قال العلامه ابن العثيمين رحمه الله تعالى :
لو استحضرت وأنت تصلي الفجر والعصر أن ملائكة الليل وملائكة النهار شاهدون معك في هذه الصلاة لوجدت لهاتين الصلاتين شأنا كبيرا وأمرا عظيما لا تجده في غيرهما.
شرح الكافية الشافيه"85/2"
-الحديث :" يتعاقبون فيكم : ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم ، فيسألُهم ، وهو أعلمُ بهم ، كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يُصلُّونَ ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ"
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7486 - خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - انظر شرح الحديث رقم 7560 .
الشرح :
يبَيِّن لنا رَسولُ اللهِ صلَّى الله علَيه وسلَّم أنَّ المَلائِكةَ تَتَناوَب على حِراسةِ البَشرِ فطائِفة تَحرُسهم لَيلًا، وطائِفة أُخرى تَحرُسهم نهارًا، ويَجتمِعون في صَلاةِ الفَجرِ، أي: تَجتمِع ملائكةُ النَّهارِ بملائِكةِ اللَّيلِ في صَلاةِ الفَجرِ؛ حيثُ يَنزِل ملائكةُ النَّهارِ عِندَ أوَّلِ الصَّلاةِ، ولا زال ملائكةُ اللَّيل مَوجودينَ فيَلتَقون بِهم. وصَلاة العَصرِ، أي: ويَجتمِع مَلائكةُ اللَّيلِ بمَلائكةِ النَّهارِ في صَلاةِ العَصرِ. ثُمَّ يَعرُج الَّذينَ باتوا فيكُم، أي: ثُمَّ يَصعَد مَلائِكةُ اللَّيلِ بعد صَلاةِ الفَجرِ فيَسأَلهم الرَّبُّ عزَّ وجلَّ وهو أعلَم بهِم: كَيفَ تَركْتُم عِبادي؟ أي: يَسأَلُهم كَيفَ تَركتُم عِبادي، وهو في غِنًى عَن سُؤالِهم هذا؛ لأنَّه عَليم بِهم، وإنَّما يَسأَلُهم عَن ذلِك في المَلأ الأعْلى؛ تَنويهًا بِشأنِ بَني آدَمَ وبَيانًا لِفَضلِهم، ولِيُباهي بهِم المَلائكةَ فيَقولون تَركْناهم وهُم يُصلُّون صَلاةَ الصُّبحِ وأَتَيْناهم وهُم يُصلُّون صَلاةَ العَصرِ، فَهم في صَلاةٍ دائِمةٍ. وكذَلِك يَسألُ عزَّ وجلَّ مَلائكةَ النَّهارِ، فيُجيبون بِمِثل ما أجابَ به مَلائكةُ اللَّيلِ.
في الحديثِ: أنَّ الصَّلاةَ أعلى العِباداتِ؛ لأنَّه عليها وَقَعَ السُّؤالُ والجوابُ.
وفيه: التَّنبيهُ على أنَّ الفَجرَ والعَصرَ مِن أعظَمِ الصَّلواتِ.
وفيه: الدَّلالةُ على أنَّ اللهَ تعالى يَتكلَّم مَعَ مَلائِكتِه.
__________________