في آخر خلافة خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنة 13هـ أثناء قيام المسلمين بفتح الشام، بلغ هرقل أمر خروج المسلمين لمقاتلة الروم؛ فأمر بخروج الجيوش الرومية بصحبة الأمراء في مقابلة كل أمير من المسلمين بجيش كثيف.
فبعث إلى عمرو بن العاص أخًا له في تسعين ألفًا، وبعث قائدا ثانيا إلى يزيد بن أبي سفيان في خمسين أو ستين ألفًا، وثالثا إلى شرحبيل بن حسنة، ثم بعث رابعا في ستين ألفًا إلى أبي عبيدة بن الجراح، وجميع الجيش الذي مع المسلمين واحد وعشرون ألفًا فضلا عن جيش عكرمة بن أبي جهل رضوان ربي عليهم في طرفي الشام في ستة آلاف.
فكتب الأمراء إلى أبي بكر وعمر يعلمونهما بما وقع، فكتب إليهم أن كونوا جندًا واحدًا، وقال الصديق رضي الله عنه: “والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد”، وبعث إليه بالعراق ليقدم إلى الشام؛ ليكون أميرًا على من به، فاستناب خالد المثنى بن الحارثة رضي الله عنهما على العراق، وسار في ستة آلاف وخمسمائة.وقيل بل بتسعة آلاف
وعندما وصل خالد إلى معسكر المسلمين تقابل مع الروم في عدة معارك كان أهم هذه المعارك معركة أجنادين الأولي , كان الروم قد وصل إليهم مدد وفيه القساوسة يحرضونهم على القتال لنصر النصرانية، فتكامل جيش الروم أربعين ومائتي ألف منهم ثمانون ألف فارس وقيل خمسة وعشرون ومائتي ألف ، وقَدِمَ عكرمة بمن معه، فتكامل جيش الصحابة ستة وثلاثين ألفًا إلى أربعين ألفًا.
وأمَّرَ المسلمون عليهم خالد بن الوليد، فخرج “خالد” من ست وثلاثين كتيبة إلى الأربعين، في كل كتيبة ألف رجل, عليهم أمير، وجعل أبا عبيدة في القلب، وعلى الميمنة عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان ومعه معاوية ، وعلى الطلائع قباش بن أشيم.
ولمّا أقبلت الروم وقد سدت أقطار تلك البقعة كان خالد في الخيل بين يدي الجيش, فأشار خالد على أبي عبيدة قائلا: “إن هؤلاء القوم لا بد لهم من حملة عظيمة لا محيد عنها، وإني أخشى على الميمنة والميسرة، وإني قد رأيت أن أفرق الجيش فرقتين وأجعلها وراء الميمنة والميسرة, حتى إذا صدموهم كانوا لهم ردءًا, فنأتيهم من ورائهم”، فقال أبو عبيدة: “نعم ما رأيت”.
فكان خالد في أحد الخيلين من وراء الميمنة، وجعل قيس بن هبيرة في الخيل الأخرى، وأمر أبا عبيدة أن يتأخر عن القلب إلى وراء الجيش كله؛ لكي إذا رآه المنهزم استحيا منه ورجع إلى القتال, وجعل مكانه في القلب سعيد بن زيد .
ولمّا التقى الفريقان، هاجم الروم بقوة ميمنة المسلمين وقُتِلَ من المسلمين في هذا اليوم ثلاثة آلاف، فحمل خالد بمن معه من الخيّالة على ميسرة الروم التي حملت على ميمنة المسلمين، فقتل من الروم في حملته هذه ستة آلاف، ثم اعترضهم فحمل بمائة فارس معه على نحو من مائة ألف, فما وصل إليهم حتى انفضَّ جمعهم, وحمل المسلمون عليهم حملة رجل واحد.
ثم نهض خالد بالقلب حتى صار في وسط خيول الروم، فعند ذلك هربت خيالتهم في الصحراء، وعمد خالد إلى رجالة الروم, فتتبعوا من فر من الخيّالة، واقتحم خالد عليهم خندقهم فقتل منهم الكثير.
وانتهت اليرموك بنصر عظيم للمسلمين على أكبر تجمع لجيش الروم، وكانت هذه الواقعة هي بداية انتزاع المسلمين زعامة العالم من الروم., رغم ذلك ظل الصراع بين الطرفين ثمانية قرون حتى حاسمة المسلمين الصراع بشكل حاسمة في عهد السلطان محمد الفاتح بدخول معقل الروم البيزنطيين القسطنطينية 858 هجرية
المصادر
البداية والنهاية
الكامل في التاريخ
مواقف وعبر من التاريخ
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }