

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ،

فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ

مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ

يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ).

][ .. حفظ البصر .. ][


كل الحوادث مبـداها من النظر
................. ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة بلغت من قلب صاحبها
................ كمبلغ السـهم بين القـــوس والوتر

والعبــد ما دام ذا طرفٍ يُقَلِّبُه
................. في أعيُنِ الغَيْر موقوف على الخطر

يَسُــرُّ مُقْلَتَهُ مـا ضرَّ مُهجَتَهُ
................. لا مرحبـاً بسُرورٍ عـاد بالضَّــرر
سُئل أحد التابعين : بما تستعين على غض البصر ؟ قال : ( بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إليك من نظرك إلى المنظور إليه )

فـ إطلاق النظر إلى ماحرم الله سبب في إنتكاس القلب ، فكم من نظرة أهلكت صاحبها ، وأبدلته من حال إلى حال والعياذ بالله .

قال تعالى : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... } النور / 30 - 31

الله عز وجل لم يأمر بشيء وينهى عن آخر إلا وفيه صلاح لأفرادنا ومجتمعاتنا ، وماظهر الفساد اليوم إلا بـ انتهاكنا لـ حرمات الله { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم / 41

فمتى ماتساهل الإنسان بـ إطلاق نظره إلى مايُغضب المولى عز وجل خاصة مع وجود القنوات الهابطة اليوم ، تساهل القلب في اقتراف المحرمات شيئا فشيا وهانت عليه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قد كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) رواه البخاري.

نسأل الله السلامة والعافية

في غرار هذا الحديث ، أردت التنبيه عن بعض الصور في الرمزيات والتواقيع لنساء متبرجات فاتنات ، فكل من وقعت عينه على صورة ونظر اليها بـ افتتان فالإثم عائد أيضا على واضع الصورة ، فلِمَ نُحمل أنفسنا مالا نُطيق من الأوزار والأثقال !!

فلاتستهينو أحبتي بذلك ، بارك الله فيكم وحفظنا وإياكم من كل شر .

أيضا من حفظ البصر ، ستر مايقع عليه النظر من الشر ، ومن عيوب الخلق ، وعورات المسلمين .

فقد سُئل أحد الحكماء : ماشكر العينين ؟ فقال : ( إذا رأيت بهما خيرا ذكرته ، وإذا رأيت بهما شرا سترته ...... )

فمتى مارأيت شرا فـ استره ولاتكن ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} النور / 19

وغض البصر يورث في القلب حلاوة ولذة ونورا وطمأنينة لايجدها من أطلقه في الحرام وأمتع نظره بلذة ساعة ستكون حسرة وندامة عليه يوم الحساب .

قال أحد السلف : والنظر سهم من سهام ابليس ، فمن غض بصره أورثه الله حلاوة يجدها قلبه الى يوم يلقاه.

][ .. حفظ السمع .. ][





وسمعك صن عن سماع القبيح
................ كصون اللسان عن النطق به

فإنك عند سماع القبيح
................ شريــك لقـائله فـ انتبه !!

فالأذنين أسرع طريق للقلب ، فإن سمعت خيرا أورثت القلب خيرا وطهراً ، وإن سمعت شرا ، امتلأ القلب شراً وخبثا .

فحفظ السمع يكون بـ صيانته عن كل قول منكر وقبيح ، من غيبة أو نميمة أو بهتان .. وماإلى ذلك .

وقد سُئل ذآت الحكيم : ما شكر الأذنين ؟ قال : ( إذا سمعت بهما خيرا حفظته ، وإذا سمعت بهما شرا نسيته )

فالواجب على المسلم نسيان الإساءة من القول ، وحفظ الخير منه ، حتى يعيش مرتاح البال مطمئن القلب

وكذلك ينبغي عليه حفظ أسرار إخوانه وعدم إفشائها .

أيضا لاينبغي على المسلم إنتهاك حرمة أخيه المسلم والتجسس عليه وإستراق السمع لما لايحق له سماعه ، فقد نهى الله عن ذلك نهيا صريحا في سورة الحجرات بقوله : { ولا تَجَسَّسُوا } .

أيضا من شكر نعمة السمع حفظها وصيانتها عن سماع المعازف والغناء ، مفتاح الشرور والفساد .

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا } طه / 126