][القمل، Louse Pou]nt=Arial]القمل
القمل louse اسم عام يطلق على حشرات تنتمي إلى رتبة العُزالى أو عديمات الأجنحة Anoplura. ويميز فيها رتيبتان subfamilies، رتيبة القمل الماص Siphonculata ورتيبة القمل العاض Mallophaga.
والقمل
الماص حشرات صغيرة الحجم مفلطحة الجسم، يبلغ طول الذكر منها بين 2و3.5مم،
والأنثى بين 3.5و4.5مم. جسمها مقسم إلى ثلاثة أقسام هي الرأس والصدر
والبطن. يبدو الرأس على شكل مخروط متطاول قليلاً، ومزود بشفع من قرون
الاستشعار يتألف كل منهما من 3ـ5قطع. عيونها ضعيفة ضامرة أو مفقودة.
الأجزاء الفموية فيها من النمط الثاقب الماص، تسحبها القملة داخل غمد فموي
عند الراحة وتبرزها عند الاستعمال. يتغذى كل من الذكر والأنثى بدم
المضيف.
الصدر
عريض نسبياً، وهو مؤلف من ثلاث قطع ملتحم بعضها ببعض، وخالٍ من الأجنحة،
ومزود بثلاثة أشفاع من الأرجل، يتألف الرسغ في كل منها من قطعة واحدة تبدو
بشكل المخلب المعقوف تساعد الحيوان على التثبت على جسم المضيف أو على
الأشعار. كما يشتمل الصدر على شفع واحد من الثغور التنفسية.
أما
البطن فهو مؤلف من قطع متمايزة كثيراً أو قليلاً بحسب الأنواع. وهو يتألف
من 9 قطع، قد تلتحم قطعتان منها أو أكثر؛ مما يؤدي إلى خفض عدد القطع
الظاهرة. والبطن متطاول وخالٍ من الزوائد الجانبية، لكنه مزود بستة أشفاع
من الثغور التنفسية. وينتهي بطن الذكر باستطالة مخروطية تبدو على شكل شوكة
هي القضيب، أما الأنثى فينتهي بطنها بشفع من الفصوص، يحيطان بالفتحة
التناسلية الأنثوية، إضافة إلى زائدتين تناسليتين.
دورة الحياة
الشكل (1) تلصق القملة بيوضها على الشعر
الشكل (2) القمل البشري
الشكل (3) قمل العانة
يضعأغلب أنواع القمل بيوضه على قواعد أشعار المضيف، وذلك بلصقها بمادة لاصقة
تحول دون سقوطها (الشكل 1). أما القمل البشري الذي يعيش على جسم الإنسان
فإنه يضع بيوضه في ثنايا الملابس. تدعى بيوض القمل بالصئبان، التي تفقس في
بضعة أيام من وضعها، لتعطي حوريات nymphs مشابهة للأم إلا أنها أفتح لوناً، تعيش مدة تراوح بين 3ـ4أسابيع.
تمر
الحورية بثلاثة انسلاخات، تصل في نهايتها إلى البلوغ الجنسي، وذلك في مدة
تراوح بين 10و20يوماً. تضع الأنثى بعدها نحو 200ـ300 بيضة، أي بمعدل
10بيضات يومياً.
أنواعه
يشتمل
القمل الماص على أنواع عديدة، أهمها القمل البشري الذي يتضمن ضربين، هما
قمل الرأس وقمل الجسم. كما يوجد نوع آخر مهم يتطفل على الإنسان هو قمل
العانة.
ـ القمل البشري Pediculus humanus:
وهو النوع الشائع لدى الطبقات الفقيرة البعيدة عن أصول النظافة. وهو يتصف
بالمواصفات العامة التي تم ذكرها، إلا أن كلاً من قرني الاستشعار له خمس
عقد، وأعينها موجودة لكنها ضعيفة، والبطن مؤلف من سبع قطع، والشفع الأمامي
من أطراف الأنثى أنحف من باقي الأطراف، ومخالبها أضعف. وإضافة إلى الفارق
بين الجنسين فيما يتعلق بالحلقة الأخيرة من البطن، فإن كلا الفتحتين
التناسلية والشرجية لدى الذكر تقعان في وضع ظهري (الشكل 2).
يعيش
هذا القمل على جسم مضيفه ممتصاً دمه. وتحتاج القملة إلى أن تتغذى مرات
عديدة في اليوم الواحد. ولايستطيع القمل الابتعاد عن مضيفه كثيراً، كما
أنه لايحتمل التبدلات المختلفة في درجات الحرارة، إذ إنه يغادر مضيفه
حالما ترتفع درجة حرارته، وهو يفعل ذلك أيضاً حينما تنخفض درجة حرارته
بالموت. وينتشر القمل البشري في الأماكن المزدحمة بالسكان والبيئات غير
الصحية. وهو يصيب الأطفال أكثر من البالغين.
يضم القمل البشري ضربين مهمين، هما: القمل البشري الرأسي Pediculus humanus capitis والقمل البشري الجسمي Pediculus humanus corporis. ويختلف قمل الرأس عن قمل الجسم بصغره النسبي، وبقصر قرون استشعاره، وقوة مخالبه، ولونه الداكن.
2ـ قمل العانة (القُمَّل) Phthirus pubis: ويدعى أيضاً القمل السرطاني crab louse
لأن مظهره يشبه السرطان العادي. جسمه قصير وعريض، وأرجله طويلة ذات
عقائف. يتميز الشفع الأول من الأرجل بكونه رفيعاً نسبياً وذا عقائف أكثر
بساطة من عقائف الأرجل الأخرى. والحشرة صغيرة الحجم إذ يبلغ طولها نحو
1.5ـ 2مم. رأسها قصير نسبياً، وصدرها عريض مؤلف من ثلاث قطع ملتحمة. أما
البطن فيتألف من ست قطع بسبب التحام بعض قطعه مع بعضها (الشكل 3).
تعيش
هذه الحشرات في منطقة العانة وحول الشرج وأشعار الجسم واللحى والشوارب
وأهداب العين، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق الاقتران الجنسي، أو المشاركة
في الفراش أو استخدام ملابس المصاب، أو استعمال المراحيض الإفرنجية. أما
دورة حياتها فتشبه إلى حد كبير نظيرتها لدى قمل الرأس.
أنواع أخرى من القمل
ثمة
أنواع أخرى من القمل تنتمي إلى رتبة أخرى غير رتبة العُزالى، هي رتبة
القمل العاضّ، وهي تصيب الحيوانات كالأغنام والأبقار والخيول والكلاب
والطيور على اختلاف أنواعها. وهذا القمل يشبه إلى حد ما القمل الماص، إلا
أنه يتميز منه ببعض الصفات. فالرأس عريض يعادل في اتساعه الصدر أو قد يزيد
عليه، ويتميز الوجه السفلي من الرأس باشتماله على فقيمين mandibles
قويين يشبه كل منهما الملقط، قادرين على تمزيق نسج المضيف. أما الأرجل
فهي بصورة عامة قصيرة ومتشابهة، ماخلا بعض الأنواع. ويحمل البطن بدءاً من
الحلقة الثانية حتى الأخيرة أشفاعاً من الثغور التنفسية.
أما
من حيث نمط الحياة ودورة الحياة فإن القمل العاض يمضي جميع أطوار حياته،
جيلاً بعد جيل، على المضيف، فأفراده كائنات مقيمة وتتغذى بشراهة بالريش أو
الحراشف الجلدية، وتقيم في مناطق مختلفة من جسم المضيف كالرأس ونهايات
الأجنحة وسواها. أما فيما يتعلق بدورة حياته فإنها تشبه إلى حد كبير
نظيرتها لدى القمل الماص. وهو يسبب للحيوانات أمراضاً مختلفة.
أضرار القمل
يسبب القمل عدداً كبيراً من الأمراض، منها التيفوس والحمى الراجعة وحمى الخنادق وسواها.
فالتيفوس typhus مرض حموي وبائي، عامله الممرض لولبيات الريكتسيات التيفية Rickettsia typhi التي يحملها القمل من المريض إلى السليم إثر سحقها على جسمه. أما الحمى الراجعة المحمولة على القمل louse-borne relapsing fever فهي مرض حموي معدٍ حاد تسببه اللولبيات من النوع الراجع Borrelia recurrentis،
وهو ينتقل من المريض إلى السليم بوساطة قمل البشر الجسمي وله صفة وبائية،
وهو يختلف عن الحمى الراجعة المستوطنة المحمولة على القراد.
وتعد حمى الخنادق trench fever مرضاً حموياً حاداً ومعدياً، وعامله الممرض Rickettsia quintana الذي ينتقل عبر الجلد لدى هرس القمل الملوث بهذا المرض.
وثمة مرض آخر ينجم عن القمل يسمى داء القمل pediculosis
يؤدي إلى حكة، تنتج منها خدوش وسحجات والتهابات ومضاعفات مرضية أخرى بسبب
غزو الجراثيم للمنطقة المخدوشة، إضافة إلى التأق أو التحسس allergy.
وتعد النظافة عموماً، نظافة الرأس والجسم والملابس وسواها أساس الوقاية من القمل وأمراضه.
الموسوعة العربية
============