وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله تعالى
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم اقرأ هذه الوصية بتمعن وتدبر لعل الله أن ينفعك بها .
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
من درر شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته حينما تكلم على تفسير قوله تعالى ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون ) [ آل عمران : 83]
قال الشيخ في الفوائد :
الفائدة الخامسة :
عموم ملك الله وسلطانه ، ويؤخذ من قوله ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً ) ، وهذا تمام السلطان والملك أن كل من في السموات والأرض فهو مستسلم لله ، طائعاً كان أم مكرهاً .
ولذلك لا أحد يمكنه أن يشذ أو يقاوم قدر الله ، لو جاء أعتى خلق الله يريد أن يقاوم ما أراد الله تعالى قدراً لا يمكنه ذلك أبداً ، فرعون جبار عنيد أغرق بما كان يفتخر به : ( قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) [ الزخرف : 51] أهلك بالماء الذي كان يفتخر به .
وعاد استكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة ، فأهلكوا بالريح ، هواء سخره الله عليهم حتى دمرهم ، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ، هذا تمام القوة والقدرة .
وضعفاء الإيمان اليوم إذا قيل لهم : ارجعوا إلى دينكم تنصروا على أعدائكم ، قالوا : كيف ونحن لا نعرف أن نصنع الإبرة ، كيف نقاوم أهل الصواريخ ، والمدافع ، وأهل القنابل الموجهة ؟! لم يعلموا أن الأمر بيد الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى إذا شاء أطبق عليهم الأرض تطبيقاً وخسف بهم إلى السابعة بكلمة واحدة ، لو صدقنا الله لصدقنا الله ، ولكننا في الحقيقة ضيعنا أمر الله ، فلما نسينا الله نسينا الله عز وجل وتركنا .
سمعت أنا قبل سنوات أن الله أرسل على واشنطن ، عاصمة أمريكا ، أرسل عليها صواعق من هذا الغمام الذي هو مثل القطن ، صواعق دمرتها تقريباً ، حتى قطعت أسلاك الكهرباء ، وسكتت المكائن ، وصارت هذه العاصمة التي من أكبر عواصم الدنيا صارت دامسة ، وحصل سطو ونهب عظيم على الفنادق ومحلات التجارة ، وهذه الصواعق من أدنى شيء .
الزلزال يضرب الأرض ، وفي لحظة واحدة يدمر مئات المدن والقرى .
قد حصل هذا الزلزال بكلمة واحدة ( كن ) انقلب أعلى الأرض أسفلها ، وتغيرت معالم الأرض كلها .
فنحن إذا صدقنا الله صدقنا الله ، يذكر أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وهو يطارد الفرس من مدينة إلى مدينة ، حتى وصل إلى دجلة ، فانتقل الفرس إلى المدائن من وراء دجلة من الشرق ، وأغرقوا السفن ، و********روا الجسور ، من أجل أن لا يعبر إليهم المسلمون وقف سعد ليس معه إلا الإبل والخيول والراجلة ، لا يستطيع أن يجاوز مكانه ، فنادى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال له : يا سلمان ، أعطنا من تصميمك للحرب ، لأنه هو الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق قال : والله يا سعد لا حيلة إلا ما كان من تقوى الله ، ولكن دعني أنظر في القوم – يعني الجند – إن كانوا على تقوى من الله ، فإن الذي فلق البحر لموسى سييسر لنا العبور على هذا البحر ، لأن هذه الأمة خير من أمة موسى – الله أكبر إنه الإيمان – فذهب سلمان فنظر في الجند فوجدهم في الليل يبيتون لربهم سجداً وقياماَ ، وفي النهار في شأن الحرب ، وما يصلح الحرب ، فرجع إليه بعد ثلاث وقال : هم على خير ما يرام ، ولكن استعن بالله واعبر ، فنادى سعد بن أبي وقاص في القوم وقال : أنا عابرون إن شاء الله ، ولكن سأقف وأقول : باسم الله ، وأكبر الله ثلاثاً ، فإذا كبرت الثالثة فاعبروا ، ففعل فقال : باسم الله ثم كبر ، ولما كبر الثالثة عبر الناس يمشون على الماء ، والنهر يسير ويقذف بزبده ، وليس مثل البحر واقفاً ، ولكنه يجري ، يقول أهل التاريخ : حتى إن الفرس إذا تعب أنشأ الله له ربوة من الأرض فوقف الفرس عليها يستريح ، حتى عبروا دجلة فلما رآهم الفرس ضجوا وصاحوا وقالوا : أنكم إنما تقاتلون جناً لا طاقة لكم بهؤلاء فِروا ، ففروا وخرجوا من المدائن ، وان********روا ولله الحمد براية التوحيد والجهاد الذي أُنشىء على التقوى ، لتكون كلمة الله هي العليا وليس طلباً للشهرة ، وليس من أجل القومية ، أو العصبية ، أو الوطن ، ليس على بالهم إلا أن تكون كلمة الله هي العليا ، يكون هذا القرآن هو القانون لأهل الأرض .
أهل المدائن هربوا منها ، عاصمة الفرس ، فجاء المسلمون وفتحوها ، و********بوا من الأموال ما لا يعلمه إلا رب العباد مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتنفقن كنوزهما – كنوز ********رى وقيصر – في سبيل الله " ، وأخذوا التاج – تاج ********رى – وهو الذي يجلس تحته ، ويضعه فوق رأسه ، مرصع باللآلىء والذهب ، وما شاء الله من حلي الدنيا ، فأرادوا أن ينقلوه فلم يجدوا إلا جملين كبيرين يحملانه من المدائن إلى المدينة ، فحملوه على جملين من المدائن إلى المدينة ثم وضعوه بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وما أدراك ما عمر – الذي عدل فعدلوا وأمن فأمنوا ، قال وهو ينظر إليه : والله إن قوماً أدوا هذا لأمناء ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : نعم يا أمير المؤمنين إنهم أمناء لأنك كنت أميناً ، ولو أنك رتعت لرتعوا – الله أكبر – فهذا تاج ********رى من المدائن يوزع بين المسلمين في المدينة .
من الذي نصرهم حتى عبروا النهر بخيلهم ورجلهم إلا الله عز وجل .
لماذا لا نؤمن بهذا ؟ والله إننا ضعفاء الإيمان . أليس الرب عز وجل وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين يقول : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) [ الحج : 40، 41 ] تأكيدات لفظية ومعنوية في الآيتين من الله عز وجل ، توجب علينا الأخذ بما جاء في هذه الآية الكريمة .
بأي شيء ننصر الله ؟ لأن الله شرط : ( ولينصرن الله من ينصره ) .
نرى الآن النكبات تأتي على المسلمين متنوعة وما رأينا أحداً إلا القليل النادر يقول : يا جماعة ارجعوا إلى دينكم ، البلاء منكم .
من الذي يتكلم ويقول : إن الخطأ خطؤنا ، والظلم ظلمنا ، فلنرجع إلى ربنا ، حتى لا يسلط علينا هؤلاء الظالمين لأن الله يقول : ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا ي********بون ) [ الأنعام : 129] ، تأتي النكبات وكأنها حوادث مادية لا علاقة لها بالدين مع أننا مسلمون .
هذه الحوادث ما تكون إلا بفعلنا ، الكافر ربما يعطى في الدنيا ما يريد لأنه عجلت له طيباته في الحياة الدنيا ، ينعم في الدنيا أكثر مما ينعم المسلم ، حتى إذا انتقل إلى الآخرة صار العذاب عليه أشد ، لأنه ينتقل من نعيم إلى عذاب ، فيفقد هذا الذي يدركه في الدنيا فيكون عليه أشد وأعظم .
لهذا وصيتي للمخلصين في مثل هذه الظروف أن يدعوا الناس ويقولوا : ليس ما أصابنا هو حدث مادي أو خلاف من أجل المال أو الاقتصاد أو الحدود أو الأرض أو ما أشبه ذلك ، وإنما هو قدر إلهي سلط بعضنا على بعض لأننا أضعنا أمر الله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما ********بت أيديكم ويعفوا عن كثير ) [ الشورى : 30] ، أمت أن نبقى هكذا كأن شيئاً لم يجر ، التاجر في كذبه وغشه ، والموظف في خيانته وعدم القيام بالعمل ، كل إنسان في الذي هو فيه ، فهذا لا شك يدل على موت القلوب وقسوتها ، وأنها لا تتعظ ، وأن الأمور والحوادث يوشك أن تتطور وتتغير إلى أسوأ ، لأن الله عز وجل يقدر مثل هذه الأمور لعلنا نحدث توبة ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ال********وف : " ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده ، فينظر من يحدث له منهم توبة " ، ولكن أين القلوب الواعية ؟ ! نسأل الله تعالى أن يعيذنا من قسوة القلوب وغفلتها .
المصدر [ تفسير سورة آل عمران : 1/477- 481 ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله تعالى
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم اقرأ هذه الوصية بتمعن وتدبر لعل الله أن ينفعك بها .
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
من درر شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته حينما تكلم على تفسير قوله تعالى ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون ) [ آل عمران : 83]
قال الشيخ في الفوائد :
الفائدة الخامسة :
عموم ملك الله وسلطانه ، ويؤخذ من قوله ( وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً ) ، وهذا تمام السلطان والملك أن كل من في السموات والأرض فهو مستسلم لله ، طائعاً كان أم مكرهاً .
ولذلك لا أحد يمكنه أن يشذ أو يقاوم قدر الله ، لو جاء أعتى خلق الله يريد أن يقاوم ما أراد الله تعالى قدراً لا يمكنه ذلك أبداً ، فرعون جبار عنيد أغرق بما كان يفتخر به : ( قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) [ الزخرف : 51] أهلك بالماء الذي كان يفتخر به .
وعاد استكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة ، فأهلكوا بالريح ، هواء سخره الله عليهم حتى دمرهم ، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ، هذا تمام القوة والقدرة .
وضعفاء الإيمان اليوم إذا قيل لهم : ارجعوا إلى دينكم تنصروا على أعدائكم ، قالوا : كيف ونحن لا نعرف أن نصنع الإبرة ، كيف نقاوم أهل الصواريخ ، والمدافع ، وأهل القنابل الموجهة ؟! لم يعلموا أن الأمر بيد الله عز وجل ، وأنه سبحانه وتعالى إذا شاء أطبق عليهم الأرض تطبيقاً وخسف بهم إلى السابعة بكلمة واحدة ، لو صدقنا الله لصدقنا الله ، ولكننا في الحقيقة ضيعنا أمر الله ، فلما نسينا الله نسينا الله عز وجل وتركنا .
سمعت أنا قبل سنوات أن الله أرسل على واشنطن ، عاصمة أمريكا ، أرسل عليها صواعق من هذا الغمام الذي هو مثل القطن ، صواعق دمرتها تقريباً ، حتى قطعت أسلاك الكهرباء ، وسكتت المكائن ، وصارت هذه العاصمة التي من أكبر عواصم الدنيا صارت دامسة ، وحصل سطو ونهب عظيم على الفنادق ومحلات التجارة ، وهذه الصواعق من أدنى شيء .
الزلزال يضرب الأرض ، وفي لحظة واحدة يدمر مئات المدن والقرى .
قد حصل هذا الزلزال بكلمة واحدة ( كن ) انقلب أعلى الأرض أسفلها ، وتغيرت معالم الأرض كلها .
فنحن إذا صدقنا الله صدقنا الله ، يذكر أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وهو يطارد الفرس من مدينة إلى مدينة ، حتى وصل إلى دجلة ، فانتقل الفرس إلى المدائن من وراء دجلة من الشرق ، وأغرقوا السفن ، و********روا الجسور ، من أجل أن لا يعبر إليهم المسلمون وقف سعد ليس معه إلا الإبل والخيول والراجلة ، لا يستطيع أن يجاوز مكانه ، فنادى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال له : يا سلمان ، أعطنا من تصميمك للحرب ، لأنه هو الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق قال : والله يا سعد لا حيلة إلا ما كان من تقوى الله ، ولكن دعني أنظر في القوم – يعني الجند – إن كانوا على تقوى من الله ، فإن الذي فلق البحر لموسى سييسر لنا العبور على هذا البحر ، لأن هذه الأمة خير من أمة موسى – الله أكبر إنه الإيمان – فذهب سلمان فنظر في الجند فوجدهم في الليل يبيتون لربهم سجداً وقياماَ ، وفي النهار في شأن الحرب ، وما يصلح الحرب ، فرجع إليه بعد ثلاث وقال : هم على خير ما يرام ، ولكن استعن بالله واعبر ، فنادى سعد بن أبي وقاص في القوم وقال : أنا عابرون إن شاء الله ، ولكن سأقف وأقول : باسم الله ، وأكبر الله ثلاثاً ، فإذا كبرت الثالثة فاعبروا ، ففعل فقال : باسم الله ثم كبر ، ولما كبر الثالثة عبر الناس يمشون على الماء ، والنهر يسير ويقذف بزبده ، وليس مثل البحر واقفاً ، ولكنه يجري ، يقول أهل التاريخ : حتى إن الفرس إذا تعب أنشأ الله له ربوة من الأرض فوقف الفرس عليها يستريح ، حتى عبروا دجلة فلما رآهم الفرس ضجوا وصاحوا وقالوا : أنكم إنما تقاتلون جناً لا طاقة لكم بهؤلاء فِروا ، ففروا وخرجوا من المدائن ، وان********روا ولله الحمد براية التوحيد والجهاد الذي أُنشىء على التقوى ، لتكون كلمة الله هي العليا وليس طلباً للشهرة ، وليس من أجل القومية ، أو العصبية ، أو الوطن ، ليس على بالهم إلا أن تكون كلمة الله هي العليا ، يكون هذا القرآن هو القانون لأهل الأرض .
أهل المدائن هربوا منها ، عاصمة الفرس ، فجاء المسلمون وفتحوها ، و********بوا من الأموال ما لا يعلمه إلا رب العباد مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتنفقن كنوزهما – كنوز ********رى وقيصر – في سبيل الله " ، وأخذوا التاج – تاج ********رى – وهو الذي يجلس تحته ، ويضعه فوق رأسه ، مرصع باللآلىء والذهب ، وما شاء الله من حلي الدنيا ، فأرادوا أن ينقلوه فلم يجدوا إلا جملين كبيرين يحملانه من المدائن إلى المدينة ، فحملوه على جملين من المدائن إلى المدينة ثم وضعوه بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وما أدراك ما عمر – الذي عدل فعدلوا وأمن فأمنوا ، قال وهو ينظر إليه : والله إن قوماً أدوا هذا لأمناء ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : نعم يا أمير المؤمنين إنهم أمناء لأنك كنت أميناً ، ولو أنك رتعت لرتعوا – الله أكبر – فهذا تاج ********رى من المدائن يوزع بين المسلمين في المدينة .
من الذي نصرهم حتى عبروا النهر بخيلهم ورجلهم إلا الله عز وجل .
لماذا لا نؤمن بهذا ؟ والله إننا ضعفاء الإيمان . أليس الرب عز وجل وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين يقول : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) [ الحج : 40، 41 ] تأكيدات لفظية ومعنوية في الآيتين من الله عز وجل ، توجب علينا الأخذ بما جاء في هذه الآية الكريمة .
بأي شيء ننصر الله ؟ لأن الله شرط : ( ولينصرن الله من ينصره ) .
نرى الآن النكبات تأتي على المسلمين متنوعة وما رأينا أحداً إلا القليل النادر يقول : يا جماعة ارجعوا إلى دينكم ، البلاء منكم .
من الذي يتكلم ويقول : إن الخطأ خطؤنا ، والظلم ظلمنا ، فلنرجع إلى ربنا ، حتى لا يسلط علينا هؤلاء الظالمين لأن الله يقول : ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا ي********بون ) [ الأنعام : 129] ، تأتي النكبات وكأنها حوادث مادية لا علاقة لها بالدين مع أننا مسلمون .
هذه الحوادث ما تكون إلا بفعلنا ، الكافر ربما يعطى في الدنيا ما يريد لأنه عجلت له طيباته في الحياة الدنيا ، ينعم في الدنيا أكثر مما ينعم المسلم ، حتى إذا انتقل إلى الآخرة صار العذاب عليه أشد ، لأنه ينتقل من نعيم إلى عذاب ، فيفقد هذا الذي يدركه في الدنيا فيكون عليه أشد وأعظم .
لهذا وصيتي للمخلصين في مثل هذه الظروف أن يدعوا الناس ويقولوا : ليس ما أصابنا هو حدث مادي أو خلاف من أجل المال أو الاقتصاد أو الحدود أو الأرض أو ما أشبه ذلك ، وإنما هو قدر إلهي سلط بعضنا على بعض لأننا أضعنا أمر الله : ( وما أصابكم من مصيبة فبما ********بت أيديكم ويعفوا عن كثير ) [ الشورى : 30] ، أمت أن نبقى هكذا كأن شيئاً لم يجر ، التاجر في كذبه وغشه ، والموظف في خيانته وعدم القيام بالعمل ، كل إنسان في الذي هو فيه ، فهذا لا شك يدل على موت القلوب وقسوتها ، وأنها لا تتعظ ، وأن الأمور والحوادث يوشك أن تتطور وتتغير إلى أسوأ ، لأن الله عز وجل يقدر مثل هذه الأمور لعلنا نحدث توبة ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ال********وف : " ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده ، فينظر من يحدث له منهم توبة " ، ولكن أين القلوب الواعية ؟ ! نسأل الله تعالى أن يعيذنا من قسوة القلوب وغفلتها .
المصدر [ تفسير سورة آل عمران : 1/477- 481 ] .