إننا لابد أن نعلم أن الدنيا بحر تاه فيه من تاه .... وغرق فيه من غرق وأن الجنة هي الساحل وهي بر الأمان .
ومن المعلوم أن سعادة الوصول إلى بر الأمان أعظم بكثير من لذة السفر في بحار الدنيا .
* فالدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها .
وليس المقصود بكلمة " ولا تعمروها " أننا ندعو الناس لترك العمل والتكاسل عن إعمار الكون .... وإنما المقصود هو ألا تصبح الدنيا أكبر همنا وألا تصبح الدنيا هي الشغل الشاغل عن الآخرة والاستعداد لها .
* ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " رواه البخاري
ولا ينبغي أن ننسى أن الجنة هي منازلنا الأولى ...
فقد كنا نسكن الجنة حتى أخرج منها أبونا آدم ( عليه السلام ) .
فلابد أن نحرص على أن نعود مرة أخرى إلى أوطاننا .
* أخي الحبيب : أما آن الأوان لكي تعود من رحلتك في بحار الدنيا التي خاطرت فيها بحياتك إلى ساحل الجنة ( بر الأمان ) .
فحي على جنات عدن فإنها
منازلُك الأولى وفيها المخيمُ
ولكننا سبيُ العدو فهل تُرى
نعود إلى أوطاننا ونسلمُ
قال إبراهيم بن أدهم : ( نحن نسل من نسل الجنة ، سبانا إبليس منها بالمعصية ، وحقيق على المسبي ألا يهنأ بعيشه حتى يرجع إلى وطنه )
منقول من كتاب يوم في الجنة للشيخ محمود المصري