صلاح الدين الأيوبى أشهر من نار على علم أذاق الفرنج – وغيرهم- حسرة ومرارة عبر عنها أحد قادتهم حين وقف على قبره فى عشرينيات القرن الماضى قائلا هانحن قد عدنا يا صلاح الدين، ولد صلاح الدين سنة 532هـ بتكريت في العراق ونشأ وتعلم العلم بدمشق والقاهرة، وصلاح الدين هو فارس موقعة حطين الذى استعاد بفضلها بيت المقدس بعد إذ سقط أسيراً في يد الصليبيين لأكثر من تسعين عاماً، وصلاح الدين هو فارس الميدان حتى الآن بلا منازع، وفى دراسة سيرته ملامح مهمة منها أن صخرة أعداء الأمة تتحطم على بوابة مصر، وقد تأكد ذلك عبر سيف الدين قطز، وفى سيرته ملمح آخر شديد الأهمية وهو أن التغيير لا محالة قادم ولكن بقوانين لا تعرف المحاباة ولا الاستثناء، وَلَتغيير واضح مرن واع خير من هياج وصراخ لا ثمرة له... نفهم ذلك حين وحّد صفوفه وأحيا تراث أمته وأمّن جبهته الداخلية ضد خصوم الأمة وأغبيائها الذين ينعقون بما لا يعرفون.
اختزال معيب
ورغم ذلك فإني أقول إن أمتنا الإسلامية ليست فى حاجة إلى اختزال قادتها فى أمثال صلاح الدين فلله فضل أن جعل هذه الأمة ولادة للمجاهدين والمخلصين وما أبطال فلسطين عنا ببعيد، فضلا عن أن كل زمان لمن فيه... فصلاح الدين ابن زمنه كما أحمد ياسين ابن زمنه.
صحيح أنه كلما ازدادت أوضاعنا المقلوبة هذى سوء، وكلما استغرق الناس فى الشعور بالإحباط، وكلما ازداد شعور الناس بالعجز . وتعالى أهل الباطل، ومحاصرة أهل الحق من كل جانب...كلما حدث ذلك كلما استغرق الناس فى البحث عن مخلص، عن منقذ، عن رجل كصلاح الدين رمز التغيير، ولكن لمَ لمْ يفكر أحدنا أن يكون هو صلاح الدين أو أن يكون هو ذلك المنقذ أو ذلك المخلص أو على أحسن تقدير أن يربى فى أبنائه تلك النزعة إن هو عجز عنها أو أن يفعل ما ينبغي عليه فعله كجندي بله كقائد!!
انتظار بلا صناعة مضيعة للوقت
إن الأمم التى تنتظر قادة مخلّصين ولا تصنعهم أمة بعيدة عن النصر، والأمم التى تنتظر تغييرا فوقيا دون أن تصنعه من قاعدة الهرم السكاني لا يرجى لها نصر أو نهضة، والأمم التى تنتظر صلاح الدين كفرد واحد دون استنبات جيد للقادة أمة لا تستقيم لها نهضة ولا يرجى لها سوى استمرار الكسل.
لكن حين تبنى الأمم أفرادها ليكونوا أبطالا بمجموعهم وليكون كل فرد فيهم بطلا رغم أنفه وحين تزكى فيه موروثاتنا الطيبة والجيدة روح البطولة والجهاد والحركة فإن الأمل معقود على هذا الجيل...أما إذا جفت منابع استنبات القادة، وإذا عدمت أمتنا صنع رجال يقودون العمل بتناغم واقتدار، فإن أمتنا على خطر عظيم.
خطوط عريضة
عوامل التمكين – وهى غير عوامل النصر بداهة – وصناعة النهضة تحتاجان إلى أناس قادرين يستمدون قدرتهم من خيريتهم وأقصد بها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفعل الخيرات بمعنى شمولى تقتضيه مهمة النهضة والبناء يقول تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج 41، ولا تستقيم سنة تمكين بلا قادة فاقهين.
وهذه وسائل -عند التحقيق- تنهض بها الأمم بله تُسقط به استبداد الطغاة،" ولا تحسبن الذين كفروا معجزين فى الأرض" بيد أن هذه الوسائل لا يفقهها العجزة الذين استلب الغرب همتهم لكن يعيها رجال اعتصموا بدين ربهم، واستنهضوا أنفسهم بقوة ما يحملونه من نور الوحى " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور".
ما زلنا نرجو أن نجتمع – كأمة- على هدف واحد وإن اختلفنا فى الفروع، وليكن صناعة القادة مثلا، ولذلك آليات ووسائل يرجى الحديث عنها لاحقا، كما نرجو أن نقرأ التاريخ بصورة جديدة تدعونا لأن نستخلص منه قوانين السير فى التاريخ وقواعد للتعامل مع الغرب الصليبى بهدوء وبدون تشنج وفى يقينى أن وسيلة خلت من الله لن يكتب لها النجاح.
وسيلة خلت من الله لن يكتب لها النجاح
لقد راقبت عن كثب : من الذى رفع راية مقاومة أعداء الأمة عبر التاريخ حتى الآن فوجدت أنهم المجاهدون الذين رفعوا راية الله أكبر...وسلوا عن الحروب الصليبية وصلاح الدين وطفوا بالتتار وقطز، واعرجوا على فلسطين وحماس والجهاد، وفى نموذجى الشيشان وأفغانستان إبان الغزو الروسى نماذج واضحة للعيان، وما كوسوفا والبوسنة والهرسك عنا ببعيد.
فمعظم المقاومة فى بلاد المسلمين التى تتعرض لاحتلال واغتصاب- يغض الطرف عن الحديث فيه أغبياء الطابور الخامس- ترجع إلى المقاومة بصبغتها الإسلامية... فمثلا : فلسطين، جنوب لبنان، الشيشان، البوسنة والهرسك، كشمير، إرتيريا، هذى نماذج واضحة للعيان فالإسلام يعد أكبر حافز لتعبئة الجماهير ولعله وحده تاريخيا القادر على ذلك.
ومن هنا نقول إن فارس الميدان هو أنت بأخلاق الإسلام فى ميدان عملك، وفى تنشئتك لأطفالك، وفى استنبات قادة للأمة، وفى مد يد العون للعاملين مع عدم تثبيط همتهم، وفى إنبات بيئة تسمح للفرسان أن يظهروا ويقودوا...وفى الأمل بعض تحقيق الممكن.
اختزال معيب
ورغم ذلك فإني أقول إن أمتنا الإسلامية ليست فى حاجة إلى اختزال قادتها فى أمثال صلاح الدين فلله فضل أن جعل هذه الأمة ولادة للمجاهدين والمخلصين وما أبطال فلسطين عنا ببعيد، فضلا عن أن كل زمان لمن فيه... فصلاح الدين ابن زمنه كما أحمد ياسين ابن زمنه.
صحيح أنه كلما ازدادت أوضاعنا المقلوبة هذى سوء، وكلما استغرق الناس فى الشعور بالإحباط، وكلما ازداد شعور الناس بالعجز . وتعالى أهل الباطل، ومحاصرة أهل الحق من كل جانب...كلما حدث ذلك كلما استغرق الناس فى البحث عن مخلص، عن منقذ، عن رجل كصلاح الدين رمز التغيير، ولكن لمَ لمْ يفكر أحدنا أن يكون هو صلاح الدين أو أن يكون هو ذلك المنقذ أو ذلك المخلص أو على أحسن تقدير أن يربى فى أبنائه تلك النزعة إن هو عجز عنها أو أن يفعل ما ينبغي عليه فعله كجندي بله كقائد!!
انتظار بلا صناعة مضيعة للوقت
إن الأمم التى تنتظر قادة مخلّصين ولا تصنعهم أمة بعيدة عن النصر، والأمم التى تنتظر تغييرا فوقيا دون أن تصنعه من قاعدة الهرم السكاني لا يرجى لها نصر أو نهضة، والأمم التى تنتظر صلاح الدين كفرد واحد دون استنبات جيد للقادة أمة لا تستقيم لها نهضة ولا يرجى لها سوى استمرار الكسل.
لكن حين تبنى الأمم أفرادها ليكونوا أبطالا بمجموعهم وليكون كل فرد فيهم بطلا رغم أنفه وحين تزكى فيه موروثاتنا الطيبة والجيدة روح البطولة والجهاد والحركة فإن الأمل معقود على هذا الجيل...أما إذا جفت منابع استنبات القادة، وإذا عدمت أمتنا صنع رجال يقودون العمل بتناغم واقتدار، فإن أمتنا على خطر عظيم.
خطوط عريضة
عوامل التمكين – وهى غير عوامل النصر بداهة – وصناعة النهضة تحتاجان إلى أناس قادرين يستمدون قدرتهم من خيريتهم وأقصد بها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفعل الخيرات بمعنى شمولى تقتضيه مهمة النهضة والبناء يقول تعالى (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج 41، ولا تستقيم سنة تمكين بلا قادة فاقهين.
وهذه وسائل -عند التحقيق- تنهض بها الأمم بله تُسقط به استبداد الطغاة،" ولا تحسبن الذين كفروا معجزين فى الأرض" بيد أن هذه الوسائل لا يفقهها العجزة الذين استلب الغرب همتهم لكن يعيها رجال اعتصموا بدين ربهم، واستنهضوا أنفسهم بقوة ما يحملونه من نور الوحى " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور".
ما زلنا نرجو أن نجتمع – كأمة- على هدف واحد وإن اختلفنا فى الفروع، وليكن صناعة القادة مثلا، ولذلك آليات ووسائل يرجى الحديث عنها لاحقا، كما نرجو أن نقرأ التاريخ بصورة جديدة تدعونا لأن نستخلص منه قوانين السير فى التاريخ وقواعد للتعامل مع الغرب الصليبى بهدوء وبدون تشنج وفى يقينى أن وسيلة خلت من الله لن يكتب لها النجاح.
وسيلة خلت من الله لن يكتب لها النجاح
لقد راقبت عن كثب : من الذى رفع راية مقاومة أعداء الأمة عبر التاريخ حتى الآن فوجدت أنهم المجاهدون الذين رفعوا راية الله أكبر...وسلوا عن الحروب الصليبية وصلاح الدين وطفوا بالتتار وقطز، واعرجوا على فلسطين وحماس والجهاد، وفى نموذجى الشيشان وأفغانستان إبان الغزو الروسى نماذج واضحة للعيان، وما كوسوفا والبوسنة والهرسك عنا ببعيد.
فمعظم المقاومة فى بلاد المسلمين التى تتعرض لاحتلال واغتصاب- يغض الطرف عن الحديث فيه أغبياء الطابور الخامس- ترجع إلى المقاومة بصبغتها الإسلامية... فمثلا : فلسطين، جنوب لبنان، الشيشان، البوسنة والهرسك، كشمير، إرتيريا، هذى نماذج واضحة للعيان فالإسلام يعد أكبر حافز لتعبئة الجماهير ولعله وحده تاريخيا القادر على ذلك.
ومن هنا نقول إن فارس الميدان هو أنت بأخلاق الإسلام فى ميدان عملك، وفى تنشئتك لأطفالك، وفى استنبات قادة للأمة، وفى مد يد العون للعاملين مع عدم تثبيط همتهم، وفى إنبات بيئة تسمح للفرسان أن يظهروا ويقودوا...وفى الأمل بعض تحقيق الممكن.