[ لَمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ]
في “الروض الأنف” 4/ 155 قال السهيلي تعليقاً على الآية :
(وَفِي
قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التَّوْبَة: 108] وَقَدْ
عُلِمَ أَنّهُ لَيْسَ أَوّلَ الْأَيّامِ كُلّهَا ، وَلَا أَضَافَهُ إلَى
شَيْءٍ فِي اللّفْظِ الظّاهِرِ فَتَعَيّنَ أَنّهُ أُضِيفَ إلَى شَيْءٍ
مُضْمَرٍفِيهِ مِنْ الْفِقْهِ صِحّةُ مَا اتّفَقَ عَلَيْهِ الصّحَابَةُ
مَعَ عُمَرَ حِينَ شَاوَرَهُمْ فِي التّارِيخِ ،فَاتّفَقَ رَأْيُهُمْ أَنْ
يَكُونَ التّارِيخُ مِنْ عَامِ الْهِجْرَةِ لِأَنّهُ الْوَقْتُ الّذِي عَزّ
فِيهِ الْإِسْلَامُ ، وَاَلّذِي أُمّرَ فِيهِ النّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسّسَ الْمَسَاجِدَ ، وَعَبَدَ اللهَ آمِنًا كَمَا
يُحِبّفَوَافَقَ رَأْيَهُمْ هَذَا ظَاهِرُ التّنْزِيلِ وَفَهِمْنَا الْآنَ
بِفِعْلِهِمْ أَنّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ {مِنْ أَوّلِ يَوْمٍ} أَنّ
ذَلِكَالْيَوْمَ هُوَ أَوّلُ أَيّامِ التّارِيخِ الّذِي يُؤَرّخُ بِهِ
الْآنَ ، فَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَخَذُوا هَذَا مِنْ الْآيَةِ فَهُوَ الظّنّ بِأَفْهَامِهِمْ
فَهُمْ أَعْلَمُ النّاسِ بِكِتَابِ اللهِ وَتَأْوِيلِهِ وَأَفْهَمُهُمْ
بِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ إشَارَاتٍ وَإِفْصَاحٍ
وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ
عَنْ رَأْيٍ وَاجْتِهَادٍ فَقَدْ عُلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ
يَكُونُوا وَأَشَارَ إلَى صِحّتِهِ قَبْلَ
أَنْ يَفْعَلَ إذْ لَا يُعْقَلُ قَوْلُ الْقَائِلِ فَعَلْته أَوّلَ يَوْمٍ
إلّا بِإِضَافَةِ إلَى عَامٍ مَعْلُومٍ أَوْشَهْرٍ مَعْلُومٍ أَوْتَارِيخٍ
مَعْلُومٍ ،وَلَيْسَ
هَاهُنَا إضَافَةٌ فِي الْمَعْنَى إلّا إلَى هَذَا التّارِيخِ
الْمَعْلُومِ لِعَدَمِ الْقَرَائِنِ الدّالّةِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ
قَرِينَةِ
لَفْظٍ أَوْقَرِينَةِ حَالٍ فَتَدَبّرْهُ ، فَفِيهِ مُعْتَبَرٌ لِمَنْ
اذّكّرَ وَعِلْمٌ لِمَنْ رَأَى بِعَيْنِ فُؤَادِهِ وَاسْتَبْصَرَ
وَالْحَمْدُ لِلّهِ . )
في “الروض الأنف” 4/ 155 قال السهيلي تعليقاً على الآية :
(وَفِي
قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التَّوْبَة: 108] وَقَدْ
عُلِمَ أَنّهُ لَيْسَ أَوّلَ الْأَيّامِ كُلّهَا ، وَلَا أَضَافَهُ إلَى
شَيْءٍ فِي اللّفْظِ الظّاهِرِ فَتَعَيّنَ أَنّهُ أُضِيفَ إلَى شَيْءٍ
مُضْمَرٍفِيهِ مِنْ الْفِقْهِ صِحّةُ مَا اتّفَقَ عَلَيْهِ الصّحَابَةُ
مَعَ عُمَرَ حِينَ شَاوَرَهُمْ فِي التّارِيخِ ،فَاتّفَقَ رَأْيُهُمْ أَنْ
يَكُونَ التّارِيخُ مِنْ عَامِ الْهِجْرَةِ لِأَنّهُ الْوَقْتُ الّذِي عَزّ
فِيهِ الْإِسْلَامُ ، وَاَلّذِي أُمّرَ فِيهِ النّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَسّسَ الْمَسَاجِدَ ، وَعَبَدَ اللهَ آمِنًا كَمَا
يُحِبّفَوَافَقَ رَأْيَهُمْ هَذَا ظَاهِرُ التّنْزِيلِ وَفَهِمْنَا الْآنَ
بِفِعْلِهِمْ أَنّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ {مِنْ أَوّلِ يَوْمٍ} أَنّ
ذَلِكَالْيَوْمَ هُوَ أَوّلُ أَيّامِ التّارِيخِ الّذِي يُؤَرّخُ بِهِ
الْآنَ ، فَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَخَذُوا هَذَا مِنْ الْآيَةِ فَهُوَ الظّنّ بِأَفْهَامِهِمْ
فَهُمْ أَعْلَمُ النّاسِ بِكِتَابِ اللهِ وَتَأْوِيلِهِ وَأَفْهَمُهُمْ
بِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ إشَارَاتٍ وَإِفْصَاحٍ
وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ
عَنْ رَأْيٍ وَاجْتِهَادٍ فَقَدْ عُلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ
يَكُونُوا وَأَشَارَ إلَى صِحّتِهِ قَبْلَ
أَنْ يَفْعَلَ إذْ لَا يُعْقَلُ قَوْلُ الْقَائِلِ فَعَلْته أَوّلَ يَوْمٍ
إلّا بِإِضَافَةِ إلَى عَامٍ مَعْلُومٍ أَوْشَهْرٍ مَعْلُومٍ أَوْتَارِيخٍ
مَعْلُومٍ ،وَلَيْسَ
هَاهُنَا إضَافَةٌ فِي الْمَعْنَى إلّا إلَى هَذَا التّارِيخِ
الْمَعْلُومِ لِعَدَمِ الْقَرَائِنِ الدّالّةِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ
قَرِينَةِ
لَفْظٍ أَوْقَرِينَةِ حَالٍ فَتَدَبّرْهُ ، فَفِيهِ مُعْتَبَرٌ لِمَنْ
اذّكّرَ وَعِلْمٌ لِمَنْ رَأَى بِعَيْنِ فُؤَادِهِ وَاسْتَبْصَرَ
وَالْحَمْدُ لِلّهِ . )