لو سأومن بما يسمى بعلم البرمجة العصبية فإنني سأصدق استغلال هذا العلم في برمجة العقول على تشتيت الذهن والتعود على اقتناص الجديد لذاته بلا معنى ولا هدف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص أصبحت تشكل عاملا مهما في برمجة العقل على تشتيت الذهن والاستمتاع فقط بالخبر الآني وسرعة الانتقال من حالة نفسية لأخرى بدون أي انتقائية وحتى نكون منصفين فهناك نسبة من الانتقائية تجعلنا ننجذب له لكنها ليست كل شيء.
فطبيعة لوحة المفاتيح (البوست) وعدد الكلمات المحددة وشكل الصفحة الرئيسية وكذلك الإمكانيات والقواعد العامة لشكل "الفيس" "وتويتر" وغيرهم ..كل هذا وأكثر يحدد طبائع جديدة على نفسية المستقبِل.
فمثلا قصر الأخبار وتنوع طبيعتها من أخبار محزنة وكوارث، إلى أخرى مضحكة...إلخ
فالكل يفرض عليك نفسه وأنت تشرب يوميا (بتلقائية-حتمية) وتتفاعل أحيانا بنفس الأسلوب لتصبح جزء من بنية لا تعلم عن أساسياتها وطبيعة بنائها أي شيء سوى شخصية رمزية مثل "مارك" أو المؤسس للموقع!
وفي القديم كان الشخص يذهب ليقابل صديقا له ويعيش مشكلة أو اثنين على الأكثر .. ويستطيل في التعمق والقراءة المطولة ليبحث الخبر الجديد من حيث الأثر والحلول والنتائج يأخذ الجديد بحقه كما يكون التفاعل مع أشخاص بعينهم ولغايات بعينها ثم هو يعود ليلتمس النتائج ويجني الثمار...
هذه هي طبيعة الجديد ذي المعنى والهدف...
واليوم علمتنا هذه المواقع معنى التململ من طبيعة العمل المطول لأن السرعة في جني الثمار أمر مغرٍ في حد ذاته بغض النظر عن كونها ثمارا حقيقيةً أو مزيفةً، تعلمنا كذلك المفاهيم العلمانية المادية في التي تعتمد على اللذة المؤقتة وجني الثمار التي تحت الأقدام مثل "الإعجابات" و"التعليقات" غير مكترثين بالثمار الفعالة ذات الخطط المطولة والنتائج الحاسمة.
"الهوم بيدج" أو الصفحة الرئيسية جعلت العديد منا مثل المزهرية الفارغة التي يوضع فيها كل مشاكل البيت التي لا فائدة منها.
فطبيعة المحتوى الذاتي للشخصية الإنسانية أضحى مهترءا، متوترا، ملولا، يبحث كل عدة دقائق عن أي جديد بغض النظر عن القيمة أو الهدف في الوقت الذي كان فيه سابقا يبحث معنىً محددًا وقيميًا "للجديد" في شهور أو ربما سنين!
القيمة، المعيار، الهدف الغائي، كل هذه بنيات مفقودة في العالم المادي العلماني الذي أمسنا نتنفسه -وهي تعارض فلسفته في الحياة بشكل عام- وهي نفسها البنيات التحتية التي كانت تشكل طبيعة الإنسان الشرقي في المجتمع المسلم خاصة في التواصل الاجتماعي على جميع مستوياته والذي يدمج بين القيمة والمادة أو بين الغاية والمنفعة في آن واحد فهل ستتآكل هذه المعايير التي لطالما حافظنا عليها تحت مظلة "مواقع التواصل الاجتماعي"
وختامًا لا أظن أن هذه المأساة سيظهر أثرها على الجميع بنفس النسبة ولكنني أتنبأ أنها ستشكل كارثة مستقبلية في النفس الإنسانية وقد تخرج بحوث ودراسات تعبر عن هذه الأسطر مستقبلًا؟!!
مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص أصبحت تشكل عاملا مهما في برمجة العقل على تشتيت الذهن والاستمتاع فقط بالخبر الآني وسرعة الانتقال من حالة نفسية لأخرى بدون أي انتقائية وحتى نكون منصفين فهناك نسبة من الانتقائية تجعلنا ننجذب له لكنها ليست كل شيء.
فطبيعة لوحة المفاتيح (البوست) وعدد الكلمات المحددة وشكل الصفحة الرئيسية وكذلك الإمكانيات والقواعد العامة لشكل "الفيس" "وتويتر" وغيرهم ..كل هذا وأكثر يحدد طبائع جديدة على نفسية المستقبِل.
فمثلا قصر الأخبار وتنوع طبيعتها من أخبار محزنة وكوارث، إلى أخرى مضحكة...إلخ
فالكل يفرض عليك نفسه وأنت تشرب يوميا (بتلقائية-حتمية) وتتفاعل أحيانا بنفس الأسلوب لتصبح جزء من بنية لا تعلم عن أساسياتها وطبيعة بنائها أي شيء سوى شخصية رمزية مثل "مارك" أو المؤسس للموقع!
وفي القديم كان الشخص يذهب ليقابل صديقا له ويعيش مشكلة أو اثنين على الأكثر .. ويستطيل في التعمق والقراءة المطولة ليبحث الخبر الجديد من حيث الأثر والحلول والنتائج يأخذ الجديد بحقه كما يكون التفاعل مع أشخاص بعينهم ولغايات بعينها ثم هو يعود ليلتمس النتائج ويجني الثمار...
هذه هي طبيعة الجديد ذي المعنى والهدف...
واليوم علمتنا هذه المواقع معنى التململ من طبيعة العمل المطول لأن السرعة في جني الثمار أمر مغرٍ في حد ذاته بغض النظر عن كونها ثمارا حقيقيةً أو مزيفةً، تعلمنا كذلك المفاهيم العلمانية المادية في التي تعتمد على اللذة المؤقتة وجني الثمار التي تحت الأقدام مثل "الإعجابات" و"التعليقات" غير مكترثين بالثمار الفعالة ذات الخطط المطولة والنتائج الحاسمة.
"الهوم بيدج" أو الصفحة الرئيسية جعلت العديد منا مثل المزهرية الفارغة التي يوضع فيها كل مشاكل البيت التي لا فائدة منها.
فطبيعة المحتوى الذاتي للشخصية الإنسانية أضحى مهترءا، متوترا، ملولا، يبحث كل عدة دقائق عن أي جديد بغض النظر عن القيمة أو الهدف في الوقت الذي كان فيه سابقا يبحث معنىً محددًا وقيميًا "للجديد" في شهور أو ربما سنين!
القيمة، المعيار، الهدف الغائي، كل هذه بنيات مفقودة في العالم المادي العلماني الذي أمسنا نتنفسه -وهي تعارض فلسفته في الحياة بشكل عام- وهي نفسها البنيات التحتية التي كانت تشكل طبيعة الإنسان الشرقي في المجتمع المسلم خاصة في التواصل الاجتماعي على جميع مستوياته والذي يدمج بين القيمة والمادة أو بين الغاية والمنفعة في آن واحد فهل ستتآكل هذه المعايير التي لطالما حافظنا عليها تحت مظلة "مواقع التواصل الاجتماعي"
وختامًا لا أظن أن هذه المأساة سيظهر أثرها على الجميع بنفس النسبة ولكنني أتنبأ أنها ستشكل كارثة مستقبلية في النفس الإنسانية وقد تخرج بحوث ودراسات تعبر عن هذه الأسطر مستقبلًا؟!!