إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أنّ سيِّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله ، بلغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله .
فقد جاء عنه صلوات ربي وسلامه عليه:{ كفى بالموت واعظا } .
يا ابن ءادم ، يا ابن ءادم إذا صبحت فقل يا الله ، وإذا أمسيت فقل يا الله، وإذا سألت فقل يا الله ، وإذا استعنت فقل يا الله ، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله ، وإذا دخل عليك ملك الموت فقل يا الله يا الله يا الله .
فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، عباد الله اتقوا الله الذي خاطب حبيبه محمدًا في القرءان بقوله: {إنكَ ميتٌ وإنهم ميّتون} الزمر/ 30 .
هو الحبيب الذي تحدثنا عن ولادته، هو الحبيب الذي تحدثنا عن بعض صفاته، هو الحبيب الذي تحدثنا عن صبره وأخلاقه . ولا أدري اليوم إخوة الإيمان كيف أحدثكم عن وفاته، لأنه هو الحبيب محمد.
فلقد كان ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم في العشر الأخير من صفر ، وكانت بداية وجعه في بيت ميمونة ثم انتقل حين اشتد وجعه صلى الله عليه وسلم إلى بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت عائشة : "ثقل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أَصَلَّى الناس ؟ فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينهض فأُغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس ؟ فقلنا لا هم ينتظرون يا رسول الله" قالت: والناس عكوفٌ في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء . فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكرٍ يصلي بالناس ، وكان أبو بكر رجلا رقيقًا، فقال يا عمرُ صلِّ بالناس ، فقال عمرُ رضي الله عنه: أنت أحقُّ بذلك، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام .
ثم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خِفّةً أي خفَّ عنه المرض فخرج بين رجلين أحدهما عمه العباس لصلاة الظهر فلما رءاه ابو بكر ذهب ليتأخر أي ليرجع عن الإمامة في الصلاة بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ إليه أن لا تتأخر وأمرهما فأجلساه إلى جنبه فجعلَ أبو بكر يصلي قائمًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدًا.
وتوفي رسول الله ، ومات رسول الله، ومات حبيب الله شهيدًا في ربيع الأول في يوم الاثنين، ففيه وُلد وفيه هاجر وفيه مات، وغُسّل صلّى الله عليه وسلّم من بئره ، بئر غَرْسٍ التي كان يشرب منها، ولم يُجرّد من قميصة حين تغسيله بل جعل عليّ رضي الله عنه على يده خرقة ليدلكه بها من تحت قميصه وهو يقول طِبتَ حيا وميّتًا يا رسول الله. وكُفّن عليه الصلاة والسلام في ثلاثة اثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ثم جاء الرجال فوجًا بعد فوج فصلّوا عليه فرادى ، فكان فوج يدخلون فيصلون فرادى ثم يخرجون ويدخل غيرهم يصلون كذلك .
ورُوي عن ابن مسعود أنه صلى عليه أولاً جبريل ثم ميكائيل فإسرافيل فملك الموت ومعه جنوده من الملائكة .
وروى أهل السِيَر عن مالك بن أنس أن عدد الصلوات التي صلِّيت عليه اثنان وتسعون صلاة .
وكان دُفن المصطفى صلى الله عليه وسلم في البقعة التي توفي فيها ، فلقد جاء عن الصدّيق رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما قُبضَ نبيٌّ إلا دُفِنَ حيثُ يُقبَض" . فرُفع فراشُهُ وحُفر له تحته .
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها رأت في المنام أن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها أي بيتها فقَصّتها على أبيها الصدِّيق فقال : "إن صَدَقَتْ رؤياكِ يُدفن في بيتِك ثلاثةٌ هم خيرُ أهلِ الأرض " ، فلما دُفن المصطفى قال لها: "هذا خيرُ أقمارِك الثلاثة الذين نزلوا حُجْرَتك" فدخل الدار ثم دُفن فيها أبو بكر وعمر معه صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصاحبيه .
يقول الله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ }ءال عمران/144 .
فقد جاء عنه صلوات ربي وسلامه عليه:{ كفى بالموت واعظا } .
يا ابن ءادم ، يا ابن ءادم إذا صبحت فقل يا الله ، وإذا أمسيت فقل يا الله، وإذا سألت فقل يا الله ، وإذا استعنت فقل يا الله ، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله ، وإذا دخل عليك ملك الموت فقل يا الله يا الله يا الله .
فيا عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، عباد الله اتقوا الله الذي خاطب حبيبه محمدًا في القرءان بقوله: {إنكَ ميتٌ وإنهم ميّتون} الزمر/ 30 .
بكت الأرضُ والسماءُ عليه | وبكـاه نديمـه جبريل | |
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته | عند الصراط إذا ما زلت القدم |
فلقد كان ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم في العشر الأخير من صفر ، وكانت بداية وجعه في بيت ميمونة ثم انتقل حين اشتد وجعه صلى الله عليه وسلم إلى بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت عائشة : "ثقل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أَصَلَّى الناس ؟ فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينهض فأُغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس ؟ فقلنا لا هم ينتظرون يا رسول الله" قالت: والناس عكوفٌ في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء . فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكرٍ يصلي بالناس ، وكان أبو بكر رجلا رقيقًا، فقال يا عمرُ صلِّ بالناس ، فقال عمرُ رضي الله عنه: أنت أحقُّ بذلك، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام .
ثم إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خِفّةً أي خفَّ عنه المرض فخرج بين رجلين أحدهما عمه العباس لصلاة الظهر فلما رءاه ابو بكر ذهب ليتأخر أي ليرجع عن الإمامة في الصلاة بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ إليه أن لا تتأخر وأمرهما فأجلساه إلى جنبه فجعلَ أبو بكر يصلي قائمًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدًا.
وتوفي رسول الله ، ومات رسول الله، ومات حبيب الله شهيدًا في ربيع الأول في يوم الاثنين، ففيه وُلد وفيه هاجر وفيه مات، وغُسّل صلّى الله عليه وسلّم من بئره ، بئر غَرْسٍ التي كان يشرب منها، ولم يُجرّد من قميصة حين تغسيله بل جعل عليّ رضي الله عنه على يده خرقة ليدلكه بها من تحت قميصه وهو يقول طِبتَ حيا وميّتًا يا رسول الله. وكُفّن عليه الصلاة والسلام في ثلاثة اثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ثم جاء الرجال فوجًا بعد فوج فصلّوا عليه فرادى ، فكان فوج يدخلون فيصلون فرادى ثم يخرجون ويدخل غيرهم يصلون كذلك .
ورُوي عن ابن مسعود أنه صلى عليه أولاً جبريل ثم ميكائيل فإسرافيل فملك الموت ومعه جنوده من الملائكة .
وروى أهل السِيَر عن مالك بن أنس أن عدد الصلوات التي صلِّيت عليه اثنان وتسعون صلاة .
وكان دُفن المصطفى صلى الله عليه وسلم في البقعة التي توفي فيها ، فلقد جاء عن الصدّيق رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما قُبضَ نبيٌّ إلا دُفِنَ حيثُ يُقبَض" . فرُفع فراشُهُ وحُفر له تحته .
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها رأت في المنام أن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها أي بيتها فقَصّتها على أبيها الصدِّيق فقال : "إن صَدَقَتْ رؤياكِ يُدفن في بيتِك ثلاثةٌ هم خيرُ أهلِ الأرض " ، فلما دُفن المصطفى قال لها: "هذا خيرُ أقمارِك الثلاثة الذين نزلوا حُجْرَتك" فدخل الدار ثم دُفن فيها أبو بكر وعمر معه صلى الله عليه وسلم وعلى ءاله وصاحبيه .
يقول الله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ }ءال عمران/144 .
إخوة الإيمان ، لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال: "إن رجالاً يزعُمون أنّ رسولَ الله قد توفِي وإنّ رسول الله ما مات"، وهو إنما قال ذلك بظنّه أنهم يموتون قبلَ رسول الله .
وهنا اسمعوا معي جيدًا ، أقبل أبو بكرٍ الصديق ، أقبلَ خليفةُ رسول الله ، صاحبُ رسولِ الله ، رفيقُ رسولِ الله في الغار، أقبل حتى نزل على بابِ المسجدِ حين بلغه الخبرُ وعمرُ يُكلّم الناس فلم يلتفت إلى شىء حتى دخل على رسول الله ، حتى دخل على صاحِبِه وحبيبِه ورفيقِه رسولِ الله ، ورسولُ الله مسجّى في ناحية البيت عليه بُردٌ، فأقبل حتى كشف عن وجه رسولِ الله فقبّله قبلةَ الوداع بين عَينيه وقال: "بأبي أنتَ وأمّي يا رسولَ الله طِبتَ حيًا وميِّتًا". وأيُّ موقفٍ هذا موقفُ أبي بكرٍ رضي الله عنه يُقْبِلُ ولا يلتفت إلى شىء ولا يكلّم أحدًا ويكشف عن وجه رسول الله ويقبّله . ثم ردّ البُرْدَ على وجه رسولِ الله ثم خرجَ وعمرُ يُكلّم الناس ، فقال "على رِسْلِكَ يا عُمَرُ، أنصِتْ" ، فأبى إلا أن يتكلّم فلما رءاه أبو بكرٍ لا يُنصتُ أقبلَ على الناسِ ومعَ شدّةِ حبّه لرسول الله ومعَ رقّتِه التي عُرفَتْ عنه معَ ذلك وقفَ وِقفةً تاريخيةً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيّها الناس إنه من كان يعبدُ محمّدًا فإنّ محمّدًا قد مات، ومَن كان يعبدُ الله فإنّ اللهَ حيٌّ لا يموت" ثم تلا هذه الآية: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ } ءال عمران/144 .
فعند ذلك عَرَفَ سيّدُنا عمرُ رضي الله عنه أنّ رسولَ الله قد ماتَ .
محمّدٌ تحن إليه القلوب ، محمّد تقرّ به العيون ، محمّد تأنسُ به القلوب ، محمّد إن سكتَ علاهُ الوَقار، محمّدٌ إن نطقَ أخذَ بالقلوبِ والبصائرَ والأبصار . فالحمدُ لله الذي رزقنا حبَّ محمّد ، فقد قال سيّدُنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثٌ من كُنّ فيه وجدَ حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مِمّا سواهما وأن يحبَ المرءَ لا يحبّه إلا لله تعالى وأن يكرَه أن يعودَ في الكفرِ كما يَكره أن يُقذف في النار" .
هذا وأستغفر الله لي ولكم