إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديهونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا نِدَّ له وأشهد أن سيدنا وحبيـبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيـبه صلى الله عليه وعلى كل رسولٍ أرسله. من بعثه الله رحمةً للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه.
واعلموا أنّ الله تعالى يقول في القرءان الكريم بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق . اخوة الإيمان، لقد اتفق أهل الحق قاطبة أن كلّ ما يجري في هذا العالم هو بخلقالله تبارك وتعالى وعلمه ومشيئته وتقديره، فالله تعالى هو الذي قدر الخير والشر والكفر والإيمان والطاعة والمعصية وهذا من أصول الإيمان، فلا يصح للعبد إيمان إذا لم يؤمن بهذا. وهذا ظاهرٌ من حديث جبريل عليه السلام لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: فأخبرني عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم :" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ".
فيجب الإيمان بأن المقدور أي المخلوق سواءٌ كان خيرًا أو شرًا فهو بخلق الله وتقديره كما قال تعالى( إنا كل شىء خلقناه بقدر ) فلا يجوز الاعتقاد بأن الخير فقط هو الذي حصل بتقدير الله أما الشر فليس بتقدير الله وهذا كفر وضلال والعياذ بالله تعالى.
وقد روى البيهقي رحمه الله عن سيدنا عليّ رضي الله عنه أنه قال:" إن أحدكم لن يخلص الإيمان إلى قلبه حتى يستيقن يقينًا غيرَ شَاكّ أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطـأه لم يكن ليصيبه ويقر بالقدر كُلِهِ فهذا بيان من أعلم الصحابة رضي الله عنه بأن لا يجوز أن يؤمن الشخص ببعض القدر ويكفر ببعض بل يجب على المسلم أن يؤمن بأن كل ما يجري في هذا العالم من خيرٍ أو شرٍ عسرٍ أو يسرٍ حلوٍ أو مرٍ كله بمشيئة الله وخلقه وتقديره حدث. وقد روى البيهقي أيضًا بالإسناد الصحيح أنّ سيدنا عمر بن الخطاب كان بالجابية( وهي ارضٌ من الشام ) فقام خطيبًا فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: (من يهد الله فلا مُضِلَ له ومن يضلل فلا هادي له) وكان عنده كافر من كفار العجم من أهل الذمة فقال: بلغته إن الله لا يضل أحدًا، فقال عمر للترجمان:" ماذا يقول" قال: إنه يقول: إن الله لا يضل أحدًا فقال عمر:" كذبت يا عدو الله ولولا انك من أهل الذمة لضربت عنقك هو أضلك وهو يدخلك النار إن شاء ،فمعنى كلام سيدنا عمر أن الذي يعتقد أن الله لا يضل أحدًا هو كفر لان الإنسان إذا ضل فبمشيئة الله تعالى فلا تحصل في الدنيا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تعالى وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم:" إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء" ففي هذه الآية بيان واضح أن الضلال والهدى بمشيئة الله تعالى.
فلا يجوز الالتفات إلى كلام بعض الجهّال من العوام من قولهم إن الله خلق الخير فقط دون الشر، لأن في ذلك نسبة العجز إلى الله تعالى لأن لو كان الله تعالى خالقًا للخير دون الشر لكان للعالم مدبران مدبر للخير ومدبر للشر وهذا كفر وإشراك وهذا الكلام يؤدي إلى جعل الله في ملكه مغلوبًا لأنه حسب اعتقادهم الله تعالى أراد الخير فقط، فيكون الشر وقع من عدوّه إبليس وأعوانه الكفار رغم إرادته. والله تعالى يقول : ( والله غالب على أمره ) أي مشيئة الله تعالى نافذة.
فإذا أراد الله الإيمان لإنسان فلا أحد يحول بينه وبين أن يؤمن، فلا بد أن يهتدي وإذا شاء الله الضلال والكفر لإنسان فلن يستطيع أحدٌ من خلق الله أن يهديه إلى سواء السبيل.
اخوة الإيمان أليس بعض الكفار رأوا معجزات الأنبياء ولم يؤمنوا، بلى لأن الله ما شاء لهم الإيمان ولا قدّره لهم وقد قال تعالى : ( ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحَشَرنا عليهم كلَّ شىءٍ قُبُلا ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله ولكنّ أكثرهم يجهلون) سورة الأنعام ـ 111 فلو شاء الله الإيمان لكل الناس لآمنوا كلُّهم ولكنه شاء لبعض الناس الإيمان ولبعضهم الضلال فَنَفَذَت فيهم مشيئة الله تعالى: قال تعالى: ( ولو شئنا لآتينا كلَّ نفسٍ هداها ولكن حق القولُ مني لأملأنَّ جهنم من الجنة والناس أجمعين ).
واعلموا إخوة الإيمان أن الله تعالى إذا عذب العاصي فبِعدلِه من غير ظلم، وإذا أثاب المطيع فبفضله من غير وجوب عليه ، لأن الظلم إنما يُتصور ممن له ءامرٌ وناهٍ ولا ءامرَ لله ولا ناهي له، فهو يتصرف في ملكه كما يشاء لأنه خالق الأشياء ومالكها، وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والإمام أبو داود في سُننه وابن حبان عن ابن الدَّيْلمي قال : " أتيت أُبيَّ بنَ كعب فقلت: يا أبا المنذر، إنه حدث في نفسي شىء من هذا القدر فحدثني لعل الله ينفعني "، قال : " إن الله لو عذب أهلَ أرضه وسماواته لعذبهم وهو غيرُ ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أحُدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله اللهُ منكَ حتى تؤمنَ بالقدَر، وتعلمَ أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئَكَ وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك ولو مِتَّ على غيرِ هذا دخلتَ النار". قال : ثم أتيت عبدَ الله بن مسعود فحدثني مثلَ ذلك ، ثم أتيتُ حُذيفةَ بنَ اليمانِ فحدثني مثلَ ذلك ، ثم أتيتُ زيدَ بنَ ثابتٍ فحدثني مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إخوة الإيمان والإسلام، إن ما ذكرناه من أمر القدر ليس من الخوض الذي نهى النبي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذُكر القدر فأمسكوا" رواه الَّطبراني بل المعنى لا تتوغَّلوا في البحث والخوض فيه للوصول إلى سره ، هذا مُنعنا منه لأنه بحرٌ ليس له سفينة ، أما تفسير القدر الذي مرَّ يجب معرفته ، فأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطَّلع على ذلك مَلَكٌ مقرب ولا نبي مرسل ، ومهما تكلف بعضهم الخوض في ذلك للوصول إلى سر القدر فلن يستطيعوا لأن الله أخفى عنا ذلك ونهانا عن طلبه .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا نِدَّ له وأشهد أن سيدنا وحبيـبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيـبه صلى الله عليه وعلى كل رسولٍ أرسله. من بعثه الله رحمةً للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه.
واعلموا أنّ الله تعالى يقول في القرءان الكريم بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق . اخوة الإيمان، لقد اتفق أهل الحق قاطبة أن كلّ ما يجري في هذا العالم هو بخلقالله تبارك وتعالى وعلمه ومشيئته وتقديره، فالله تعالى هو الذي قدر الخير والشر والكفر والإيمان والطاعة والمعصية وهذا من أصول الإيمان، فلا يصح للعبد إيمان إذا لم يؤمن بهذا. وهذا ظاهرٌ من حديث جبريل عليه السلام لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: فأخبرني عن الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم :" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ".
فيجب الإيمان بأن المقدور أي المخلوق سواءٌ كان خيرًا أو شرًا فهو بخلق الله وتقديره كما قال تعالى( إنا كل شىء خلقناه بقدر ) فلا يجوز الاعتقاد بأن الخير فقط هو الذي حصل بتقدير الله أما الشر فليس بتقدير الله وهذا كفر وضلال والعياذ بالله تعالى.
وقد روى البيهقي رحمه الله عن سيدنا عليّ رضي الله عنه أنه قال:" إن أحدكم لن يخلص الإيمان إلى قلبه حتى يستيقن يقينًا غيرَ شَاكّ أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطـأه لم يكن ليصيبه ويقر بالقدر كُلِهِ فهذا بيان من أعلم الصحابة رضي الله عنه بأن لا يجوز أن يؤمن الشخص ببعض القدر ويكفر ببعض بل يجب على المسلم أن يؤمن بأن كل ما يجري في هذا العالم من خيرٍ أو شرٍ عسرٍ أو يسرٍ حلوٍ أو مرٍ كله بمشيئة الله وخلقه وتقديره حدث. وقد روى البيهقي أيضًا بالإسناد الصحيح أنّ سيدنا عمر بن الخطاب كان بالجابية( وهي ارضٌ من الشام ) فقام خطيبًا فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: (من يهد الله فلا مُضِلَ له ومن يضلل فلا هادي له) وكان عنده كافر من كفار العجم من أهل الذمة فقال: بلغته إن الله لا يضل أحدًا، فقال عمر للترجمان:" ماذا يقول" قال: إنه يقول: إن الله لا يضل أحدًا فقال عمر:" كذبت يا عدو الله ولولا انك من أهل الذمة لضربت عنقك هو أضلك وهو يدخلك النار إن شاء ،فمعنى كلام سيدنا عمر أن الذي يعتقد أن الله لا يضل أحدًا هو كفر لان الإنسان إذا ضل فبمشيئة الله تعالى فلا تحصل في الدنيا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تعالى وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم:" إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء" ففي هذه الآية بيان واضح أن الضلال والهدى بمشيئة الله تعالى.
فلا يجوز الالتفات إلى كلام بعض الجهّال من العوام من قولهم إن الله خلق الخير فقط دون الشر، لأن في ذلك نسبة العجز إلى الله تعالى لأن لو كان الله تعالى خالقًا للخير دون الشر لكان للعالم مدبران مدبر للخير ومدبر للشر وهذا كفر وإشراك وهذا الكلام يؤدي إلى جعل الله في ملكه مغلوبًا لأنه حسب اعتقادهم الله تعالى أراد الخير فقط، فيكون الشر وقع من عدوّه إبليس وأعوانه الكفار رغم إرادته. والله تعالى يقول : ( والله غالب على أمره ) أي مشيئة الله تعالى نافذة.
فإذا أراد الله الإيمان لإنسان فلا أحد يحول بينه وبين أن يؤمن، فلا بد أن يهتدي وإذا شاء الله الضلال والكفر لإنسان فلن يستطيع أحدٌ من خلق الله أن يهديه إلى سواء السبيل.
اخوة الإيمان أليس بعض الكفار رأوا معجزات الأنبياء ولم يؤمنوا، بلى لأن الله ما شاء لهم الإيمان ولا قدّره لهم وقد قال تعالى : ( ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحَشَرنا عليهم كلَّ شىءٍ قُبُلا ما كانوا ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله ولكنّ أكثرهم يجهلون) سورة الأنعام ـ 111 فلو شاء الله الإيمان لكل الناس لآمنوا كلُّهم ولكنه شاء لبعض الناس الإيمان ولبعضهم الضلال فَنَفَذَت فيهم مشيئة الله تعالى: قال تعالى: ( ولو شئنا لآتينا كلَّ نفسٍ هداها ولكن حق القولُ مني لأملأنَّ جهنم من الجنة والناس أجمعين ).
واعلموا إخوة الإيمان أن الله تعالى إذا عذب العاصي فبِعدلِه من غير ظلم، وإذا أثاب المطيع فبفضله من غير وجوب عليه ، لأن الظلم إنما يُتصور ممن له ءامرٌ وناهٍ ولا ءامرَ لله ولا ناهي له، فهو يتصرف في ملكه كما يشاء لأنه خالق الأشياء ومالكها، وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده والإمام أبو داود في سُننه وابن حبان عن ابن الدَّيْلمي قال : " أتيت أُبيَّ بنَ كعب فقلت: يا أبا المنذر، إنه حدث في نفسي شىء من هذا القدر فحدثني لعل الله ينفعني "، قال : " إن الله لو عذب أهلَ أرضه وسماواته لعذبهم وهو غيرُ ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أحُدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله اللهُ منكَ حتى تؤمنَ بالقدَر، وتعلمَ أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئَكَ وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك ولو مِتَّ على غيرِ هذا دخلتَ النار". قال : ثم أتيت عبدَ الله بن مسعود فحدثني مثلَ ذلك ، ثم أتيتُ حُذيفةَ بنَ اليمانِ فحدثني مثلَ ذلك ، ثم أتيتُ زيدَ بنَ ثابتٍ فحدثني مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إخوة الإيمان والإسلام، إن ما ذكرناه من أمر القدر ليس من الخوض الذي نهى النبي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذُكر القدر فأمسكوا" رواه الَّطبراني بل المعنى لا تتوغَّلوا في البحث والخوض فيه للوصول إلى سره ، هذا مُنعنا منه لأنه بحرٌ ليس له سفينة ، أما تفسير القدر الذي مرَّ يجب معرفته ، فأصل القدر سر الله تعالى في خلقه لم يطَّلع على ذلك مَلَكٌ مقرب ولا نبي مرسل ، ومهما تكلف بعضهم الخوض في ذلك للوصول إلى سر القدر فلن يستطيعوا لأن الله أخفى عنا ذلك ونهانا عن طلبه .