بسم الله الرحمن الرحيم
إنكاره
صلى الله عليه وسلم على من لا يحسن الصلاة بتبيينه أن الصلاة لا تقبل شفقة
عليه أن يأتي يوم القيامة فلا يجد أجرها ثم بيانه صلى الله عليه وسلم
للكيفية الصحيحة للصلاة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: (( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ثم انصرف فقال : (( يا
فلان ؟ ألا تحسن صلاتك ؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ؟ فإنما يصلح
لنفسه إني والله لأبصر(1) من ورائي كما أبصر من بين يدي ))(2) .
قال الحافظ ابن
حجر ـ رحمه الله ـ : ( وإنه ينبغي للإمام أن ينبه الناس على ما يتعلق
بأحوال الصلاة ، ولا سيما إذا رأى منهم ما يخالف الأولى ) (3).
وعنه ـ رضي الله عنه ـ أن النبي
صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى
الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ، فقال : ((
ارجع فصل فإنك لم تصل ، فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ( ثلاثا ) فقال : والذي بعثك بالحق فما أحسن
غيره فعلمني ، قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من
القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى
تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))
متفق عليه واللفظ للبخاري (4)
قال الحافظ ـ رحمه الله ـ وفي
هذا الحديث من الفوائد : (( وجوب الإعادة على من أخل بشيء من واجبات الصلاة
، وفيه أن الشروع في النافلة ، ملزم ولكن يحتمل أن تكون تلك الصلاة فريضة ،
فيقف الاستدلال ، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحسن التعليم
بغير تعنيف وإيضاح المسألة وتخليص المقاصد ، وطلب المتعلم من العالم أن
يعلمه ))(5) .
وقال أيضا : ( وفيه حسن خلقه
صلى الله عليه وسلم ولطف معاشرته ، وفيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة ،
وقد استشكل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم له على صلاته وهي فاسدة على قول
بأنه أخل ببعض الواجبات ، وأجاب المازري بأنه أراد استدراجه بفعل ما يجهله
مرات لاحتماله أن يكون فعله ناسيا أو غافلا ، فيتذكره فيفعله من غير تعليم
، وليس ذلك من باب التقرير على الخطأ بل من باب تحقيق الخطأ ) .
وقال النووي ـ رحمه الله : ( وإنما لم يعلمه أولا ليكون أبلغ في تعريفه وتعريف غيره بصفة الصلاة المجزأة .
وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ
يحتمل أن يكون ترديد ، لتفخيم الأمر وتعظيمه عليه ، ورأى إن الوقت لم يفته
ورأى إيقاظ الفطنة للمتروك(6).
عن النعمان بن بشير ـ رضي الله
عنهما ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا . حتى كأنما
يسوي القداح . حتى رأى أنا قد غفلنا عنه . ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر .
فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال : (( عباد الله لتسوّن صفوفكم أو
ليخالفن الله بين وجوهكم )) متفق عليه واللفظ لمسلم(7).
وعنه رضي الله عنه قال : أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال : (( أقيموا صفوفكم
ثلاثا والله لتقيمنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم )) قال : فرأيت
الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه . أخرجه أبو
داود (8).
عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ
قال : بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال ، فلما
صلى قال : (( ما شأنكم ؟ )) قالوا استعجلنا إلى الصلاة . قال : فلا تفعلوا
. إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا
)) متفق عليه (9).
وعن جابر بن سمرة ـ رضي الله
عنه ـ قال : كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام
عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ـ وأشار بيده إلى الجانبين ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل
شقر(10) ؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه . ثم يسلم على أخيه من على
يمينه وشماله )) أخرجه مسلم(11).
وعن الحسن أن أبا بكرة ـ رضي
الله عنه ـ انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصلَ
إلى الصف ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( زادك الله حرصا ،
ولا تعد )) أخرجه البخاري
(1) - (( لأبصر
من ورائي )) قال النووي في شرح مسلم ( 4/149 ـ 150 ) : معناه أن الله تعالى
خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكا في قفاه حفا وقد انخرقت العادة له صلى
الله عليه وسلم بأكثر من هذا وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع بل ورد الشرع
بظاهره فوجب القول به . قال القاضي : قال احمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ
وجمهور العلماء هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة .
وقال الحافظ في
الفتح ( 1/514 ) : والصواب المختار أنه محمول على ظاهره وأن هذا الإبصار
إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة وعلى هذا عمل
المصنف فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة وكذا يقل عن الإمام أحمد وغيره .
(2) - أخرجه مسلم في صحيحه ( 1/319 /ح 423 ) .
(3) - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ( 1/45 ) .
(4) - أخرجه البخاري في صحيحه ( فتح الباري كتاب الإذن (2/776/ ح793) ، وصحيح مسلم في الصلاة (1/298/ح397).
(5) - فتح الباري شرح صحيح البخاري لبن حجر ( 2/280 ) .
(6) - المصدر السابق ( 2/281 ) .
(7) - أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الآذان ( 2/206 ـ 207 / ح717 ) وصحيح مسلم في الصلاة (1/324/ح436 ) .
(8)- البخاري في صحيحه الفتح ( 2/211 ) معلقا وله شاهد من حديث أنس أخرجه البخاري ( 2/211/ح725) ومسلم في صحيحه (1/324/ح433) .
(9) - أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الآذان ( 2/116/ح635 ) وصحيح مسلم في المساجد (1/421/ح602) وأحمد ( / 306 ) .
(10)- أخرجه مسلم
في صحيحه كتاب الصلاة ( 1 / 322 / ح 430 ) وسنن أبي داود في الصلاة
(1/602ـ608/998،999،1000) وسنن النسائي في السهو ( 3/4ـ5 ) .
(11)-خيل شمس : جمع شموس وهو من الجواب ، ما لا يكاد يستقر شفيا ويطرا ورد شموس الأخلاق : عمرها . جامع الأصول (5/412 ) .
إنكاره
صلى الله عليه وسلم على من لا يحسن الصلاة بتبيينه أن الصلاة لا تقبل شفقة
عليه أن يأتي يوم القيامة فلا يجد أجرها ثم بيانه صلى الله عليه وسلم
للكيفية الصحيحة للصلاة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: (( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ثم انصرف فقال : (( يا
فلان ؟ ألا تحسن صلاتك ؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ؟ فإنما يصلح
لنفسه إني والله لأبصر(1) من ورائي كما أبصر من بين يدي ))(2) .
قال الحافظ ابن
حجر ـ رحمه الله ـ : ( وإنه ينبغي للإمام أن ينبه الناس على ما يتعلق
بأحوال الصلاة ، ولا سيما إذا رأى منهم ما يخالف الأولى ) (3).
وعنه ـ رضي الله عنه ـ أن النبي
صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى
الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ، فقال : ((
ارجع فصل فإنك لم تصل ، فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ( ثلاثا ) فقال : والذي بعثك بالحق فما أحسن
غيره فعلمني ، قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من
القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى
تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))
متفق عليه واللفظ للبخاري (4)
قال الحافظ ـ رحمه الله ـ وفي
هذا الحديث من الفوائد : (( وجوب الإعادة على من أخل بشيء من واجبات الصلاة
، وفيه أن الشروع في النافلة ، ملزم ولكن يحتمل أن تكون تلك الصلاة فريضة ،
فيقف الاستدلال ، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحسن التعليم
بغير تعنيف وإيضاح المسألة وتخليص المقاصد ، وطلب المتعلم من العالم أن
يعلمه ))(5) .
وقال أيضا : ( وفيه حسن خلقه
صلى الله عليه وسلم ولطف معاشرته ، وفيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة ،
وقد استشكل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم له على صلاته وهي فاسدة على قول
بأنه أخل ببعض الواجبات ، وأجاب المازري بأنه أراد استدراجه بفعل ما يجهله
مرات لاحتماله أن يكون فعله ناسيا أو غافلا ، فيتذكره فيفعله من غير تعليم
، وليس ذلك من باب التقرير على الخطأ بل من باب تحقيق الخطأ ) .
وقال النووي ـ رحمه الله : ( وإنما لم يعلمه أولا ليكون أبلغ في تعريفه وتعريف غيره بصفة الصلاة المجزأة .
وقال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ
يحتمل أن يكون ترديد ، لتفخيم الأمر وتعظيمه عليه ، ورأى إن الوقت لم يفته
ورأى إيقاظ الفطنة للمتروك(6).
عن النعمان بن بشير ـ رضي الله
عنهما ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا . حتى كأنما
يسوي القداح . حتى رأى أنا قد غفلنا عنه . ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر .
فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال : (( عباد الله لتسوّن صفوفكم أو
ليخالفن الله بين وجوهكم )) متفق عليه واللفظ لمسلم(7).
وعنه رضي الله عنه قال : أقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال : (( أقيموا صفوفكم
ثلاثا والله لتقيمنّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم )) قال : فرأيت
الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه . أخرجه أبو
داود (8).
عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ
قال : بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال ، فلما
صلى قال : (( ما شأنكم ؟ )) قالوا استعجلنا إلى الصلاة . قال : فلا تفعلوا
. إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا
)) متفق عليه (9).
وعن جابر بن سمرة ـ رضي الله
عنه ـ قال : كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام
عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ـ وأشار بيده إلى الجانبين ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل
شقر(10) ؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه . ثم يسلم على أخيه من على
يمينه وشماله )) أخرجه مسلم(11).
وعن الحسن أن أبا بكرة ـ رضي
الله عنه ـ انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصلَ
إلى الصف ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( زادك الله حرصا ،
ولا تعد )) أخرجه البخاري
(1) - (( لأبصر
من ورائي )) قال النووي في شرح مسلم ( 4/149 ـ 150 ) : معناه أن الله تعالى
خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكا في قفاه حفا وقد انخرقت العادة له صلى
الله عليه وسلم بأكثر من هذا وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع بل ورد الشرع
بظاهره فوجب القول به . قال القاضي : قال احمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ
وجمهور العلماء هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة .
وقال الحافظ في
الفتح ( 1/514 ) : والصواب المختار أنه محمول على ظاهره وأن هذا الإبصار
إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة وعلى هذا عمل
المصنف فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة وكذا يقل عن الإمام أحمد وغيره .
(2) - أخرجه مسلم في صحيحه ( 1/319 /ح 423 ) .
(3) - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر ( 1/45 ) .
(4) - أخرجه البخاري في صحيحه ( فتح الباري كتاب الإذن (2/776/ ح793) ، وصحيح مسلم في الصلاة (1/298/ح397).
(5) - فتح الباري شرح صحيح البخاري لبن حجر ( 2/280 ) .
(6) - المصدر السابق ( 2/281 ) .
(7) - أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الآذان ( 2/206 ـ 207 / ح717 ) وصحيح مسلم في الصلاة (1/324/ح436 ) .
(8)- البخاري في صحيحه الفتح ( 2/211 ) معلقا وله شاهد من حديث أنس أخرجه البخاري ( 2/211/ح725) ومسلم في صحيحه (1/324/ح433) .
(9) - أخرجه البخاري في صحيحه فتح الباري كتاب الآذان ( 2/116/ح635 ) وصحيح مسلم في المساجد (1/421/ح602) وأحمد ( / 306 ) .
(10)- أخرجه مسلم
في صحيحه كتاب الصلاة ( 1 / 322 / ح 430 ) وسنن أبي داود في الصلاة
(1/602ـ608/998،999،1000) وسنن النسائي في السهو ( 3/4ـ5 ) .
(11)-خيل شمس : جمع شموس وهو من الجواب ، ما لا يكاد يستقر شفيا ويطرا ورد شموس الأخلاق : عمرها . جامع الأصول (5/412 ) .