علم الجبر
علم الجبر من فروع علم الرياضيات، وينضمّ إلى الهندسة الرياضية، والتحليل الرياضي، ونظرية الأعداد، والتباديل والتوافيق لتشكل معاً الفروع الأساسية للرياضيات، ويُعنى هذا الفرع بدراسة البنية الجبرية، والتماثلات، والكميات، والعلاقات. انبثق اسم الجبر من كتاب (الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) لمؤلفه ومؤسس علم الجبر وعالم الرياضيات الخوارزمي، حيث يقدّم هذا الكتاب جملةً من العمليات الجبرية التي تشرح كيفية إيجاد حلولٍ للمعادلات الخطيةِ والتربيعية. يُعتبر علم الجبر شاملاً أكثر من أي فرعٍ آخر من فروعِ الحساب؛ إذ يركز على صياغة المعادلات بالاعتماد على المُتغيرات والرموز والفئات، ويُهمل الأرقام تماماً، ويُعّد من أساسيات تنظيم البرهان وطرقه، وذلك نظراً لقدرته على صياغة البديهيات والعلاقات التي يعتمد عليها بتمثيل أي ظاهرةٍ بالكون. يمكن الإيجاز بتعريف علم الجبر بأنه الوسيلة المستخدمة لاستخراج القيمة لمتغيرٍ مجهولٍ بالاعتماد على معلومٍ مفروض، حيث يكون بينهما علاقةٌ تُتيح الإمكانية لإيجاد قيمةِ المجهول.
مؤسس علم الجبر
هو عالم الرياضيات والفلك والرّحالة محمد بن موسى الخوارزمي، المُكنّى بأبي جعفر، ويُشتهر باسم الخوارزمي، ولد في عام 165 هجرية، وهو من العلماء المسلمين الأوائل الذين قدّموا الكثير من المساهمات والأعمال في تاريخ علم الرياضيات، وتوفي في السنة 232 للهجرة في خوارزم في بلاد فارس. عاصر الخليفة العباسي المأمون، وكان على علاقةٍ وطيدةٍ به، فتمكن من كسب ثقته خلال عمله في بغداد في بيت الحِكمة، وتولى الخوارزمي أمر بيت الحكمة في عهد المأمون، وتمكنَ من إعداد خارطةٍ للكرة الأرضية بمساعدة سبعينَ جغرافياً، ويشار إلى أنّه ترك إرثاً من المؤلفات في مجالات الفلك والجغرافيا ومنها: كتاب الجبر والمقابلة، وكتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي، وكتاب رسم الرُبع المعمور، وكتاب تقويم البلدان، وكتاب العمل بالإسطرلاب، وكتاب صورة الأرض.
حياة الخوارزمى
نشأ الخوارزمي ببغداد في العراق بعد أنْ انتقلتْ أسرته إليها من مدينة خوارزم الفارسية، وتمكنَ في الفترة التي بين عامي 813 - 833 من إنجاز الغالبية العظمى من أبحاثه في دار الحكمة، وترأس خِزانة كتب الخليفة المأمون، وترجم جميع الكتب اليونانية وعهدها للخليفة، واستفاد ممّا يتوافر في مكتبة المأمون؛ فتعلم الرياضيات، والتاريخ، والفلك، والجغرافيا.
اسهامات الخوارزمى