شهر رمضان من سنين مضت كان له طعم اخر رغم الفقر الذي كان
يعاني منه معظم الناس وكانت ابواب الخير مفتوحة وكان سابع جار
لايفطر اذالم يوزع على جيرانه ما لديه من طعام حتى لو كان طبق من
الرز باللحم او غيره او المهلبية مثلا اما الجار الذي يقدم اليه هذا الطبق
فانه حتما قد قام بالتوزيع على جيرانه حسب مقدرته اما هذا الطبق
فلا يرجع خاويا بل في اليوم التالي يجب ان يكون قد مُلاْ ينوع
من الطعام وهكذا وكان المسحراتي ينتظره الجميع في وقت السحور
حيث يقومون باعداد الطعام في هذا الوقت في حين لم تكن
الثلاجات قد وجدت في كل البيوت وعند صلاة الصبح كان جميع المصلين
من اهل الحي متواجدين في المسجد سواء في عز البرد او في
حر الصيف وكان الايمان يملاْ قلوبهم فرحين بهذا الشهر الكريم يقرأون
القران ويختمونه عدة مرات في الوقت الذي يقوم الناس بعد الذهاب
الى بيوتهم ومنهم من يقوم بقيام الليل ومنهم من ينام منتظرا وقت
السحور ولم يكونوا يضيّعوا تلك الفرصة الذهبية في السهر او
اللعب ومع وجود التلفزيون عند البعض فلم تكن هناك تلك
المسلسلات والاغاني والرقصات ولم تكن هناك فضائيات حتى
ينافسون بعضهم بعضا كانهم في حلبة المصارعة غير راعين حرمة
هذا الشهر اما الاطفال كانوا لايسهرون كما يحدث الان لانهم لم
يتعودوا على ذلك ولم يكونوا يتعلمون من المسلسلات سوى مايتلقونه
من العلم في مدارسهم وقد تغير الحال الان لان الاطفال اصبحوا اكثر اشتياقا للمسلسلات التي لاتناسب سنهم واكثر دراية عن مجريات
الاحداث في تلك المسلسلات واسماء المشاركين فيها والاباء لايعلمون
عنهم متى يذهبون الى فراشهم وهل قاموا باداء صلاة الفجر اما اذا
لم يكن لديه التزام بالدراسة في ايام العطل فانه لايقوم من فراشه
الا قبيل اذان المغرب بدقائق لانه قد نام مع طلوع الشمس فهل
نحن في زمن نكرم هذا الشهر لكي نرضي الله عزوجل في العبادات
وننصح ابنائنا بالابتعاد عن مشاهدة المسلسلات والسهر الطويل
وحرصهم على العبادات ام نضع الحبل على الغارب ونقول ان
زمنهم غير زمننا الذي مضى ؟
خارج السرب