بـــاب التقوى
رواية ريــاض الصالحـــين
الحديث 73 / 5
عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهي
رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم
يخطب في حجة الوداع فقال
( اتقوا الله، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم
وأدوا زكاة أموالكم، و أطيعوا أمراءكم
تدخلوا جنة ربكم)
رواه الترمذي
في آخر كتاب الصلاة وقال: حديث حسن صحيح)
رواية الترمزي
قال الامام الترمذي
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّالْكُوفِيُّ
قال حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ
أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي سُلَيمُ بْنُ عَامِرٍ
قَال سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ
سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ
فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْوَصُومُوا شَهْرَكُمْ
وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَاأَمْرِكُمْ
تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ
سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني
كتاب الجمعة عن رسول الله / باب منه
رقم 616
يلاحظ أن روايةرياض الصالحين مطابقة
لرواية الترمذي إلا في لفظة
( ربكم و ذا)
بطاقات الحديث
شرح الحديث
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
فى كتاب رياض الصالحين/ج1باب التقوى
الطبعةالإلكترونية
الحديث 73/ 5
الشرح
كانت خطب الرسول عليه الصلاة والسلام
على قسمين
خطب راتبة وخطب عارضة
فأما الراتبة: فهي خطبة في الجمع والأعياد
فإنه صلى الله عليه وسلم
كان يخطب الناس في كل جمعة وفي كل عيد
واختلف العلماء_ رحمهم الله_
في خطبة صلاة الكسوف
هل هي راتبة أو عارضة
وسبب اختلافهم
أن الكسوف لم يقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
إلا مرة واحدة
ولما صلي قام فخطب الناس عليه الصلاة والسلام
فذهب بعض العلماء إلى إنها من الخطب الراتبة
وقال: أن الأصل أن ما شرعه
النبي صلى الله عليه وسلم
فهو ثابت مستقر
ولم يقع الكسوف مرة أخرى
فيترك النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة
حتى نقول إنها من الخطب العارضة
وقال بعض العلماء
بل هي من الخطب العارضة
التي إن كان لها ما يدعوا إلها خطب وإلا فلا
ولكن الأقرب إنها من الخطب الراتبة
وأنه يسن للإنسان إذا صلي صلاة الكسوف
أن يقوم فيخطب الناس ويذكرهم ويخوفكم
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
أما الخطب العارضة فهي التي يخطبها عند الحاجة أليها
مثل خطبته صلى الله عليه وسلم
حينما اشترط أهل بريرة
_ وهي جارية اشترتها عائشة رضي الله عنها_
فاشترط أهلها أن يكون الولاء لهم، ولكن عائشة
_ رضي الله عنها_
لم تقبل بذلك
فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال
(( خذيها فاعتقيها، واشترطي لهم الولاء
ثم قام فخطب الناس واخبرهم
إن الولاء لمن اعتق)(1)
وكذلك خطبته حين شفع أسامة بن زيد
_ رضي الله عنه_
في المرأة المخزومية
التي كانت تستعير المتاع فتجدده
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم إن تقطع يدها
فأهم قريشًا شأنها
فطلبوا من يشفع لها
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
فطلبوا من أسامة بن زيد
_ رضي الله عنهما_
أن يشفع، فشفع
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له
( أتشفع في حد من حدود الله)
ثم قال
( فخطب الناس واخبرهم بان الذي اهلك من كان قبلنا
انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه
وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد)(2)
وفي حجة الوداع خطب
النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة
وخطب يوم النحر
ووعظ الناس وذكرهم
وهذه خطبة من الخطب الرواتب
التي يسن لقائد الحجيج أن يخطب الناس
كما خطبهم النبي صلى الله عليه وسلم
وكان من جملة ما ذكر في خطبته في حجة الوداع
انه قال:
( يا أيها الناس اتقوا ربكم)
وهذه كقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ )
(النساء: من الآية1)
فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس جميعاً
أن يتقوا ربهم الذي خلقهم، و أمدهم بنعمه
واعدهم لقبول رسالاته
فأمرهم أن يتقوا الله
وقوله
( وصلوا خمسكم)
أي: صلوا الصلوات الخمس التي فرضها الله
_ عز وجل_
علي رسوله صلى الله عليه وسلم
وقوله
( وصوموا شهركم)
أي: شهر رمضان
وقوله
( وأدوا زكاة أموالكم)
أي: أعطوها مستحقيها ولا تبخلوا بها
وقوله
( أطيعوا أمراءكم)
أي: من جعلهم الله أمراء عليكم
وهذا يشمل أمراء المناطق والبلدان
ويشمل الأمير العام
أي أمير الدولة كلها
فإن الواجب على الرعية طاعتهم في غير معصية الله
أما في معصية الله فلا تجوز طاعتهم
ولو أمروا بذلك
لإن طاعة المخلوق
لا تقدم على طاعة الخالق جل وعلا
ولهذا قال الله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
(النساء: من الآية59)
فعطف طاعة ولاة الأمور
علي طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
وهذا يدل علىأنها تابعة
لان المعطوف تابع للمعطوف عليها مستقل
ولهذا تجد أن الله جل وعلا قال
( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)
(النساء: من الآية59)
فأتى بالفعل ليتبن بذلك
أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم
طاعة مستقلة أي
تجب طاعته استقلالا كما تجب طاعة الله
ومع هذا فان طاعته من طاعة الله واجبة
فان النبي صلى الله عليه وسلم
لا يأمر إلا بما يرضي الله
أما غيره من ولاة الأمور
فإنهم قد يأمرون بغير مالا يرضي الله
ولهذا جعل طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله
ولا يجوز للإنسان أن يعصي ولاة الأمور في غير معصية الله
ويقول إن هذا ليس بدين
لأن بعض الجهال
إذا نظم ولاة الأمور أنظمة لا تخالف الشرع
قال: لا يلزمني أن أقوم بهذه الأنظمة
لأنها ليست بشرع
لأنها لا توجد في كتاب الله تعالى
ولا في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم
وهذا من جهله، بل نقول:
أن امتثال هذه الأنظمة موجود في كتاب الله
موجود في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام
قال الله: )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام
في أحاديث كثيرة انه أمر بطاعة ولاة الأمور
ومنها هذا الحديث
فطاعة ولاة الأمور فيما ينظمونه
مما لا يخالف أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
مما أمر الله به ورسوله صلي الله عليه وسلم
ولو كنا لا نطيع ولاة الأمور إلا بما أمر الله تعالى
به ورسوله صلى الله عليه وسلم
لم يكن للأمر بطاعتهم فائدة
لأن طاعة الله تعالى ورسوله مأمور بها
سواءً أمر بها ولاة الأمور أم لم يأمروا بها
فهذه الأمور التي أوصى بها
النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع
تقوي الله
والصلوات الخمس
والزكاة، والصيام
وطاعة ولاة الأمور
هذه من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان
أن يعتني بها
وأن يمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
والله اعلم
(1)
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قال حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ الْأَسْوَدِ ،عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ
فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهَاالْوَلَاءَفَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ اشْتَرِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْأَعْتَقَ
--------
صحيح البخاري
كتاب كفارات الأيمان
علي طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
وهذا يدل علىأنها تابعة
لان المعطوف تابع للمعطوف عليها مستقل
ولهذا تجد أن الله جل وعلا قال
( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)
(النساء: من الآية59)
فأتى بالفعل ليتبن بذلك
أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم
طاعة مستقلة أي
تجب طاعته استقلالا كما تجب طاعة الله
ومع هذا فان طاعته من طاعة الله واجبة
فان النبي صلى الله عليه وسلم
لا يأمر إلا بما يرضي الله
أما غيره من ولاة الأمور
فإنهم قد يأمرون بغير مالا يرضي الله
ولهذا جعل طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله
ولا يجوز للإنسان أن يعصي ولاة الأمور في غير معصية الله
ويقول إن هذا ليس بدين
لأن بعض الجهال
إذا نظم ولاة الأمور أنظمة لا تخالف الشرع
قال: لا يلزمني أن أقوم بهذه الأنظمة
لأنها ليست بشرع
لأنها لا توجد في كتاب الله تعالى
ولا في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم
وهذا من جهله، بل نقول:
أن امتثال هذه الأنظمة موجود في كتاب الله
موجود في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام
قال الله: )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام
في أحاديث كثيرة انه أمر بطاعة ولاة الأمور
ومنها هذا الحديث
فطاعة ولاة الأمور فيما ينظمونه
مما لا يخالف أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
مما أمر الله به ورسوله صلي الله عليه وسلم
ولو كنا لا نطيع ولاة الأمور إلا بما أمر الله تعالى
به ورسوله صلى الله عليه وسلم
لم يكن للأمر بطاعتهم فائدة
لأن طاعة الله تعالى ورسوله مأمور بها
سواءً أمر بها ولاة الأمور أم لم يأمروا بها
فهذه الأمور التي أوصى بها
النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع
تقوي الله
والصلوات الخمس
والزكاة، والصيام
وطاعة ولاة الأمور
هذه من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان
أن يعتني بها
وأن يمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
والله اعلم
(1)
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قال حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ الْأَسْوَدِ ،عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ
فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهَاالْوَلَاءَفَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ اشْتَرِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْأَعْتَقَ
--------
صحيح البخاري
كتاب كفارات الأيمان
باب إذا أعتق في الكفارة لمن يكون ولاؤه
رقم 6223
هنا
(2)
قال البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ
أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ فَفَزِعَ قَوْمُهَا إِلَى أُسَامَةَبْنِ زَيْدٍ
يَسْتَشْفِعُونَهُ قَالَ عُرْوَةُ
فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا تَلَوَّنَ
وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ
قَالَ أُسَامَةُ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَالْعَشِيُّ
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ خَطِيبًا فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَأَهْلُهُ
ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ
أَنَّهُمْ كَانُواإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا
بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ
قَالَتْ عَائِشَةُ
فَكَانَتْ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
----------
صحيح البخاري
كتاب المغازي
باب وقال الليث
حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبدالله
رقم 3965
هنا