بسم الله الرحمن الرحيم
لا
شك أن الكلمة الطيبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس ، وتؤلف القلوب
، وتذهب الضغائن والأحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات القلوب ، وتذهب
الضغائن والاحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات التي تظهر على وجه المعلم
تحدث مردواً إيجابياً أو سلبياً لدى الطالب ، وذلك لأن أنبساط الوجه
وطلاقته مما تأنس به النفس وترتاح إليه . وأما عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين
فهو مما تنفر منه النفس وتنكره .
والرسول
صلى الله عليه وسلم كان أطيب الناس روحاً ونفساً ، وكان أعظمهم خلقاً
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم:4)) ولم يكن صلى الله عليه وسلم
فظا غليظاً حاد الطباع بل كان سهلاًٍ سمحاً ليناً رءوفاً بأمته (لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة:128) ) وقال
تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: من
الآية159) .
1- فعن عطاء بن يسار قال : ( لقيت عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله
عليه وسلم في التوراة فقال : ( أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض
صفته في القرآن : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً
وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)(الأحزاب:45 ) وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي
سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع
السيئة بالسيئة ن ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة
العوجاء ، بأن يقولوا : ( لا إله إلا الله ) ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً
صماً ، وقلوباً غلفا ) تكلم كانت بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم خلق
عظيم ، وبالمؤمنين رءوف رحيم ، ليس بفظ ولا غليظ القلب .. إلخ أخرجه
البخاري (2018) . وتلك صفات كانت من لوازم الدعوة إذ أن المدعوين يحتاجون
إلى من يرفق بهم ، ويعلمهم أمور دينهم ، ففيهم الجاهل وفيهم الصغير وفيهم
الكبير ، وكل أولئك يلزمهم رفق ، وخلق ، وحلم ، وأناة ، ولطف ، وحسن تصرف
وإلا انفضوا وغضبوا ولم يتبعوا الهدى ممن جاء به . ولقد ضرب رسولنا الكريم ـ
بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في حسن الخلق ، كيف لا
وربنا عز وجل هو الذي امتدحه بذلك (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ
عَظِيمٍ)(القلم:4)) وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول : ( كان
خلقه القرآن ) وتعال معنا لنرى ذلك الموقف الذي يرويه أنس بن مالك
2- قال : ( كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد
نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجبذه بردائه جبذة شديد، حتى نظرت
إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من
شدة جبذته ، قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء ) أخرجه البخاري (2980)
ومسلم (1057) .
ما أعظم ذلك الخلق الرفيع الذي امتاز به النبي صلى الله
عليه وسلم ، كان في مقدوره أن يؤدب ذلك الأعرابي على صنيعه ، ولكن لم تكن
تلك من شيم ولا أخلاق المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ،كيف يفعل ذلك وهو
الذي قال : ( من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق
يوم القيامة ، حتى يخبره في أي الحور العين شاء ) .
والمربون والمعلمون
حري بهم أن يترسموا خطى المعلم الأول صلى الله عليه وسلم في التحلي
بالأخلاق الفاضلة والأدب الرفيع ، وهي من أنجع الوسائل في التعليم والتربية
، حيث إن الطالب في الغالب يتأثر ويتخلق بأخلاق معلمه ويتقبل منه أكثر من
غيره ، فإذا كان المعلم يتحلى بأخلاق حميدة أثر ذلك على طلابه إيجاباً ،
وعملت في نفوسهم ما لم تعلمه عشرات النصائح والدروس ، ومن هنا فهم سر قوله
صلى الله عليه وسلم " ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق " أخرجه
الترمذي(2003) وصححه الألباني وقوله : " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات
قائم الليل ، وصائم النهار " أخرجه البخاري في الأدب المفرد (284) وصححه
الألباني لأن حسن الخلق سجيه تعمل عمل السحر في أسر القلوب ن واستماله
النفوس ، وإشاعة المحبة بين أفراد المجتمع . والمعلمون هم أولى الناس بذلك !
الخلاصة :
1) الأخلاق صفة حميدة ينبغي للمعلم أن يتحلى بها ، وبحث طلابه على التخلق بها .
2) الكلمة الطيبة، والبشاشة وطلاقة الوجة ، من الأسباب التي تزيل الحاجز النفسي بين المعلم وتلميذة .
3) الحلم والأناة، وانشراح صدر المربي ، في مقابل جهل الطالب .
لا
شك أن الكلمة الطيبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس ، وتؤلف القلوب
، وتذهب الضغائن والأحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات القلوب ، وتذهب
الضغائن والاحقاد من الصدور ، وكذلك التعبيرات التي تظهر على وجه المعلم
تحدث مردواً إيجابياً أو سلبياً لدى الطالب ، وذلك لأن أنبساط الوجه
وطلاقته مما تأنس به النفس وترتاح إليه . وأما عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين
فهو مما تنفر منه النفس وتنكره .
والرسول
صلى الله عليه وسلم كان أطيب الناس روحاً ونفساً ، وكان أعظمهم خلقاً
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم:4)) ولم يكن صلى الله عليه وسلم
فظا غليظاً حاد الطباع بل كان سهلاًٍ سمحاً ليناً رءوفاً بأمته (لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة:128) ) وقال
تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ
فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: من
الآية159) .
1- فعن عطاء بن يسار قال : ( لقيت عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله
عليه وسلم في التوراة فقال : ( أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض
صفته في القرآن : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً
وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)(الأحزاب:45 ) وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي
سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع
السيئة بالسيئة ن ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة
العوجاء ، بأن يقولوا : ( لا إله إلا الله ) ويفتح به أعيناً عمياً وآذاناً
صماً ، وقلوباً غلفا ) تكلم كانت بعض صفات النبي صلى الله عليه وسلم خلق
عظيم ، وبالمؤمنين رءوف رحيم ، ليس بفظ ولا غليظ القلب .. إلخ أخرجه
البخاري (2018) . وتلك صفات كانت من لوازم الدعوة إذ أن المدعوين يحتاجون
إلى من يرفق بهم ، ويعلمهم أمور دينهم ، ففيهم الجاهل وفيهم الصغير وفيهم
الكبير ، وكل أولئك يلزمهم رفق ، وخلق ، وحلم ، وأناة ، ولطف ، وحسن تصرف
وإلا انفضوا وغضبوا ولم يتبعوا الهدى ممن جاء به . ولقد ضرب رسولنا الكريم ـ
بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أروع الأمثلة في حسن الخلق ، كيف لا
وربنا عز وجل هو الذي امتدحه بذلك (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ
عَظِيمٍ)(القلم:4)) وكانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول : ( كان
خلقه القرآن ) وتعال معنا لنرى ذلك الموقف الذي يرويه أنس بن مالك
2- قال : ( كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه برد
نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجبذه بردائه جبذة شديد، حتى نظرت
إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من
شدة جبذته ، قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ، ثم أمر له بعطاء ) أخرجه البخاري (2980)
ومسلم (1057) .
ما أعظم ذلك الخلق الرفيع الذي امتاز به النبي صلى الله
عليه وسلم ، كان في مقدوره أن يؤدب ذلك الأعرابي على صنيعه ، ولكن لم تكن
تلك من شيم ولا أخلاق المعلم الأول صلى الله عليه وسلم ،كيف يفعل ذلك وهو
الذي قال : ( من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق
يوم القيامة ، حتى يخبره في أي الحور العين شاء ) .
والمربون والمعلمون
حري بهم أن يترسموا خطى المعلم الأول صلى الله عليه وسلم في التحلي
بالأخلاق الفاضلة والأدب الرفيع ، وهي من أنجع الوسائل في التعليم والتربية
، حيث إن الطالب في الغالب يتأثر ويتخلق بأخلاق معلمه ويتقبل منه أكثر من
غيره ، فإذا كان المعلم يتحلى بأخلاق حميدة أثر ذلك على طلابه إيجاباً ،
وعملت في نفوسهم ما لم تعلمه عشرات النصائح والدروس ، ومن هنا فهم سر قوله
صلى الله عليه وسلم " ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق " أخرجه
الترمذي(2003) وصححه الألباني وقوله : " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات
قائم الليل ، وصائم النهار " أخرجه البخاري في الأدب المفرد (284) وصححه
الألباني لأن حسن الخلق سجيه تعمل عمل السحر في أسر القلوب ن واستماله
النفوس ، وإشاعة المحبة بين أفراد المجتمع . والمعلمون هم أولى الناس بذلك !
الخلاصة :
1) الأخلاق صفة حميدة ينبغي للمعلم أن يتحلى بها ، وبحث طلابه على التخلق بها .
2) الكلمة الطيبة، والبشاشة وطلاقة الوجة ، من الأسباب التي تزيل الحاجز النفسي بين المعلم وتلميذة .
3) الحلم والأناة، وانشراح صدر المربي ، في مقابل جهل الطالب .