يقع قصر هشام في فلسطين إلى الجهة الشمالية من مدينة أريحا، بناه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بن مروان، ويُعدّ هذا القصر معلماً من المعالم الأثرية الهامة في فلسطين. كان عند الخلفاء الأمويين هوسٌ في بناء القصور في البوادي بعيدين عن ضجيج المدينة، خاصةً بعد اتساع أراضي الدولة الأموية، فكانت تمتد من الهند إلى فرنسا، لم تكن هذه القصور مقراً للحكم؛ بل كان البعض منها مخصّصاً للراحة والاستجمام للخلفاء خاصةً في رحلات الصيد التي كان يقوم بها الخليفة مع حاشيته، كما كانت تُستخدم بعض هذه الأراضي كمقر للجند لحماية القوافل التجارية في البادية، والبعض من هذه القصور كانت تقام بها أبراجٌ لمراقبة البادية وآبار لجمع مياه الأمطار للشرب.
تتكوّن هذه القصور التي ذكرت فيما سبق من مجموعة من الأبنية والأحواض، والحمّامات، والحدائق، وآبار لجمع مياه الأمطار، والجوامع والقاعات الواسعة، عادةً ما تكون هذه القصور مكوّنةً من عدة طبقات، تُزين حجراتها الرسومات والزخارف وترصف أرضياتها بالفسيفساء الرائعة التي تجذب نظر كل زائرٍ لها.
وصف لقصر هشام
- حول هذا القصر ساحة واسعة، ومدخل القصر الرئيسي من الجهة الشرقية عبارة عن ممر تنعقد فوقه القباب، مبنيّة فيه مقاعد حجرية مزينة بزخارف حجرية رائعة الجمال، مخصّصة لجلوس الحراس والجند.
- يحتوي الطابق الأرضي على قاعةٍ واسعةٍ لاستقبال الضيوف، وحجرات صغيرة تستخدم كمناماتٍ للخدم، وتحتوي القاعة أيضاً على مسجدٍ للخليفة، وفي جزء من الساحة سرداب يصل إلى حجرة الحمّام البارد، وأجمل ما في القصر شجرة الحياة التي رسمت بالفيسفساء الرائعة تُزين واجهة القاعة الكبيرة.
- الطابق العلوي من القصر كان مخصّصاً لنوم الخليفة، وزيّنت حجرات هذا الطابق بالرسومات والزخارف الجميلة وأغلبها رسومات وزخارف لأنواع من النباتات التي تنتشر في المنطقة، كانت المياه تصل إلى حجرات القصر بواسطة قنوات مغلقة من نبع عين الديوك وعين النويعمة الواقعتين أسفل جبل قرنطل.
- تعرّضت المنطقة إلى زلزالٍ فتهدّم جزء كبير من البناء وتمّت إعادة بنائها زمن العباسيين والعصر الأيوبي، وتمّ استخدام أبنية القصر كمرافق عامة للدولة.
مدينة أريحا
مدينة أريحا من مدن فلسطين القديمة وتعتبر من أقدم مدن العالم، تقع إلى الشمال من القدس الشريف، وهي البوابة الشرقية لفلسطين، وفيها شبكة طرق معبّدة تربطها بالضفة الغربيّة، وتحتوي على معالم أثرية هامة مثل: تل أريحا، ودير القرنطل، وعين السلطان، وقد أضاف قصر هشام بن عبد الملك قيمةً أثرية للمدينة.