كيف تدعو إلى الله في السفر  5daa15dea5xj4

εïз كيف تدعو إلى الله في السفر ؟εïз [blink]*[/blink]

   كيف تدعو إلى الله في السفر  2f8aebfebfnn6

لا يشك مسلم في أهمية الدعوة إلى الله تعالى في السفر كالحضر ، فالمؤمن الصادق يحمل قضيته معه ، لا ينساها ، ولا يغفل عنها .
وربما يكون سفره في الأمصار على مدى الأعصار سبب عظيم لنشر الخير للغير
، والتأثير في الخلق ، ودعوتهم إلى ربهم . فبالسفر تزاد خبرته ، وتصقل موهبته
، وتنمو معرفته بالناس وطبائعهم وأحوالهم وواقعهم ووقائعهم ، فيقف على
موطن الخلل عندهم
، ويسبر أغوار مجتمعهم ، ليلمس بيده مكامن النقص
ومواطن الكمال
، فهو كالنحلة الطيبة ، لا تقع إلا على الطيبات وتنتج الطيبات ،
وكالنور في الفجر حيثما سطع أشرقت به البلاد واستيقظت منه العباد !

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

فمن الوسائل المفيدة في الدعوة إلى الله تعالى في السفر :
1 ـ إلقاء المواعظ القصيرة في المساجد المطروقة ، فحالما أدركته الصلاة ألقى
كلمة قصيرة ومؤثرة
، وهي بذرة مباركة تلقى في قلوب المستمعين ، وستنبت
بإذن الله
ـ ولو بعد حين !
وأنا أعرف أحد حفاظ كتاب الله تعالى وهو من الدعاة المباركين ، كانت سبب هدايته من بعد غوايته وسقوطه في براثن المخدرات والفجور والفواحش والغناء و ترك الصلوات وغيرها من الطامات كلمة قصيرة من شيخ مبارك سمعها منه في سفر ، فهل من معتبر ؟!

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

2 ـ نشر الكتب والأشرطة والمطويات في كل مكان يكون فيه ، في المساجد ، والمنتزهات ، والفنادق ، والاستراحات ، والمهم أن تترك خلفك ما يذكر بك ، وما يكون سبباً في هداية غيرك ، وستقطف ـ بإذن الله ـ من هذه الثمرة اليانعة ، في يوم الحصاد ، عندما تقف بين يدي مولاك في يوم المعاد .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

3 ـ الحرص على الخلق الطيب ، والمعاملة الحسنة ، والابتسامة الصادقة ، واللمسات الحانية ، والكلمات الرقيقة ، والكرم الفياض ، و العفو والصفح ، وغيرها من الأمور التي جاء الإسلام بها ، ورغَّب فيها ، وحثَّ عليها ، وقد تؤثر بفعلك أكثر من قولك ، فانتبه !

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

4 ـ استغلال الأطفال في الدعوة إلى الله تعالى ، بإنكار المنكر ، والأمر بالمعروف ، ونشر الرسائل الدعوية بين البرية ، فهذا طفل ينكر على مدخن أو سامع للغناء ، وهذه طفلة تأمر بالحجاب ، وهذا آخر يرسل بالكتاب ، وآخر بالشريط ، وأخرى بغيرها من الوسائل الدعوية المباركة ، والمهم أن نحمل الهم ، فليست النائحة الثكلى كالمستأجرة .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

5 ـ الوقوف مع أهل الأزمات على مدى الطرقات ، فإن رأيت من خذلته مركبته ، وقفت معه ، فأصلحتها من عطب إذا علمت السبب أو أوصلته إلى مبتغاه ، أو على أقلِّ تقدير أمنته من خوفه ، ونصرته حال ضعفه ، ثم وهبته هدية دعوية أو كلمة رقيقة ، أزالت همَّه ، وأذهبت غمَّه ، فكم لها من الأثر ! والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

6 ـ نشر المجلات الإسلامية المباركة في الاستراحات ، والشقق والمفروشة ، ومحلات الحلاقة ، وأماكن الانتظار ، لتكون بديلاً لذلك السم الزعاف من المطبوعات السيئة المنتشرة في اكثر البلدان .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

7 ـ توزيع النشرات التعريفية بالمؤسسات الخيرية ؛ الإغاثية والدعوية ، والدال على الخير كفاعله .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

8 ـ زيارة العلماء والدعاة وطلاب العلم في المدن المزارة ، والتعرف عليهم ، والوقوف على أحوالهم وأعمالهم ، والتنسيق معه للاستفادة منهم ، وكذلك زيارة المؤسسات الخيرية للوقوف على احتياجاتها ، والمساهمة في نصرتها .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

9 ـ تعليم الأهل أحكام السفر ، وتطبيقها عليهم .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

10 ـ تذكير الأهل بالدعاء للمسلمين ، وتنبيههم أن دعاء المسافر مستجاب ، فترفع همة الأهل ، ليشعروا بهموم المسلمين .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

11 ـ دراسة المنكرات التي يقف عليها المسافر ، ورصدها ، لتقديمها للدعاة والعلماء والمصلحين ، ليقوموا بواجب الإصلاح ، كلٌّ بحسبه ، ومن موقعه .

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

12 ـ تفقد أحوال المساجد ، والتعرف على ما ينقص فيها ، ومحاولة توفير احتياجاتها ، ولو لم يكن إلا توفير المصاحف ، فكم في ذلك من خير !

   كيف تدعو إلى الله في السفر  C71179094ehd6

ولن يعدم المؤمن الطريقة الصحيحة في الدعوة إلى الله تعالى في السفر ، فعلى قدر صدقه مع ربه ، واهتمامه بدينه ، وحرصه على نشر الخير للناس ، يُفتح عليه من ربِّه ، وتأتيه الوسائل والسبل التي لم تكن له على بال ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .

[blink]*[/blink] المصدر شبكة الدعوة المعلوماتية ..

^
^

^
حفظكم المولى في حلكم و ترحالكم


( وصـية للمسـافرين ) [blink]*[/blink]

الخطبة الأولى:

يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم واصفاً رسوله صلى الله عليه وسلم ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يألو جهداً في نصح أمته والسعي في مصالحهم بل إنه بأبي هو وأمي يشق عليه الأمر الذي يشق على أمته ويوقعهم في الحرج والضيق؛ كيف لا وقد حُفظ عنه عليه الصلاة والسلام في أحاديث متنوعة قوله ( لولا أن أشق على أمتي ) كما أنه صلى الله عليه وسلم يحب لأمته الخير ويسعى جهده في إيصاله إليهم، ويحرص على هدايتهم إلى الإيمان ، ويكره لهم الشر ويسعى في تنفيرهم عنه كما أنه شديد الرأفة والرحمة بهم ، فهو أرحم بنا من والدينا ومن كل رحيم في هذه الدنيا .

عباد الله :

ومن مظاهر رأفته صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته وحرصه على دلالتهم على الخير أنه كان يتعاهدهم بالوصية ، فكان يوصيهم ابتداء ويوصيهم إذا طلبوا منه الوصية؛ لأن التواصيَ بالحق من صفات المؤمنين الناجين من الخسارة في الدنيا والآخرة ( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .

ومن جملة وصاياه صلى الله عليه وسلم وصيته لمن أراد السفر نذكر ذلك ونحن على أبواب إجازة تكثر فيها الأسفار وتتعدد وجهات المسافرين، فما أحوجنا إلى التمسك بوصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أسفار.

وبين أيدينا وصية عظيمة وصّى بها النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه لما أراد أن يسافر إلى اليمن ، وكان معاذ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة عظيمة ، فإنه قال له : يا معاذ والله إني لأحبك، وكان يردفه وراءه، وقال فيه : إنه أعلم الأمة بالحلال والحرام ، وإنه يحشر قبل العلماء برتوة أي بخطوة رواه الحاكم ، ومن فضله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله مفتيا وداعيا وحاكما في أهل اليمن ، وكان يشبهه بإبراهيم الخليل، وإبراهيم عليه السلام إمام الناس.

فعُلم من ذلك أن هذه الوصية وصيةٌ جامعة مانعة قد حوت الخير كله، فما هذه الوصية ؟
روى الترمذي في سننه بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل لما بعثه على اليمن : ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ).
قال ابن رجب رحمه الله: هذه الوصية جامعة لحقوق الله وحقوق عباده.
نعم يا عباد الله :

ما أحوجنا أن نقف مع هذه الوصية ونحن نحزم أمتعتنا ونعزم على السفر حتى يكون سفرُنا مبرورا، فإن كثيراً من المسافرين من يتزود لسفره بالتزود المعتاد المتعارف عليه من تهيئة وسيلة النقل وترتيب الأمتعة وأخذ الأموال، وربما غفلوا عن الزاد الحقيقي كما نبه الله تعالى المسافرين إلى الحج لهذه القضية المهمة فقال سبحانه وبحمده ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمْـه الله وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى ) فالزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه هم زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار وهو الموصل لأكمل لذة وأجلّ نعيم.

وهذا ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية فقال ( اتق الله حيثما كنت ) التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه، والتقوى من أعظم حقوق الله على العبد.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على سريّة أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله . رواه مسلم . وكان من دعائه في السفر: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى. رواه مسلم.

ولما كان حال معاذ رضي الله عنه حالَ انتقال من مكان إلى مكان أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى لزوم التقوى على كل حاله فقال ( اتق الله حيثما كنت ) فليست التقوى في بلد دون بلد أو حال دون حال، فكم من الناس من لا تتعدى تقواه حدود بلده فإذا تجاوز حدود بلده تجاوز معها حدود التقوى!!
وكم من امرأة تتقي ربها ما دامت بين أهلها ومجتمعها فإذا حلّقت في الفضاء نزعت حجابها وهتكت سترها نازعة قبل ذلك تقوى الله من قلبها ولا حول ولا قوة إلا بالله
. قال صلى الله عليه وسلم ( تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ) متفق عليه. فما أجرأ الخلقَ على ربهم إذا تركوا التقوى أيظنون أن الله لا يراهم؟!!

كتب ابن السماك الواعظ إلى أخٍ له فقال: أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيّك في سريرتك ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حالك في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرُك، وليكثر منه وجلك، والسلام.

إن العجيب يا عباد الله أن بعض المسافرين ليس لهم قصد من السفر إلا تغيير جو الحر اللافح إلى الجو البارد العليل، ونسوا أنهم بتركهم لتقوى الله قد عرّضوا أنفسهم لحر شديد لا يطيقونه .

( قل نار جهنم أشد حرّاً لو كانوا يفقهون ).

فالبدار البدار يا عباد الله إلى تحقيق التقوى والتمسك بها، فتقوى الله عوض من كل خلف، ليس من تقوى الله خلف.

بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم ..

   كيف تدعو إلى الله في السفر  Fccbd2451fhc1

الخطبة الثانية :

أيها الإخوة المؤمنون:

لما كان العبد مأموراً بالتقوى في السر والعلانية مع ما عنده من ضعف في الإرادة، وتفريط في التقوى إما بترك بعض المأمورات أو بارتكاب بعض المحظورات جاءت الوصية الثانية من النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه بقوله ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) فإذا وقع المسافر أو غيره في مخالفة لأمر الله فعليه بالعودة والرجوع مباشرة إلى الله تعالى، فكل بني آدم خطّآء، وخير الخطّائين التوابون؛
لذلك قال الرحمن الرحيم في كتابه العزيز
( إن الحسنات يُذهبن السيئات )

وقد ذكر العلماء أن الذنوب يزول موجبها بأشياء منها التوبة والاستغفار، ومنها الأعمال الصالحة من الحسنات الماحية أو الكفارات المقدرة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله : اعلم أن العناية بهذا أي إتباع الحسنات للسيئاتمن أشد ما بالإنسان الحاجة إليه .. فأنفع ما للخاصة والعامة العلم بما يخلّص النفوس بإتباع السيئات الحسنات، والحسنات ما ندب الله إليه على لسان خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم من الأعمال والأخلاق والصفات. أ.هـ

عباد الله :

ثم لما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هاتين العبارتين حق الله تعالى، وضّح حق الناس فقال: ( وخالق الناس بخلق حسن ) فالمسافر لا بد أن يختلط مع أناس ربما لا يعرف أطباعهم وعاداتهم، فعليه أن يعاملهم بالحسنى، وأن يسعهم منه بسط الوجه وكف الأذى.

وليعلم المسافر أنه كالسفير لبلده في سفره فالناس يرون في أخلاقه أخلاق البلد الذي جاء منه لذلك كانت التبعة كبيرةً على من سافر من بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي أن يُمثّل صورة ناصعة عن بلده بامتثال الأخلاق الإسلامية والدعوة إلى الله تعالى على قدر الطاقة بالعلم والموعظة الحسنة، وتوضيح صورة الإسلام بالفعل قبل القول، والله وحده المسئول أن يحفظ المسلمين في حِلّهم وترحالهم وظعنهم وإقامتهم .
وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،

[blink]*[/blink] عامر بن عيسى اللهو

^
^
^

رافقتـــcom السلامة