شرح أحاديث الأربعين النووية
للإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسين النووي المتوفي سنة (676هـ) - رحمه الله تعالى -.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ بترسيخ المعتقد ، نبدأ بالتخلية قبل التحلية
لماذا الأربعون النووية ؟
* من حفظ على أمتي أربعين حديثاً بما ينفعها الله به بعثه
يوم القيامة فقيهاً عالماً
ذكر النووي رحمه الله في مقدمة الأربعين :
ثم منَ العُلماء من جَمَع الأربعين في أصول الدِّينِ، وبعضُهم في الفروع، وبعضُهم في الجهاد، وبعضُهم في الزُّهْد، وبعضُهم في الخُطَب، وكُلُّها مقاصِدُ صالِحةٌ*، رضي اللهُ عن قاصِدِيها. وقد رأيتُ جَمْعَ أربعينَ أهمَّ من هذا كلِّهِ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك....
... وينبغي لكلِّ راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لِمَا اشتملت عليه من المهمَّات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات، وذلك ظاهر لِمَن تدبَّره )).ا.هـ
والأحاديث التي جمعها النووي ـ رحمه الله ـ اثنان وأربعون حديثاً، قد أطلق عليها أربعين تغليباً مع حذف الكسر الزائد، وقد رُزق هذا الكتاب للنووي مع كتابه (( رياض الصالحين )) القبول عند الناس، وحصل اشتهارهما والعناية بهما، وأوَّلُ كتاب ينقدح في الأذهان يُرشَد المبتدئون في الحديث إليه هذه الأربعون للإمام النووي رحمه الله، وقد زاد ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ عليها ثمانية أحاديث من جوامع الكلم، فأكمل بها العدَّة خمسين، وشرحها بكتاب سَمَّاه: (( جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ))، وقد كثرت شروح الأربعين للإمام النووي، وفيها المختصر والمطوَّل، وأوسع شروحها شرح ابن رجب الحنبلي رحمه الله،
فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمَّة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله
تأليف :عبد المحسن بن حمد العباد البدر
فوائد
♥ *لو نظرنا إلى عمدة الأحكام لوجدناها منتخبة؛ لكنها في باب واحد وهو باب الفقه، أما الأربعون النووية فهي في أبواب متفرقة متنوعة، مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك....
♥ومن هذه الأحاديثِ الجوامِع: التي وَصفَها العلماءُ بأنَّ مدار الإسلام عليها، أو أنها أصولُ الأحاديثِ أو أصولُ الدين أو أصولُ السُّنن: حديثُ (الأعمال بالنيات)، و(الحلال بّيِّنٌ والحرام بَيِّنٌ)، و(مَنْ أحْدثَ في أمْرِنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ)...
♥فرغ المؤلف من تأليفها ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادي الأولى سنة (668هـ).
مستخلص مما سبق
الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي وهو من بلاد المغرب مر بنوى مصادفة ذات مرة فقال: رأيت الشيخ وهو ابن عشر سنين -يقصد الإمام النووي - بنوى والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، أي: يجري أمامهم وهو طفل عمره (10) سنوات، ويبكي حين يكرهونه على اللعب معهم، وهو يقرأ القرآن على تلك الحال.
قال: فوقع في قلبي محبته، وكان قد جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن.
قال: فأتيت معلمه فوصّيته به وقلت له: إنه يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم وينتفع الناس به، فقال لي: أمنجّم أنت؟ قلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك، فذُكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الحلم.
وحينما كانت بيئة الإمام النووي بيئة صلاح ولكنها لا تُشبع نهمه في طلب العلم قدم به والده إلى دمشق سنة (649هـ) وكان عمره (19) سنة، وكانت دمشق موئل العلماء، ومنهل الفضلاء، ومهوى أفئدة طلاب العلم، وكان فيها من المدارس التي يُدرّس فيها مختلف أنواع العلوم ما يزيد على (300 ) مدرسة، ومنذ أن حط رحله فيها التقى بالشيخ عبد الكافي بن عبد الملك الربعي المتوفى سنة (689هـ ) وأطلعه على دخيلة نفسه، وما ينويه من طلب العلم، فأخذه وتوجه به إلى حلقة العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الفركاح المتوفى سنة (690هـ) فقرأ عليه دروساً، وبقي يلازمه مدة، ثم التمس من شيخه هذا مكاناً يأوي إليه ويسكن فيه، فدله على شيخ المدرسة الرواحية، وهذه المدرسة بناها أحد التجار المعروف بـابن رواحة في دمشق أيضاً.
قال: فدله على شيخ المدرسة الرواحية الإمام الفقيه كمال الدين إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ، فتوجه إليه ولازمه وأخذ عنه وسكن المدرسة الرواحية، وقد ذكر النووي رحمه الله أنه بقي نحو سنتين لا يضع جنباً على الأرض.
أي: أنه بقي سنتين لا ينام وإنما يغفو إغفاءة ثم يستيقظ وهو جالس، وهذا فيه همة عالية في طلب العلم، إذا كان هذا الإمام أو غيره ممن كتب الله تعالى لذكرهم البقاء.
فقال: ويتبلغ بشيء من القوت اليسير، وحفظ التنبيه في نحو أربعة أشهر ونصف، وهو متن عظيم في الفقه، ثم حفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة وهو يشرح ويصحح على شيخه كمال المغربي ، وقد أُعجب به شيخه أيما إعجاب؛ لما رأى من دأبه وحرصه وانصرافه إلى طلب العلم، فأحبه محبة شديدة وجعله معيد الدرس في حلقته -أي: أن الشيخ إذا فرغ من درسه جعل الإمام النووي يعيده في المدرسة الرواحية- حتى أقبل على طلب العلم بنهم وشغف وجد واستعداد وهمة لا تعرف الكلل والملل، فكان يقرأ كل يوم (11) درساً وقيل: (12) درساً على العلماء شرحاً وتصحيحاً: درسين في الوسيط للغزالي ، وثالثاً في المهذّب للشيرازي ، ودرساً في الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وخامساً في صحيح مسلم ، ودرساً في إصلاح المنطق لـابن السكيت ، ودرساً في اللمع لـابن جني ، ودرساً في أصول الفقه في اللمع للشيرازي أيضاً، والمنتخب للفخر الرازي ، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين -أي: في العقيدة- وكان يُعلّق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، وإيضاح عبارة، وضبط لغة.
♥صفاته التي أهلته للطلب ووصاياه لطلاب العلم♥
هذا الذي نعده إنما يدلنا على أن الإمام قد حرص على أن يأخذ من كل فن بنصيب، ومن كل علم بحظ وافر، وما كان ينام من الليل إلا أقله: "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " [الذاريات:17-18]، وإذا غلبه النوم استند إلى الكتب لحظة ثم يفيق وينتبه، وضُرب به المثل في إكبابه على طلب العلم ليلاً ونهاراً، وهجره النوم إلا عن غلبة، وضبط أوقاته بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة أو التربي على الشيوخ، حتى إنه إذا مشى في الطريق كان يشتغل في تكرار ما يحفظ -أي: أنه في أثناء سيره لم يكن يضيع الوقت، ولكنه كان يراجع محفوظاته- فإذا وصل إلى الدرس التحم ذكره في الشوارع وقراءته ومراجعته لهذه الدروس بدرسه الذي يُسمعه الطلاب، فما كان يضيع من وقته لحظة واحدة، وهذا شأن الحريص على طلب العلم.
وكان قوي المدرك حاضر البديهة تنثال عليه المعاني انثيالاً في وقت الحاجة إليها -كان إذا أراد أن يستشهد بشيء أو يأتي بأدلة لمسألة كانت تنثال انثيالاً وكأنه يقرأ من كتاب- وهذا يدل على قوة القريحة لديه رحمه الله تعالى.
وكان يتعمق في المسائل العلمية ولا يكتفي بدراسة ظواهرها ولا يتقلد قول الغير فيها إلا بعد التحقق من صحة دليله وجودة مخرجه.
وكان رحمه الله تعالى يتمتع بحافظة قوية مستوعبة أتاحت له السيطرة الفكرية على ما يقرأ بحيث يربط أقصاه بأدناه، وأوله بآخره، وأجزاءه بعضها ببعض.
وكان رحمه الله تعالى تتمثل فيه الآداب التي ذكرها في كتابه المجموع في الجزء الأول من المقدمة، ذكر مقدمة في غاية الروعة والمتانة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم، فكان من بين هذه العناصر والنصائح أنه قال: ينبغي للمتعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله تعالى، فلا يقصد به رياسة، ولا سمعة، ولا رياء، ولا إشارة بالبنان إليه، ولا عرضاً من أعراض الدنيا من جاه وسلطان ومال وغير ذلك، إنما يقصد به وجه الله تعالى، فمن كان طالباً للعلم فليعلم أن مطلوبه هو أعز وأشرف مطلوب، فليعد أعز العدة له، وأعزها وأفضلها إنما هو تقوى الله عز وجل والإخلاص في طلبه لله دون سواه، فهذا الإمام إنما نبّه وأكد على الإخلاص في طلب العلم في مقدمة تنبيهاته وتوجيهاته من المجموع.
ثم ثنى بعد ذلك بقوله: وأن يتحقق بالمحاسن التي ورد الشرع بها وحث عليها، والخلال الحميدة والسير المرضية التي أرسل إليها من التزهد في الدنيا والتقلل منها، وعدم المبالاة بفواتها، والسخاء، والجود، ومكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه والبشاشة، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.
ثم ثلث بقوله: وأن يحذر من الحسد والرياء والإعجاب واحتقار الناس وإن كانوا دونه درجات، وهذا ما نفتقده نحن الآن، فالواحد منا إذا طالع كتاباً واحداً لا يمكن التفاهم معه؛ لأنه يظن أنه قد حاز العلم بحذافيره، لمجرد أنه يقرأ الجزء الأول من فقه السنة يظهر عليه الكبر والعجب والتيه والخيلاء في مشيه وكلامه وجلوسه وقعوده ومعاملته مع الخلق، بل ومعاملته مع الله عز وجل، وذلك لأنه طلب على غير شيخ، ثم لم يعد العدة ولم يتهيأ ولم يتأدب بالآداب التي ينبغي أن يتعلمها أولاً قبل أن يتعلم العلم؛ ولذلك الحسن البصري يقول: نحن في حاجة إلى قليل من الأدب أكثر من حاجتنا إلى كثير من العلم.
وقيل للشافعي : كيف شهوتك للأدب؟ قال: والله إني لأسمع بالحرف الواحد منه فأتمنى لو تكون كل جوارحي آذناً حتى تنعم بهذا الحرف.
قيل له: كيف طلبك إياه؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره.
وانظر عندما تكون هناك امرأة ليس لها إلا ولد واحد، وهذا الولد ضل وتاه عنها، تبحث عنه بحث المجنونة عليه، فكذلك كان يفعل الإمام الشافعي ، فينبغي قبل أن يطلب الطالب العلم أن يطلب الأدب؛ لأنه إن طلب الأدب أولاً انتفع بالعلم، وإن لم يطلب الأدب أولاً لم ينتفع لا بالعلم ولا بالأدب.
ثم يقول: وعليه أن يداوم مراقبة الله تعالى في علانيته وسره، محافظاً على قراءة القرآن والأذكار والدعوات ونوافل الصلوات والصوم وغيرها، معولاً على الله في كل أمره، معتمداً عليه مفوضاً في كل الأحوال أمره إليه.
ثم قال: وعليه أن يستمر مجتهداً في الاشتغال بالعلم قراءة وإقراءً، ومطالعة وتعليقاً، ومباحثة ومذاكرة، ولا يستنكف من التعلم ممن هو دونه في سن أو نسب أو دين أو في علم آخر أو غير ذلك.
وعليه أن يعتني بالتصنيف إذا تأهل له، أما إذا لم يتأهل له فلا شك أنه يحرم عليه أن يتصدى للتصنيف، وينبغي له أن يحرّض طلابه على الاشتغال في كل وقت، ويطالبهم بحفظ ما يلزم حفظه، وينير أذهانهم بطرح الأسئلة المهمة عليهم.
ومن أهم ما يؤمر به ألا يتأذى ممن يقرأ عليه إذا قرأ على غيره؛ لأنك إذا منعت طلابك من أن يسمعوا لغيرك فلا شك أنهم سيتعلمون الجمود؛ لأنه ربما لا تلقي عليهم أنت إلا رأياً واحداً هو الذي تعتنقه وتعتقده، فيخرج الطالب أفقه ضيّق جداً لا يعرف في كل مسألة إلا قولاً واحداً، فلو صدم بالرأي الثاني أو الثالث أو العاشر أو المائة فيستنكر كل هذه الآراء؛ لأنه تربى على رأي واحد وعلى شيخ واحد، وقديماً قالوا: الذي له شيخ واحد كالذي له امرأة واحدة إن حاضت حاض معها، وإن نفست نفس معها، وإن طهرت طهر معها، فينبغي أن يكون لطالب العلم علماء ومشايخ كثر حتى يتعلم من الجميع.
تلك هي أهم خصائصه العلمية.
للإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسين النووي المتوفي سنة (676هـ) - رحمه الله تعالى -.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبدأ بترسيخ المعتقد ، نبدأ بالتخلية قبل التحلية
لماذا الأربعون النووية ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدولد آدم محمد بن عبد الله
مما عمت به البلوى اعتقاد البعض أن من حفظ أربعين حديثًا نبويًا حصل من الأجر الوفير، ولم يرد حديث مقبول في هذا ،نعم حفظ الأحاديث عمومًا من الأعمال الفاضلةلكن تخصيص هذا العدد وقرنه بفضائل معينة هذا مانقدم قرينة على عدم ثبوته ، ونورد الأحاديث التي يعتقد البعض صحتها للتحذير منها
- منْ حفظ على أمتي أربعينَ حديثًا منَ السنةِ، كنتُ له شفيعًا يومَ القيامةِ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 4589-خلاصة حكم المحدث: موضوع
من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة ، كنت له شفيعًا و شهيدا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5560- خلاصة حكم المحدث: موضوع
من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي ، أدخلته يوم القيامة في شفاعتي
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5561- خلاصة حكم المحدث: ضعيف
من حمل من أمتي أربعين حديثا ، بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع -
الصفحة أو الرقم: 5568- خلاصة حكم المحدث: موضوع
=1420&s[]=0]هنا
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى
يؤديها إليهم كنت له شفيعا أو شهيدًا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن السكن - المصدر: التذكار -
الصفحة أو الرقم: 6 -خلاصة حكم المحدث: ليس يروى من وجه ثابت
مما عمت به البلوى اعتقاد البعض أن من حفظ أربعين حديثًا نبويًا حصل من الأجر الوفير، ولم يرد حديث مقبول في هذا ،نعم حفظ الأحاديث عمومًا من الأعمال الفاضلةلكن تخصيص هذا العدد وقرنه بفضائل معينة هذا مانقدم قرينة على عدم ثبوته ، ونورد الأحاديث التي يعتقد البعض صحتها للتحذير منها
- منْ حفظ على أمتي أربعينَ حديثًا منَ السنةِ، كنتُ له شفيعًا يومَ القيامةِ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 4589-خلاصة حكم المحدث: موضوع
من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة ، كنت له شفيعًا و شهيدا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5560- خلاصة حكم المحدث: موضوع
من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي ، أدخلته يوم القيامة في شفاعتي
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5561- خلاصة حكم المحدث: ضعيف
من حمل من أمتي أربعين حديثا ، بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: ضعيف الجامع -
الصفحة أو الرقم: 5568- خلاصة حكم المحدث: موضوع
=1420&s[]=0]هنا
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى
يؤديها إليهم كنت له شفيعا أو شهيدًا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن السكن - المصدر: التذكار -
الصفحة أو الرقم: 6 -خلاصة حكم المحدث: ليس يروى من وجه ثابت
* من تعلم من أمتي أربعين حديثا يفقه بهافي دينه كان
فقيهًا عالمًا
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن السكن - المصدر: جامع بيان العلم -
لصفحة أو الرقم: 1/198-خلاصة حكم المحدث: ليس يروى
هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه ثابت
فقيهًا عالمًا
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن السكن - المصدر: جامع بيان العلم -
لصفحة أو الرقم: 1/198-خلاصة حكم المحدث: ليس يروى
هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه ثابت
* من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينهابعثه
الله عز وجل يوم القيامة فقيهًا عالمًا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين -
لصفحة أو الرقم: 1/144-خلاصة حكم المحدث: [فيه]
إسحاق بن نجيح الملطي دجال من الدجاجلة كان يضع الحديث
الله عز وجل يوم القيامة فقيهًا عالمًا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين -
لصفحة أو الرقم: 1/144-خلاصة حكم المحدث: [فيه]
إسحاق بن نجيح الملطي دجال من الدجاجلة كان يضع الحديث
* من حمل عن أمتي أربعين حديثاً بعثه الله يوم
القيامة فقيهاً عالماً
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 6/114-خلاصة حكم المحدث: غير محفوظ
القيامة فقيهاً عالماً
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 6/114-خلاصة حكم المحدث: غير محفوظ
* من حفظ على أمتي أربعين حديثاً بما ينفعها الله به بعثه
يوم القيامة فقيهاً عالماً
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 8/337-خلاصة حكم المحدث: [فيه] أبو البختري كذاب يضع الحديث
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنتله شهيدا يوم القيامة
الراوي: عبد الله بن عباس المحدث: ابن عدي - المصدر:الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 3/436خلاصة حكم المحدث: [فيه] خالد بن
يزيد العمري عامة أحاديثه مناكير [وفيه] إسحاق بن نجيح أشر منه
يزيد العمري عامة أحاديثه مناكير [وفيه] إسحاق بن نجيح أشر منه
*من تعلم على أمتي أربعين حديثا ينفعها الله بهافي دينه كان فقيها عالما
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 3/477- خلاصة حكم المحدث: موضوع
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 3/477- خلاصة حكم المحدث: موضوع
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنةكنت
له شفيعا يوم القيامة
الراوي: - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 1/537-خلاصة حكم المحدث: موضوع
له شفيعا يوم القيامة
الراوي: - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - لصفحة أو الرقم: 1/537-خلاصة حكم المحدث: موضوع
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله عز وجلبها ، قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - لصفحة أو الرقم: 4/210-خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث
أبي بكر عن عاصم
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - لصفحة أو الرقم: 4/210-خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث
أبي بكر عن عاصم
* سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حد العلم إذا حفظه الرجل كان فقيها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا
الراوي: أبو الدرداء المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان -
لصفحة أو الرقم: 2/742-خلاصة حكم المحدث: متنه مشهور
وليس له إسناد صحيح
لصفحة أو الرقم: 2/742-خلاصة حكم المحدث: متنه مشهور
وليس له إسناد صحيح
* من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى
يؤديها إليهم كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن عبدالبر - المصدر:
التذكار - لصفحة أو الرقم: 6-خلاصة حكم المحدث: غير محفوظ
يؤديها إليهم كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن عبدالبر - المصدر:
التذكار - لصفحة أو الرقم: 6-خلاصة حكم المحدث: غير محفوظ
اقتباس
لذا اعتنى العلماء بشرحها لاشتمالها لعدة مهمات و تنبيهات، فمن حازها بفهم فقد حاز خيرًا كثيرًا،و الله
نسأل أن يجعلنا ممن قال فيهم حبيبنا صلى الله عليه
و سلم: " نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى
يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ،
ورب حامل فقه ليس بفقيه"
قد يستهين البعض بالأربعين النوويةاعتمادًا على ضعف الأحاديث الواردة في فضل حفظ أربعين حديثًا
فقد كان مقصد الإمام النووي رحمه الله
جمع أحاديث تكون أصولا و قواعد في ديننا ،
فقد كان مقصد الإمام النووي رحمه الله
جمع أحاديث تكون أصولا و قواعد في ديننا ،
لذا اعتنى العلماء بشرحها لاشتمالها لعدة مهمات و تنبيهات، فمن حازها بفهم فقد حاز خيرًا كثيرًا،و الله
نسأل أن يجعلنا ممن قال فيهم حبيبنا صلى الله عليه
و سلم: " نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى
يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ،
ورب حامل فقه ليس بفقيه"
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/327-خلاصة حكم المحدث: صحيح
هل حديث " أن من حفظ 40 حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فسيضمن دخول الجنة أو يُبعث مع العلماء " صحيح ؟
الجواب
الحمد لله1. هذا الحديث ضعيف ، وهو على كثرة طرقه لا تصلح لأن تقوِّي بعضها بعضاً ، وله روايات كثيرة وبألفاظ مختلفة ، ومنها " .. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء " ، وفي رواية " بعثه الله عالماً فقيهاً " ، وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " ، وغيرها .
أ. قال الحافظ ابن حجر :
[ رواه ] الحسن بن سفيان في " مسنده " وفي " أربعينه " من حديث ابن عباس ، وروي من رواية ثلاثة عشر من الصحابة ، أخرجها ابن الجوزي في " العلل المتناهية " وبيَّن ضعفها كلَّها وأفرد ابن المنذر الكلام عليه في جزء مفرد ، وقد لخَّصت القول فيه في " المجلس السادس عشر " من الإملاء ، ثم جمعتُ طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة .
" التلخيص الحبير " ( 3 / 93 ، 94 ) .
ب. وقال ابن الملقِّن :
حديث " من حفظ على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً " : يُروى من نحو عشرين طريقاً وكلها ضعيفة ، قال الدارقطني : كل طرقه ضعاف لا يثبت منها شيء ، وقال البيهقي : أسانيده ضعيفة.
" خلاصة البدر المنير " ( 2 / 145 ) .
وقال البيهقي :
هذا متن مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح .
" شعب الإيمان " ( 2 / 270 ) .
وقال النووي :
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه .
" مقدمة الأربعين النووية " .
2. ومما ينبغي أن يقال هنا أنه قد جاء في السنة ما يبيِّن فضل من سمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبلَّغه ، ولو كان حديثاً واحداً .
عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه ، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ ".
رواه الترمذي ( 2656 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 3660 ) ، وابن ماجه ( 230 ) .
قال المباركفوري :
والمعنى : خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الاخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة ثم قيل إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة وقيل دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة .
" تحفة الأحوذي " ( 7 / 347 ، 348 ) .
والله أعلم .
*و في رواية :"نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه
الراوي: ثابت المحدث: السخاوي - المصدر: فتح المغيث - الصفحة أو الرقم: 2/244-خلاصة حكم المحدث: ثابت
اقتباس فليصحح معتقده كل من أراد دراسة وحفظ الأربعين النووية
ونستأنس بهذه الفتوى
السؤالهل حديث " أن من حفظ 40 حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فسيضمن دخول الجنة أو يُبعث مع العلماء " صحيح ؟
الجواب
الحمد لله1. هذا الحديث ضعيف ، وهو على كثرة طرقه لا تصلح لأن تقوِّي بعضها بعضاً ، وله روايات كثيرة وبألفاظ مختلفة ، ومنها " .. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء " ، وفي رواية " بعثه الله عالماً فقيهاً " ، وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " ، وغيرها .
أ. قال الحافظ ابن حجر :
[ رواه ] الحسن بن سفيان في " مسنده " وفي " أربعينه " من حديث ابن عباس ، وروي من رواية ثلاثة عشر من الصحابة ، أخرجها ابن الجوزي في " العلل المتناهية " وبيَّن ضعفها كلَّها وأفرد ابن المنذر الكلام عليه في جزء مفرد ، وقد لخَّصت القول فيه في " المجلس السادس عشر " من الإملاء ، ثم جمعتُ طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة .
" التلخيص الحبير " ( 3 / 93 ، 94 ) .
ب. وقال ابن الملقِّن :
حديث " من حفظ على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً " : يُروى من نحو عشرين طريقاً وكلها ضعيفة ، قال الدارقطني : كل طرقه ضعاف لا يثبت منها شيء ، وقال البيهقي : أسانيده ضعيفة.
" خلاصة البدر المنير " ( 2 / 145 ) .
وقال البيهقي :
هذا متن مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح .
" شعب الإيمان " ( 2 / 270 ) .
وقال النووي :
واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه .
" مقدمة الأربعين النووية " .
2. ومما ينبغي أن يقال هنا أنه قد جاء في السنة ما يبيِّن فضل من سمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم وبلَّغه ، ولو كان حديثاً واحداً .
عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه ، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ ".
رواه الترمذي ( 2656 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 3660 ) ، وابن ماجه ( 230 ) .
قال المباركفوري :
والمعنى : خصه الله بالبهجة والسرور لما رزق بعلمه ومعرفته من القدر والمنزلة بين الناس في الدنيا ونعمه في الاخرة حتى يرى عليه رونق الرخاء والنعمة ثم قيل إنه إخبار يعني جعله ذا نضرة وقيل دعاء له بالنضرة وهي البهجة والبهاء في الوجه من أثر النعمة .
" تحفة الأحوذي " ( 7 / 347 ، 348 ) .
والله أعلم .
ذكر النووي رحمه الله في مقدمة الأربعين :
ثم منَ العُلماء من جَمَع الأربعين في أصول الدِّينِ، وبعضُهم في الفروع، وبعضُهم في الجهاد، وبعضُهم في الزُّهْد، وبعضُهم في الخُطَب، وكُلُّها مقاصِدُ صالِحةٌ*، رضي اللهُ عن قاصِدِيها. وقد رأيتُ جَمْعَ أربعينَ أهمَّ من هذا كلِّهِ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك....
... وينبغي لكلِّ راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لِمَا اشتملت عليه من المهمَّات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات، وذلك ظاهر لِمَن تدبَّره )).ا.هـ
والأحاديث التي جمعها النووي ـ رحمه الله ـ اثنان وأربعون حديثاً، قد أطلق عليها أربعين تغليباً مع حذف الكسر الزائد، وقد رُزق هذا الكتاب للنووي مع كتابه (( رياض الصالحين )) القبول عند الناس، وحصل اشتهارهما والعناية بهما، وأوَّلُ كتاب ينقدح في الأذهان يُرشَد المبتدئون في الحديث إليه هذه الأربعون للإمام النووي رحمه الله، وقد زاد ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ عليها ثمانية أحاديث من جوامع الكلم، فأكمل بها العدَّة خمسين، وشرحها بكتاب سَمَّاه: (( جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ))، وقد كثرت شروح الأربعين للإمام النووي، وفيها المختصر والمطوَّل، وأوسع شروحها شرح ابن رجب الحنبلي رحمه الله،
فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمَّة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله
تأليف :عبد المحسن بن حمد العباد البدر
فوائد
♥ *لو نظرنا إلى عمدة الأحكام لوجدناها منتخبة؛ لكنها في باب واحد وهو باب الفقه، أما الأربعون النووية فهي في أبواب متفرقة متنوعة، مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك....
♥ومن هذه الأحاديثِ الجوامِع: التي وَصفَها العلماءُ بأنَّ مدار الإسلام عليها، أو أنها أصولُ الأحاديثِ أو أصولُ الدين أو أصولُ السُّنن: حديثُ (الأعمال بالنيات)، و(الحلال بّيِّنٌ والحرام بَيِّنٌ)، و(مَنْ أحْدثَ في أمْرِنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ)...
♥فرغ المؤلف من تأليفها ليلة الخميس التاسع والعشرين من جمادي الأولى سنة (668هـ).
مستخلص مما سبق
♥مولده ونشأته♥
الإمام النووي ولد في عام (631هـ ) أي: في أوائل القرن السابع الهجري، وتولى والده الصالح رعايته وتأديبه، ونشأه تنشئة طيبة، فحضه منذ الصغر على طلب العلم حين لاحظ فيه من مخايل النجابة والذكاء والاستعداد الفطري.الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي وهو من بلاد المغرب مر بنوى مصادفة ذات مرة فقال: رأيت الشيخ وهو ابن عشر سنين -يقصد الإمام النووي - بنوى والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، أي: يجري أمامهم وهو طفل عمره (10) سنوات، ويبكي حين يكرهونه على اللعب معهم، وهو يقرأ القرآن على تلك الحال.
قال: فوقع في قلبي محبته، وكان قد جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن.
قال: فأتيت معلمه فوصّيته به وقلت له: إنه يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم وينتفع الناس به، فقال لي: أمنجّم أنت؟ قلت: لا، وإنما أنطقني الله بذلك، فذُكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد ناهز الحلم.
♥رحلته في طلب العلم♥
وحينما كانت بيئة الإمام النووي بيئة صلاح ولكنها لا تُشبع نهمه في طلب العلم قدم به والده إلى دمشق سنة (649هـ) وكان عمره (19) سنة، وكانت دمشق موئل العلماء، ومنهل الفضلاء، ومهوى أفئدة طلاب العلم، وكان فيها من المدارس التي يُدرّس فيها مختلف أنواع العلوم ما يزيد على (300 ) مدرسة، ومنذ أن حط رحله فيها التقى بالشيخ عبد الكافي بن عبد الملك الربعي المتوفى سنة (689هـ ) وأطلعه على دخيلة نفسه، وما ينويه من طلب العلم، فأخذه وتوجه به إلى حلقة العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم بن الفركاح المتوفى سنة (690هـ) فقرأ عليه دروساً، وبقي يلازمه مدة، ثم التمس من شيخه هذا مكاناً يأوي إليه ويسكن فيه، فدله على شيخ المدرسة الرواحية، وهذه المدرسة بناها أحد التجار المعروف بـابن رواحة في دمشق أيضاً.
قال: فدله على شيخ المدرسة الرواحية الإمام الفقيه كمال الدين إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ، فتوجه إليه ولازمه وأخذ عنه وسكن المدرسة الرواحية، وقد ذكر النووي رحمه الله أنه بقي نحو سنتين لا يضع جنباً على الأرض.
أي: أنه بقي سنتين لا ينام وإنما يغفو إغفاءة ثم يستيقظ وهو جالس، وهذا فيه همة عالية في طلب العلم، إذا كان هذا الإمام أو غيره ممن كتب الله تعالى لذكرهم البقاء.
فقال: ويتبلغ بشيء من القوت اليسير، وحفظ التنبيه في نحو أربعة أشهر ونصف، وهو متن عظيم في الفقه، ثم حفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة وهو يشرح ويصحح على شيخه كمال المغربي ، وقد أُعجب به شيخه أيما إعجاب؛ لما رأى من دأبه وحرصه وانصرافه إلى طلب العلم، فأحبه محبة شديدة وجعله معيد الدرس في حلقته -أي: أن الشيخ إذا فرغ من درسه جعل الإمام النووي يعيده في المدرسة الرواحية- حتى أقبل على طلب العلم بنهم وشغف وجد واستعداد وهمة لا تعرف الكلل والملل، فكان يقرأ كل يوم (11) درساً وقيل: (12) درساً على العلماء شرحاً وتصحيحاً: درسين في الوسيط للغزالي ، وثالثاً في المهذّب للشيرازي ، ودرساً في الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وخامساً في صحيح مسلم ، ودرساً في إصلاح المنطق لـابن السكيت ، ودرساً في اللمع لـابن جني ، ودرساً في أصول الفقه في اللمع للشيرازي أيضاً، والمنتخب للفخر الرازي ، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين -أي: في العقيدة- وكان يُعلّق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، وإيضاح عبارة، وضبط لغة.
♥صفاته التي أهلته للطلب ووصاياه لطلاب العلم♥
هذا الذي نعده إنما يدلنا على أن الإمام قد حرص على أن يأخذ من كل فن بنصيب، ومن كل علم بحظ وافر، وما كان ينام من الليل إلا أقله: "كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " [الذاريات:17-18]، وإذا غلبه النوم استند إلى الكتب لحظة ثم يفيق وينتبه، وضُرب به المثل في إكبابه على طلب العلم ليلاً ونهاراً، وهجره النوم إلا عن غلبة، وضبط أوقاته بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة أو التربي على الشيوخ، حتى إنه إذا مشى في الطريق كان يشتغل في تكرار ما يحفظ -أي: أنه في أثناء سيره لم يكن يضيع الوقت، ولكنه كان يراجع محفوظاته- فإذا وصل إلى الدرس التحم ذكره في الشوارع وقراءته ومراجعته لهذه الدروس بدرسه الذي يُسمعه الطلاب، فما كان يضيع من وقته لحظة واحدة، وهذا شأن الحريص على طلب العلم.
وكان قوي المدرك حاضر البديهة تنثال عليه المعاني انثيالاً في وقت الحاجة إليها -كان إذا أراد أن يستشهد بشيء أو يأتي بأدلة لمسألة كانت تنثال انثيالاً وكأنه يقرأ من كتاب- وهذا يدل على قوة القريحة لديه رحمه الله تعالى.
وكان يتعمق في المسائل العلمية ولا يكتفي بدراسة ظواهرها ولا يتقلد قول الغير فيها إلا بعد التحقق من صحة دليله وجودة مخرجه.
وكان رحمه الله تعالى يتمتع بحافظة قوية مستوعبة أتاحت له السيطرة الفكرية على ما يقرأ بحيث يربط أقصاه بأدناه، وأوله بآخره، وأجزاءه بعضها ببعض.
وكان رحمه الله تعالى تتمثل فيه الآداب التي ذكرها في كتابه المجموع في الجزء الأول من المقدمة، ذكر مقدمة في غاية الروعة والمتانة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم، فكان من بين هذه العناصر والنصائح أنه قال: ينبغي للمتعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله تعالى، فلا يقصد به رياسة، ولا سمعة، ولا رياء، ولا إشارة بالبنان إليه، ولا عرضاً من أعراض الدنيا من جاه وسلطان ومال وغير ذلك، إنما يقصد به وجه الله تعالى، فمن كان طالباً للعلم فليعلم أن مطلوبه هو أعز وأشرف مطلوب، فليعد أعز العدة له، وأعزها وأفضلها إنما هو تقوى الله عز وجل والإخلاص في طلبه لله دون سواه، فهذا الإمام إنما نبّه وأكد على الإخلاص في طلب العلم في مقدمة تنبيهاته وتوجيهاته من المجموع.
ثم ثنى بعد ذلك بقوله: وأن يتحقق بالمحاسن التي ورد الشرع بها وحث عليها، والخلال الحميدة والسير المرضية التي أرسل إليها من التزهد في الدنيا والتقلل منها، وعدم المبالاة بفواتها، والسخاء، والجود، ومكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه والبشاشة، وغير ذلك من مكارم الأخلاق.
ثم ثلث بقوله: وأن يحذر من الحسد والرياء والإعجاب واحتقار الناس وإن كانوا دونه درجات، وهذا ما نفتقده نحن الآن، فالواحد منا إذا طالع كتاباً واحداً لا يمكن التفاهم معه؛ لأنه يظن أنه قد حاز العلم بحذافيره، لمجرد أنه يقرأ الجزء الأول من فقه السنة يظهر عليه الكبر والعجب والتيه والخيلاء في مشيه وكلامه وجلوسه وقعوده ومعاملته مع الخلق، بل ومعاملته مع الله عز وجل، وذلك لأنه طلب على غير شيخ، ثم لم يعد العدة ولم يتهيأ ولم يتأدب بالآداب التي ينبغي أن يتعلمها أولاً قبل أن يتعلم العلم؛ ولذلك الحسن البصري يقول: نحن في حاجة إلى قليل من الأدب أكثر من حاجتنا إلى كثير من العلم.
وقيل للشافعي : كيف شهوتك للأدب؟ قال: والله إني لأسمع بالحرف الواحد منه فأتمنى لو تكون كل جوارحي آذناً حتى تنعم بهذا الحرف.
قيل له: كيف طلبك إياه؟ قال: طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره.
وانظر عندما تكون هناك امرأة ليس لها إلا ولد واحد، وهذا الولد ضل وتاه عنها، تبحث عنه بحث المجنونة عليه، فكذلك كان يفعل الإمام الشافعي ، فينبغي قبل أن يطلب الطالب العلم أن يطلب الأدب؛ لأنه إن طلب الأدب أولاً انتفع بالعلم، وإن لم يطلب الأدب أولاً لم ينتفع لا بالعلم ولا بالأدب.
ثم يقول: وعليه أن يداوم مراقبة الله تعالى في علانيته وسره، محافظاً على قراءة القرآن والأذكار والدعوات ونوافل الصلوات والصوم وغيرها، معولاً على الله في كل أمره، معتمداً عليه مفوضاً في كل الأحوال أمره إليه.
ثم قال: وعليه أن يستمر مجتهداً في الاشتغال بالعلم قراءة وإقراءً، ومطالعة وتعليقاً، ومباحثة ومذاكرة، ولا يستنكف من التعلم ممن هو دونه في سن أو نسب أو دين أو في علم آخر أو غير ذلك.
وعليه أن يعتني بالتصنيف إذا تأهل له، أما إذا لم يتأهل له فلا شك أنه يحرم عليه أن يتصدى للتصنيف، وينبغي له أن يحرّض طلابه على الاشتغال في كل وقت، ويطالبهم بحفظ ما يلزم حفظه، وينير أذهانهم بطرح الأسئلة المهمة عليهم.
ومن أهم ما يؤمر به ألا يتأذى ممن يقرأ عليه إذا قرأ على غيره؛ لأنك إذا منعت طلابك من أن يسمعوا لغيرك فلا شك أنهم سيتعلمون الجمود؛ لأنه ربما لا تلقي عليهم أنت إلا رأياً واحداً هو الذي تعتنقه وتعتقده، فيخرج الطالب أفقه ضيّق جداً لا يعرف في كل مسألة إلا قولاً واحداً، فلو صدم بالرأي الثاني أو الثالث أو العاشر أو المائة فيستنكر كل هذه الآراء؛ لأنه تربى على رأي واحد وعلى شيخ واحد، وقديماً قالوا: الذي له شيخ واحد كالذي له امرأة واحدة إن حاضت حاض معها، وإن نفست نفس معها، وإن طهرت طهر معها، فينبغي أن يكون لطالب العلم علماء ومشايخ كثر حتى يتعلم من الجميع.
تلك هي أهم خصائصه العلمية.