علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
كان علي بن الحسين إذا توضأ يصفر فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء? فيقول: تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.
كان علي بن الحسين إذا
مشى لا تجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده، وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته
رعدة، فقيل له: مالك? فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي? وعن أبي
نوح الأنصاري قال: وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين، وهو ساجد، فجعلوا
يقولون له: يابن رسول الله النار، يا ابن رسول الله النار. فما رفع رأسه
حتى أطفئت. فقيل له: ما الذي ألهاك عنها? قال: ألهتني عنها النار الأخرى.
جاء رجل إلى علي بن
الحسين رضي الله عنه فقال له: إن فلانا قد آذاك ووقع فيك. قال: فانطلق بنا
إليه فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه فلما أتاه قال: يا هذا إن كان ما
قلت في حقا فغفر الله لي، وإن كان ما قلت في باطلا فغفر الله لك.
كان بين حسن بن حسن
وبين علي بن الحسين بعض الأمر، فجاء حسن بن حسن إلى علي بن الحسين وهو مع
أصحابه في المسجد، فما ترك شيئا إلا قاله له. قال: وعلي ساكت فانصرف حسن
فلما كان في الليل أتاه في منزله فقرع عليه بابه فخرج إليه فقال له علي: يا
أخي إن كنت صادقا فيما قلت لي فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك،
السلام عليكم. وولى. قال: فاتبعه حسن فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له ثم
قال: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه. فقال علي: وأنت في حل مما قلت لي.
قال علي بن الحسين: فقد
الأحبة غربة. وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون
علانيتي وتقبح سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي.
وكان يقول: إن قوما
عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة
التجار، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
أن علي بن الحسين كان
لا يحب أن يعنيه أحد على طهوره وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن
ينام. فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ثم يأخذ في صلاته وكان يقضي
ما فاته من صلاة النهار بالليل ثم يقول: يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن
أحب لمن عود نفسه منكم عادة من الخير أن يدوم عليها. وكان لا يدع صلاة
الليل في الحضر والسفر. وكان يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس
نطفة ثم هو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقة، وعجبت
كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت كل العجب
لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
وكان إذا أتاه السائل
رحب به وقال مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة، وكلمه رجل فافترى عليه فقال:
إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك. فقام إليه
الرجل فقبل رأسه وقال: جعلت فداك، ليس كما قلت أنا فاغفر لي: قال: غفر الله
لك. فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وعن شيبة بن نعامة قال: كان علي بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة.
وعن محمد بن إسحاق قال:
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم. فلما مات علي
بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
وكان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.
وعن عمرو بن ثابت قال:
لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره، فقالوا:
ما هذا? فقالوا: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل
المدينة.
وعن أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
أراد علي بن الحسين
الخروج في حج أو عمرة فاتخذت له سكينة بنت الحسين سفرة أنفقت عليها ألف
درهم أو نحو ذلك، وأرسلت بها إليه فلما كان بظهر الحرة أمر بها فقسمت على
المساكين.
قال أبو هريرة: قال رسول الله : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار، حتى إنه يعتق باليد وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج .
فقال علي بن الحسين:
أنت سمعت هذا من أبي هريرة? قال سعيد: نعم فقال لغلام له أفره غلمانه: ادع
مطرفا. فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل (أخرجاه في
الصحيحين0)
وكان عبد الله بن جعفر قد أعطى علي بن الحسين بهذا الغلام الذي أعتقه ألف دينار.
عن علي بن الحسين أنه
أتاه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. فلما
فرغوا فقال ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم
الصادقون(? قالوا: لا قال فأنتم الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم
يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يؤثرون على أنفسهم
ولو كان بهم خصاصة ? قالوا. لا قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد
هذين الفريقين. ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله )عز وجل( والذين
جاؤا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا
تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا أخرجوا فعل الله بكم.
وقال نافع بن جبير لعلي
بن الحسين: أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه? يعني زيد
بن أسلم. فقال: إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيثما كان.
وحج هشام بن عبد الملك
قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه. قال: وجاء علي بن
الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلم. فقال الناس لهشام: من هذا? قال: لا
أعرفه.
فقال الفرزدق: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين ..... ...
قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان. قال: هل رأيت علي بن الحسين? قال: لا قال: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين، وما رأيت أحدا كان أفقه منه.
وعن طاوس قال: رأيت علي
بن الحسين ساجدا في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيت طيب، لأسمعن ما يقول.
فأصغيت إليه فسمعته يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك،
فقيرك بفنائك، فوالله ما دعوت الله بها في كرب إلا كشف الله عني.
كان علي بن الحسين
خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال علي بن
الحسين: مهلا عن الرجل. ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر.
ألك حاجة نعنيك عليها? فاستحيا الرجل. فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له
بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول.
كان عند على قوم
فاستعجل خادما له بشواء كان له في التنور. فأقبل به الخادم مسرعا وسقط
السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام:
أنت حر، لم تعمده وأخذ في جهاز ابنه.
دخل على بن الحسين علي
محمد بن أسامة ابن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال علي: ما شأنك? قال: علي
دين. قال: كم هو? قال خمسة عشر ألف دينار. قال: فهو علي.
وعن أبي جعفر محمد بن
علي قال: أوصاني أبي قال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق.
قال: قلت: جعلت فداءك يا ابت من هؤلاء الخمسة? قال: لا تصحبن فاسقا فإنه
يبيعك بأكلة فما دونها. قال: قلت: يا أبة وما دونها? يطمع فيها ثم لا
ينالها.
قال: قلت: يا أبة ومن الثاني? قال: قال: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه.
قال: قلت: يا أبة ومن الثالث? قال: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد.
قال: قلت: يا أبة ومن الرابع? قال: لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
قال: قلت: يا أبة ومن الخامس? قال: لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
كان علي بن الحسين إذا توضأ يصفر فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء? فيقول: تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.
كان علي بن الحسين إذا
مشى لا تجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده، وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته
رعدة، فقيل له: مالك? فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي? وعن أبي
نوح الأنصاري قال: وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين، وهو ساجد، فجعلوا
يقولون له: يابن رسول الله النار، يا ابن رسول الله النار. فما رفع رأسه
حتى أطفئت. فقيل له: ما الذي ألهاك عنها? قال: ألهتني عنها النار الأخرى.
جاء رجل إلى علي بن
الحسين رضي الله عنه فقال له: إن فلانا قد آذاك ووقع فيك. قال: فانطلق بنا
إليه فانطلق معه وهو يرى أنه سينتصر لنفسه فلما أتاه قال: يا هذا إن كان ما
قلت في حقا فغفر الله لي، وإن كان ما قلت في باطلا فغفر الله لك.
كان بين حسن بن حسن
وبين علي بن الحسين بعض الأمر، فجاء حسن بن حسن إلى علي بن الحسين وهو مع
أصحابه في المسجد، فما ترك شيئا إلا قاله له. قال: وعلي ساكت فانصرف حسن
فلما كان في الليل أتاه في منزله فقرع عليه بابه فخرج إليه فقال له علي: يا
أخي إن كنت صادقا فيما قلت لي فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك،
السلام عليكم. وولى. قال: فاتبعه حسن فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له ثم
قال: لا جرم لا عدت في أمر تكرهه. فقال علي: وأنت في حل مما قلت لي.
قال علي بن الحسين: فقد
الأحبة غربة. وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون
علانيتي وتقبح سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي.
وكان يقول: إن قوما
عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة
التجار، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
أن علي بن الحسين كان
لا يحب أن يعنيه أحد على طهوره وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن
ينام. فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ثم يأخذ في صلاته وكان يقضي
ما فاته من صلاة النهار بالليل ثم يقول: يا بني ليس هذا عليكم بواجب ولكن
أحب لمن عود نفسه منكم عادة من الخير أن يدوم عليها. وكان لا يدع صلاة
الليل في الحضر والسفر. وكان يقول: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس
نطفة ثم هو غدا جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقة، وعجبت
كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت كل العجب
لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
وكان إذا أتاه السائل
رحب به وقال مرحبا بمن يحمل زادي إلى الآخرة، وكلمه رجل فافترى عليه فقال:
إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك. فقام إليه
الرجل فقبل رأسه وقال: جعلت فداك، ليس كما قلت أنا فاغفر لي: قال: غفر الله
لك. فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وعن شيبة بن نعامة قال: كان علي بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة.
وعن محمد بن إسحاق قال:
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم. فلما مات علي
بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
وكان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.
وعن عمرو بن ثابت قال:
لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره، فقالوا:
ما هذا? فقالوا: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل
المدينة.
وعن أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
أراد علي بن الحسين
الخروج في حج أو عمرة فاتخذت له سكينة بنت الحسين سفرة أنفقت عليها ألف
درهم أو نحو ذلك، وأرسلت بها إليه فلما كان بظهر الحرة أمر بها فقسمت على
المساكين.
قال أبو هريرة: قال رسول الله : من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار، حتى إنه يعتق باليد وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج .
فقال علي بن الحسين:
أنت سمعت هذا من أبي هريرة? قال سعيد: نعم فقال لغلام له أفره غلمانه: ادع
مطرفا. فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله عز وجل (أخرجاه في
الصحيحين0)
وكان عبد الله بن جعفر قد أعطى علي بن الحسين بهذا الغلام الذي أعتقه ألف دينار.
عن علي بن الحسين أنه
أتاه نفر من أهل العراق فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. فلما
فرغوا فقال ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم
الصادقون(? قالوا: لا قال فأنتم الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم
يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يؤثرون على أنفسهم
ولو كان بهم خصاصة ? قالوا. لا قال: أما أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من أحد
هذين الفريقين. ثم قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله )عز وجل( والذين
جاؤا من بعدهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا
تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا أخرجوا فعل الله بكم.
وقال نافع بن جبير لعلي
بن الحسين: أنت سيد الناس وأفضلهم تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه? يعني زيد
بن أسلم. فقال: إنه ينبغي للعلم أن يتبع حيثما كان.
وحج هشام بن عبد الملك
قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه. قال: وجاء علي بن
الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلم. فقال الناس لهشام: من هذا? قال: لا
أعرفه.
فقال الفرزدق: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين ..... ...
قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان. قال: هل رأيت علي بن الحسين? قال: لا قال: ما رأيت أحدا أورع منه.
وقال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين، وما رأيت أحدا كان أفقه منه.
وعن طاوس قال: رأيت علي
بن الحسين ساجدا في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيت طيب، لأسمعن ما يقول.
فأصغيت إليه فسمعته يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك،
فقيرك بفنائك، فوالله ما دعوت الله بها في كرب إلا كشف الله عني.
كان علي بن الحسين
خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال علي بن
الحسين: مهلا عن الرجل. ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر.
ألك حاجة نعنيك عليها? فاستحيا الرجل. فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له
بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول.
كان عند على قوم
فاستعجل خادما له بشواء كان له في التنور. فأقبل به الخادم مسرعا وسقط
السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام:
أنت حر، لم تعمده وأخذ في جهاز ابنه.
دخل على بن الحسين علي
محمد بن أسامة ابن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال علي: ما شأنك? قال: علي
دين. قال: كم هو? قال خمسة عشر ألف دينار. قال: فهو علي.
وعن أبي جعفر محمد بن
علي قال: أوصاني أبي قال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق.
قال: قلت: جعلت فداءك يا ابت من هؤلاء الخمسة? قال: لا تصحبن فاسقا فإنه
يبيعك بأكلة فما دونها. قال: قلت: يا أبة وما دونها? يطمع فيها ثم لا
ينالها.
قال: قلت: يا أبة ومن الثاني? قال: قال: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه.
قال: قلت: يا أبة ومن الثالث? قال: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد.
قال: قلت: يا أبة ومن الرابع? قال: لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
قال: قلت: يا أبة ومن الخامس? قال: لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع.