حذّر الطبيب الألماني هيرمان جوزيف كال الآباء من إمكانية أن
تتسبب الأدوية والمنظفات المنزلية الموضوعة في متناول يد الطفل
في إصابته بالتسمم بمنتهى السهولة؛ حيث ينجذب الأطفال بطبيعتهم
خلال رحلتهم الاستكشافية في المنزل إلى الزجاجات والعبوات
والأنابيب الملوّنة المحتوية على هذه المواد.
ونظراً لما تتمتع به هذه المرحلة العمرية من الفضول
وحب الاستطلاع؛
يسرع الأطفال دائماً لمحاولة التعرف على محتوى
هذه العبوات من خلال وضعها في أفواههم.
وأكدّ كال، المتحدث باسم الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال
والمراهقين بمدينة كولونيا، :'يُمكن للآباء حماية أطفالهم من التسمم
بفعل هذه الأدوات المنزلية من خلال إتباع بعض الحيل البسيطة؛
حيث ينبغي عليهم مثلاً الاحتفاظ بالأدوية في الخزانة
المخصصة لها
والقابلة للغلق بعيداً عن متناول يد الطفل'.
ويواصل الطبيب الألماني إرشاداته، قائلاً :'يجب على الآباء
الاحتفاظ بالمنظفات والمبيدات والأدوات المستخدمة في ممارسة
الهوايات وغيرها من الأدوات المنزلية بعيداً عن متناول الأطفال،
كما ينبغي عليهم ألا يقوموا مطلقاً بوضع المنظفات أو المواد
الكيميائية أو ما شابه في زجاجات العصائر الفارغة؛
حيث يجذب ذلك أنظار الطفل ويدفعه لتناولها'.
أما إذا أُصيب الطفل بالتسمم على الرغم من اتخاذ الآباء لكل هذه
الإجراءات الاحترازية، يؤكد الطبيب الألماني حينئذٍ على ضرورة
أن يتعامل الآباء مع هذا الأمر بشكل سريع، موضحاً بعض
الإجراءات، التي يُمكنهم القيام بها بعد استشارة طبيب الأطفال
الخاص بطفلهم أو أحد مراكز الطوارئ المختصة بحالات التسمم،
بقوله :'ينبغي على الآباء أن يجعلوا طفلهم يتناول قدر من الماء أو
الشاي أو العصير بكميات صغيرة، مع العلم بأنه يجب عليهم القيام
بذلك بشكل سريع قدر الإمكان، لاسيما إذا أُصيب الطفل بالتسمم
بفعل مواد حمضية أو قلوية'.
بينما حذّر طبيب الأطفال الألماني :'يجب على الآباء ألا يحاولوا بأي
شكل من الأشكال إجبار طفلهم على التقيؤ، علماً بأن الحليب لا يُعد
مادة مضادة للتسمم، إنما يُمكن أن يؤدي في الكثير من الحالات
إلى إسراع امتصاص الأمعاء للمادة السامة'.
ولكن إذا فقد الطفل وعيه إثر إصابته بالتسمم، فيؤكد كال حينئذٍ على
ضرورة اصطحابه إلى طبيب طوارئ على الفور، مشدداً على
ضرورة اصطحاب المادة أو العبوة
التي تسببت في تسممه إلى الطبيب أيضاً.
أما إذا لامست هذه المواد عين الطفل وتسببت في إصابته بحروق،