قال الله عز وجل من سورة طه : قَالَ
فَمَا خَطْبُكَ يَسَامِرِيّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ
فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ
سَوّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن
تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنّ لَكَ مَوْعِداً لّن تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَىَ
إِلَـَهِكَ الّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لّنُحَرّقَنّهُ ثُمّ
لَنَنسِفَنّهُ فِي الْيَمّ نَسْفاً * إِنّمَآ إِلَـَهُكُمُ اللّهُ الّذِي
لآ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْماً
تفسير ابن كثير :
يقول
موسى عليه السلام للسامري: ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى
فعلت ما فعلت ؟ قال محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير, عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: كان السامري رجلاً من اهل باجرما, وكان من قوم يعبدون البقر,
وكان حب عبادة البقر في نفسه, وكان قد أظهر الاسلام مع بني إسرائيل, وكان
اسمه موسى بن ظفر, وفي رواية عن ابن عباس أنه كان من كرمان, وقال قتادة:
كان من قرية سامرا {قال بصرت بما لم يبصروا به} أي رأيت جبريل حين جاء
لهلاك فرعون {فقبضت قبضة من أثر الرسول} أي من أثر فرسه, وهذا هو المشهور
عند كثير من المفسرين أو أكثرهم.
وقال
مجاهد: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} قال: من تحت حافر فرس جبريل, قال:
والقبضة ملء الكف, والقبضة بأطراف الأصابع, قال مجاهد: نبذ السامري, أي
ألقى ما كان في يده على حلية بني إسرائيل, فانسبك عجلاً جسداً له خوار حفيف
الريح فيه فهو خوراه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن يحيى, أخبرنا علي
بن المديني, حدثنا يزيد بن زريع, حدثنا عمارة, حدثنا عكرمة أن السامري رأى
الرسول, فألقي في روعه أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء
فقلت له كن فكان, فقبض قبضة من أثر الرسول فيبست أصابعه على القبضة, فلما
ذهب موسى للميقات, وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلي آل فرعون, فقال لهم
السامري: إنما أصابكم من أجل هذا الحلي, فاجمعوه فجمعوه, فأوقدوا عليه
فذاب, فرآه السامري فألقي في روعه أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت كن
فيكون, فقذف القبضة وقال كن فكان عجلاً جسداً له خوار, فقال: {هذا إلهكم
وإله موسى)
و في تفسير اخر : تفسير الطبري
حدثنـي
مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث
قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد,
فـي قول الله: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أثَر الرّسُولِ فَنَبَذْتُها قال:
من تـحت حافر فرس جبرئيـل, نبذه السامريّ علـى حلـية بنـي إسرائيـل,
فـانسبك عجلاً جسدا له خوار, حفـيف الريح فـيه فهو خواره, والعجل: ولد
البقرة.
واختلف
القرّاء فـي قراءة هذين الـحرفـين, فقرأته عامّة قرّاء الـمدينة والبصرة
بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ يَبْصُرُوا بِهِ بـالـياء, بـمعنى: قال السامريّ:
بصرت بـما لـم يبصر به بنو إسرائيـل. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة:
«بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ تَبْصُرُوا بهِ» بـالتاء علـى وجه الـمخاطبة لـموسى
صلى الله عليه وسلم وأصحابه, بـمعنى: قال السامريّ لـموسى: بصرت بـما لـم
تبصر به أنت وأصحابك
والقول
فـي ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان, قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من
القرّاء مع صحة معنى كل واحدة منهما, وذلك أنه جائز أن يكون السامريّ رأى
جبرئيـل, فكان عنده ما كان بأن حدثته نفسه بذلك أو بغير ذلك من الأسبـاب,
أن تراب حافر فرسه الذي كان علـيه يصلـح لـما حدث عنه حين نبذه فـي جوف
العجل, ولـم يكن علـم ذلك عند موسى, ولا عند أصحابه من بنـي إسرائيـل,
فلذلك قال لـموسى: «بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ تَبْصُرُوا بهِ» أي علـمت بـما
لـم تعلـموا به. وأما إذا قرىء بَصُرْتُ بِـما لَـمْ يَبْصُرُوا بِهِ
بـالـياء, فلا مؤنة فـيه, لأنه معلوم أن بنـي إسرائيـل لـم يعلـموا ما الذي
يصلـح له ذلك التراب
تفسير سيد قطب :
وتتكاثر
الروايات حول قول السامري هذا . فما هو الذي بصر به ? ومن هو الرسول الذي
قبض قبضة من أثره فنبذها ? وما علاقة هذا بعجل الذهب الذي صنعه ? وما أثر
هذه القبضة فيه ?
والذي
يتردد كثيرا في هذه الروايات أنه رأى جبريل - عليه السلام - وهو في صورته
التي ينزل بها إلى الأرض ; فقبض قبضة من تحت قدمه , أو من تحت حافر فرسه ,
فألقاها على عجل الذهب , فكان له هذا الخوار . أو إنها هي التي أحالت كوم
الذهب عجلا له خوار
المصادر:
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
تفسير سيد قطب في ظلال القران
فَمَا خَطْبُكَ يَسَامِرِيّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ
فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ
سَوّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن
تَقُولَ لاَ مِسَاسَ وَإِنّ لَكَ مَوْعِداً لّن تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَىَ
إِلَـَهِكَ الّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لّنُحَرّقَنّهُ ثُمّ
لَنَنسِفَنّهُ فِي الْيَمّ نَسْفاً * إِنّمَآ إِلَـَهُكُمُ اللّهُ الّذِي
لآ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْماً
تفسير ابن كثير :
يقول
موسى عليه السلام للسامري: ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرض لك حتى
فعلت ما فعلت ؟ قال محمد بن إسحاق عن حكيم بن جبير, عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: كان السامري رجلاً من اهل باجرما, وكان من قوم يعبدون البقر,
وكان حب عبادة البقر في نفسه, وكان قد أظهر الاسلام مع بني إسرائيل, وكان
اسمه موسى بن ظفر, وفي رواية عن ابن عباس أنه كان من كرمان, وقال قتادة:
كان من قرية سامرا {قال بصرت بما لم يبصروا به} أي رأيت جبريل حين جاء
لهلاك فرعون {فقبضت قبضة من أثر الرسول} أي من أثر فرسه, وهذا هو المشهور
عند كثير من المفسرين أو أكثرهم.
وقال
مجاهد: {فقبضت قبضة من أثر الرسول} قال: من تحت حافر فرس جبريل, قال:
والقبضة ملء الكف, والقبضة بأطراف الأصابع, قال مجاهد: نبذ السامري, أي
ألقى ما كان في يده على حلية بني إسرائيل, فانسبك عجلاً جسداً له خوار حفيف
الريح فيه فهو خوراه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن يحيى, أخبرنا علي
بن المديني, حدثنا يزيد بن زريع, حدثنا عمارة, حدثنا عكرمة أن السامري رأى
الرسول, فألقي في روعه أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء
فقلت له كن فكان, فقبض قبضة من أثر الرسول فيبست أصابعه على القبضة, فلما
ذهب موسى للميقات, وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلي آل فرعون, فقال لهم
السامري: إنما أصابكم من أجل هذا الحلي, فاجمعوه فجمعوه, فأوقدوا عليه
فذاب, فرآه السامري فألقي في روعه أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت كن
فيكون, فقذف القبضة وقال كن فكان عجلاً جسداً له خوار, فقال: {هذا إلهكم
وإله موسى)
و في تفسير اخر : تفسير الطبري
حدثنـي
مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث
قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد,
فـي قول الله: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أثَر الرّسُولِ فَنَبَذْتُها قال:
من تـحت حافر فرس جبرئيـل, نبذه السامريّ علـى حلـية بنـي إسرائيـل,
فـانسبك عجلاً جسدا له خوار, حفـيف الريح فـيه فهو خواره, والعجل: ولد
البقرة.
واختلف
القرّاء فـي قراءة هذين الـحرفـين, فقرأته عامّة قرّاء الـمدينة والبصرة
بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ يَبْصُرُوا بِهِ بـالـياء, بـمعنى: قال السامريّ:
بصرت بـما لـم يبصر به بنو إسرائيـل. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة:
«بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ تَبْصُرُوا بهِ» بـالتاء علـى وجه الـمخاطبة لـموسى
صلى الله عليه وسلم وأصحابه, بـمعنى: قال السامريّ لـموسى: بصرت بـما لـم
تبصر به أنت وأصحابك
والقول
فـي ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان, قد قرأ بكل واحدة منهما علـماء من
القرّاء مع صحة معنى كل واحدة منهما, وذلك أنه جائز أن يكون السامريّ رأى
جبرئيـل, فكان عنده ما كان بأن حدثته نفسه بذلك أو بغير ذلك من الأسبـاب,
أن تراب حافر فرسه الذي كان علـيه يصلـح لـما حدث عنه حين نبذه فـي جوف
العجل, ولـم يكن علـم ذلك عند موسى, ولا عند أصحابه من بنـي إسرائيـل,
فلذلك قال لـموسى: «بَصُرْتُ بِـمَا لَـمْ تَبْصُرُوا بهِ» أي علـمت بـما
لـم تعلـموا به. وأما إذا قرىء بَصُرْتُ بِـما لَـمْ يَبْصُرُوا بِهِ
بـالـياء, فلا مؤنة فـيه, لأنه معلوم أن بنـي إسرائيـل لـم يعلـموا ما الذي
يصلـح له ذلك التراب
تفسير سيد قطب :
وتتكاثر
الروايات حول قول السامري هذا . فما هو الذي بصر به ? ومن هو الرسول الذي
قبض قبضة من أثره فنبذها ? وما علاقة هذا بعجل الذهب الذي صنعه ? وما أثر
هذه القبضة فيه ?
والذي
يتردد كثيرا في هذه الروايات أنه رأى جبريل - عليه السلام - وهو في صورته
التي ينزل بها إلى الأرض ; فقبض قبضة من تحت قدمه , أو من تحت حافر فرسه ,
فألقاها على عجل الذهب , فكان له هذا الخوار . أو إنها هي التي أحالت كوم
الذهب عجلا له خوار
المصادر:
تفسير ابن كثير
تفسير الطبري
تفسير سيد قطب في ظلال القران