أحاديث الفتن والحوادث
معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله
[size=32]بَابُ التّغرّب فِي الْفِتْنَةِ
ولَه: عن أبي سيعد: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "يُوْشِكُأَنْ يَكَونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَماً يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَالْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِيْنِهِ مِنَ الْفِتَنِ".ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي بَكْرَةَ: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: "إِنَّهَاسَتُكُونُ فِتَنٌ: الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِيفيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيهَا، أَلاَ إِذَا نَزَلَتْ، أَوْوَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبْلٌ، فَلْيَلْحَقْ إِبْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ، فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ".
فقَالَ رَجُلٌ: يا رسولَ الله! أَرَيْتَ مَنْ لَمْ يَكْنْ لَهُ إِبْلٌ، وَلاَ غَنَمٌ، وَلاَ أَرْضٌ؟
قال: "يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ، فَيَدُقُّ عَلَيهْ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ،إِنْ اسْتَطاَعَ النَّجَاةَ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْبَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ".فَقَالَ رَجُلٌ: يا رسولُ الله! أَرَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلِقَ بِيَ إِلَى أَحْدِ الصَّفَّيْنِ، أَوْ إِحْدَى الْفِئَتِيْن، فَيَضْرِبُنِي رَجْلٌ بِسَيْفِهِ، أو يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟
قال: "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ".
[size=32]بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ[/size]
وفِي الْمُسْنَدِ: عنه: قال: أتى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى قَومٍ يَتَعَاطَونَ سَيفاً مَسْلُولاً. فقال:
"لَعَنَ الله مَن فَعَلَ هَذا، أَوَ لَيْسَ قَدْ نَهَيُتُ عَن هَذَا؟"، ثُمَّ قال: "إِذَاسَلَّ أَحْدُكُم سَيْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُأَخَاهُ، فَلْيَغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلُهُ إيَّاه".
[size=32]بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً[/size]
ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "بَدَأَ الإسلامُ غَريباً وَسَيَعُودُ غَريْباً كَمَا بَدَأَ".ورواه أحمدُ: عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه: وفي آخره: "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
آخره: قيل: يا رسولَ الله! وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ".
ورواه الآجُرِّيُّ: وعنده: قيل: مَنْ هُم يا رسولَ الله؟ قال: "الّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذْ فَسَدَ النَّاسُ".
ولأَحْمَدَ: في حديث سعد بن مالك: "فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلْغُرَبَاءِ، إَذَا فَسَدَ النَّاسُ".
وله: عن ابن عمرو: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "طَوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
قلنا: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ، فِي نَاسٍ سُوءٍ كَثِيْرٍ، مَنْ يَعْصِيهُم أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم".
وفي الزُّهْدِ: عنه: "إنَّ أَحَبَّ شِيْءٍ إِلَى الله الْغُرَبَاءُ" قال: "الفَرَّارُون بِدِيْنِهِم، يَبْعَثُهُمُ الله مَعَ عِيْسَى بن مريم ـ عليه السّلام". رواه أحمد: عن الْهَيْثَمِ بنِ جَمِيل: قال حدثنا محمد بن مسلم: قال حدثنا عثمان بن عبد الله: عن سليمان ابن هُرْمُز: عنه.
يتبع البقية بإذن الله
[/size]
[size=32]تكملة: [size=32]بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ [/size]بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
ولِمسلم: عن سعد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقبل ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حتّى إذا مرّ بِمَسْجِد بَنِي مُعَاوِيَةَ، دَخَلَ، فَرَكَعَ فِيهِ ركْعَتَيْنِ، وَصَلَّينَا مَعَهُ، ودعا ربّه طويلاً، ثمّ انصرف إلينا، فقال: "سَألْتُ ربِّي ثلاثاً، فأعطانِي ثِنْتَيْن، وَمَنَعَنِي واحدةً، سألتُ ربِّي: ألاّ يُهْلِكَ أمّتِي بالسَّنَّة، فأعطانيها. وسألته ألاّ يهلك أمّتي بِالْفَرَقِ، فأعطانيها. وسألته: ألاّ يجعل بأسهم بينهم، فمنعنِيها ".
[size=32]بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ[/size]
ولأبِي داود، عن ابن عمر. قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"سَتَكُونَ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ، قَتْلاَهَا فِي النّار. اللِّسانُ فيها أشدُّ من وقعِ السّيفِ".
قال التِّرمذي: غريب، سَمِعتُ محمّداً يقول: لا يعرف لزياد ابن سَمين عن ابن عمر غير هذا.
ولأبي داود، عن أبي هريرة: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ اللِّسانُ فيها كوقع السّيف".
ولابن ماجه: عن ابن عمر: مرفوعاً: "إيّاكم والْفِتَنَ؛ فإنّ اللِّسانَ فيها مثل وقع السّيف".
ولَهما، عن أبي هريرة: أنّه سَمِع رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّجلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكِلْمَةِ، لا يُلْقِي لَها بالاً، يَهْوي بَها فِي النّار، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ".
[size=32]باب: مِنْ أَحَادِيثِ النَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ[/size]
ولأبِي داود عن أبي ذر: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"يا أبَا ذَرٍّ"، قلت: لبّيك يا رسول الله! وسعديك وذكر الحديث. قال فيه: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَتِ النّاسَ مَوْتٌ، تكون الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟ "، يعني: الْقَبْر قلت: الله ورسولُهُ أَعْلَمُ، أو قال: ما يَخْتَارُ الله لي ورسولُهُ. قال: "عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ"، أو قال: "تَصْبِرْ". ثُمَّ قال لي: "يَا أبَا ذَرٍّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ الله! وسَعَدَيْكَ. قال: "كَيْفَ أَنْتَ! إذا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بالدَّمِ؟ "، قُلْتُ: مَا خَارَ الله لِي ورسولُه. قال: "عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ"، قلتُ: يا رسولَ الله! أفلا آخذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي؟ قال: "شَارَكْتَ الْقَومَ إِذاً"، قال: قُلْتُ: فماذا تَأْمُرُنِي؟ قال: "تَلْزَمُ بَيْتَكِ"، قلتُ: فإن دخلَ عَلَى بَيْتِي؟ قال: "فَإِنْ خَشِيْتَ أَن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ".
زاد ابن ماجه: "كيفَ أنْتَ وَجَوائِحُ تُصِيبُ النّاسَ، حتّى تَأْتِي مَسْجِدَكَ، فَلا تستَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إلى فِرَاشِكِ ولا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِن فِرَاشِكَ إلى مَسْجِدَك؟". قُلْتُ: الله ورسولُهُ أعلم، أَوْ قال يخَتارَ الله لِي وَرُسُولُه. قال: "عَلَيْكَ بالعِفّة".
وفي حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: وذكر الْفِتْنَةَ. قال:"الْزَمْ بَيْتَكَ"، قيل: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قال: "فَكُنْ مِثْلَ الْجَمَلَ الأَوْرق الثَّفَّال، الّذي لا يَنْبَعِثُ إِلاّ كرهاً، ولا يَمْشِي إلاّ كَرْهاً". رواه أبو عبيد.
ولأبِي داود عن الْمِقْداد مرفوعاً:"إنّ السَّعِيدَ لِمَن جُنِّب الْفِتَن. إنّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّب الْفِتَن. وَلِمَن ابْتُلِيَ فَصَبَرَ. فَوَاهاً".
[size=32]باب: مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ[/size]
وللبخاريّ، عن عوف بن مالك رضي الله عنه. قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تَبُوكَ وهو فِي قبّة من أدمٍ فقال: "اعْدُدْ ستًّا بَيْنَ يَدَي السّاعةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بيتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتَان يَأْخُذُ فيكم كَقِعَاصِ الْغَنَمَ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ، حَتَّى يُعْطَى الرّجلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنِ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُم وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِيْنَ غَايَةً، تَحْتَ كلِّ غَايَةٍ اثنا عشر ألفاً".[/size]
معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله
1- بَابُ التّغرّب فِي الْفِتْنَةِ
2- بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ
3- بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً
4- تكملة: بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
5- بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ
6- بابُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ
7- بابُ مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ
8- تكملة: بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً
9- بَابُ لاَ يَأْتِي زَمَانٌ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ
10- بَابُ تَحْرِيْمِ رُجُوعِ الْمُهَاجِرِ إِلَى اسْتِيْطَانِ وَطَنِهِ
11- بَابُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلَمَانِ بِسَيْفِهِمَا
12- بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
13- بابُ مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ
14- بَابُ مُلاَحِمِ الرُّومِ
15- بَابُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخَانُ
2- بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ
3- بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً
4- تكملة: بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
5- بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ
6- بابُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ
7- بابُ مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ
8- تكملة: بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً
9- بَابُ لاَ يَأْتِي زَمَانٌ إِلاَّ وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ
10- بَابُ تَحْرِيْمِ رُجُوعِ الْمُهَاجِرِ إِلَى اسْتِيْطَانِ وَطَنِهِ
11- بَابُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلَمَانِ بِسَيْفِهِمَا
12- بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
13- بابُ مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ
14- بَابُ مُلاَحِمِ الرُّومِ
15- بَابُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخَانُ
[size=32]بَابُ التّغرّب فِي الْفِتْنَةِ
ولَه: عن أبي سيعد: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: "يُوْشِكُأَنْ يَكَونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَماً يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَالْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِيْنِهِ مِنَ الْفِتَنِ".ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي بَكْرَةَ: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: "إِنَّهَاسَتُكُونُ فِتَنٌ: الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِيفيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيهَا، أَلاَ إِذَا نَزَلَتْ، أَوْوَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبْلٌ، فَلْيَلْحَقْ إِبْلِهِ. وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ، فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ".
فقَالَ رَجُلٌ: يا رسولَ الله! أَرَيْتَ مَنْ لَمْ يَكْنْ لَهُ إِبْلٌ، وَلاَ غَنَمٌ، وَلاَ أَرْضٌ؟
قال: "يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ، فَيَدُقُّ عَلَيهْ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ،إِنْ اسْتَطاَعَ النَّجَاةَ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْبَلَّغْتُ. اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ".فَقَالَ رَجُلٌ: يا رسولُ الله! أَرَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلِقَ بِيَ إِلَى أَحْدِ الصَّفَّيْنِ، أَوْ إِحْدَى الْفِئَتِيْن، فَيَضْرِبُنِي رَجْلٌ بِسَيْفِهِ، أو يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟
قال: "يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ".
[size=32]بَابُ النَّهي عَن تَعَاطِي السَّيْفِ الْمَسْلُولِ[/size]
وفِي الْمُسْنَدِ: عنه: قال: أتى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى قَومٍ يَتَعَاطَونَ سَيفاً مَسْلُولاً. فقال:
"لَعَنَ الله مَن فَعَلَ هَذا، أَوَ لَيْسَ قَدْ نَهَيُتُ عَن هَذَا؟"، ثُمَّ قال: "إِذَاسَلَّ أَحْدُكُم سَيْفَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُأَخَاهُ، فَلْيَغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلُهُ إيَّاه".
[size=32]بَابُ بَدَأَ الإسْلاَمُ غَرِيْباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً[/size]
ولِمُسْلِمٍ: عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "بَدَأَ الإسلامُ غَريباً وَسَيَعُودُ غَريْباً كَمَا بَدَأَ".ورواه أحمدُ: عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه: وفي آخره: "فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
آخره: قيل: يا رسولَ الله! وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ".
ورواه الآجُرِّيُّ: وعنده: قيل: مَنْ هُم يا رسولَ الله؟ قال: "الّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذْ فَسَدَ النَّاسُ".
ولأَحْمَدَ: في حديث سعد بن مالك: "فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلْغُرَبَاءِ، إَذَا فَسَدَ النَّاسُ".
وله: عن ابن عمرو: عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "طَوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
قلنا: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "قَوْمٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ، فِي نَاسٍ سُوءٍ كَثِيْرٍ، مَنْ يَعْصِيهُم أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُم".
وفي الزُّهْدِ: عنه: "إنَّ أَحَبَّ شِيْءٍ إِلَى الله الْغُرَبَاءُ" قال: "الفَرَّارُون بِدِيْنِهِم، يَبْعَثُهُمُ الله مَعَ عِيْسَى بن مريم ـ عليه السّلام". رواه أحمد: عن الْهَيْثَمِ بنِ جَمِيل: قال حدثنا محمد بن مسلم: قال حدثنا عثمان بن عبد الله: عن سليمان ابن هُرْمُز: عنه.
يتبع البقية بإذن الله
[/size]
[size=32]تكملة: [size=32]بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ [/size]بَعْضِهِم بِبَعِضٍ
ولِمسلم: عن سعد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقبل ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حتّى إذا مرّ بِمَسْجِد بَنِي مُعَاوِيَةَ، دَخَلَ، فَرَكَعَ فِيهِ ركْعَتَيْنِ، وَصَلَّينَا مَعَهُ، ودعا ربّه طويلاً، ثمّ انصرف إلينا، فقال: "سَألْتُ ربِّي ثلاثاً، فأعطانِي ثِنْتَيْن، وَمَنَعَنِي واحدةً، سألتُ ربِّي: ألاّ يُهْلِكَ أمّتِي بالسَّنَّة، فأعطانيها. وسألته ألاّ يهلك أمّتي بِالْفَرَقِ، فأعطانيها. وسألته: ألاّ يجعل بأسهم بينهم، فمنعنِيها ".
[size=32]بَابُ كَفِّ اللِّسانِ فِي الْفِتْنَةِ[/size]
ولأبِي داود، عن ابن عمر. قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"سَتَكُونَ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ، قَتْلاَهَا فِي النّار. اللِّسانُ فيها أشدُّ من وقعِ السّيفِ".
قال التِّرمذي: غريب، سَمِعتُ محمّداً يقول: لا يعرف لزياد ابن سَمين عن ابن عمر غير هذا.
ولأبي داود، عن أبي هريرة: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"سَتَكُونُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ بَكْمَاءُ عَمْيَاءُ اللِّسانُ فيها كوقع السّيف".
ولابن ماجه: عن ابن عمر: مرفوعاً: "إيّاكم والْفِتَنَ؛ فإنّ اللِّسانَ فيها مثل وقع السّيف".
ولَهما، عن أبي هريرة: أنّه سَمِع رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّ الرّجلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكِلْمَةِ، لا يُلْقِي لَها بالاً، يَهْوي بَها فِي النّار، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ".
[size=32]باب: مِنْ أَحَادِيثِ النَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ[/size]
ولأبِي داود عن أبي ذر: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:"يا أبَا ذَرٍّ"، قلت: لبّيك يا رسول الله! وسعديك وذكر الحديث. قال فيه: "كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَتِ النّاسَ مَوْتٌ، تكون الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟ "، يعني: الْقَبْر قلت: الله ورسولُهُ أَعْلَمُ، أو قال: ما يَخْتَارُ الله لي ورسولُهُ. قال: "عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ"، أو قال: "تَصْبِرْ". ثُمَّ قال لي: "يَا أبَا ذَرٍّ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا رسولَ الله! وسَعَدَيْكَ. قال: "كَيْفَ أَنْتَ! إذا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بالدَّمِ؟ "، قُلْتُ: مَا خَارَ الله لِي ورسولُه. قال: "عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ"، قلتُ: يا رسولَ الله! أفلا آخذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي؟ قال: "شَارَكْتَ الْقَومَ إِذاً"، قال: قُلْتُ: فماذا تَأْمُرُنِي؟ قال: "تَلْزَمُ بَيْتَكِ"، قلتُ: فإن دخلَ عَلَى بَيْتِي؟ قال: "فَإِنْ خَشِيْتَ أَن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ".
زاد ابن ماجه: "كيفَ أنْتَ وَجَوائِحُ تُصِيبُ النّاسَ، حتّى تَأْتِي مَسْجِدَكَ، فَلا تستَطِيعُ أَنْ تَرْجِعَ إلى فِرَاشِكِ ولا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ مِن فِرَاشِكَ إلى مَسْجِدَك؟". قُلْتُ: الله ورسولُهُ أعلم، أَوْ قال يخَتارَ الله لِي وَرُسُولُه. قال: "عَلَيْكَ بالعِفّة".
وفي حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: وذكر الْفِتْنَةَ. قال:"الْزَمْ بَيْتَكَ"، قيل: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قال: "فَكُنْ مِثْلَ الْجَمَلَ الأَوْرق الثَّفَّال، الّذي لا يَنْبَعِثُ إِلاّ كرهاً، ولا يَمْشِي إلاّ كَرْهاً". رواه أبو عبيد.
ولأبِي داود عن الْمِقْداد مرفوعاً:"إنّ السَّعِيدَ لِمَن جُنِّب الْفِتَن. إنّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّب الْفِتَن. وَلِمَن ابْتُلِيَ فَصَبَرَ. فَوَاهاً".
[size=32]باب: مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ[/size]
وللبخاريّ، عن عوف بن مالك رضي الله عنه. قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تَبُوكَ وهو فِي قبّة من أدمٍ فقال: "اعْدُدْ ستًّا بَيْنَ يَدَي السّاعةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بيتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتَان يَأْخُذُ فيكم كَقِعَاصِ الْغَنَمَ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ، حَتَّى يُعْطَى الرّجلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطاً، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنِ الْعَرَبِ إِلاَّ دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُم وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُم تَحْتَ ثَمَانِيْنَ غَايَةً، تَحْتَ كلِّ غَايَةٍ اثنا عشر ألفاً".[/size]