صوم يوم في الصيف


أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله عنهما -:
"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله - تبارك وتعالى - قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش".

الشِّراعُ: بكسر الشين المعجمة، هو قلع السفينة.

وفي رواية: "إن الله قضى على نفسه أن مَن عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقاً على الله أن يُرويه يوم القيامة".

فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه".
(حسنه الألباني في "صحيح الترغيب": 1/412).

فصيام نهار الصيف من خصال الإيمان؛ لطول نهار الصيف وشدة حره.

نقل ابن رجب - رحمه الله - عن بعض السلف أنه قال:
"بلغنا أنه يوضع للصُّوَّام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نُحَاسَب وهم يأكلون، فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم".

وما بكى العباد على شيء عند موتهم إلا على ما يفوتهم من ظمأ الهواجر.

قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند موته كما جاء في "حلية الأولياء" وكتاب "الزهد" للإمام أحمد:
"مرحباً بالموت، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللهم كنتُ أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.