بسم الله الرحمن الرحيم
قبائح التبرج
التبرج معصية لله ورسولهِ صلى الله عليه وسلم
ومن
يعص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه , ولن
يَضُرَّ الله شيئًا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي يدخلون
الجنة إلا من أبى " , فقالوا : يا رسول الله من يأبى ؟ قال : " من أطاعني
دخل الجنة , ومن عصاني فقد أبى " . (البخاري).
التبرج كبيرةٌ مُهْلِكة
جائت
أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعيه عللى الإسلام ,
فقال : " أُبايعك على أن لا تُشركي بالله , ولا تسرقي , ولا تزني , ولا
تقتلي وَلَدَكِ , ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك , ولا تَنُوحي
ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى " [صحيح] , فقرن التبرج بأكبر الكبائر
المهلكة.
التبرج يجلب اللعن
والطرد من رحمة الله
قال
رسول الله : " سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات , على رؤوسهن
كأسْنِمَةِ البُخْت , العنوهن , فإنهن ملعونات " [صحيح] , والبُخْتُ: نوع
من الإبل.
التبرج من صفات أهل النار
قال
رسول الله : " صنفان من أهل النارلم أَرَهُمَا : قوم معهم سِياطٌ كأذناب
البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات , مُمِيلاتٌ مائلات ,
رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة , لا يدخلن الجنة , ولا يجدن ريحها , وإن
ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " .[ مسلم ]
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوِيَ
عن النبي أنه قال : " مَثَلُ الرافلةِ في الزينة في غير ِ أهلِها , كمثل
ظُلْمَةٍ يومَ القيامة , لا نورَ لها " [ضعيف] , يريد أن المتمايلة في
مِشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متجسدة من
ظُلْمَةٍ , والحديث وإن كان ضعيفاً_ لكن معناه صحيح , وذلكلأن اللذة في
المعصية عذاب , والراحة نَصَب , والشِّبَعَ جوع , والبركةَ مَحْقٌ ,
والطِّيبَ نَتْنٌ , والنورَ ظُلمة , بعكس الطاعات فإن خُلُوفَ فم الصائم ,
ودم الشهيد أطيبُ عند الله من ريح المِسْكِ .
التبرج نفاق
فقد
قال : " خير نسائكم الودود , الولد , المواتية , المواسية , إذا اتقين
الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيِّلات , وهن المنافقات , لا يدخلن
الجنةَ منهن إلا مثلُ الغراب الأعصم " [صحيح] , والغراب الأعصم: هو أحمر
المنقار والرجلين , وهو كناية عن قلة مَن يدخل الجنة مِن النساء , لأن هذا
الوصف في الغِربان قليل .
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله : " أَيُّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت زوجها , فقد هتكت سِتْرَ ما بينها وبين الله عز وجل ". [صحيح] .
التبرج فاحشة
فإن
المرأة عورة , وكشف العورة فاحشة ومقت , قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ
فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا
قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ
مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف , والشيطان هو الذي يأمر بهذه
الفاحشة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}
(268) سورة البقرة .
والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في
المجتمع الإسلامي , قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ
الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (19) سورة
النــور .
التبرج سنة إبليسية
إن
قصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عَدُوِّ الله إبليسَ على كشف
السوءات , وهتك الأستار , وإشاعة الفاحشة , وأن التهتك والتبرج هدف أساسي
له , قال الله عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ
كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا
لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} (27) سورة الأعراف.
فإبليس
إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف , وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة ,
وهو إمام كُلِّ مَن أطاعه في معصية الرحمن , خاصة هؤلاء المتبرجات اللائي
يؤذين المسلمين , وَيَفْتِنَّ شبابهم , قال : " ما تركتُ بعدي فتنةً هي
أَضَرُّ على الرجال من النساء " . [ متفق عليه ] .
التبرج طريقة يهودية
لليهود
باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة , ولقد كان التبرج من
أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة , وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال , حتى
قال رسول الله : " فاتقوا الدنيا , واتقوا النساء , فإن أول فتنةِ بني
إسرائيل كانت في النساء "[مسلم]
وقد حكت كتبهم أن الله سبحانه عاقب بنات
صِهْيَوْنَ على تبرجهن , ففي الإصحاح الثالث من سِفر أشعيا: ( إن الله
سيعاقب بناتِ صِهْيَوْنَ على تبرجهن , والباهاتِ برنين خلاخيلهن , بأن
ينزعَ عنهن زينةَ الخلاخيل , والضفائر , والأهلة , والحِلَقِ , والأساور ,
والبراقع , والعصائب ) .
ومع تحذير رسول الله من التشبه بالكفار ,
وسلوك سبلهم خاصة في مجال المرأة , فإن أغلب المسلمين خالفوا هذا التحذير ,
وتحققت نبؤة رسول الله : " لتتبعن سَنَنَ مَن كان قبلكم شبرًا بشبر ,
وذراعًا بذراع , حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ لتبعتموهم " , قيل: اليهود
والنصارى؟ قال: ( فمن؟ ). [متفق عليه]
فما أشبه هؤلاء اللاتي أطعن
اليهود والنصارى , وَعَصَيْنَ الله ورسوله بهؤلاء اليهود المغضوب عليهم
الذين قابلوا أمر الله بقولهم: (( سمعنا وعصينا )) , وما أبعدَهن عن سبيل
المؤمنات اللاتي قلن حين سمعن أمر الله: (( سمعنا وأطعنا )) !
قال
تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء
التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (33) سورة الأحزاب.
وقد
وصف النبي دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة , وأَمَرَنَا بنبذها ,
وقد جاء في صفته في التوراة أنه{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} (157) سورة الأعراف , الأية.
فدعوى
الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية , كلامها منتن خبيث , حَرَّمَه علينا رسول
الله , وقال : " كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قَدَمَيَّ " [ متفق
عليه ] سواء في ذلك: تبرج الجاهلية , ودعوى الجاهلية , وحكم الجاهلية ,
وربا الجاهلية.
التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري
فطرة حيوانية بهيمية , لا يميل إليها الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى
مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله وأنعم عليه بفطرة حُبِّ
السِّتر والصيانة , وإن رؤية التبرج والتهتك والفضيحة جمالاً ما هي إلا
فساد في الفطرة وانتكاس في الذوق , ومؤشر على التخلف والانحطاط .
ولقد
ارتبط ترقي الإنسان بترقيه في ستر جسده , فكانت نزعة التستر دوماً وليدة
التقدم , وكان ستر المرأة بالحجاب يتناسب مع غريزة الغيرة التي تستمد قوتها
من الروح , أما التحرر عن قيود السِّتر فهو غريزة تستمد قوتها من الشهوة
التي تغري بالتبرج والاختلاط , وكل من قنع ورضي بالثانية فلابد أن يضحي
بالأولى حتى يُسْكِتَ صوت الغيرة في قلبه , مقابل ما يتمتع به من التبرج
والاختلاط بالنساء الأجنبيات عنه , ومن هنا كان التبرج علامة على فساد
الفطرة , وقلة الحياء , وانعدام الغيرة , وتبلد الإحساس , وموت الشعور:
لِحَدَّ الركبتين تُشَمِّرِينا *** بِرَبِّكِ أيَّ نهرِ تَعْبُرِينا.
كأنَّ الثوبَ ظِلِّ في صباحٍ *** يزيد تَقَلُّصًا حينًا فحينا.
تَظُنِّينَ الرجالَ بلا شعورٍ *** لأنكِ ربما لا تَشْعُرِينا.
التبرج باب شر مستطير
وذلك
لأن من يتأمل نصوص الشرع , وعِبَرَ التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره
على الدين والدنيا , ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.
فمن هذه العواقب الوخيمة:
تسابق
المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن , مما يُتْلِفُ
الأخلاقَ والأموال , ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من
شاء أن ينظر إليها.
ومنها: فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب , خاصة المراهقين , ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها .
ومنها: تحطيم الروابط الأسرية , وانعدام الثقة بين أفرادها , وتفشي الطلاق .
ومنها: المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها .
ومنها: الإساءة إلى المرأة نفسِها , باعتبار التبرج قرينةً تشير إلى سوء نيتها , وخبث طويتها , مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .
ومنها:
انتشار الأمراض : قال : " لم تظهر الفاحشة في قومٍ قَطُّ حتى يُعْلِنوا
بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم الذين مَضَوْا
" [صحيح]
ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين , قال : "
العينان زناهما النظر " [مسلم] , وتعسير طاعة غض البصر التي أُمِرْنا بها
إرضاءً لله سبحانه وتعالى .
ومنها: استحقاق نزول العقوبات العامة التي
هي قطعًا أخطر عاقبة من القنابل الذرية , والهزات الأرضية , قال تعالى:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا
تَدْمِيرًا} (16) سورة الإسراء , و قال : " إن الناس إذا رأوا المنكر ,
فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعذاب "
. [صحيح]