" سلسلة لطائف قرآنيه .. الجزء الثالث "
لطائف قرآنية : 14 :
ربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي مثلي بهذه الطريقة :
فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والأنظمة المحكمة والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي ،
جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات ،
هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه .
المستشرق الألماني د . شومبس ـ بالقرآن أسلم هؤلاء لعبد العزيز الغزاوي .
--------------------------
قال تعالى :
( كانوا قليلاً من اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) .
هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم ، ويستقله ، ويعتذر من التقصير .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
-----------------------
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء :
أحدهما : رد الحق لمخالفته هواك ، فإنك تعاقب بتقليب القلب ،
ورد ما يرد عليك من الحق رأساً ، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك .
قال تعالى :
( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك .
الثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك .
قال تعالى :
( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا
وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ) .
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
---------------------
قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ) .
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) .
( يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي ) .
لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :
وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم ،
وتحترس من الوقوع في شَركِه .
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير .
-------------------------
قال ابن عقيل يوماً في وعظه : يا من يجد من قلبه قسوة ،
احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول :
( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) .
ذم قسوة القلب لابن رجب .
---------------------------
لطائف قرآنية : 15 :
اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق ،
وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله ؛
لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانية والاهتداء بآياته وأثنى على القائمين بذلك وجعلهم في أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب .
فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب ،
وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساسيات الدين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة ،
وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة وطيب الحياة والباقيات الصالحات .
السعدي ـ القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن .
-----------------------
قال تعالى :
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} َإنمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شكورا ) .
من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية ،
ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول :
اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
------------------------
قال تعالى :
( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )
كان يقال : زيد بن محمد حتى نزل : ( ادعوهم لأبائهم )
فقال : أنا زيد بن حارثة ، وحرُم عليه أن يقول : أنا زيد بن محمد .
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر ،
وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب النبي
وهي أنه سماه في القرآن فقال تعالى :
( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ) .
ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآناً يتلى في المحاريب ،
نوه به غاية التنويه ، فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد
عبدالرحمن السهيلي ـ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام .
--------------------------
قال تعالى :
( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ )
ثم قال :
( إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) .
فكان جزاءه من قومه القتل ، فقيل له عند موته :
( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنّةَ قَالَ يَلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *
بِمَا غَفَرَ لِي ربي وجعلني من المكرمين ) .
في هذه الآيات تنبيه عظيم ، ودلالة على وجوب كظم الغيظ ،
والحلم عن أهل الجهل ، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأسرار وأهل البغي ،
والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه .
ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته ، والباغين له الغوائل ، وهم كفرة عبدة أصنام .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
------------------------
لطائف قرآنية : 16 :
قيل لعامر بن عبد قيس :
أما تسهو في صلاتك ؟
قال أوَ حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به ؟ !
المدهش لابن الجوزي .
-----------------------
لقد عظمت نعمة الله على عبد أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره :
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[العنكبوت: 51] .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
----------------------
قال تعالى :
( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ )
لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره ،
فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان ،
ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه ،
ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان ،
ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد ، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل .
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
-----------------------
قال تعالى :
( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )
ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة ،
إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران
----------------------
لطائف قرآنية : 17 :
قال تعالى :
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب :
إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية .
بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت ،
سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت ؟
قالت : قرأت عليها القرآن ،
هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي ! .
عبدالكريم الخضير ـ شرح العقيدة الواسطية ( مسموع ) .
-------------------------
قال تعالى :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام ،
حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب ،
ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب ، فركبوا الأخطار ،
وجابوا المفاوز والقفار ، واحتملوا في الوصول غاية المشاق ،
ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق .
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ) .
ابن القيم ـ روضة المحبين .
-----------------------
قال تعالى :
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) .
ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه ،
ولا يذم بنسبه ، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى ، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
-----------------------
قال تعالى :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عظيم ) .
سُئل أنس بن مالك عن تفسير هذه الآية فقال :
الرجل يشتمه أخوه فيقول :
إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك .
الدر المنثور للسيوطي .
------------------------
لطائف قرآنية : 18 :
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر ،
فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً .
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .
-------------------------
قال تعالى عن كتاب الفجار :
" كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍٍ ﴿٧﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴿٨﴾
كِتـَابٌ مَرْقـُومٌ ﴿٩﴾ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ ﴿١٠﴾ "
وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار :
" كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) "
خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين ،
ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار .
تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به ،
وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له ،
وإشادة بذكره ، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده .
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
--------------------------
قال تعالى عن مريم عليها السلام :
( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) .
جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين ، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها .
تأمل أنه قال :
(من القانتين) ولم يقل : من القانتات لأنه كما جاء في الحديث :
( كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا قليل ) .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران .
----------------------
قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام :
( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) .
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته .
فهذا من بركة الرجل ، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ،
ومحقت بركة لقائه والاجتماع به ، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به .
ابن القيم ـ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ( الرسالة التبوكية ) .
نفعنى الله واياكم بهذه اللطائف ويسر اكمالها
تابعونا .. والى اللقاء فى الجزء الرابع من سلسلة لطائف قرآنية
نرجو منكم الدعاء .
لطائف قرآنية : 14 :
ربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي مثلي بهذه الطريقة :
فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والأنظمة المحكمة والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي ،
جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات ،
هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه .
المستشرق الألماني د . شومبس ـ بالقرآن أسلم هؤلاء لعبد العزيز الغزاوي .
--------------------------
قال تعالى :
( كانوا قليلاً من اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) .
هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم ، ويستقله ، ويعتذر من التقصير .
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
-----------------------
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء :
أحدهما : رد الحق لمخالفته هواك ، فإنك تعاقب بتقليب القلب ،
ورد ما يرد عليك من الحق رأساً ، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك .
قال تعالى :
( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك .
الثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك .
قال تعالى :
( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا
وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ) .
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
---------------------
قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ) .
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) .
( يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي ) .
لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان :
وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم ،
وتحترس من الوقوع في شَركِه .
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير .
-------------------------
قال ابن عقيل يوماً في وعظه : يا من يجد من قلبه قسوة ،
احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول :
( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) .
ذم قسوة القلب لابن رجب .
---------------------------
لطائف قرآنية : 15 :
اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق ،
وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله ؛
لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانية والاهتداء بآياته وأثنى على القائمين بذلك وجعلهم في أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب .
فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب ،
وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساسيات الدين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة ،
وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة وطيب الحياة والباقيات الصالحات .
السعدي ـ القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن .
-----------------------
قال تعالى :
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} َإنمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شكورا ) .
من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية ،
ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول :
اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
------------------------
قال تعالى :
( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )
كان يقال : زيد بن محمد حتى نزل : ( ادعوهم لأبائهم )
فقال : أنا زيد بن حارثة ، وحرُم عليه أن يقول : أنا زيد بن محمد .
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر ،
وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب النبي
وهي أنه سماه في القرآن فقال تعالى :
( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ) .
ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآناً يتلى في المحاريب ،
نوه به غاية التنويه ، فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد
عبدالرحمن السهيلي ـ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام .
--------------------------
قال تعالى :
( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ )
ثم قال :
( إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) .
فكان جزاءه من قومه القتل ، فقيل له عند موته :
( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنّةَ قَالَ يَلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *
بِمَا غَفَرَ لِي ربي وجعلني من المكرمين ) .
في هذه الآيات تنبيه عظيم ، ودلالة على وجوب كظم الغيظ ،
والحلم عن أهل الجهل ، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأسرار وأهل البغي ،
والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه .
ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته ، والباغين له الغوائل ، وهم كفرة عبدة أصنام .
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
------------------------
لطائف قرآنية : 16 :
قيل لعامر بن عبد قيس :
أما تسهو في صلاتك ؟
قال أوَ حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به ؟ !
المدهش لابن الجوزي .
-----------------------
لقد عظمت نعمة الله على عبد أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره :
{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[العنكبوت: 51] .
ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
----------------------
قال تعالى :
( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ )
لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره ،
فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان ،
ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه ،
ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان ،
ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد ، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل .
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين .
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
-----------------------
قال تعالى :
( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )
ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة ،
إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران
----------------------
لطائف قرآنية : 17 :
قال تعالى :
( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب :
إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية .
بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت ،
سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت ؟
قالت : قرأت عليها القرآن ،
هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي ! .
عبدالكريم الخضير ـ شرح العقيدة الواسطية ( مسموع ) .
-------------------------
قال تعالى :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام ،
حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب ،
ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب ، فركبوا الأخطار ،
وجابوا المفاوز والقفار ، واحتملوا في الوصول غاية المشاق ،
ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق .
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله :
( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ) .
ابن القيم ـ روضة المحبين .
-----------------------
قال تعالى :
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) .
ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه ،
ولا يذم بنسبه ، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى ، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان .
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
-----------------------
قال تعالى :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عظيم ) .
سُئل أنس بن مالك عن تفسير هذه الآية فقال :
الرجل يشتمه أخوه فيقول :
إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك .
الدر المنثور للسيوطي .
------------------------
لطائف قرآنية : 18 :
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر ،
فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً .
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .
-------------------------
قال تعالى عن كتاب الفجار :
" كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍٍ ﴿٧﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴿٨﴾
كِتـَابٌ مَرْقـُومٌ ﴿٩﴾ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ ﴿١٠﴾ "
وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار :
" كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) "
خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين ،
ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار .
تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به ،
وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له ،
وإشادة بذكره ، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده .
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
--------------------------
قال تعالى عن مريم عليها السلام :
( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) .
جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين ، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها .
تأمل أنه قال :
(من القانتين) ولم يقل : من القانتات لأنه كما جاء في الحديث :
( كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا قليل ) .
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران .
----------------------
قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام :
( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) .
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته .
فهذا من بركة الرجل ، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ،
ومحقت بركة لقائه والاجتماع به ، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به .
ابن القيم ـ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ( الرسالة التبوكية ) .
نفعنى الله واياكم بهذه اللطائف ويسر اكمالها
تابعونا .. والى اللقاء فى الجزء الرابع من سلسلة لطائف قرآنية
نرجو منكم الدعاء .
منتديات عرب مسلم | منتدى برامج نت | منتدى عرب مسلم | منتديات برامج نت | منتدى المشاغب | منتدى فتكات | منتديات مثقف دوت كوم | منتديات العرب | إعلانات مبوبة مجانية | إعلانات مجانية | اعلانات مبوبة مجانية | اعلانات مجانية | القرآن الكريم | القرآن الكريم قراءة واستماع | المكتبة الصوتية للقران الكريم mp3 | مكتبة القران الكريم mp3 | ترجمة القرآن | القرآن مع الترجمة | أفضل ترجمة للقرآن الكريم | ترجمة القرآن الكريم | Quran Translation | Quran with Translation | Best Quran Translation | Quran Translation Transliteration | تبادل إعلاني مجاني