رسالة أب رقيقة لابنته المراهقة عن الحب ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفني مقال رآآآئع لأحد الآباء في حوار قل مانجده بين اب وابنته
في رسالة تفيض رقة وحناناً، من أب قلق إلى ابنته المراهقة، يرصد الكاتب الصحفي د. فايز بن عبدالله الشهري تحولات المراهقة في حياة بناتنا، وكيف نتعامل مع قضية الحب في هذه الفترة من حياتهن، ليحذر بعقل وحكمة وقلب الأب من أن الحب لا يأتي عبر شاشة الجوال أو الحاسوب، وأن من يتسوّل الحب في الظلام قد يجد من يبيعه "مقدماً" حباً مغشوشاً، ولكن الثمن "المؤخر" لا يمكن تسديده إلاّ بأحزان بقية العمر.
وفي مقاله "يا بنتي.. الحب لا يأتي عبر الشاشة!" بصحيفة "الرياض" يقول الكاتب:
ابنتي العزيزة.. أعلم أنك في مرحلة عمرية حرجة.. وأعلم معاناتك في عنفوان النضج والاحتجاج، حيث تتعارك الطفلة والأنثى في جسد صغير واحد.. وأعلم أنكِ يا قرة عيني كبرتِ ولم تعودي تحبين الهدايا ذات اللون الوردي، فأنتِ أصبحت فتاة ناضجة كما ترددين، ولا أدلَّ على ذلك من مكوثك الطويل أمام المرآة للتأكد من زينتك وحسن تناسق الألوان.. أعلم يا ابنتي كل هذا، ولكنك مازلتِ في نظري أيضاً صغيرتي التي تنتظرني خلف الباب لأناديها وأخرج لها قطعة الحلوى كلما عدت من سفري، أنتِ لم تكبري بعد في عيوني، والدليل الآخر أنني مازلت أشتري لك دمية "الدبة"، وأحضر لك القصص الملوَّنة.. لا تظني أنّني لم أستوعب الزمن وكيف عبرتِ كل هذه السنوات لتقفي أمامي اليوم ثائرة تتساءلين وتحتجين كيف أنني لا أفهمك، بعد أن كنتِ تهددين الناس بأبيك الذي أشغلتِ الكون كله بالحديث عن سيرته وعبقريته.. أعلمُ يا شمس حياتي أن هذا السلوك - الذي لن أغيره - يغضبك في بعض الأحيان ويرضيك في أحيان أخرى.
ابنتي العزيزة:
أراكِ منذ مدة لا تسمحين لأحد بلمس هاتفك (الجوال) أو الاقتراب من جهاز الحاسب الخاص بك، وألاحظ أن معظم أسئلتك هي في كيفية تأمين أجهزتك من عيون الفضوليين.. صغيرتي الحبيبة: هذا حق لك، وأجهزتك وغرفتك سيبقى لها خصوصيتها واحترامها، وهذا أمر لا جدال فيه، ويعرفه أهل البيت كلُّهم.. أتذكرين يا نور عيوني كيف عنّفت أخاك حينما نقل معلومة خاصة وحسّاسة كان عرفها من جهازك النقّال في غفلة منك، تلك المعلومة أقلقتني كثيراً ولم أهنأ بعدها بنومي، ولا شك أن لثورة أخيك ما يبررها، ولكنني يومها رأيتك ابنتي الصغيرة التي تحتاجني إلى قربها كما لم تحتاجني في كل ما مضى من عمرها.
صغيرتي وحبة قلبي:
إن شاشة الهاتف الجوّال التي قد تحمل لك المقاطع العاطفية، وربما الرسائل الرومانسية والقلوب الحمراء صباح مساء لن تشبع روحك ولن تملأ وجدانك إلا بالمزيد من الخيالات والأحلام التي سرعان ما تنهار لحظة أول مواجهة مع الواقع.. أعلم أن حولكِ من يرين هذا تطوراً طبيعياً وسلوكاً عصرياً.. وأعلم أنّهن وأنّهم يصورون البنت التي لا تمشي في أزقة الإنترنت وتلتقط نثار حلمها بصور الجمود والتخلف، وأعلم أيضاً أنّهن وأنّهم يتحدثون بازدراء عن كل فتاة لا تتسوّل الاهتمام ولفت النظر بعينيها وجوالها وحركاتها في السوق والمطعم والمقهى.
حبيبتي:
قولي لهم إنّ من يتسوّل الحب والاهتمام في الظلام قد يجد من يبيعه "مقدماً" حباً مغشوشاً، ولكن الثمن "المؤخر" لا يمكن تسديده إلاّ بأحزان بقية العمر.. يا فرحة أيامي: لا تلقِ بقلبكِ على قارعة الطريق فقد تبدأ مغامرة لذيذة وتنتهي مأساة مدويّة على كل الشاشات. اسمعيني يا بنتي.. الحب لا يأتي عبر الشاشة!
قال ومضى: لا تصدقيه فمن يقطف الوردة لا يملك أن يعيد إليها النضارة.
مما راق لي ،،
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفني مقال رآآآئع لأحد الآباء في حوار قل مانجده بين اب وابنته
في رسالة تفيض رقة وحناناً، من أب قلق إلى ابنته المراهقة، يرصد الكاتب الصحفي د. فايز بن عبدالله الشهري تحولات المراهقة في حياة بناتنا، وكيف نتعامل مع قضية الحب في هذه الفترة من حياتهن، ليحذر بعقل وحكمة وقلب الأب من أن الحب لا يأتي عبر شاشة الجوال أو الحاسوب، وأن من يتسوّل الحب في الظلام قد يجد من يبيعه "مقدماً" حباً مغشوشاً، ولكن الثمن "المؤخر" لا يمكن تسديده إلاّ بأحزان بقية العمر.
وفي مقاله "يا بنتي.. الحب لا يأتي عبر الشاشة!" بصحيفة "الرياض" يقول الكاتب:
ابنتي العزيزة.. أعلم أنك في مرحلة عمرية حرجة.. وأعلم معاناتك في عنفوان النضج والاحتجاج، حيث تتعارك الطفلة والأنثى في جسد صغير واحد.. وأعلم أنكِ يا قرة عيني كبرتِ ولم تعودي تحبين الهدايا ذات اللون الوردي، فأنتِ أصبحت فتاة ناضجة كما ترددين، ولا أدلَّ على ذلك من مكوثك الطويل أمام المرآة للتأكد من زينتك وحسن تناسق الألوان.. أعلم يا ابنتي كل هذا، ولكنك مازلتِ في نظري أيضاً صغيرتي التي تنتظرني خلف الباب لأناديها وأخرج لها قطعة الحلوى كلما عدت من سفري، أنتِ لم تكبري بعد في عيوني، والدليل الآخر أنني مازلت أشتري لك دمية "الدبة"، وأحضر لك القصص الملوَّنة.. لا تظني أنّني لم أستوعب الزمن وكيف عبرتِ كل هذه السنوات لتقفي أمامي اليوم ثائرة تتساءلين وتحتجين كيف أنني لا أفهمك، بعد أن كنتِ تهددين الناس بأبيك الذي أشغلتِ الكون كله بالحديث عن سيرته وعبقريته.. أعلمُ يا شمس حياتي أن هذا السلوك - الذي لن أغيره - يغضبك في بعض الأحيان ويرضيك في أحيان أخرى.
ابنتي العزيزة:
أراكِ منذ مدة لا تسمحين لأحد بلمس هاتفك (الجوال) أو الاقتراب من جهاز الحاسب الخاص بك، وألاحظ أن معظم أسئلتك هي في كيفية تأمين أجهزتك من عيون الفضوليين.. صغيرتي الحبيبة: هذا حق لك، وأجهزتك وغرفتك سيبقى لها خصوصيتها واحترامها، وهذا أمر لا جدال فيه، ويعرفه أهل البيت كلُّهم.. أتذكرين يا نور عيوني كيف عنّفت أخاك حينما نقل معلومة خاصة وحسّاسة كان عرفها من جهازك النقّال في غفلة منك، تلك المعلومة أقلقتني كثيراً ولم أهنأ بعدها بنومي، ولا شك أن لثورة أخيك ما يبررها، ولكنني يومها رأيتك ابنتي الصغيرة التي تحتاجني إلى قربها كما لم تحتاجني في كل ما مضى من عمرها.
صغيرتي وحبة قلبي:
إن شاشة الهاتف الجوّال التي قد تحمل لك المقاطع العاطفية، وربما الرسائل الرومانسية والقلوب الحمراء صباح مساء لن تشبع روحك ولن تملأ وجدانك إلا بالمزيد من الخيالات والأحلام التي سرعان ما تنهار لحظة أول مواجهة مع الواقع.. أعلم أن حولكِ من يرين هذا تطوراً طبيعياً وسلوكاً عصرياً.. وأعلم أنّهن وأنّهم يصورون البنت التي لا تمشي في أزقة الإنترنت وتلتقط نثار حلمها بصور الجمود والتخلف، وأعلم أيضاً أنّهن وأنّهم يتحدثون بازدراء عن كل فتاة لا تتسوّل الاهتمام ولفت النظر بعينيها وجوالها وحركاتها في السوق والمطعم والمقهى.
حبيبتي:
قولي لهم إنّ من يتسوّل الحب والاهتمام في الظلام قد يجد من يبيعه "مقدماً" حباً مغشوشاً، ولكن الثمن "المؤخر" لا يمكن تسديده إلاّ بأحزان بقية العمر.. يا فرحة أيامي: لا تلقِ بقلبكِ على قارعة الطريق فقد تبدأ مغامرة لذيذة وتنتهي مأساة مدويّة على كل الشاشات. اسمعيني يا بنتي.. الحب لا يأتي عبر الشاشة!
قال ومضى: لا تصدقيه فمن يقطف الوردة لا يملك أن يعيد إليها النضارة.
مما راق لي ،،