بسم الله الرحمن الرحيم
[وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186إذا جمع مع الدعاء حضور القلب وصادف وقتاً من أوقات الإجابة متى أوقات الإجابة ؟
ـ الثلث الأخير من الليل ، هذا أول وقت إجابة ، في السحر .
ـ وعند الأذان ، إن سمعت المؤذن فادعو فوقت الأذان وقت الإجابة .
ـ بين الأذان والإقامة .
عقب الصلوات المكتوبات ، تنتهي من صلاتك ، اللهم اهدني فيمن هديت ، عافني فيمن عافيت ، أعني على دوام شكرك وذكرك وحسن عبادتك لا تدع الدعاء عقب الصلوات الخمس لأن هذا الوقت وقت إجابة .
ـ وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تنقضي الصلاة أنت في بيت الله ، أنت ضيف لله عز وجل .
ـ وآخر ساعة بعد عصر ذلك اليوم ، عصر يوم الجمعة وقت إجابة
إذا جمع مع الدعاء حضور القلب ، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة ، وانكساراً بين يدي الله عز وجل ، وذلاً وتضرعاً لله ورقةً ، واستقبل الداعي القبلة ، وكان على طهارة ، ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنى بالصلاة على محمد بن عبد الله ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ، ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة ، وتملق الله ، ودعاه رغبةً ورهبةً ، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقة ، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً، ولاسيما إذا صادف الأدعية التي أخبر عنها النبي أنها مظنة إجابة ، دعا بدعاء النبي .
دعاء النبي :
اللهم إني عبدك ، وابن عبد ، وابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماض في قضاؤك ، نافذ في حكمك ، أعوذ بنور وجهك التي أشرقت له السماوات والأرض ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أعوذ بك أن تحل علي غضبك ، أو تنزل بي سخطك ، أعوذ بك من تحول عافيتك وفجأة نقمتك ، وجميع سخطك ، ولك العتبة حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا من دعاء النبي ، احفظوا أدعية النبي لابد لك أخ منا من كتاب الدعاء المستجاب ، كتاب صغير أدعية النبي احفظوها أدعية جامعة مانعة ، من أدعية النبي المأثورة :مارواه الترمذي
" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، قَالَ: فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى "
لأن سيدنا يونس غريب ما دعا الله قال تعالى : {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }الأنبياء88 الأنبياء87
ما دعا ولكن عندما قال لا إله إلا أنت سبحانك هذا دعاء ، الثناء دعاء ، الثناء على الله دعاء ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . أيضاً في جامع الترمذي :
" عَنْ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ "
وروى أبو داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا يَعْنِي وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : تَدْرُونَ بِمَا دَعَا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى "
" روى الترمذي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وَفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ ( الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) "
إذاً الرحمن الرحيم ، الحي القيوم، ذو الجلال والإكرام هذه فيما ورد عن النبي من أسماء الله العظمى ، من أجمع أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:
قال الترمذي حديث حسن صحيح ، ذي النون سيدنا يونس ، يوجد أيضاً حديث آخر عن سيدنا سعد :ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلايا الدنيا فدعا به يفرج الله عنه ، فقيل له : بلى ، قال : دعاء ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
هذا الليل أمامكم ، وكل واحد بإمكانه أن يصل إلى ما يريد عن طريق الدعاء بشرط أن يكون دخله حلال ، قلبه خاشع ، لم يستعجل هذه ثلاث موانع للدعاء وإن كان في وقت إجابة أفضل .من أدعية النبي صلى الله عليه انه قال :ما رواه الإمام احمد
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا "
الحقيقة إذا قرأتم السنة لوجدتم أن أحوال النبي كلها أدعية ، إنسان خرج من بيته إلى السوق يوجد خمسين مطب في السوق ، يوجد صفقة خاسرة ، في مشكلة مع التموين ، في ألف مشكلة :
روى الترمذيعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ "
أقدمت على عمل قل : اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك وعلمك يا ذا القوة المتين .
بيدك سلاح خطير خالق الكون يصير معك ، بعلمه وحكمته وقدرته ، وغناه ، ورحمته ، إذا دعوته ، كن مع الله ترى الله معك بعضهم قال : الدعاء سلاح لكن السلاح يحتاج إلى ساعد قوي ، يحتاج إلى ساعد قوي فإن سلاح السلاح لا بحده بل بساعده . فقد قال عليه الصلاة والسلام : الدعاء سلاح المؤمن "أحياناً في موضوعات كثيرة تعرض في موضوع الدعاء تحتاج إلى معالجة متأنية ، لكن أحد هذه الموضوعات قد يقول قائل : الله عز وجل يرانا ويعلم أحوالنا فلماذا أمرنا أن ندعوه ؟ يعني أب يرى ابنه بحاجة إلى معطف لا يشتري له هذا المعطف إلا إذا سأله ؟
العبرة أن الدعاء وسيلة وهدف في الوقت نفسه ، وسيلة من أجل أن تصل إلى مرادك ، أما هدف ، الدعاء يعد أعلى درجة بالصلة بالله عز وجل ، الدعاء هو نفسه هدف ، فربنا عز وجل حينما يخلق لك حاجة وينتظر أن تدعوه من أجل أن تتصل به ، من أجل أن تسعد بالاتصال به ، من أجل أن تذوق طعم القرب منه ، صار الدعاء هدف ، إلى الآن كان وسيلة يوجد عندنا مشكلة يحلها ، أما الآن يوجد شيء جديد الدعاء نفسه هدف ، الدعاء اتصال بالله ، الدعاء قرب الدعاء رحمة ، أيام الإنسان يدعو الله فيتنعم بقربه وينسى موضوع الدعاء ، يدعو الله يسعد بقربه من الله وقد ينسى موضوع الدعاء لأنه حصل المراد وصار قريب من الله عز وجل .