من الطبقة السادسة من أهل المدينة
مالك بن انس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي
وعن أبي مصعب قال سمعت مالك بن انس يقول ما أفتيت حتى شهد لي سبعون اني أهل لذلك.
وعنه قال ما أحببت في
الفتيا حتى سألت من هو اعلم مني هل يراني موضعا لذلك سألت ربيعة وسألت يحيى
بن سعيد فأمراني بذلك فقلت يا أبا عبد الله فلو نهاك قال كنت انتهي لا
ينبغي للرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو اعلم منه.
وقال خلف دخلت على مالك
بن انس فقال لي انظر ما تحت مصلاي أو حصيري فنظرت فإذا بكتاب فقال أقراه
فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه فقال رأيت النبي
في المنام في مسجده وقد اجتمع الناس عليه فقال لهم اني قد خبأت لكم تحت
منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم
يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله ثم بكى فقمت عنه.
وعن ابن أبي اويس قال
كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في
الجلوس بوقار وهيبة ثم حدث فقيل له في ذلك فقال احب أن اعظم حديث النبي ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو مستعجل فقال احب أن يفهم ما أحدث به عن رسول الله ).
كان مالك بن انس إذا أراد أن يحدث بحديث رسول الله
اغتسل وتبخر وتطيب، وإذا رفع أحد صوته عنده قال: اغضض من صوتك فإن الله عز
وجل يقول: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي سورة
الحجرات آية:2 فمن رفع صوته عند حديث رسول الله فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله ).
قال مالك بن انس ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو نور يضعه الله في القلب.
و قيل لمالك بن انس: ما تقول في طلب العلم? قال: حسن جميل، ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه.
وعن ابن مهدي قال: سال
رجل مالكا عن مسالة فقال: لا أحسنها فقال الرجل: اني ضربت إليك كذا وكذا
لأسألك عنها. فقال له مالك: فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فاخبرهم اني قلت لك
لا أحسنها.
وعن ابن أبي اويس قال اشتكى مالك بن انس أياما يسيرة فسالت بعض أهلنا عما قال عند الموت فقال تشهد ثم قال لله الآمر من قبل ومن بعد.