منهجية التغيير في رمضان
بقلم: الشيخ محمود أحمد سمهون
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
إن ما يعانيه أفراد مجتمعاتنا المسلمة اليوم من مشاكل كثيرة في حياتهم، من اكتئاب وملل، وخوف وقلق، وإحباط وتبعية، وعدم إنتاجية، وكثرة مسئوليات، وتردُّد وحيرة، ومن تكرار الوقوع في الفشل وضعف الإبداع.. يعود إلى عدم سلوك منهجية التغيير في حياتهم، وإلى ضعف إيمانهم وقلة عبادتهم.
وحيث إن التغيير يحتاج إلى إيمانيات روحيّة عاليّة، وصحة بدنية قوية قادرة على مقاومة الأمراض، وصحة نفسية، وشخصية قوية ثابتة، ومبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات، ومهارات متنوعة ومتنامية.. كل هذا من الممكن تحققه في شهر رمضان، شهر التغيير، ولأن الطلب كبير فالعرض كذلك كبير ومتنوع، لنتمكن من الانطلاق نحو غد مشرق، نغيِّر فيه أنفسَنا ونُحسِن أعمالنا، ونأخذ من جديد بيد أمتنا نحو الريادة والسؤدد.. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).
1- إيمانيات روحية عالية:
وحيث إن التغيير ينطلق من هنا، وبَما أن في شهر رمضان تتحقق هذه الإيمانيات العالية، لتحقيق الهدف الأسمى، والغاية الكبرى من الصيام، ألا وهي تقوى الله عز وجل وإعداد القلوب للشفافية والخشية من الله؛ حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وتشحنها بالإيمان، طاعةً لله، وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي التي تحرس إيمان هذه القلوب، وبالإيمان يبدأ التغيير، لأنه نهج الأنبياء أعظم قادة في التاريخ، الذين غيَّروا الأمم، وأصلحوها من فسادها.
2- صحة بدنية وقوة على مقاومة الأمراض:
كلما تفكَّرنا بكلام سيد البشر، رأينا دلالاتٍ ومعجزاتٍ جديدةً تتجلى في أحاديثه عليه الصلاة والسلام، وقد أثبت الطب الحديث اليوم أن الكثير من الحالات المرضية يتم علاجها من خلال تقنية الصيام، ويقول علماء الطب أيضًا إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل هذه الخلايا وتعيق عملها، وتقلل من نشاطها.
وعلى الرغم من الجهود والأبحاث الكثيرة التي تهدف إلى إزالة هذه السموم، لم يجد العلماء وسيلةً أفضل من الصيام للقيام بهذه المهمة.
وللصوم تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجح وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة، إذا علمت أن في دول الغرب مراكزَ متخصصةً تعالج بالصيام فقط!! وتجد في هذه المراكز كثيرًا من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن طبَّقت العلاج بالصيام على مرضاها تم شفاؤها خلال زمن قياسي، وهذه الصحة البدنية السليمة تساعد المسلم على التغيير، وهذا لا يكون إلا بالصيام.
3- صحة نفسية:
الاضطرابات النفسية تعتبر من الأمراض الأكثر انتشارًا في العصر الحديث، وهذه الاضطرابات تعمل على تدمير البنية النفسية للجسم، وقد أثبتت الدراسات أن الصيام يعمل على تخفيف هذه الاضطرابات، ويعمل كذلك على تخميد المراكز ذات النشاط الزائد في الدماغ، ولذا فإن الصوم هو أفضل سلاح لمقاومة الأمراض النفسية على مختلف أنواعها، لذا ففي رمضان تحصل على الصحة النفسية لتنطلق بعجلة التغيير.
4- شخصية قوية ثابتة:
إن مدرسة الصوم تربِّي أجيالاً، وتبني أممًا، وإن من تمام كمال الصيام ترك قول الزور والعمل به، وضبط زمام النفس، وهذا يحقق للإنسان الشخصية القوية الثابتة، التي تقف أمام عقبات الحياة لمواجهتها، وهذا ما يتحقق أيضًا في شهر رمضان.
5- مبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات:
لا بد للذهن من لحظات يستجمع بها الثوابت والمتغيرات، ويسعى في لحظةٍ من اللحظات إلى فهمها، والوصول إلى هذه المرحلة تتطلَّب من الإنسان خلوةً مع نفسه، وهذا لا يصل إليه الإنسان إلا في شهر رمضان؛ حيث يلتزم المسلم في العشر الأواخر من رمضان في المسجد عاكفًا على طاعة الله، متفكرًا في خلقه سبحانه وتعالى.
6- مهارات متنوعة ومتنامية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
إن ما يعانيه أفراد مجتمعاتنا المسلمة اليوم من مشاكل كثيرة في حياتهم، من اكتئاب وملل، وخوف وقلق، وإحباط وتبعية، وعدم إنتاجية، وكثرة مسئوليات، وتردُّد وحيرة، ومن تكرار الوقوع في الفشل وضعف الإبداع.. يعود إلى عدم سلوك منهجية التغيير في حياتهم، وإلى ضعف إيمانهم وقلة عبادتهم.
وحيث إن التغيير يحتاج إلى إيمانيات روحيّة عاليّة، وصحة بدنية قوية قادرة على مقاومة الأمراض، وصحة نفسية، وشخصية قوية ثابتة، ومبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات، ومهارات متنوعة ومتنامية.. كل هذا من الممكن تحققه في شهر رمضان، شهر التغيير، ولأن الطلب كبير فالعرض كذلك كبير ومتنوع، لنتمكن من الانطلاق نحو غد مشرق، نغيِّر فيه أنفسَنا ونُحسِن أعمالنا، ونأخذ من جديد بيد أمتنا نحو الريادة والسؤدد.. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).
1- إيمانيات روحية عالية:
وحيث إن التغيير ينطلق من هنا، وبَما أن في شهر رمضان تتحقق هذه الإيمانيات العالية، لتحقيق الهدف الأسمى، والغاية الكبرى من الصيام، ألا وهي تقوى الله عز وجل وإعداد القلوب للشفافية والخشية من الله؛ حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (البقرة)، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وتشحنها بالإيمان، طاعةً لله، وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي التي تحرس إيمان هذه القلوب، وبالإيمان يبدأ التغيير، لأنه نهج الأنبياء أعظم قادة في التاريخ، الذين غيَّروا الأمم، وأصلحوها من فسادها.
2- صحة بدنية وقوة على مقاومة الأمراض:
كلما تفكَّرنا بكلام سيد البشر، رأينا دلالاتٍ ومعجزاتٍ جديدةً تتجلى في أحاديثه عليه الصلاة والسلام، وقد أثبت الطب الحديث اليوم أن الكثير من الحالات المرضية يتم علاجها من خلال تقنية الصيام، ويقول علماء الطب أيضًا إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل هذه الخلايا وتعيق عملها، وتقلل من نشاطها.
وعلى الرغم من الجهود والأبحاث الكثيرة التي تهدف إلى إزالة هذه السموم، لم يجد العلماء وسيلةً أفضل من الصيام للقيام بهذه المهمة.
وللصوم تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجح وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة، إذا علمت أن في دول الغرب مراكزَ متخصصةً تعالج بالصيام فقط!! وتجد في هذه المراكز كثيرًا من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن طبَّقت العلاج بالصيام على مرضاها تم شفاؤها خلال زمن قياسي، وهذه الصحة البدنية السليمة تساعد المسلم على التغيير، وهذا لا يكون إلا بالصيام.
3- صحة نفسية:
الاضطرابات النفسية تعتبر من الأمراض الأكثر انتشارًا في العصر الحديث، وهذه الاضطرابات تعمل على تدمير البنية النفسية للجسم، وقد أثبتت الدراسات أن الصيام يعمل على تخفيف هذه الاضطرابات، ويعمل كذلك على تخميد المراكز ذات النشاط الزائد في الدماغ، ولذا فإن الصوم هو أفضل سلاح لمقاومة الأمراض النفسية على مختلف أنواعها، لذا ففي رمضان تحصل على الصحة النفسية لتنطلق بعجلة التغيير.
4- شخصية قوية ثابتة:
إن مدرسة الصوم تربِّي أجيالاً، وتبني أممًا، وإن من تمام كمال الصيام ترك قول الزور والعمل به، وضبط زمام النفس، وهذا يحقق للإنسان الشخصية القوية الثابتة، التي تقف أمام عقبات الحياة لمواجهتها، وهذا ما يتحقق أيضًا في شهر رمضان.
5- مبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات:
لا بد للذهن من لحظات يستجمع بها الثوابت والمتغيرات، ويسعى في لحظةٍ من اللحظات إلى فهمها، والوصول إلى هذه المرحلة تتطلَّب من الإنسان خلوةً مع نفسه، وهذا لا يصل إليه الإنسان إلا في شهر رمضان؛ حيث يلتزم المسلم في العشر الأواخر من رمضان في المسجد عاكفًا على طاعة الله، متفكرًا في خلقه سبحانه وتعالى.
6- مهارات متنوعة ومتنامية:
كل إنسان يسعى إلى اكتساب مهارات متنوعة، وهذه المهارات تحتاج إلى تدريب مستمر، وفي رمضان شهر التدريب، يغيِّر المسلم نمط حياته، فيستيقظ من الليل لتناول طعام السحور، ويصوم النهار، وبعد الطعام يصلِّي التراويح، فتتغيَّر حياته التي يعيشها بشكل يومي، ومن هنا يكتسب المسلم مهارات إدارة الذات والتغيير والتطوير.. قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)﴾ (الأنفال).
ورحم الله الشهيد سيد قطب حينما قال في ظلاله: إن الله يكرم المخلوق الإنساني أكبر تكريم، حين يجعل قدَر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله، ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيًا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم، فهذا ديننا، وهذا إسلامنا، وستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.