بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا بيضاء، وديعة طيبة أطير وأرفرف وأهبط
لألتقط الحب من ساحة الكعبة لا أخاف أحدا ولا يخاف مني أحد. وكنت في ذلك
الصباح الجميل أطير فوق غار في الطريق بين مكة والمدينة أبحث عن مكان أضع
فيه البيض كي أرقد عليه ليفقس وتخرج منه حمامتان صغيرتان. ولقد رأيت هنا
وهناك ثعابين كثيرة وحيات في ذلك الغار، وكان يبدو أنها تنتظر شيئا ولم
استطع أن اقترب منها لانها إن امسكت بي ابتلعتني.
لقيت عنكبوتا رقيقا فسألته:” لماذا تجتمع كل
هذه الثعابين؟" قال :” عندهم أوامر من الثعبان الكبير في مكة لكي يقطعوا
الطريق على رجلين." سالته:”من هما؟" أجاب :” لا أعرف، انت تستطيعين الطيران
إلى بعيد ويمكنك أن تعرفي.
طرت وارتفعت في الجو وسافرت مسافة طويلة قبل
أن أرى المهاجرين، رأيت الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه أبو بكر الصديق
وكان الحديث يدور بينهما عن مكان يستريحان فيه ويختفيان عن الكفار الذين
يطاردونهم.
وفكرا في الغار، فطرت أدلهما عليه وأحاول أن أنظفه عندما تأخرا. فقد خفنا عليهما من أهل مكة، ولكنهما وصلا بخير ودخلا الغار.
سد أبو بكر شقوق الحيات وبقي شق تمنيت أنا
الحمامة لو أنني أسده بجسمي. وفكر العنكبوتأن يغلقه بخيوطه، لكن أبا بكر
سده بقدمه وجلس من فوقه. وكنت أطير هنا وهناك في قلق وخوف وسألني
العنكبوت:” لماذا لا تهدئين؟ ولماذا لا تبحثين عن مكان تضعين فيه البيض؟!
قلت:”إني خائفة من أهل مكة. أريد أن أرقب الطريق خشية أن يصلوا إلى الغار.
وظللت أطير نحو مكة، وأقطع مسافة طويلة ثم أعود ورجعت آخر مرة خائفة أرتجف
وأرتعش. وأسرعت إلى العنكبوت أقول له:”تصور، الأشرار قادمون، لو رأوا محمدا
وصديقه فلن يفلتا منهم، ماذا نفعل؟ ".
سكت العنكبوت قليلا يفكر، ثم أجاب:” سوف انسج خيوطي غند الباب لأغلقه".
كدت أضحك لأنه يتصور أن خيوطه تغلق الباب.
ولكني لم ألبث أن اسرعت معه ورحت أنقل عشي وبيضي، وعند الباب رقدت فوق
البيض في نفس الوقت الذي كان فيه العنكبوت ينسج خيوطهبسرعة كبيرة. وجاء
الكفار وعند باب الغار وقفوا يتساءلون:” هل دخل محمد وصاحبه الغار؟، ربما،
لا بد أنهما دخلا الغار". يرد الآخر:”لا أظن ذلك ، إنه مكان مليء بالحيات
والثعابين". وتستمر المناقشة: ندخل...لا ندخل....ندخل ...لا ندخل....
وارتفع صوت ينقذنا مما نحن فيه. قال الصوت:” كيف ندخل هذا الغار ولم يدخله أحد منذ وقت طويل؟!”
سألوه كيف عرفت هذا؟" أجاب:” انظروا العنكبوت
نسج خيوطه بالباب ولو كان أحد دخل لتقطعت هذه الخيوط. وهذه الحمامة راقدة
في عشها على بيضها ولو كان أحد مر من هنا لطارت الحمامة وانكسر البيض، إن
أحدا لم يدخل هذا الغار منذ وقت بعيد!!! “
قالوا له:” صدقت لا يمكن أن يكونا هنا".
وبدأت أقدامهم تخطوا بعيدا عن الغار وأنا
والعنكبوت نشعر براحة كبيرة كلما خفت وقع أقدامهم. وما أن غابوا عن
الأنظارحتى طرت أصفق بجناحي فرحا. وراح العنكبوت يرقص طربا وسط خيوطه.
واستيقظ عليه الصلاة والسلام ليضع يديه الكريمة مكان لدغة الحية في قدم أبي
بكر، فيشفى فتزداد فرحتنا أنا والعنكبوت!!!!
وبعد أن استراح النبي وأبو بكر قاما لكي
يواصلا رحلتهما. وطرت -أنا الحمامة- من فوقهما لمسافة طويلة وأنا أرفرف
بجناحي وأقول لهما من قلبي:”مع السلامة"
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ
تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ
اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
صدق الله العظيم
وأنا بيضاء، وديعة طيبة أطير وأرفرف وأهبط
لألتقط الحب من ساحة الكعبة لا أخاف أحدا ولا يخاف مني أحد. وكنت في ذلك
الصباح الجميل أطير فوق غار في الطريق بين مكة والمدينة أبحث عن مكان أضع
فيه البيض كي أرقد عليه ليفقس وتخرج منه حمامتان صغيرتان. ولقد رأيت هنا
وهناك ثعابين كثيرة وحيات في ذلك الغار، وكان يبدو أنها تنتظر شيئا ولم
استطع أن اقترب منها لانها إن امسكت بي ابتلعتني.
لقيت عنكبوتا رقيقا فسألته:” لماذا تجتمع كل
هذه الثعابين؟" قال :” عندهم أوامر من الثعبان الكبير في مكة لكي يقطعوا
الطريق على رجلين." سالته:”من هما؟" أجاب :” لا أعرف، انت تستطيعين الطيران
إلى بعيد ويمكنك أن تعرفي.
طرت وارتفعت في الجو وسافرت مسافة طويلة قبل
أن أرى المهاجرين، رأيت الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه أبو بكر الصديق
وكان الحديث يدور بينهما عن مكان يستريحان فيه ويختفيان عن الكفار الذين
يطاردونهم.
وفكرا في الغار، فطرت أدلهما عليه وأحاول أن أنظفه عندما تأخرا. فقد خفنا عليهما من أهل مكة، ولكنهما وصلا بخير ودخلا الغار.
سد أبو بكر شقوق الحيات وبقي شق تمنيت أنا
الحمامة لو أنني أسده بجسمي. وفكر العنكبوتأن يغلقه بخيوطه، لكن أبا بكر
سده بقدمه وجلس من فوقه. وكنت أطير هنا وهناك في قلق وخوف وسألني
العنكبوت:” لماذا لا تهدئين؟ ولماذا لا تبحثين عن مكان تضعين فيه البيض؟!
قلت:”إني خائفة من أهل مكة. أريد أن أرقب الطريق خشية أن يصلوا إلى الغار.
وظللت أطير نحو مكة، وأقطع مسافة طويلة ثم أعود ورجعت آخر مرة خائفة أرتجف
وأرتعش. وأسرعت إلى العنكبوت أقول له:”تصور، الأشرار قادمون، لو رأوا محمدا
وصديقه فلن يفلتا منهم، ماذا نفعل؟ ".
سكت العنكبوت قليلا يفكر، ثم أجاب:” سوف انسج خيوطي غند الباب لأغلقه".
كدت أضحك لأنه يتصور أن خيوطه تغلق الباب.
ولكني لم ألبث أن اسرعت معه ورحت أنقل عشي وبيضي، وعند الباب رقدت فوق
البيض في نفس الوقت الذي كان فيه العنكبوت ينسج خيوطهبسرعة كبيرة. وجاء
الكفار وعند باب الغار وقفوا يتساءلون:” هل دخل محمد وصاحبه الغار؟، ربما،
لا بد أنهما دخلا الغار". يرد الآخر:”لا أظن ذلك ، إنه مكان مليء بالحيات
والثعابين". وتستمر المناقشة: ندخل...لا ندخل....ندخل ...لا ندخل....
وارتفع صوت ينقذنا مما نحن فيه. قال الصوت:” كيف ندخل هذا الغار ولم يدخله أحد منذ وقت طويل؟!”
سألوه كيف عرفت هذا؟" أجاب:” انظروا العنكبوت
نسج خيوطه بالباب ولو كان أحد دخل لتقطعت هذه الخيوط. وهذه الحمامة راقدة
في عشها على بيضها ولو كان أحد مر من هنا لطارت الحمامة وانكسر البيض، إن
أحدا لم يدخل هذا الغار منذ وقت بعيد!!! “
قالوا له:” صدقت لا يمكن أن يكونا هنا".
وبدأت أقدامهم تخطوا بعيدا عن الغار وأنا
والعنكبوت نشعر براحة كبيرة كلما خفت وقع أقدامهم. وما أن غابوا عن
الأنظارحتى طرت أصفق بجناحي فرحا. وراح العنكبوت يرقص طربا وسط خيوطه.
واستيقظ عليه الصلاة والسلام ليضع يديه الكريمة مكان لدغة الحية في قدم أبي
بكر، فيشفى فتزداد فرحتنا أنا والعنكبوت!!!!
وبعد أن استراح النبي وأبو بكر قاما لكي
يواصلا رحلتهما. وطرت -أنا الحمامة- من فوقهما لمسافة طويلة وأنا أرفرف
بجناحي وأقول لهما من قلبي:”مع السلامة"
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي
الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ
تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ
اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
صدق الله العظيم